بعد اعتقاله الشهر الماضي بعنف وتعرضه للتعذيب على يد السلطات في البلاد، أصدرت محكمة إيرانية في أصفهان، اليوم السبت، حكم "الحرابة والإفساد في الأرض"، ضد مغني الراب الشهير توماج صالحي، بسبب دعمه للاحتجاجات الشعبية التي انطلقت بسبب مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني.
وهذا الحكم تترتب عليه عقوبة الإعدام في إيران، وفق ما نقله موقع "إيران إنترناشيونال".
أتى هذا الحكم بعدما أكد إقبال إغبالي، عم صالحي في وقت سابق، أن المغني المعروف محتجز حالياً في سجن بمدينة أصفهان.
كما شدد على أنه تعرض للتعذيب، قائلا: "ما زلنا لا نعرف أي شيء عن حالته الصحية".
إلى ذلك، أوضح أن "عائلته حاولت جاهدة التواصل معه أو حتى مجرد سماع صوته، لكنها لم تفلح".
لا نعرف إن كان على قيد الحياة
وأردف قائلاً في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، في 7 نوفمبر الجاري، "نحن لا نعرف حتى ما إذا كان توماج وأصدقاؤه على قيد الحياة أم لا".
كما لفت إلى أن ابن أخيه البالغ من العمر 32 عاماً يواجه الآن اتهامات بارتكاب جرائم يعاقب عليها بالإعدام.
وكان المغني الإيراني ساند الاحتجاجات التي تفجرت في البلاد منذ منتصف سبتمبر الماضي، إثر مقتل الشابة الكردية مهسا أميني، بعد اعتقالها من قبل الشرطة الدينية. وأعرب عن موقفه المساند للمحتجين عبر أغنية بسيطة تساءل فيها "كيف يمكن أن تدان وتعاقب شابة لمجرد أنها أسدلت شعرها؟". ما كلفه على ما يبدو ثمناً باهظاً، فقط لأنه يعيش في ظل نظام إيراني لا يستسيغ أي انتقاد!
وفاة مهسا أميني أشعلت نار الغضب
يذكر أنه منذ مقتل أميني في 16 سبتمبر الماضي بعد ثلاثة أيام من اعتقالها على أيدي شرطة الأخلاق، لم تهدأ التظاهرات في البلاد.
فقد أشعلت وفاتها منذ ذلك الحين نار الغضب حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القوانين المتشددة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية والدينية بشكل عام.
فيما تصدت القوات الأمنية بشكل عنيف للمحتجين، ما أدى إلى مقتل العشرات منهم، واعتقال المئات.