بخلاف الكولونيل الذي تتمحور عليه إحدى روايات غابرييل غارسيا ماركيز كان الكاتب الكولومبي يتلقى رسائل كثيرة من مشاهير آخرين، من بينهم الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون والممثل والمخرج وودي آلن وسواهم، وفق معرض يقام في المكسيك حيث أمضى "غابو" جزءاً كبيراً من حياته.

وأتاح نجل ماركيز وحفيدته للجمهور قراءة نحو 150 رسالة تلقاها الكاتب الكولومبي الذي توفي عام 2014، من بين مرسليها أيضاً الممثل الأمريكي روبرت ريدفورد والمخرج الألماني فيم فندرز وآخرون.

واحتلت مكانة بارزة في المعرض الرسائل المتبادلة بين مؤلف كتاب "مئة عام من العزلة" والرئيس كلينتون والـ"ليدر ماكسيمو" كاسترو.

وقال نجل ماركيز الأصغر غونزالو غارسيا بارشا إن "اتصالات ودية كانت تربط غابو بالرجلين"، معتبراً أن والده تولى "دور الموفّق بينهما".

غونزالو بارشا: اتصالاات ودية كانت تربط بين ماركيز وكلينتون وكاسترو         (courthousenews)

وأضاف الابن، وهو فنان غرافيك، وجود "أدلة على أن غابو أقام اتصالاً بين رئيسَي الدولتين في محاولة لتحسين علاقتهما، وهو موضوع لا يزال راهناً".

وحظرت الولايات المتحدة كل التبادلات التجارية مع الجزيرة الشيوعية منذ عام 1962، وتطالب دول أمريكية لاتينية، وفي مقدمها المكسيك، برفع الحظر الأمريكي المفروض على هافانا.

وعلى ورقة يتصدرها شعار البيت الأبيض تعود إلى فبراير/شباط 1997 شكر كلينتون الذي كان أعيد انتخابه لولاية ثانية في البيت الأبيض "العزيز غابرييل" على موقفه الإيجابي من عهده.

وكتب كلينتون رسالته بخط اليد كما فعل وودي آلن في بضع كلمات أرسلها من نيويورك وجاء فيها: "خطرت ببالي، حظاً سعيداً. وإذا احتجت إلي، في أي شيء، اتصل بي".

أما رسائل فيدل كاسترو فكانت بمثابة تعبير عن الصداقة للكاتب الكولومبي الذي كانت له أيضاً علاقات مع قادة الديمقراطيات الأوروبية الاشتراكيين في تلك الحقبة كالفرنسي فرنسوا ميتران والإسباني فيليبي غونزاليس.

"عزيزي غابو". (AP)

وكتب كاسترو لماركيز في إحدى الرسائل المؤرخة في أكتوبر/تشرين الأول 1987: "تلقيت كتابك.. آمل ألا يمر وقت طويل قبل أن تعود إلى هنا، سيكون لدينا بلا شك الكثير ليقوله أحدنا للآخر، أهنئك بولادة حفيدك وكذلك أهنئ الجدة والوالدين".

وكان غارسيا ماركيز يتلقى أيضاً رسائل من أصدقائه الكتّاب، كالمكسيكي كارلوس فوينتيس الذي تمنى له عيداً سعيداً بمناسبة بلوغه الخامسة والثمانين عام 2012 قائلاً له: "تصوّر أننا نعرف بعضنا منذ نصف قرن!".

وتكشف رسائل متبادلة مع فائز آخر بجائزة نوبل هو الشاعر التشيلي بابلو نيرودا صداقة أخرى طويلة الأمد، وجاء في رسالة حملت توقيع بابلو: "عزيزي غابي، قصة 12 يوليو/تموز ليست مزحة، سنفتتح حانة الحصان الأخضر".

وأوضح الابن غونزالو غارسيا بارشا أن هذه الرسالة تتعلق بلقاء بين الصديقين في باريس عام 1972.

ولاحظ أن "رابطاً بين كل هذه الرسائل، إذ توحي بأن هؤلاء الأشخاص قرؤوا مؤلفات غابو، وليسوا كمن يراسل أحد المشاهير فحسب".

وينظم المعرض في إطار الذكرى الأربعين لحصول غابرييل غارسيا ماركيز على جائزة نوبل للآداب عام 1982، ويقام في منزله القديم الذي حُوّل مركزاً ثقافياً، أقامت فيه حفيدته إميليا غارسيا مزاداً علنياً باعت خلاله بعضاً من ملابسه.

وأمضى غبريال غارسيا ماركيز، أبرز كاتب كولومبي في القرن العشرين، جزءاً كبيراً من حياته في المكسيك حيث توفي في 17 أبريل/نيسان 2014.

TRT عربي - وكالات