شغلت جريمة القتل التي اهتز على وقعها حي 11 ديسمبر 1960 ببلدية عنابة، أمسية الثلاثاء، الرأي العام المحلي الوطني وذلك بالنظر إلى الطريقة الشنيعة التي نفذت بها الجريمة والتي راح ضحيتها ثلاثة أطفال ووالدتهم، فيما قام رب العائلة والمشتبه فيه الرئيسي برمي نفسه من شرفة الشقة المتواجدة في عمارة حديثة الإنجاز، حيث ظهرت العديد من التأويلات، خصوصا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حول سبب الجريمة والطريقة التي نفذت بها وهي النقاط التي ستكشف عنها العدالة من خلال التحقيقات التي باشرتها مصالح الشرطة القضائية، في سياق ذي صلة، كشف مصدر موثوق لـ “آخر ساعة” أن مصالح الأمن شرعت في الاستماع لأقوال أفراد عائلتي الزوج والزوجة وحتى الجيران الذين أكد البعض منهم أنهم سمعوا الصراخ يتعالى في الشقة، قبل يرمي رب الأسرة نفسه من الشرفة.

هذا ما كشفته عملية تشريح الجثث من قبل الطبيب الشرعي

كشف مصدر عليم لـ “آخر ساعة” أن جثت الضحايا الأربعة تم تشريحها، اليوم ، من قبل الطبيب الشرعي على مستوى مستشفى “ابن رشد”، حيث كشف تقرير الطبيب الشرعي أن الأطفال الثلاثة تعرضوا لعملية خنق الواحد تلو الآخر وهو ما تسبب في وفاتهم في عين المكان، أما ربة البيت فقد تم ذبحها من قبل الجاني وهي النتائج التي من شأنها أن تعزز الدلائل التي قام برفعها أفراد الشرطة العلمية من عين المكان والتي ستكشف عن جانب آخر من هذه الجريمة الشنيعة.

حراسة مشددة على غرفة المشتبه فيه الرئيسي بمستشفى “ابن رشد”

نجح التدخل السريع لمصالح الحماية المدنية في الإسعاف السريع لرب العائلة والمشتبه فيه الرئيسي في إنقاذ حياته وهو ما سيسمح بفك شفرة هذه الجريمة، حيث تم نقله على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى “ابن رشد” وقد كشفت الفحوصات التي خضع لها من قبل الأطباء تعرضه لإصابات بليغة وكسور، خصوصا على مستوى الحزام الحوضي، في سياق ذي صلة، كشف مصدر عليم لـ “آخر ساعة” أن غرفة الإنعاش التي يتواجد فيها المشتبه فيه الرئيسي تتواجد تحت حراسة مشددة من قبل مصالح الأمن وذلك خوفا من عملية انتقامية من قبل أسرة زوجته من جهة وحماية للشاهد الرئيسي في هذه الجريمة التي تدور حولها الكثير من علامات الاستفهام التي تحتاج الإجابة.

أصدقاء الضحية يتجمعون بأعداد غفيرة أمام مصلحة حفظ الجثث

وقفت “آخر ساعة” لدى تواجدها في مستشفى “ابن رشد” على تجمع عشرات النسوة والفتيات أمام مصلحة حفظ الجثث وذلك تعبيرا عن صدمتهم وتضامنهم مع الضحية “ج.س” التي كان تسير روضة أطفال على مستوى شارع “بوزراد حسين” وكانت معروفة بحسن خلقها وتعاملها مع الناس، حيث تشكل التجمع الذي شهده المستشفى من صديقات وأفراد عائلة الضحية والمقربين من العائلة، حيث كان الجميع في حالة صدمة ولم يصدقوا الطريقة الشنيعة التي قتلت بها، حيث طالب الجميع بالكشف عن الحقيقة وتوقيع أقصى عقوبة بحق الجاني الذي لم يرحم حتى الأطفال.

جنازة الضحايا ومجلس العزاء أقيما في حي الريم

موازاة مع التحقيقات التي باشرتها مصالح الأمن، فإن عائلة الزوجة قررت إقامة الجنازة ومجلس العزاء في حي الريم أين يقطن شقيق الضحية، أما منزل العائلة الكبير فيتواجد على مستوى الشطر الثاني لحي واد الذهب “جبانة ليهود”، هذا وتتواجد عائلة الضحية في حالة صدمة حقيقية، إلى درجة أن هناك منهم من لم يصدق مقتل “ج.س” بطريقة شنيعة، حيث تنقل بعض أفراد العائلة، ليلة الثلاثاء، إلى مسرح الجريمة الذي عمته أصوات البكاء والصراخ بسبب قوة الفاجعة التي ألمت بالعائلة المعروفة وسط حي “جبانة ليهود” بحسن خلق أفرادها.

سكان حي “جبانة ليهود” لم يصدقوا الحادثة من شدة الصدمة

تنقلت “آخر ساعة”، اليوم ، إلى حي “جبانة ليهود” أين لم نجد لا كبيرا ولا صغيرا إلا ويتحدث عن هذه الجريمة الشنعاء التي راح ضحيتها يعرفهم العام والخاص في الحي، فحتى رب العائلة يؤكد سكان الحي الذين تواصلنا معهم أنه معروف بحسن خلقه وأنه ليس من مثيري المشاكل، ما جعل صدمتهم أكبر، في سياق ذي صلة، عبر السكان الذين تواصلنا معهم عن أملهم في أن تكشف العدالة للرأي العام خبايا هذه الجريمة وذلك لقطع الشك باليقين.

وليد هري