اتسعت دائرة الأطراف الداعمة لرئيس الحكومة الليبية المكلّف من البرلمان فتحي باشاغا في المنطقة الغربية والمؤيدة لتسلمه السلطة، ما عزّز موقفه وموقعه أمام منافسه عبد الحميد الدبيبة.
وأظهرت العديد من الأطراف العسكرية والسياسية البارزة بالغرب الليبي وحتى المكونات الاجتماعية، في الفترة الأخيرة، انحيازا لافتا إلى حكومة باشاغا، التي بدأت موازين القوى تميل لصالحها.
تسليم السلطة
في هذا السياق، طالبت فعاليات المنطقة الغربية وقياداتها السياسية والعسكرية والاجتماعية، اليوم الجمعة، بتسليم السلطة سلميا لحكومة باشاغا، باعتبارها الحكومة الشرعية للبلاد المكلفة من البرلمان، ودعت الدبيبة وحكومته إلى الرحيل.
وسبق أن انضمت مليشيات مسلحة بارزة من مدن مصراتة والزنتان والزاوية و ورشفانة، إلى قائمة المناصرين لباشاغا في معركته مع الدبيبة على السلطة، حيث أعلنوا استعدادهم للدفاع على شرعيته وشرعية حكومته، ولتمكينه من الدخول للعاصمة طرابلس لمباشرة مهامه.
كما أعلن عدد من أعيان وأهالي المنطقة الغربية والوسطى، تأييدهم لحكومته حتى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، ودعمهم لآمر المنطقة العسكرية الغربية أسامة الجويلي، في الحفاظ على مبدأ التداول السلمي على السلطة.
تحالفات عسكرية وسياسية
في الأثناء، يستمر الطرفان في تكوين تحالفات عسكرية وسياسية واجتماعية واستمالة اللاعبين المهمين في المنطقة الغربية، لحسم الصراع على السلطة، على وقع تحشيدات عسكرية واستعراض كبير للقوّة من الجانبين، وسط مخاوف من أن تكون القوّة هي الخيار الحاسم في هذا النزاع.
وتمثل العاصمة طرابلس، التي تضمّ المقرات الحكومية والمؤسسات السيادية، ويوجد بها أكبر وأقوى المليشيات المسلّحة، منطقة التنافس الكبرى بين الطرفين، هي خاضعة بشكل شبه كامل حتّى الآن لسلطة الدبيبة، المدعوم بقوّة من قبل جهاز "دعم الاستقرار" وقوة "حماية الدستور والانتخابات"، وكذلك من مليشيات "رحبة الدروع" و"فرسان جنزور"، في المقابل تحظى حكومة باشاغا بدعم كتيبة "النواصي".
أما في مدينتي مصراتة والزاوية، فتنقسم ولاءات المليشيات المسلحة بين الحكومتين، في حين تدعم مدينة الزنتان الخاضعة لسيطرة مليشيات أسامة الجويلي، بشكل شبه كامل باشاغا.
يشار إلى أن ليبيا تعيش منذ أشهر واقعاً سياسياً مأزوما، حيث احتدمت الخلافات ثانية بين الأفرقاء السياسيين، وانقسمت البلاد مجدداً بين حكومتين واحدة برئاسة الدبيبة وأخرى منتخبة من البرلمان، ويرأسها فتحي باشاغا.
