شهدت سوريا في العام 2022، والذي يودّع العالم آخر أيامه غداً الأحد، أحداثاً متنوعة ومتسارعة تعددت بين العسكرية والسياسية والاقتصادية والديبلوماسية، وتأثّرت بها مختلف أنحاء البلاد، فما هي أبرز تلك الأحداث؟ وكيف كان تأثيرها على الناس؟
يُعد هجوم تنظيم "داعش" على سجن "غويران" الواقع في مدينة الحسكة السورية من أعنف الهجمات التي شنّها التنظيم خلال عام 2022 وتحديداً يوم العشرين من شهر يناير الماضي، حيث أدى ذلك لمقتل حوالي 140 مقاتلاً من قوات "سوريا الديمقراطية" التي تقاتل التنظيم بدعمٍ من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتّحدة. إضافة لعددٍ من المدنيين من سكان المدينة الذين اضطروا أيضاً للنزوح عدّة أيام جرّاء استمرار تلك المواجهات.
وأدى الهجوم الذي كان يهدف "داعش" من خلاله إلى فتح أبواب سجن "غويران" أمام نزلائه الذين ينتمون للتنظيم، إلى خسارته لحوالي 374 من عناصره. ويشمل هذا الرقم على حدٍّ سواء، عناصر التنظيم المهاجمين من خارج السجن وآخرين حاولوا الفرار منه.
كما تمكّن المئات من عناصر التنظيم المسجونين لدى قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، من الفرار في غضون تلك الاشتباكات، لكن حتى الآن لم تعرف أعداد الفارين بشكلٍ دقيق، إذ قُدِّرت بنحو 800 عنصرٍ فقط.
لكن بعد هذا الهجوم بأقل من أسبوعين، أعلنت الولايات المتّحدة عن مقتل عبدالله قرداش زعيم "داعش" وخليفة زعيمه السابق أبو بكر البغدادي وذلك في الرابع من فبراير من العام الجاري، في غارةٍ جوّية بمنطقةٍ سوريّة تخضع لسيطرة الجيش التركي وتقع بين محافظتي إدلب وحلب.
ورغم ذلك استمر التنظيم في تحريك خلاياه النائمة طيلة العام، فمنذ الهجوم على سجن "غويران" وحتى الوقت الحالي، شنّت خلايا التنظيم 200 هجوم على مناطق قوات "سوريا الديمقراطية" وحدها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ما يعني أن التنظيم شنّ أكثر من 16 هجوماً في كلّ شهر.
وتزامنت هجمات التنظيم هذه مع هجماتٍ مماثلة شنّتها ميليشيات مسلّحة سورية مدعومة من إيران على قواعد للتحالف الدولي في أرياف محافظة دير الزور، منذ مطلع العام الجاري واستمرت بعد ذلك لعدّة أشهر، وتشكل حدثاً مع الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لأماكن تواجد تلك الميليشيات في الفترة نفسها.
كذلك سجّل العام الحالي سابقة هي الأولى من نوعها في العلاقات بين سوريا وتركيا عقب توترات وقطيعة تمتد منذ حوالي 11 عاماً، إلا أن مسؤولين من كلا البلدين أجروا لقاءاتٍ متعددة خلال الأشهر الماضية حتى تمّ الأربعاء الماضي لقاء آخر جمع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مع نظيره السوري علي محمود عباس في العاصمة الروسية موسكو، ليعني ذلك أن لقاءً بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره السوري بشار الأسد قد بات ممكناً.
وقبيل هذا التقارب، هددت تركيا مراراً بشنّ توغلٍ برّي جديد في مناطق قوات "سوريا الديمقراطية"، لكنها اكتفت بشنّ ضرباتٍ جوية ومدفعية استهدفت مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة هذه القوات على طول الشريط الحدودي السوري ـ التركي.
أما في الشأن الاقتصادي، فتمثل الحدث الأبرز في تدهور الليرة السورية التي سجّلت مستوياتٍ غير مسبوقة أمام الدولار الأميركي بعدما تجاوزت عتبة الـ 6 آلاف أمام الدولار الواحد خلال الشهر الجاري، ليؤدي ذلك إلى مزيدٍ من الفقر والبطالة في البلاد.