كعادتها كل عام منذ ٢٢ عامًا.. استقبلت الإسماعيلية فنون العالم الشعبية المختلفة هذا العام من خلال مهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية.. حيث تعبّر الفرق عن الثقافات المحلية للبلدان المختلفة بعيدًا عن طوفان العولمة الذى جعل الشعوب نسخًا مكررة من بعضها البعض.. استمرار المهرجان فى الانعقاد على أرض مصر ليس فقط رسالة رخاء واستقرار وانفتاح على العالم.. لكنه رسالة أخرى ضد التطرف تحتفى بالفنون الشعبية الخارجة من أرض مصر والدول العربية ودول العالم المختلفة، وتقول إن الفن هو ما يجمع الشعوب على الإخاء والتعاون والمحبة.. وإنه السلاح الأول ضد التعصب والتطرف اللذين يدّعى البعض أنهما يعبّران عن الثقافة الأصلية لشعوبنا.. "الدستور" زارت الفرق المختلفة المشاركة فى المهرجان لتسألها عن أهم الفنون التى تحملها إلى الإسماعيلية من بلادها الأصلية.

السودان: رقصات من تراث "البجا" وقبائل شرق السودان

قال فرح أحمد، مسئول فرقة السودان للفنون الشعبية، إن أعضاء الفرقة الحاليين يشاركون لأول مرة فى مهرجان الإسماعيلية، وهو تجمع دولى ثرى وقوى، ولفتة رائعة من الدولة المصرية فى إطار حرصها على تعزيز الروابط بين الشعوب من خلال الفن.

وأضاف أن التراث السودانى متعدد، وأن السودان بلد ثرى بمختلف الثقافات، لأنه يتكون من نسيج متنوع من القبائل والثقافات والعادات والتقاليد وحتى اللهجات والأزياء.

وأوضح أن السودان يشارك فى هذه الدورة بعروض فنية تعبر عن ثقافة شرق السودان، وقبائل البجا التاريخية التى تسكن فى المنطقة الواقعة بين ساحل كسلا والبحر الأحمر ونهر النيل فى السودان وعلى امتداد الشمال مرورًا بمنطقة مثلث حلايب.

وتابع: "قبائل البجا هى المكون الأساسى للسكان فى شرق السودان، ويعود وجودها فى هذه الأراضى إلى أزمان سحيقة، وهى مشهورة بالفروسية والشجاعة، والعروض الفنية التى نقدمها تركز على شجاعة أهل السودان من سكان الشرق سواء كانوا رجالًا أو نساءً، خاصة رقصة السيف، حيث يرمز السيف للفروسية والنبل وهو مصدر للفخر والاعتزاز".

بورسعيد: استعراضات باسم "البحرية" و"أم الخلول" و"آه يا لاللى"

قال محمد حسن، مسئول فرقة بورسعيد للفنون الشعبية، المشاركة فى مهرجان الإسماعيلية الدولى للفنون الشعبية، إن الفرقة شاركت فى المهرجان عدة مرات، وإنه فخور بالمشاركة فى هذا المهرجان الشهير، خاصة فى ظل وجود عدد من الدول.

وأوضح "حسن": "مهرجان الإسماعيلية مختلف وله طابع خاص"، مشيرًا إلى أن أهالى الإسماعيلية يتمتعون بذوق رفيع، وتراثهم قريب من التراث البورسعيدى، لأن المحافظتين متجاورتان.

وأشار إلى أن الفرقة تقدم استعراضات تعبر عن تراث بورسعيد، تستخدم فيها "الخلالة- أم الخلول، والبحرية، وآه يا لاللى، والشيالة"، مضيفًا: "نسعى للحفاظ على تراثنا، وأن يعرف الناس فنون محافظات القناة".

فلسطين: لوحات فنية تجسد بطولات المقاومة

قالت سلمى خطاب، مسئول العلاقات العامة بفرقة فلسطين، إن مشاركتهم رسالة حب وسلام لكل العالم من خلال الفلكلور والتراث.

وأضافت أن فلسطين حريصة على المشاركة فى المهرجان، وأنها من أوائل الدول التى شاركت فى فعاليات الحدث الدولى، معربة عن سعادتها بحفاوة الاستقبال وحرص الجمهور المصرى على التفاعل الكبير تجاه العروض الفلسطينية. وأوضحت أن وجود الفرق الفلسطينية على الساحة الفنية ومشاركتها يحمى الهوية والتراث، ويعرف الأجيال الجديدة بالقضية الفلسطينية وتراث المناضلين. وقالت: "نحن دولة تنشد السلام ونحافظ على هويتنا وتراثنا الفلسطينى، ومشاركتنا بزينا وتراثنا من خلال الفن الذى نقدمه تؤكد أن فلسطين دائمًا حاضرة بشهدائها وتراثها وفنها وهويتها".

