«سراي السلطان المسكونة».. حكايات مرعبة عن أشباح شقة المطربة ذكرى

نسمع دائما عن سكن الأشباح والعفاريت لمسرح الجريمة خاصة إذا تناثرت به الدماء ولم يتم تنظيفها لفترة طويلة.. شائعات البيت المسكون لاحقت الشقة رقم 112 في العقار رقم 23 أ بشارع محمد مظهر بالزمالك التي شهدت قبل 19 عاما مقتل المطربة التونسية ذكرى على يد زوجها رجل الأعمال أيمن السويدي الذي قتل أيضا مدير أعماله وزوجته ثم انتحر بعدما أمطرهم جميعا بالرصاص وتناثرت دمائهم على الجدران ومنذ ذلك الحين تتردد بقوة حكايات عن العفاريت والأشباح التي تصدر داخل تلك الشقة. 

دماء تملأ الأركان

تفاصيل الجريمة رصدتها تحقيقات النيابة العامة فور وقوعها والتي ذكرت أنه في الثانية عشر من صباح يوم الجمعة 28 نوفمبر 2003، كانت الفنانة التونسية "ذكرى" تحضر حفل افتتاح مطعم جديد لزوجها، رجل الأعمال المصري "أيمن السويدي"، ومع حلول الساعة الواحدة صباحًا، أرسل الزوج سائقه الخاص لإحضار مدير أعماله "عمرو الخولي"، وزوجته "خديجة صلاح" من مدينة الشروق بعدما دب خلاف بينه وبين "ذكرى" في الحفل، فحضر الاثنان إلى المطعم، ثم انصرفت ذكرى إلى منزلها ومعها "خديجة" وفي أثناء مغادرتها للمكان، اتصلت ذكرى بصديقتها المقربة الممثلة "كوثر رمزي"، طالبة منها الذهاب إلى شقتها في شارع "محمد مظهر" بحي الزمالك، لأنها ترغب في الحديث إليها عن زوجها الذي عادت إليه شكوكه مجددًا، وطلب منها أن تتفرغ للبيت وله وتنسى الفن. 

وقالت كوثر في التحقيقات: "ذكرى كان يبدو عليها الخوف والقلق زوجها لم يكن في حالته الطبيعية، فحالته النفسية جعلته يبدو كمن فقد عقله وبينما نحن نتحدث أنا وذكرى وخديجة وصل أيمن وبصحبته مدير أعماله ولا أعرف لماذا توتر أيمن حينما رآني، وعاملني بغلظة غير طبيعية ثم طلب مني أن أدخل إحدى الغرف لأنه يريد إكمال الحديث مع زوجته في أمور عائلية ولا يريدني أن أكون طرفاً فيها، وأمام ثورة غضبه دخلت فعلا غرفة بعيدة عن المدخل".

وتابعت: "كان صوت أيمن واضحاً وهو يحذر زوجته من الاستمرار في البروفات الليلية والسفر إلى المهرجانات، وكانت ذكرى تصرخ وهي ترفض هذه الإهانة التي وصلت إلى حد الشك في سلوكها وفي علاقتها بمدير أعمالها وببعض الأشخاص"، وهنا انتبه أيمن لوجودي وقام بطردي.

وأثبتت التحقيقات أن "السويدي" طلب من الخادمتين الدخول إلى غرفة وإغلاق الباب عليهما، فتصاعدت حدة الخلاف بين الزوجين، وارتفع صوت الشجار، وطالب رجل الأعمال زوجته بترك مجال الفن، والاهتمام بأمورها العائلية، بينما حاول مدير أعماله وزوجته تهدئة الأمور بينهما

دخل "السويدي" إلى غرفته، ثم خرج وفي يده 4 قطع سلاح، 3 مسدسات ومدفع رشاش صغير، وصرخ في وجه ذكرى بشكل هستيري -وفقا لرواية الخادمتين- وأطلق الرصاص على الجميع، ثم أطلق الرصاص على نفسه منتحرا. 

