لم ترض جماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها عما يكشفه يوميًا مسلسل «الاختيار 3» من حقائق لتاريخ مصر الحديث مُصحوبة بالأدلة والبراهين والكاشفة لخداعهم وتدليسهم طوال فترة توليهم الحكم.

لذا لجأت إلى استخدام الصفحات المُمولة لنشر «بوستات» منسوخة تتجاهل ما جاء من تسريبات وحقائق كشفها مسلسل الاختيار، وتعرض توافه الأمور لتجميل صورتها وصورة رئيسها السابق محمد مرسي، في محاولات بائسة للدفاع عن نفسها وعنه.

رصدنا في «الدستور» بعض تلك الصفحات وما تم تداوله عليها من «بوستات» منسوخة ومكررة لكشف محاولات الجماعة ولجانها الإلكترونية الكاذبة للتضليل.

«كنت ساكنة جمبه في التجمع، وكان بينزل يصلي الفجر من غير حرس وكانت المسافة من بيته لمسجد فاطمة الشربتلي مش أقل من 150متر، كان بيمشي هو وابنه أو لوحده لحد المسجد ومن غير حرس، وكان بينزل قبل الآذان ما يأذن عشان ناس كتير بتعطله لحد ما يوصل المسجد ما بين سألين وناس بتسلم وجيران بتتهافت على السلام عليه». 

كان ذلك مضمون أكثر المنشورات المنسوخة الذي تداولته صفحات الجماعة الإرهابية بأعداد ضخمة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وقصدت فيه الحديث عن رئيسها الراحل محمد مرسي، في محاولة من خلال لجانها الإلكترونية للترويج لفكرة تدين رئيسها المعزول بمجرد ذهابه إلى المسجد للصلاة.

وما يكشف ادعاء وكذب الجماعة الإخوانية، هو تداول ذلك المنشور بصورة منسوخة على العديد من صفحات التواصل الاجتماعي، بنفس الصيغة الذكورية «كنت ساكن جمبه» على صفحات تحمل أسماء نسائية، وهو ما يوضح أن تلك العبارات ما هي إلا عبارات تم تأليفها ثم توزيعها على عدد من الصفحات في محاولة حجب نجاح مسلسل الاختيار وكشفه لأكاذيب تلك الجماعة.

تتبعنا في «الدستور» كذلك تاريخ إحدى الصفحات التي عرضت المنشور السابق، وتحمل اسم نسائي، للكشف عن حقيقة انتماء صاحبة تلك الصفحة ليتبين من خلال البحث تداول العديد من المنشورات الأخرة على هذه الصفحة التي تُشكك في انتماء صاحبتها.

وأبرز تلك المنشورات منشور باركت فيه صاحبة الصفحة للفريق السنغالي فوزه على المنتخب الوطني في مباراتهما الأخيرة وتأهل بسببها الفريق السنغالي إلى كأس العالم.

وجاء ت عبارات المنشور كالتالي «مبروك لفريق السنغال.. كنت بدعي إنكم تكسبوا»، ذلك المنشور الذي يُشكك في انتماء صاحبة الصفحة وتوجهاتها.

ونظمت صاحبة الصفحة كذلك بعض المسابقات المجهولة التي أطلقت عليها «دينية»، وأعلنت عن هدايا يتم إهدائها للفائز عن طريق التواصل معها على «الخاص».

وعرضت ذات الصفحة من قبل بعض المنشورات الشامتة في عدد من المسئولين عند إصابتهم بفيروس كورونا، كان من بينهم سامح شكري وزير الخارجية، وكتبت على خبر إصابته: «ألف شكر لكورونا القمر.. نسأل الله التساهيل».

صفحة أخرى حملت اسم «همسة راقية»، كشفت عنها «الدستور» عرضت العديد من المنشورات التي ترجح انتماؤها لجماعة الإخوان الإرهابية.

وعرضت الصفحة سخرية من الفنان ياسر جلال القائم بدور الرئيس عبد الفتاح السيسي في مُسلسل «الاختيار» باعتباره سيفوز بكل جوائز المسابقات على اختلاف مجالها نتيجة قيامه بأداء هذا الدور.

كذلك سخرت الصفحة من الفنان أحمد بدير عن دوره في مسلسل «الاختيار 3» الذي يُجسد فيه شخصية وزير الدفاع حينها المشير حسين طنطاوي، إذ ربطت بين دوره في المسلسل ودوره في مسرحية ريا وسكينة، وكان يقوم فيها بدور «الصول عبد العال» بعبارات ساخرة غير لائقة.

وتداولت ذات الصفحة منشورًا قبل ظهور شخصية الرئيس عبد الفتاح السيسي في المُسلسل التي جسدها الفنان ياسر جلال، تضمن سخرية من المخرج وموقفه حيال ظهور الرئيس هل سيجسده شخصًا أم سيظهر على شكل نور مثل الرُسل والأنبياء في الأعمال الفنية.

وتتبعت «الدستور» تاريخ إنشاء صفحة «همسة راقية» التي عرضت تلك المنشورات المشبوهة، إذ تبين أنها مدونة شخصية تم إنشائها في 14 أبريل عام 2017، كما تبين أنه يديرها 4 أشخاص من مصر ولم يتغير مسماها منذ إنشائها.