خصخصة التعليم الجزء الظاهر من جبل الجليد «7»
محمد إبراهيم علي
▪ مواكب الأجور
▪ تكوين النقابات المنتخبة
▪ حديث الوزير لبرنامج كالآتي
* أولاً: مواكب الأجور
سيرت لجنة المعلمين السودانيين يوم الأحد الماضي 16 أكتوبر مواكب في كل ولايات السودان سميت بمواكب الأجور وقد كانت مشاركة المعلمين فيها طوعية إذ دفعوا من حر مالهم للإعداد لها والوصول لمكانها وهذا يوضح عمق الإيمان بالقضية والتمسّك بها وبذل كل غالٍ ونفيس في سبيل الدفاع عنها وإجمالاً يمكن أن نخرج من تلك المواكب بالآتي:-
1- نمو الوعي المهني والنقابي بفضل الفضاء المدني الديمقراطي الذي فرضته ثورة ديسمبر المجيدة.
2- اتفاق كل المعلمين بمختلف ميولهم واتجاهاتهم على أن مجانية التعليم وإلزاميته واجب تؤجل له كل الواجبات.
3- احترام الشارع السوداني للمعلم والوقوف مع قضاياه ومطالبه لأن ذلك المدخل لإصلاح التعليم.
4- إيمان القوى المهنية والمدنية بأن التضامن والتكاتف والتنسيق المشترك طريقنا لانتزاع الحقوق وخلق بيئة عمل مناسبة ومساعدة على الإنجاز والإبداع.
5- تغلغل لجنة المعلمين وسط القواعد ورسوخ أقدامها وعلو كعبها ويرجع ذلك لما تقوم به من أدوار مهمة في عرض مشاكل التعليم والمعلم والدفاع عنها والتزامها نهج المؤسسية والشفافية والتضحية والفداء في تسيير دفة العمل.
6- التزام الإعلام بقضايا الجماهير وعرضها بصدق وأمانة والتفاعل معها.
7- استمرار السلطة الانقلابية الغاشمة في نهج النظام المباد بمحاولة طمس الحقائق وتضليل الرأي العام وعرض الموضوع بصورة مخجلة وفجة لا يقبلها عقل أصغر طفل في رياض الأطفال.
8- استعداد القواعد للقيام بأشكال مقاومة أخرى والقدرة على تقديم مزيد من التضحيات من أجل وطن يسع الجميع ويوفر صحة وتعليم مجاني وخدمات اجتماعية ويحارب العنصرية والجهوية والاستعلاء الجهوي والإثني والعرقي والديني ويعمق الانتماء الوطني والإنساني.
* ثانياً: النقابات المنتخبة من القواعد
كلنا نعلم أهمية العمل النقابي ودوره في الحفاظ على حقوق القواعد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمهنية ويعمل على تطوير بيئة العمل والارتقاء بها، ولكن خلال سنوات الكيزان العجفاء صارت النقابات أحد أبرز أذرع المؤتمر الوطني وأداة من أدوات البطش التي استغلها النظام المباد للفتك بالمعارضين وتمكين عناصر الأمن الشعبي وكتائب الظل وعناصر الأمن من التغول على حقوق القواعد وتسيير العمل النقابي والمهني والإداري على هواهم، وقد صارت النقابات بعبعاً يرهب القواعد بدلاً عن حمايتها والدفاع عنها وعليه لابد من الآتي:-
✓ التأكيد على حق الجمعيات العمومية في إقرار الدستور والبناء النقابي الذي تريده
✓ حرية العمل النقابي وجعل الانتماء للنقابة اختياراً طوعياً
✓ استقلال النقابات وحمايتها من التدخلات الإدارية
✓ لكل حزبه وتنظيمه والنقابة للجميع
✓ المؤسسية والشفافية في إدارة أمور النقابة
✓ قيام النقابات بدورها في الدفاع عن حقوق ومصالح القواعد وتجويد الخدمة المقدمة للمواطن والمشاركة في الهموم الوطنية والقومية
✓ الإسراع في القيام بهذا الواجب لأن النقابات الحرة داعم قوي للنظام الديمقراطي والمدخل الصحيح لقيام مجتمع مدني معافى
* ثالثاً: حديث الوزير
استضاف برنامج كالآتي بقناة النيل الأزرق وزير التربية الاتحادي (المكلف) حيث تحدث الوزير الانقلابي ثلاثي الأبعاد للبرنامج وكان حديثه فجاً ضحلاً مخيباً للآمال يتناسب وبؤس وتعاسة النظام الغاشم الذي عينه وزيراً ووكيلاً ومديراً للتقويم والامتحانات ولا غرابة في ذلك فهو أفضل من يقوم بدور من يمشي مكباً على وجهه.
