من جراء إنتاج أقل من طن واحد من عملة “بيتكوين” ارتفعت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المكافئة لثاني أكسيد الكربون إلى 113 طنًا، وذلك عام 2016 إلى عام 2021، وهو الأمر الذي يوضح حجم الضرر الذي يتركه إصدار هذه العملة على المناخ، وذلك في الوقت الذي يستصرخ فيه العالم لمواجهة تغيراته وما ترتب عليه من آثار تهدد البشرية.

أضرار العملة الواحدة 11315 دولارا أمريكيًا

وقد أثبتت الدراسة أن كل عملة “بيتكوين” تم تعدينها بالعام الماضي، تسببت في أضرار مناخية بقيمة 11315 دولارًا أمريكيًا، وقد بلغت قيمتها الإجمالية نحو 3.7 مليار دولار أمريكي لهذا العام وحده.

كما أكد الباحثون أن الضرر المناخي لكل دولار من القيمة المُنشأة كان أسوأ بعشر مرات لعملة “بيتكوين” مقارنة بتوليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية، كما أشاروا إلى أن التأثيرات المناخية لعملة “بيتكوين” تتسبب في توليد أحافير وهي المستخدمة في تصنيعها، وهي أعلى بكثير مما يدعيها البعض مدافعًا عنها.

وصناعة "بيتكوين" تشكل بمليارات الدولارات، كما أنها تعتمد مثلها مثل العديد من العملات المشفرة الأخرى، على طريقة كثيفة الاستهلاك للطاقة لتوفير التحقق المشفر من الأموال في دفتر الموازنة العام فهي تعتمد على النمو الهائل للحوسبة، والتي بدورها تتطلب المزيد من الكهرباء بشكل كبير.

وقد أثبتت الدراسة كذلك أن أضرار العملة المناخية بلغ متوسطها 35% من قيمتها السوقية، وهذا يعني أنه إذا أخذت دولارًا أمريكيًا واحدًا من “بيتكوين”، فإن نحو 35 سنتًا من هذا الدولار هي أضرار مناخية عائدة له.

كما مثلت الأضرار المناخية لـ"بيتكوين" مقابل الدولار أقل بقليل من أضرار الغاز الطبيعي مقابله (عند 46 سنتًا لكل دولار قيمة)، بينما أضرار البنزين من النفط الخام (عند 41 سنتًا لكل دولار قيمة).

لكن أضرار “بيتكوين” كانت أكثر بقليل من أضرار إنتاج لحوم البقر (33 سنتًا)، وأكثر بكثير من أضرار تعدين الذهب (4 سنتات)، علمًا بأنه لا يعد أي من هذه الأنشطة حاليًا نشاطاً مستدامًا.

وكان قد كتب الاقتصادي البيئي بجامعة نيو مكسيكو، بنجامين جونز وزملاؤه في ورقتهم البحثية: “بينما يعرض مؤيدو "بيتكوين" بانتظام وكأنها تمثل نوعًا من الذهب الرقمي من منظور الأضرار المناخية، تسلك العملة المشفرة سلوكاً أشبه بسلوك النفط الخام الرقمي".

وحسب جامعة كامبريدج فقد ظهرت نتائج دراسات أخيرة عن تصنيع عملة "بتكوين" أوضحت أن ما يقارب ثلثي إجمالي مزيج الكهرباء (62.4%)، ومصادر الطاقة المستدامة 37.6% (منها 26.3% مصادر متجددة و11.3% نووية)، وبالتالي فإن النتائج تنحرف بشكل ملحوظ عن نتائج الصناعة التي تقدر حصة مصادر الطاقة المستدامة في مزيج الكهرباء في بيتكوين بنسبة 59.5%".

وبيتكوين هو عملة رقمية (افتراضية) واحد مقابل واحد، وتم إنشاؤها من قبل ''ساتوشي ناكاموتو"، الذين عمل على هذا المشروع وحده وأطلق الرمز للعامة في عام 2009، واستخراج “بيتكوين” هي العملية التي يتم من خلالها تحرير “بيتكوين” لدائرة التداول ويتوقف على حل لغز صعب حسابياً لاكتشاف كتلة جديدة، والتي تضاف إلى سلسلة الكتلة، بالمقابل يتلقى مكافأة على شكل عدد قليل من “بيتكوين”، كلما تم إنشاء المزيد من “بيتكوين”، تزيد صعوبة عملية استخراج “بيتكوين”، وبالتالي زادت قوة الحواسيب المشاركة بعملية الاستخراج.