في أعقاب خسارة عمران خان التصويت بحجب الثقة في البرلمان الباكستاني، اعتمدت الجمعية الوطنية الباكستانية الأحد، شهباز شريف وشاه محمود قريشي مرشَّحَين لمنصب رئيس الوزراء الجديد، الذي سيجري التصويت عليه اليوم الاثنين.

فيما يشير معظم التوقعات إلى أن شهباز شريف هو المرشح الأبرز لخلافة عمران خان، أول رئيس حكومة في تاريخ باكستان تطيح به مذكرة حجب الثقة.

ووسط الدراما السياسية الكبيرة في باكستان، انتشرت عدة مقاطع فيديو لرئيس الوزراء المحتمَل شهباز شريف في مناسبات مختلفة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي. في مقاطع فيديو مجمعة، يمكن رؤيته وهو يطرق ميكروفونات المنصة بإيماءات يده في مناسبات مختلفة.

مَن شهباز شريف؟

وُلد شهباز في 23 سبتمبر/أيلول 1951 لعائلة كشميرية تتحدث البنجابية في لاهور. والده محمد شريف رجل أعمال وصناعي من الطبقة المتوسطة العليا. بعد إتمامه الدراسة الثانوية حصل على بكالوريوس الآداب من جامعة الكلية الحكومية في لاهور.

بعد التخرج انضمّ إلى شركة عائلته المالكة لمجموعة "اتفاق"، وانتُخب رئيساً لغرفة تجارة وصناعة لاهور عام 1985.

وبدلاً من إدارة أعمال العائلة التجارية، فضّل الانضمام إلى العمل السياسي على غرار شقيقه الأكبر نواز شريف.

وعقب الانقلاب العسكري الذي دبره برويز مشرف عام 1999، قضى شهباز مع أخيه وعائلته سنوات من المنفى الذاتي في المملكة العربية السعودية، وعادوا إلى باكستان عام 2007.

وتولى شهباز رئاسة حكومة إقليم البنجاب، أكثر الأقاليم الباكستانية سكاناً، بعد أن انتخبه برلمان إقليم البنجاب عام 2013، بعد يوم من انتخاب شقيقه نواز رئيساً لوزراء باكستان للمرة الثالثة. في السابق شغل شهباز منصب رئيس وزراء البنجاب ثلاث مرات في حياته السياسية، مما جعله رئيس وزراء البنجاب الأطول خدمة.

زعيم المعارضة الباكستانية

يشغل شهباز شريف حالياً منصب رئيس حزب الرابطة الإسلامية، أكبر أحزاب المعارضة، وهو زعيم المعارضة في الجمعية الوطنية الباكستانية منذ 20 أغسطس/آب 2018 حتى 10 أبريل/نيسان 2022.

وعلى الرغم من العلاقة المتوترة بين شهباز شريف والجيش، لا سيما بعد الإطاحة بحكومة شقيقه نواز عام 1999 ونفيهم مع عائلاتهم، فإنه اتخذ نبرة أكثر تصالحية خلال السنوات الأخيرة، إذ دعا قُبيل انتخابات 2018 إلى تجاوز الخلافات مع الجيش، عارضاً العمل مع الجنرالات حال انتخابه رئيساً للوزراء.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2019 جمّد ديوان المحاسبة الوطني 23 عقاراً يملكها شهباز ونجله حمزة شريف، بتهمة غسل الأموال التي اعتُقل على أثرها في 28 سبتمبر/أيلول 2020 وسُجن على ذمة المحاكمة. وفي 14 أبريل/نيسان 2021 أفرجت عنه محكمة لاهور العليا بكفالة.

على مشارف السلطة

في خطابه أمام البرلمان بعد الإطاحة بحكومة خان، قال شهباز شريف: "نشكر الجميع على تضحياتهم، والآن باكستان تعمل على أساس الدستور والقانون"، معرباً عن أمله في أن يدفع التحالف الذي يقوده باكستان نحو التقدم.

ومن شأن التحالف البرلماني الذي شكّله شهباز شريف بين أحزاب متنافرة أن يصعد به اليوم الاثنين على رأس السلطة في باكستان البالغ عدد سكانها 220 مليون نسمة. فيما تنتظره مهمة صعبة لتشكيل ائتلاف حكومي مع حزب الشعب الباكستاني اليساري وجماعة علماء الإسلام المحافظة.

لكن المراقبين للشأن الباكستاني لا يتوقعون صمود التحالف الظرفي الذي تَشكَّل بهدف الإطاحة بخان وحكومته، لأن البلاد دخلت أجواء الانتخابات المقرر عقدها في أكتوبر/تشرين الأول 2023 على أبعد تقدير.

TRT عربي