عفاريت وأشباح تغني 

منذ حادث مقتل الفنانة ذكرى في شقتها وقصص الأشباح تطاردها، فأحد حراس العقار قال إنه سمع صوت الأشباح تغني في الشقة، وتنوعت روايات الأشباح عن شقة ذكرى التي ارتوت أرضها بدماء 4 أشخاص، ما بين وجود أرواح مظلومة تسكن الشقة نتيجة الدماء التي سالت بداخلها وهي التي تصرخ ليلا. 

ولاحظ حراس العقار الشهير بـ"سراي السلطان" وجود أشياء غريبة وعجيبة تحدث في «شقة المذبحة»، كان أولها توقف «الأسانسير» فجأة أمام الشقة فجرا أي في نفس وقت ارتكاب الجريمة تقريبًا دون أن يستدعيه أي شخص، وبمرور الوقت بدأ الحراس يسمعون أصوات جرس الباب تدق بشدة أكثر من مرة دون سبب واضح، خصوصًا أن هذا الطابق ومنذ وقوع الجريمة لا يقترب منه أي شخص خوفًا وهلعًا.

في البداية ظن الحراس أن ما يحدث مجرد أوهام لكن ما حدث بعد ذلك جعل القلوب ترتجف وأيقن الجميع بأن ما يحدث ليس بمحض الصدفة وإنما هناك شيء غامض ومريب يدعو للقلق والرعب.

لم تكد تمر أيام قليلة حتى عادت الأشياء الغريبة تلقي بظلالها في الشقة مرة أخرى، لكن هذه المرة انتبه الحراس إلى أن النوافذ تفتح وتغلق وحدها أيضًا دون وجود أسباب واضحة خاصة إنها تفتح من الداخل لصعوبة فتحها من الخارج، ولم يكن هذا كل شيء؛ بل يسمعون صوت السويدي ويقوم بالنداء على الحراس ويطلب منهم فتح الجراج الخاص به.

مع كل هذه الأمور بدأت أنوار الشقة تضاء بشكل لافت للنظر ثم تنطفئ وحدها وكل هذه الأمور الغريبة تحدث عادة في توقيت واحد وهو فجرا «نفس توقيت وقوع الجريمة».

حراس العقار تحدثوا عن أنهم عادة ما يسمعون أصوات مشادات كلامية وعتاب قبل أن تتحول إلى صرخات واستغاثات أشبه بصراخ القطط، وقطع حجارة متطايرة من الشقة كل ليلة.

كل ما حدث في شقة ذكري لم يهتم به بعض الحراس لكن مع تكرار المشاهد، خصوصًا في ظل تبادل ورديات الحراسة وملاحظة الجميع لما يحدث فقد اضطر أحد الحراس إلى إبلاغ محمد السويدي شقيق رجل الأعمال المنتحر بالأمر ويرجوه إعادة فتح الشقة مرة أخرى وتشغيل الراديو على إذاعة القرآن الكريم.

كل تلك قصص دفعت محمد الشقيق الأصغر لرجل الأعمال المنتحر أيمن السويدي للتقدم ببلاغ إلى النائب العام يطالب فيه بإعادة معاينة مسرح الجريمة مرة أخرى بدعوى أن العفاريت والأشباح بدأت تظهر في الشقة وتزايدت شكاوى سكان العقار.

كان البلاغ غريبًا واهتم به رجال النيابة الذين أصدروا قرارا بإعادة فتح الشقة مرة أخرى للتأكد من حقيقة الأمر، ورافقت قوة من رجال المباحث محمد شقيق أيمن السويدي إلى الشقة، وبدأ الحراس في رواية ما يشاهدونه ويسمعونه كل ليلة كان الجميع يملأهم الفضول في معرفة ما يدور في هذه الشقة المثيرة للجدل.

لكن الفضول ظل يغلفه الخوف والقلق من مجهول، فعندما دخل رجال المباحث إلى مكان ارتكاب الجريمة مرة أخرى كان كل شيء هادئًا، لكن رائحة الموت تفوح من المكان خصوصًا أنه فور انتهاء النيابة من القيام بالمعاينة الأولى بعد ارتكاب الحادث وقرارها الذي قضي بإغلاق الشقة بالشمع الأحمر، ظل الأمر على حاله، ولم يتم تنظيفها فأثار الدماء كما هي والحوائط ملطخة بالدماء وكذلك الأثاث، كل شيء كما هو وكأن الجريمة حدثت أمس.