ملخص حديث الوزير المكلف تمثل في الآتي:-
✔ عدم الأمانة والمصداقية فقد زعم أنه هو الذي جاء بالكتب من الهند والجميع يعلم أن هذه الكتب تعاقدت عليها حكومة الفترة الانتقالية وبتمويل من البنك الدولي
✔ زعم أن الكتب وصلت الطلاب والتلاميذ في كل الولايات وكلنا نشاهد الأسر تشتري الكتب من السوق وبأسعار باهظة وفي كل الولايات
✔ تناول الاستعداد للعام الدراسي وحله لمشاكل المدارس التي تهدّمت بسبب السيول وذكر أنهم مدوا ثماني مدارس بمحلية المناقل بالخيام؟؟!! كلام مخجل
كم عدد المدارس التي تهدّمت؟
وهل نصب ثماني خيام يعد إنجازاً تعرضه القنوات؟!
إنه بؤس التفكير الانقلابي
✔ حاول إرسال رسالة للمعلمين تحمل تهديداً في حال دخولهم في إضراب ناسياً أن عهد التهديد والوعيد قد ولى إلى غير رجعة وأن قبر نظامه محفور وقال إنهم يستطيعون تسيير العمل فمن الذي يقوم بالتدريس إذا أضرب المعلم؟
ونلاحظ أن الوزير الانقلابي يقرأ من نفس الكتاب الذي خذله في قضية مصححي مادة الرياضيات هذا العام
✔ زعم أن لجنة المعلمين محلولة!!
فمن الذي سمح بتكوينها حتى يكون له الحق في حلها؟
إنها العقلية والخلفية الأمنية التي ترى كل جسم معارض للسلطة غير شرعي
لجنة المعلمين جسم ثوري مطلبي مهني يستمد وجوده من عدالة القضايا التي يتبناها ويرفعها ويدافع عنها ولا سلطة لدولة ولا حكومة ولا وزارة والقواعد هي التي تقرّر فيه
وقد دافع عن لجنة التسيير المعينة من النظام الانقلابي ومن غير الاستناد على قانون رغم رفض قواعد المعلمين لها
والحقيقة التي لابد من ذكرها هي أن النظام الانقلابي شمسه إلى زوال وأن أجله قد دنا ولكن قبل ذلك لابد من ذهاب هذا الوزير الذي في كل يوم يصر على الإساءة للمعلمين والتعليم
✔ ذكر أن مجلس الوزراء يناقش في الميزانية وفيها معالجة للأجور ولجميع العاملين وأن هذا الكلام سر يجب ألّا يقوله!!!
فمتى كان نقاش الميزانية من الأسرار
ومتى كانت زيادة الأجور والمرتبات سراً؟!
هل هذا جهل من الوزير أم استهتار واستخفاف بالمعلمين؟؟!
✔ اعتبر الزيادة المعلنة من مجلس الوزراء مجزية وهي تتراوح ما بين 39 و16 ألف جنيه وهذا يوضح مدى استهتار واستخفاف هذا الوزير الانقلابي بشريحة المعلمين فماذا يساوي هذا المبلغ في ظل التضخم وانفلات الأسعار؟؟؛
▪ ختاماً
* وضع التعليم في السودان صار وضعاً كارثياً لا يمكن السكوت عليه.
* عليه فلابد من توحّد القوى المهنية واللجان المطلبية ولجان المقاومة والمجالس التربوية والأحزاب وكل القوى المؤمنة بالتغيير لقبر هذا النظام الانقلابي والعودة للنظام المدني الديمقراطي لخلق واقع أفضل للمواطن يوفّر له مجانية التعليم والصحة ويحفظ له أمنه ويحافظ على الدولة السودانية من التشظي والانهيا.
▪ يتبع…
* المدير العام السابق لوزارة التربية والتعليم- ولاية الخرطوم
خصخصة التعليم الجزء الظاهر من جبل الجليد «6».. «سياسة القبول لمؤسسات التعليم العالي»