وأضافت: "حفاوة الاستقبال التى قوبلنا بها فى حفل الافتتاح، تؤكد أن الشعب المصرى لم ولن ينسى فلسطين".

وأوضحت سلمى أن العروض التى يقدمونها عبارة عن لوحة فنية معاصرة وهى "دمى فلسطينى"، ووقع الاختيار عليها لأن الجمهور المصرى يحبها ويحفظ كلماتها. وتابعت: "نحافظ على التراث الفلسطينى القديم ونعيد تقديمه من خلال أفكار عصرية دون المساس بهويتنا وتراثنا، ونركز على الدفاع عن وجودنا وتمجيد نضال شعبنا ضد المحتل".

واختتمت: "هناك حالة عشق ومحبة بين فلسطين والمصريين بشكل عام وأهل الإسماعيلية بشكل خاص ليس فقط فى الفنون، لكننا نجد أن جمهور الإسماعيلية يحرص فى أكثر من مناسبة على رفع العلم الفلسطينى وترديد الهتافات الداعمة لكفاح ونضال شعبنا".

مطروح: رقصات من سيوة.. وأخرى تحمل اسم "الزجالة" و"غزل الشباب"

قال عوام مصطفى عباس، مدرب فرقة مطروح القومية للفنون الشعبية، إن مشاركة الفرقة فى مهرجان الإسماعيلية الدولى للفنون الشعبية تأتى فى إطار حرصها على المشاركة فى معظم المهرجانات الدولية التى تهتم بالتراث والفلكلور، وحصولها على العديد من الجوائز بها.

وأضاف: "الفرقة تأسست فى عام ١٩٧٥، وشاركت فى العديد من المحافل العالمية، ومثلت مصر فى معظم المهرجانات التراثية بأوروبا وآسيا وإفريقيا، كما حصدت العديد من الجوائز فى أكثر من مهرجان، وتستعد حاليًا للمشاركة فى مهرجان تونس المقرر انعقاده الشهر المقبل، بعد انتهاء مشاركتها فى مهرجان الإسماعيلية".

وأوضح أن فرقة مطروح القومية للفنون الشعبية استفادت كثيرًا من مشاركاتها السابقة فى العديد من المهرجانات، داخل مصر وخارجها، حتى أصبحت مرآة لتراث القبائل البدوية فى محافظة مطروح والصحراء المصرية، وذاكرة لفنونها الحماسية، عبر ما تقدمه من عروض تعكس الثقافة الغنية للمجتمعين البدوى والسيوى، تتضمن رقصات من وحى البيئة البدوية، منها رقصات الزجالة والسامر وغزل الشباب، بالإضافة إلى التراث السيوى المتنوع. وأكد أن كل عروض الفرقة مستوحاة من البيئة، وتعبر عن البيئة الصحراوية الغربية، وتسعى من خلالها لعرض التراث المتنوع، عبر فقرات مختلفة يقدمها أعضاء الفرقة من مختلف الأعمار. وتابع: "نستكمل حاليًا البروفات النهائية للظهور بأفضل صورة فى مهرجان الإسماعيلية الدولى، ونحن سعداء جدًا بالمشاركة فى هذا المهرجان".

ملوى: فنون التحطيب والمزمار و"الكولة" والربابة

قال أيمن محمد ممدوح، مدرب فرقة ملوى للفنون الشعبية، إن الفرقة شاركت فى مهرجان الإسماعيلية الدولى للفنون الشعبية عدة مرات، مشيرًا إلى أن عروضهم تعتمد على لعبة التحطيب التى تعود إلى عصر المصريين القدماء.

وأضاف "ممدوح": "عرضنا يعبر عن الموروث الشعبى، ونستخدم آلات المزمار والكولة والربابة والناى، على الإيقاعات الصعيدية، ونحاول الحفاظ على هوية محافظة المنيا".

وأشار إلى أن المشاركة فى مهرجان الإسماعيلية الدولى أو المهرجانات الدولية تعرف الناس بالصعيد، مؤكدًا أن فرقته تمثل مصر فى المحافل الدولية، وتتراوح أعمار أعضاء الفرقة بين ٤٠ و٤٢ عامًا، بينما تتباين أعمار الموسيقيين.

ولفت إلى أن الفرقة تحرص على تعليم الأطفال الفنون الشعبية، للحفاظ على الموروث الثقافى، وقال إن الدراسة فى مدرسة تدريب الفنون الشعبية مجانية.