نادر عباسى لـ«الدستور»: غيور جدًا على اسم مصر وفخور بوعى الحكومة ومؤشر الإبداع

- حفل «المتحف الكبير» يسهم في تنشيط السياحة.. وإحياء التراث الموسيقى بشكل معاصر يرتقي بالذوق العام 

ـ فاطمة سعيد لديها شغف رهيب في تحقيق مسيرة خاصة لها.. وريهام عبد الحكيم صوت مصري أصيل.. ولؤي مش واخد حقه

ـ موسيقار الأجيال «مُلهمي» الأول.. وتقديم سلسلة حفلات لمشروع «عبدالوهاب السيمفوني» في أوروبا قريبًا


يتميز أسلوبه بالسلاسة والرقي، ويلمع اسمه دائمًا فى المحافل الدولية والعالمية، يبحث دائما عن التطور والاختلاف من أجل الحفاظ على مستوى الذوق العام، إنه الموسيقار العالمي نادر عباسي، قائد أوركسترا الاتحاد الفيلهارموني؛ الذي يسعى دائما لتقديم مشروعات وتوزيعات مختلفة الممزوجة بالايقاع المصري الأصيل، بهدف تقديم أرقى أنواع الفنون العالمية التي تساهم في الارتقاء بالذوق العام، إذ يترقب الجمهور ومحبي الغناء والآثار حول العالم حفل المايسترو نادر عباسي، بالتعاون مع السوبرانو المصرية فاطمة سعيد، وهو الحفل الذي ينطلق مساء اليوم الجمعة، ويعد الأول من نوعه، في المتحف المصري الكبير، بمنطقة الأهرامات، والذي يترقب العالم والمصريين افتتاحه قريبًا.

التقت «الدستور» بالمايسترو العالمي الذي تحدث عن تجهيزاته للحفل، وكذلك عن تحضيراته لإقامة سلسلة حفلات لمشروع «عبدالوهاب السيمفوني» في أوروبا قريبًا، وعن تفاصيل المشروع نفسه، وتطرق الحديث إلى رؤيته لعالم الفن والموسيقى بوجه عام، وكيفية الحفاظ على مستوى الذوق العام وإعادة إحياء التراث الموسيقي بشكل معاصر يسهم في تنشيط السياحة والآثار وغيرها الكثير من التفاصيل حول رحلته وعشقه لعالم الموسيقى منذ نعومة أظافره إلى وصوله للعالمية في السطور التالية.

حدثنا عن الحفل الجماهيري الأول المقرر إقامته مساء الجمعة بالمتحف المصري الكبير؟

ـ دائمًا أبحث عن التجديد والتطوير والاختلاف، حيث نقدم توزيعات مختلفة ونهتم بالايقاع المصري الأصيل، بهدف تقديم أرقى أنواع الفنون العالمية التي تساهم في الارتقاء بالذوق العام، والتي تحظى باهتمام الجمهور المتذوق للفن من المصريين والأجانب، فهو الحفل الأول من نوعه مع نهج المتحف المصري الكبير في دعم التراث الثقافي وإلقاء الضوء على الأنشطة الثقافية والفعاليات الفنية المختلفة، وأن يصبح منصة تجمع بين التاريخ والتراث والفنون والترفيه، مما يساهم في تعزيز السياحة الثقافية في مصر، وهذا ما يبهرني وحدث بالفعل خاصة أن جميع التذاكر نفدت فور طرحها وتلقيت رسائل متابعيني من جميع أنحاء العالم يتساءلون عن كل التفاصيل لحضور الحفل.

هل هناك خطة لتقديم مثل هذه الحفلات في أماكن أثرية أخرى؟

بالتأكيد، فقد وقع الاتفاق مع الجهة المنظمة بالتنسيق مع وزارة السياحة والآثار وتم وضع خطة مدروسة بحرفية شديدة، لما ترتكز عليه الحفلات من تقديم الموسيقى العالمية والمصرية بشكل مبسط لكل الجماهير في إطار عالمي، بالإضافة إلى برامج الحفلات مع اختيار الأماكن الأثرية والسياحية مثل مكتبة الإسكندرية، ومعبد حتشبسوت والكرنك، و"قصر عابدين" الذي قدمنا فيه حفلًا في شهر أكتوبر الماضي من أرقى وأنجح الحفلات، وغيرها الكثير وذلك لتصدير السياحة المصرية للعالم أجمع ونشر الوعي والثقافة والحضارة.

ماذا عن التجهيزات والتحضيرات الخاصة بحفل المتحف الكبير؟

عقدت عدة جلسات عمل مع السوبرانو المتألقة فاطمة سعيد، وبدأنا في التجهيزات منذ أسابيع، ووضعنا الخطوط العريضة للاحتفالية لخروجها بنمط مختلف تمامًا عن ما نراه في الاحتفالات التي قدمناها من قبل، لأنني كما قلت أبحث دائمًا عن التطوير بالشكل الذي يليق بحجم مصر وفنها وثقافتها وشعبها وحضارتها العظيمة.

فاطمة سعيد مع المايسترو نادر عباسي 

ما سر الكيمياء التي تجمعك بالسوبرانو فاطمة سعيد؟

بالفعل.. هذا ليس التعاون الأول بيننا، فاطمة فنانة مصرية عالمية راقية ولديها رؤية في فنها ودائمًا ترتقي وتنتقي، ورغم صغر سنها إلا أنها وقفت على أكبر مسارح الأوبرات العالمية، وحصدت الكثير من التكريمات المشرفة لمسيرتها واسم مصر وسعدت كثيرًا بحصولها مؤخرًا على جائزة "أوبوس كلاسيك"، إحدى أرفع الجوائز في مجال الموسيقى الكلاسيكية بألمانيا، لذا أتشرف بالتعاون معها، لأنني باختصار شديد وجدت لديها شغف رهيب في تحقيق مسيرة خاصة لها، وهذا أكثر ما يلفت انتباهي في الشباب الواعي.

شخصيتك تجمع ما بين الحدة واللين في نفس الوقت.. كيف تتعاون مع «الاتحاد الفيلهارموني» الذي أسسته ويضم أكثر من 100 عازف؟

ـ اعتبر "الاتحاد الفيلهارموني" أسرتي وأنا صديق مقرب لكل من هؤلاء، لكن أنا بطبعي شخص جاد جدًا في العمل، والمسؤولية التي أحملها على عاتقي تحتم علي ذلك ودائمًا المحافل والأعمال التي تأتي لنا مهمة وصعبة جدًا وعالمية وطوال الوقت أضع أمام عيني مقولة "لا مجال للخطأ" وأجهز لأي عرض أو احتفالية بنسبة 1000% كى نقدم عمل جاد ولافت للنظر، فبمجرد الوقوف في البروفات أو المسرح لقيادة الأوركسترا أتحول لشخص متفهم ومحتوى للجميع وبنفس التوقيت صارم وجاد جدًا، لأن باختصار شديد "أنا غيور جدًا على اسم مصر وعلى اسمي وعلى مهنتي ومكاني".

الاتحاد الفيلهارموني

أبهرت الجميع مؤخرا باحتفالية «محمد عبدالوهاب السيمفونية»، وخرجت أسطورية.. هل توقعت هذا الصدى وردود الأفعال؟

إطلاقًا.. أنا بطبيعتي اهتم بأصغر وأدق التفاصيل، ودائمًا أقود حفلات عالمية يكون لها مردود إيجابي كبير، لكن الجديد بالنسبة لى وعي الشباب، فبمجرد الإعلان عن إقامة حفل داخل قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، ضمن المشروع الأهم بالنسبة لي «محمد عبدالوهاب السيمفونية» في الوقت الحالي، وجدت اهتمام كبير من قبل الطلاب وسعدت بلهفتهم وسؤالهم عن موعد الحفل، ورفع لافتة "كامل العدد" بمجرد طرح التذاكر، للقاعة التي تسع 3000 شخص، وذلك خير دليل على اهتمام فئة كبيرة جدًا من الأجيال الجديدة بالمؤلفات والأعمال الموسيقية الهادفة»، وتصدرنا "التريند"، والأهم من ذلك أنني فوجئت بمطالبات لاقامة سلسلة حفلات شهرية من هذا النوع وتعليقات أظهرت انبهار جميع الفئات بنوع موسيقى مختلف تمامًا عن "اللي بيسمعوه".

وماذا عن سلسلة الحفلات.. وكيف جاءت الفكرة والتحضيرات لمشروع عبد الوهاب؟

نسعى لتقديم هذه الأعمال وسلسلة حفلات لمشروع عبدالوهاب في بلاد عديدة في أوروبا جارٍ التفاوض عليها حاليا، لتقديم هذه الأعمال العظيمة للجيل الجديد بشكل معاصر مع الحفاظ على هوية أعماله الموسيقية لمحبي وعشاق عبدالوهاب، وبالتأكيد فخور وسعيد جدًا بتلك المسئولية وقيادة مشروع بحجم «محمد عبدالوهاب السيمفونية»، لإحياء التراث الموسيقي بطريقة معاصرة من أجل الحفاظ على أعمال الطرب الأصيل والارتقاء بمستوى الذوق العام.

أما التحضيرات لهذا المشروع  بدأت منذ عام تقريبا، بعد طلب جماعي من عائلة الأستاذ محمد عبد الوهاب الذى اعتبره «مُلهمي» لإعادة توزيع بعض الأعمال خصوصًا الموسيقية النادرة وأيضًا إعادة توزيع بعض الأغاني للأوركسترا الكبير وبشكل حديث يليق بأهمية هذه الأعمال، ومن ثم تم عقد أكثر من جلسة مع الاستاذ عمر خليل حفيد الموسيقار الراحل، ثم اجتمعت بكلًا من الأساتذة الموسيقيين أحمد الموجي، محمد العشي، محمد سعد باشا، وأمير جادو، وتم وضع خطة للتدوين الموسيقي والتوزيع، وبمجرد الاتفاق وجدنا دعم وجهد كبير من وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني الاتفاق والتعاون والدعم لإقامة عدة حفلات، وهو ما تطلب قدر كبير من الدقة والانضباط  لخروج ملحمة فنية استعراضية موسيقية غنائية غير مسبوقة في التاريخ لفخامة الحدث.

حفل مشروع وهابيات
حفل موسيقار الأجيال فى جامعة القاهرة 

لما وقع الاختيار تحديدًا على ريهام عبد الحكيم ولؤي لتقديم الحفلات؟

المطربة ريهام عبدالحكيم، صوت مصري أصيل لا يختلف عليه اثنين، وتم اختيارها تحديدًا لأنها تجيد وتتميز بالغناء للست كوكب الشرق أم كلثوم، لأن بعض الروائع كانت بين الثنائي الشهير، أما المطرب لؤي، فأنا متابع جيد له من زمان وعذوبة صوته جعلتني اختاره لأنه حقيقي «صوت مميز جدًا ومش واخد حقه».

لؤي وريهام عبد الحكيم فى الحفل

كيف ترى مؤشر الإبداع حاليًا في مصر؟

اعتبر هذا السؤال هام جدا، خاصة أننا جميعًا ندرك ما تمر به البلاد في الفترة الحالية وأعتقد أن الجميع يلاحظ رغم أي ظروف إلا أن مؤشر الإبداع في مصر يرتفع وبكفاءة عالية فنيًا وثقافيًا، فكلما زادت مساحة الحرية في التفكير والاختيار والتنفيذ للشباب ارتفع هذا المؤشر، مصر ولادة ولديها شباب كثير «زي الورد» لديهم طاقة إبداعية وإيجابية غير محدودة، وأنا فخور جدًا بثقة الدولة في الشباب الواعي ومدى وعي الحكومة والمسؤولين بالدور الثقافية والفنية على كافة المستويات وبالأخص دار الأوبرا وما تقدمه من فنون والمتمثل في تمثيل الأوبرا لمصر فى معظم المهرجانات والمحافل الدولية خلال الفترة الأخيرة، فدائمًا أقول أن الموسيقى ترتقي بالمشاعر وتهذب النفوس.

تاريخ الخبر: 2023-01-20 18:21:31
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 51%
الأهمية: 58%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية