قال موقع «ذي هيل»: إن الديمقراطية في البلدان الأفريقية تمر بنقطة تحول.
وبحسب مقال لـ «هيرمان ج. كوهين»، مساعد وزير الخارجية الأمريكية السابق للشؤون الأفريقية، قبل 60 عامًا، بدأت الحكومات البريطانية والفرنسية والبلجيكية في نقل 45 من مستعمراتها الأفريقية إلى الاستقلال.
وتابع يقول: ورثت معظم الدول الجديدة الديمقراطيات متعددة الأحزاب من السادة الاستعماريين السابقين، ومع ذلك، لم يمضِ وقت طويل قبل أن يبدأ العديد من تلك الديمقراطيات الشابة في التحول إلى ديكتاتوريات الحزب الواحد، لكن في النهاية، أدت القرارات السيئة وسوء الإدارة إلى عودة البندول إلى الاتجاه الآخر.
ومضى يقول: جلبت التسعينيات دساتير جديدة ومؤتمرات وطنية وانتخابات متعددة الأحزاب، لكنني أخشى أن البندول قد بدأ في التأرجح مرة أخرى في بعض البلدان في القارة الأفريقية، وأن الديمقراطيات معرضة مرة أخرى لخطر الانحدار.
وتابع: أصيب معظم قادة أفريقيا الرواد بعد الاستقلال بخيبة أمل من أنظمتهم الديمقراطية وبدأوا في التحول إلى الحكم الاستبدادي، وألغيت الديمقراطية التعددية، وتم تثبيت ديمقراطية الحزب الواحد.
وأضاف: برر القادة الأفارقة حكم الحزب الواحد على أسس ثقافية، وجادلوا بأن الأفارقة غير مرتاحين للجدل العام الساخن السائد في الأنظمة متعددة الأحزاب.
واستطرد: أصبح كل نظام دولة ذات حزب واحد سلطويًا، في الأساس، وتم حظر المعارضة السياسية، وتم خنق الخلاف المشروع، وأصبحت البرلمانات أختامًا مطاطية لقيادة الحزب، وكانت دولة الحزب الواحد الأفريقية في الأساس دكتاتورية خيرة يمكنها اتخاذ قرارات سيئة وتفلت من العقاب.
وأردف: على سبيل المثال، أمَّمت العديد من الدول الشركات الخاصة، بما في ذلك البنوك وشركات التأمين والمزارع وشركات التعدين، وتم توظيف الآلاف من الموظفين الذين لم تكن هناك حاجة إليهم. ومضى يقول: نتيجة لذلك خسرت الشركات المال، وطلبت إعانات حكومية للبقاء على قيد الحياة، وسُلبت الأموال المخصصة لدفع الإعانات من الخدمات الصحية وصيانة البنية التحتية والتعليم، وأصبحت الحكومات سلطوية بشكل متزايد لاحتواء سخط السكان، وفي العديد من البلدان، مثل نيجيريا ومالي وغانا، نشأ دكتاتوريون عسكريون ليحلوا محل المدنيين.
وتابع: شهدت الديمقراطية انتعاشًا في أوائل التسعينيات، بحلول ذلك الوقت، كان المزيد من الشباب الأفارقة قد حصلوا على التعليم العالي ووفروا الزخم الرئيسي للحركات الديمقراطية.
وأشار إلى أنه بعد كتابة دساتير جديدة، انتخبت مختلف المؤتمرات الوطنية رؤساء وزراء من بين صفوفها، وبدأ هؤلاء الرؤساء الحكوميون الجدد العمل في جو عام من النشوة.
وبحسب الكاتب، كانت فكرة السياسة التي يتخذها المواطنون الأفارقة من خلال ممثليهم المنتخبين ديمقراطياً تحرز تقدماً ببطء، في مالي والسنغال وجنوب أفريقيا وبوتسوانا وناميبيا وتشاد.
وتابع: غير أن آخرين استسلموا للفساد وتزوير الانتخابات والحصرية العرقية.
وأردف: الآن، تجد العديد من الديمقراطيات نفسها في وضع غير مستقر، أدت الانقلابات العسكرية الأخيرة في مالي والنيجر وتشاد إلى تراجع البلدان، في موزمبيق، تورط الحزب الحاكم بفضيحة مالية، وفي بنين، يبدو أن الرئيس باتريس تالون يؤسس دكتاتورية مدنية.
ومضى يقول: لكن الوضع في أفريقيا لا يخلو من بعض التطورات الإيجابية، في أنغولا، ويعمل الرئيس جواو لورينسو على استرداد مئات الملايين من الدولارات التي يُزعم أن عائلة الرئيس السابق دوس سانتوس سرقتها، وينطبق الشيء نفسه على جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث وقّع الرئيس فيليكس تشيسكيدي عقدًا مع شركة أمريكية لتقديم المشورة لوكالته لمكافحة الفساد بشأن استرداد ملايين الدولارات المزعوم تحويلها إلى عائلة سلفه جوزيف كابيلا وشركائه.
واختتم بقوله: لحسن الحظ، هناك دلائل على أن الشباب الأفارقة الذين يرتقون إلى مناصب السلطة يركزون على احتياجات دولهم، وهناك طريق طويل يجب المضي فيه، رغم أنه اعتبارًا من عام 2020، عادت موضة الانقلابات العسكرية من جديد.
