مشوار طويل ومتنوع قطعه الفنان محمد شاهين، صاحب الشخصية الأكثر غرابة فى الموسم الرمضانى الحالى «قدرى الزيات» فى مسلسل «سوتس»، التى أخرج من خلالها مخزونه الفنى الذى جمعه خلال الفترة الماضية، ليتحول إلى «الجوكر الجديد» بأداء هادئ دون صخب.

ولد «شاهين» فى ١٣ فبراير ١٩٨٠، وتدرج فى مختلف المراحل الدراسية، إلى أن تخرج فى كلية التجارة جامعة القاهرة، التى شهدت بداية مشواره الفنى على مسارحها، وحصوله على جائزة أفضل ممثل عدة مرات فى مسابقات جامعية متنوعة.

الانطلاقة الحقيقية كانت من خلال التحاقه بورشة مركز الإبداع الفنى تحت إشراف المخرج خالد جلال، ثم ظهر فى أعمال سينمائية شهيرة مثل «حريم كريم»، و«حليم» فى عامى ٢٠٠٥ و٢٠٠٦.

حصل «شاهين» على مساحة فنية أكبر من خلال المسلسل الكوميدى «تامر وشوقية» بمواسمه الأربعة، بعدها شكّل ثنائيًا مميزًا مع الفنان أحمد مكى من خلال شخصية «توماس»، الشاب الأمريكى صديق «جونى» فى مسلسل «الكبير أوى»، وفيلمى «لا تراجع ولا استسلام»، و«سيما على بابا»، كما شارك فى موسم دراما رمضان ٢٠١٣ بمسلسلى «نكدب لو قلنا مبنحبش»، و«نيران صديقة».

وانتقل «شاهين» من الكوميديا إلى التراجيديا باللقاء الأول مع العملاق الدكتور يحيى الفخرانى، فى مسلسل «ونوس» بشخصية «عزيز»، سائق التاكسى الذى يحب ابنة خالته ويعانى من أجل تدبير نفقات الزواج.

ويحرص «شاهين» على التدقيق فى اختيار أعماله، لأنه مؤمن بأن البدايات مهمة حتى لو كانت الأدوار صغيرة، ويعتبر أن أدواره السابقة فى «تامر وشوقية»، و«الكبير أوى» تدخل فى الإطار الكوميدى و«الشخصيات الغريبة» التى تتميز بألوان شعر مميزة أو الملابس الغريبة أو طريقة الكلام المثيرة للسخرية، وأنها كانت ملائمة للبدايات.

استفاد «شاهين» من مركز الإبداع الفنى للمخرج الكبير خالد جلال، ليشق طريقه فى المجال الفنى قبل ١٧ عامًا، بالتعاون مع مصطفى قمر فى السينما، ثم انتقل إلى الدراما من خلال شخصية «ياسر» فى سيت كوم «تامر وشوقية».

ويعد التعاون مع النجم أحمد مكى نقلة كبيرة فى حياته، لأنه أتاح له مساحة واسعة لإثبات جدارته الفنية، من خلال شخصية رئيسية فى أحداث المسلسل الكوميدى الشهير «الكبير أوى»، ثم العمل معه فى السينما من خلال «لا تراجع ولا استسلام» أو «سيما على بابا». 

كانت الكوميديا هى المسيطرة على أدوار «شاهين» فى البداية، لكن مع مرور الوقت أثبت أنه قادر على التلون، وأخذت أدواره منحنى مختلفًا هو الجدية، فوجدناه فى «السبع وصايا» و«من الجانى» و«نيران صديقة» بشكل مختلف تمامًا، فاستطاع أن يبرهن على أنه ممثل كبير ينتظره مستقبل واعد.

شهدت السنوات الماضية تفجرًا فنيًا لموهبته أهّله للوقوف أمام الكبار، أمثال «الفخرانى»، ثم الراحل الساحر محمود عبدالعزيز فى «راس الغول»، ومؤخرًا تألق أمام آسر ياسين ولفت الأنظار إليه بقوة من خلال مسلسل «سوتس بالعربى»، الذى يلعب فيه دور المدير «الرخم» المتطفل الذى يتلذذ بالتطفل على الموظفين واستعراض سيطرته عليهم.

تثبت الأيام أن «شاهين» ممثل كبير ولديه الكثير لتقديمه، وبإمكانه تلوين جلده الفنى بمهارة فائقة، فهو يجيد انتزاع الضحكات كما يجيد حصد التعاطف، والتسبب فى بكاء الجمهور أو استفزاز مشاعرهم، لدرجة استخدام تعليقاته وردوده للسخرية والضحك على مواقع التواصل الاجتماعى.