صراخ قطط واستغاثات 

وبدأ رجال المباحث يتحركون في جميع أرجاء الشقة وتحديداً غرفة نوم ذكرى التي شهدت فتح الشباك فجأة وبلا سبب وفعلًا أثبتت المعاينة أن الشباك قد تم فتحه من الداخل وليس من الخارج ولا تظهر عليه أي آثار للعنف، فأخذوا يحصرون جميع مقتنيات الشقة ووجد رجال البحث الجنائي جميع المقتنيات سليمة ما جعلهم يستبعدون وجود شبهة حول محاولة سرقة الشقة، واحتار الضباط في هذا الأمر ولم يعثروا على أي إجابة شافية تجيب عن أسئلتهم من إذن الذي قام بفتح الشباك؟

وقبل أن يغادر رجال البحث الجنائي المكان شرعوا في سؤال الحراس عما يشاهدوه ويسمعوه وجاءت إجاباتهم محيرة وغريبة.. «أحد الحراس أكد سماع أصوات صراخ قطط في منتصف الليل ووجود استغاثات وأصوات غريبة تصدر من الشقة دون سبب واضح».

الحارس الثاني تحدث عن أن المصعد يعمل بمفرده قبل الفجر ودون أن يستدعيه أي شخص ثم يتوقف في الطابق الثاني أمام شقة ذكرى، ما سبب حالة من الخوف والقلق، كما أوضح الحارس أن العقار معظم سكانه من الأجانب غير المقيمين وهو ما أضفى هدوء الحركة داخله وزاد من الغموض.

رغم هذا الهدوء فإن بعض سكان العقار اشتكوا من حدوث ضوضاء وانبعاث أصوات غريبة من الشقة الموجودة بالطابق الثاني وهو ما دفع العديد من شاغلي العقار لإغلاق الشقق وتركها، ولم يستدل رجال النيابة والبحث الجنائي بعد المعاينة للمرة الثانية على أي شيء، وأصبحت الشقة في وجهة نظر الكثيرين مسكونة بالأشباح والعفاريت.

شقة العفاريت ب 6 ملايين جنيه 

رجل الأعمال أيمن السويدي قبل ارتكابه الجريمة كان قد اقترض من البنوك أموالًا طائلة عجز سدادها لذا بدأ البنك في اتخاذ إجراءات بيع ممتلكاته لسداد بعض الديون المستحقة والتي كان من ضمنها الشقة التي شهدت مذبحة منتصف الليل، لكن إجراءات البيع كانت عادة ما تتوقف عندما يعلم الجميع ما يحدث في الشقة للدرجة التي جعلت سعر الشقة يهبط من 8 ملايين جنيه كما ثمنها المثمن القضائي إلى 5 ملايين فقط.

بالفعل فشلت 4 مزادات متتالية في بيع الشقة حتى تم بيع الشقة أخيرًا في عام 2009 أي بعد ارتكاب الجريمة بخمس سنوات كاملة لأحد رجال الأعمال المصريين والذي اشتراها بمبلغ 6 ملايين جنيه في المزاد الخامس لبيع الشقة بعد أن أكد أنه اشترى الشقة لحاجته لها لعمل مشروع تجاري كما أنه لا يهتم ولا يقتنع بوجود الأشباح أصلاً.

تاريخ الخبر: 2022-09-29 18:21:41
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 51%
الأهمية: 64%

آخر الأخبار حول العالم

عن جولات بيتكوفيتش الأخيرة: التزامات دورة «كاف برو» سبب غياب نغيز

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 03:24:42
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 65%

بينهم 4 من قسم الهواة: استفادة 20 ناديا من ورشة تكوينية للكاف

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 03:24:44
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 51%

قيبوع مهدد بعقوبة: مدرب السنافر يطلب تجهيز خالدي

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 03:24:46
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 51%

دورة مدريد لكرة المضرب.. البولندية شفيونتيك تتوج باللقب

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-05 03:25:19
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

بطولة الرابطة الثانية

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 03:24:49
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية