ثمّن عدد من أساتذة العلوم السياسية وأعضاء مجلس النواب زيارة الرئيس الأمريكى، جو بايدن، لمصر، ومشاركته فى مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة حول تغير المناخ «COP 27»، المنعقدة حاليًا فى مدينة شرم الشيخ.

وأشاد الخبراء والنواب، الذين تحدثت إليهم «الدستور»، بإعلان «بايدن» تقديم مساعدات مالية بـ٥٠٠ مليون دولار لمصر، ضمن جهود دعم الاقتصاد الأخضر والمشروعات صديقة البيئة والطاقة الخضراء.

واعتبروا أن هذه المبادرة نقطة انطلاق حقيقية لمواجهة تغير المناخ، والعمل معًا على توحيد كل الجهود برعاية أمريكية، من أجل مواجهة الآثار السلبية الناجمة عن تجاهل الاهتمام بقضية تغير المناخ.

طارق فهمى: تقلص مساحات الاختلاف بين القاهرة وواشنطن

شدد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة القاهرة، على أهمية كلمة الرئيس الأمريكى جو بايدن، خلال مشاركته فى قمة المناخ المنعقدة بمدينة شرم الشيخ، لأنها توضح مسار العلاقات المصرية- الأمريكية خلال الفترة المقبلة.

ورأى «فهمى» أن مرحلة ما بعد مشاركة «بايدن» فى قمة المناخ ستشهد أولويات وملفات مهمة فى إطار العلاقات المصرية- الأمريكية، وتحفظ لمصر دورًا مهمًا ومتقدمًا فى الاستراتيجية الأمريكية الخاصة بالشرق الأوسط، وتعزز من سبل التعاون بين البلدين فى الفترة المقبلة، كما أنها تعكس أهمية مصر فى موقعها الإقليمى، وحاجة الولايات المتحدة لها فى الفترة المقبلة.

واستعرض أستاذ العلوم السياسية ثمار هذه الزيارة قائلًا: «لن تكون هناك مساحات للخلاف، وسيظهر بدلًا منها مساحة كبيرة من التوافق، وسيتم تجاوز مساحات كبيرة من التباينات فى ملف المساعدة العسكرية على وجه التحديد».

وأضاف: «كما أن هذه الزيارة القصيرة تسهم فى تطوير وتنمية العلاقات بين البلدين، خاصة مع إعلان الرئيس بايدن تقديم مساعدات مالية بـ٥٠٠ مليون دولار لمصر، ستكون أساسًا لعقد شراكات مصرية- أمريكية متعددة خلال الفترة المقبلة، بما يؤكد أن مصر هى الشريك الإقليمى الفعلى للولايات المتحدة فى المنطقة».

واختتم بأن «مصر الآن فى قلب خريطة التفاعلات الدولية، الأمر الذى عكسته هذه الزيارة، خاصة أن مجمل ما تم طرحه من قبل الوفد الأمريكى مهم، وستُبنى عليه شراكات مقبلة بين مصر والولايات المتحدة».

هالة أبوالسعد: الدعم بـ500 مليون دولار استفادة مباشرة من «COP 27» 

قالت النائبة هالة أبوالسعد، وكيل لجنة المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر فى مجلس النواب، إن إعلان الرئيس الأمريكى جو بايدن تخصيص نحو ٥٠٠ مليون دولار لصالح مصر، خطوة فى غاية الأهمية، خاصة أن هذا المبلغ طُرح ضمن جهود دعم الاقتصاد الأخضر والمشروعات صديقة البيئة والطاقة الخضراء. 

وأضافت: «هذا التخصيص يعتبر استفادة مباشرة للدولة المصرية من تنظيم مؤتمر المناخ فى شرم الشيخ، ويمثل إطارًا تمويليًا فعالًا لمشروعات الطاقة النظيفة فى مصر، ويدعم جهود حكومتها فى مواجهة التغيرات المناخية، التى تمثل إشكالية كبيرة للعالم أجمع». وأشادت بالإعلان الأمريكى الخاص بتقديم ١٥٠ مليون دولار لدعم الدول الإفريقية فى مواجهة تحديات التغير المناخى، مضيفة: «خطوة إيجابية، فى إطار جهود الدول الكبرى لتوفير التمويلات اللازمة للدول النامية، خاصة الإفريقية، التى تأثرت بشكل سلبى كبير جراء الثورة الصناعية لهذه الدول الكبرى». 

ونبهت إلى ضرورة أن تراعى الحكومة توفير التمويل اللازم للمشروعات المتوسطة والصغيرة، والاستفادة من خلالها فى مواجهة التغير المناخى، خاصة أنها تمثل بيئة مناسبة للمشروعات صديقة البيئة. وتطرقت إلى ما شهدته قمة المناخ من تأكيد دور مصر المحورى، وإيمانها الشديد بمواجهة التغيرات المناخية، والدفاع عن حقوق الدول النامية بشأن تأثرها السلبى بهذه الظاهرة، إلى جانب الدعوة للتوافق على توفير التمويل اللازم لمشروعات الاقتصاد الأخضر فى هذه الدول، فضلًا عن رسالة القيادة السياسية بشأن ضرورة وقف الحرب الروسية- الأوكرانية، معتبرة أن جميع هذه الرسائل يؤكد حرص مصر على إقرار السلام الدائم فى المنطقة والعالم أجمع.

ميرال جلال: تعكس قوة وحيوية العلاقات الثنائية بين البلدين

رحبت النائبة ميرال جلال الهريدى، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، بزيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن لمصر، ومشاركته فى قمة المناخ المنعقدة فى مدينة شرم الشيخ، ولقائه الرئيس عبدالفتاح السيسى. وقالت عضو مجلس النواب إن زيارة «بايدن» تعكس قوة وحيوية العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة، وعمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الممتدة عبر عقود.

وأضافت: «الرئيس السيسى أطلع نظيره الأمريكى على ما يحظى به الملف الحقوقى فى مصر من مزايا وتطورات، يأتى من ضمنها إطلاق استراتيجية وطنية لحقوق الإنسان، ولجنة للعفو الرئاسى للنظر فى القوائم التى تستحق الإفراج، ما يدحض الادعاءات الزائفة للمنظمات الحقوقية المغرضة»، مشيدة بحديث الرئيس الأمريكى عن موقف مصر من الحرب الروسية- الأوكرانية، فضلًا عن تناول القضايا ذات الاهتمام المشترك. 

وشددت على أن مؤتمر المناخ يبرز دور مصر، وامتلاكها علاقات قوية مع جميع الدول، إلى جانب جهودها الكبيرة عالميًا وإقليميًا فى إطار العمل المناخى، والحد من تأثيرات تغير المناخ، ومواجهة زيادة الاحتباس الحرارى، مع انتهاج سياسة الحياد الإيجابى وعدم تمييز طرف عن الآخر، وهذا ما يمكنها من بناء هذا التوافق العالمى. 

وواصلت عضو لجنة الدفاع والأمن القومى: «زيارة بايدن ولقاؤه الرئيس السيسى يأتيان فى توقيت مهم جدًا، خاصة أن كثيرًا من المراقبين والمهتمين فى مجال الطاقة والبيئة ينتظرون نتائج إيجابية من تلك القمة، نظرًا لكونها مهمة وحساسة، وتأتى فى ظرف دقيق، من أجل إنقاذ كوكب الأرض من تداعيات التغيرات المناخية».

واختتمت بقولها: «توجيه الرئيس الأمريكى الشكر للرئيس السيسى والدولة المصرية على تنظيم القمة، والوساطة والجهود المبذولة لوقف القتال فى قطاع غزة، وموقف مصر من الحرب الروسية- الأوكرانية، يؤكد مدى المكانة القيادية التى أصبحت تحتلها مصر على المستويين الإقليمى والدولى».

أحمد مهنى: تؤكد الدور الكبير والريادى للدولة المصرية

قال النائب أحمد مهنى، عضو مجلس النواب نائب رئيس حزب الحرية، إن قمة الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الأمريكى جو بايدن، أكدت ريادة مصر وقوتها ومدى التقدير الكبير لدورها التاريخى والمحورى بقيادة الرئيس السيسى فيما يخص جميع القضايا الإقليمية والعربية والدولية، خاصة قضية دعم الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.

وأضاف «مهنى» أن لقاء الزعيمين كان لقاءً وديًا، وأظهر قدرًا كبيرًا من التفاهم والتقارب بين البلدين، مشيرًا إلى أن مصر تعد حليفًا «جيو- استراتيجى» مهمًا للولايات المتحدة، بسبب موقعها الاستراتيجى، إضافة إلى الثقل السياسى والتاريخى، ما يعزز مكانة مصر من الجانبين الدبلوماسى والعسكرى لدى الولايات المتحدة.

وذكر أن زيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن والمشاركة فى مؤتمر المناخ «COP 27» بمدينة شرم الشيخ تعكسان الاهتمام العالمى بمصر، وحرص قادة العالم على المشاركة فى هذا الاجتماع الدولى للتغيرات المناخية، والتأكيد على عمق العلاقات المصرية- الأمريكية فى المستويين الثنائى والمتعدد، فضلًا عن تناول اللقاء عددًا من القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك، وبحث سبل تعميق العلاقات بين البلدين فى جميع المجالات.

سامح لطفى: صفعة كبرى على وجه الجماعة الإرهابية وأعداء الوطن

شدد اللواء سامح لطفى، مساعد رئيس حزب المؤتمر للعلاقات للخارجية، على أن من يظن أن واشنطن أو أى دولة مهما كان حجمها من الممكن أن تستغنى عن مصر فهو مخطئ.

وقال «لطفى»: «إعلان الرئيس الأمريكى جو بايدن تقديم مساعدات مالية لمصر بمبلغ ٥٠٠ مليون دولار لدعم مشروعات الطاقة الخضراء يؤكد أهمية مصر لدى واشنطن، لا سيما عندما عجزت الولايات المتحدة عن حل قضية الأسرى الإسرائيليين العام الماضى، وتمكنت من ذلك مصر».

وأشار إلى أن حديث «بايدن» عن مصر ووصفها بـ«أم الدنيا» صفعة كبرى على وجه جماعة الإخوان الإرهابية وأعداء الوطن. وشدد على أن طبيعة العلاقات الدولية قائمة على الرؤى والأهداف والمصالح الاستراتيجية المشتركة، مضيفًا أن مصر والولايات المتحدة الأمريكية تربطهما علاقات صداقة وشراكة وتعاون على جميع الأصعدة منذ عشرات السنين، والحديث اليوم عن توحيد رؤى مجابهة التغيرات المناخية أمر حتمى لإنقاذ أرواح البشرية من أى كوارث طبيعية قد تحدث.

حسام عوض الله: خطوة مهمة لصالح مشروعات الطاقة النظيفة

أكد النائب حسام عوض الله، رئيس لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، أهمية زيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، إلى شرم الشيخ، للمشاركة فى قمة المناخ «COP 27»، والمشاورات التى جرت بينه وبين الرئيس السيسى.

وأشار «عوض الله» إلى أن إعلان الرئيس الأمريكى توجيه دعم بقيمة ٥٠٠ مليون دولار لدعم مشروعات الطاقة النظيفة فى مصر، إضافة إلى ١٥٠ مليون دولار إلى إفريقيا لدعم مشروعات التكيف المناخى، خطوة وبداية مهمة لدعم مشروعات الطاقة النظيفة فى مصر والقارة الإفريقية. 

ولفت إلى أن إعلان تمويل ودعم مشروعات الطاقة النظيفة يعكس أيضًا حرصًا أمريكيًا على تنفيذ التزامات واشنطن وتعهداتها فى مواجهة التغيرات المناخية وآثارها على الدول النامية، خاصة أن أمريكا أعلنت عن إطلاق مبادرة لتسريع اقتصاد الطاقة النظيفة فى مصر، وتعزيز الطموح المناخى ودعم أمن الطاقة، بالإضافة إلى إعلان الولايات المتحدة وألمانيا عن إطلاق استثمارات تجارية تقدر بقيمة ١٠ مليارات دولار لدعم اقتصاد الطاقة النظيفة فى مصر، وهى خطوات مهمة أيضًا.