سفر القضاة


سفر القضاة هو السفر السابع في ترتيب اسفار العهد القديم، والسفر يحكي عن الفترة التي تلي دخول الشعب إلى أرض الموعد واستقرارهم فيها.. فبدخول الشعب إلى أرض كنعان اختلطت بعض الأسباط مع شعوب الأرض الغريبة وبدأوا يتمثلون بهم فظهرت في حياة شعب الله خطية جديدة وهي خطية الارتداد عن الرب، وبدأ الرب يقيم لشعبه قضاة لكيما يقودوا الشعب.. وكان القضاة يقومون بدور القيادة للشعب فكان القضاة لا يقضون فقط للشعب بل كانوا يقومون أيضا بعمل سياسي ويقودوا الشعب في حروبهم ضد الشعوب المحيطة إلى جانب حل مشكلات الشعب وإعلان الوصية لهم.

يبدأ عصر القضاة بقصة عثنائيل القاضي الأول وينتهي بقصة صموئيل – وهو آخر القضاة – الذي أقام شاول ملكاً.. وبدأ بعده عصر الملوك، كان الله هو الذي يقيم القضاة لشعبه وكان القضاة يحكمون الشعب ويرعونهم. استغرق عصر القضاة حوالي ٤٠٠ عام .

اهم موضوع يعرضه السفر هو موضوع الردة عن معرفة الإله الحقيقي وذلك بسبب اختلاط شعب اسرائيل بالشعوب المحيطة. والردة اخذت أشكال كثيرة؛ سواء ردة عن الإيمان والعبادة اليهودية أو ردة عن الحياة الروحية أو عن الممارسات الدينية..

كانت أهم أسباب هذه الردة هو إما الخلطة الرديئة أو التاثر بالعبادات الغريبة أو عدم يقظة الرعاة المسؤلين عن الشعب أو عدم استجابة الشعب للرعاة الأمناء.

ولا يزال موضوع الردة هو احد مشكلات الرعية في كل العصور والردة الروحية أو الفكرية أو الايمانية لاتزال معتمدة على هذه الأسباب، ولازلنا نرى في كل عصر من يتأثر بالأفكار الجديدة ومن يتأثر بشهوات العالم.. الخ، من الأمور التي تجعل الانسان يرتد عن طريق الرب .

فبينما كان هناك من يرتد عن طريق الرب، فكان البعض يعبدون الآلهة الغريبة على المرتفعات، واحتفظ البعض الأخر بعبادة الرب في شيلوة حيث كان تابوت عهد الرب، ففي شيلوه كانت تقدم الذبائح وكثيرون احتفظوا باحتفالهم بالأعياد التي أمر الرب بها وكثيرون حرصوا على الممارسات الروحية من شرائع وذبائح ونذور الخ .

فالسفر يؤكد انه مهما كان العصر الذي نعيش فيه يعاني من أشكال من الردة إلا أن أولاد الله يمكنهم الاحتفاظ بمبادئهم وممارساتهم الروحية التي تسلموها من الآباء .

السفر يحفل في مرات كثيرة بقصص حروب ودماء بينما نحن في عهد النعمة نتمسك بفكرة المحبة والسلام والابتعاد عن الدم، إلا أن قصص السفر كانت إشارة إلى الحروب الروحية التي يجتازها أولاد الله .

السفر أيضا يحكي عن أثر المعاشرات الرديئة . فكان دور القضاة محاربة الخلطة بين شعب الله والشعوب الغريبة . وبقدر ما ينجح القاضي في مقاومة الخلطة بقدر ما يحتفظ بالشعب.. السفر أيضا يحكي عن خضوع الشعب للقاضي، وكيف كان هذا يحفظهم من الإنحراف، وهذا يوضح أهمية خضوع الرعية للراعي الأمين.

سفر القضاة يهتم أيضا بفكرة الرعاية الأمينة للشعب فبقدر ما كان القاضي يعيش أمينا في حياته يصير له عمل قوي وسط شعبه، أما عندما ينخدع بالعالم يتعرض هو للهلاك ويعرض شعبه للمذلة .

كانت شخصيات القضاة ترمز بطريقة ما إلى شخص الرب يسوع المسيح، فكما كان القاضي رئيساً للشعب جاء يسوع لتكون الرئاسة على كتفه، لكن ليس رئاسة من أجل الكرامة لكن من أجل الخدمة والشهادة وتحمل المسؤلية من أجل خلاص الشعب، وبينما كان القاضي يخلص شعبه خلاصاً زمنيًا من الأعداء أو المشكلات كان يسوع مخلصاً وفادياً للشعب ليحمل عنهم خطاياهم.. نعم كان للقضاة اخطائهم.. أما الرب يسوع وحده فكان بلا خطية.. وبينما كان العنف يظهر في حياة بعض القضاة إلا أن الرب يسوع جاء وديعا متواضعاً.. كحمل بلا عيب حمل خطايا شعبه ومات عن العالم كله ليخلص كل انسان.

سفر القضاة يعرض أخطاء الشعب لكنه يشرح أيضا كيف انه في وسط كل هذه الضعفات الكثيرة والهزائم هناك دائما من هو أمين ليقيمه الرب ليشهد له ويرد شعبه عن طرقهم المعوجة.. حتى وإن كانوا أشخاص بسطاء جداً ونحن في وسط جيل له أشكال كثيرة من الردة .. ردة عن الافكار النقية وردة لمحبة المال والكرامة وردة عن الايمان.. الخ , لكن في وسط هذه المشكلات فان الله دائما قادر ان يقيم من يرد شعبه عن ارتدادهم.

سفر القضاة هو سفرا للرجاء فبينما يتحدث السفر عن سقطات كثيرة لكنه يمنحنا رجاء في ان الله يستطيع ان يغير الامور و يمتعنا بنصرة جديدة و ينقذنا و يحفظنا ..

تاريخ الخبر: 2022-06-30 12:21:37
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

البرج: مشاريع في المياه والتهيئة برأس الوادي

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 03:24:13
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية