لا يزال كثيرون متمسكون بالذكريات التي تكنها مكتبة الأسرة وإصداراتها كل عام، بالرغم من ظهور الكثير من دور النشر، إلا أن إصدارات مكتبة الأسرة من الروائع الأدبية والأعمال الإبداعية لها مكانة خاصة لدى محبي القراءة.

«على اسم مصر.. معًا نقرأ، نفكر، نبدع»، ذلك الشعار الذي انطلق به معرض القاهرة للعام الحالي في الدورة الرابعة والخمسين، باستضافة ما يزيد على ألف ناشر يمثلون 53 دولة من جميع أنحاء العالم وبعدد إصدارات يتخطى 250 ألف إصدار هذا العام.

مكتبة الأسرة في معرض الكتاب

ويضم جناح مكتبة الأسرة العديد من الإصدارات منها التي تهم وتخص قضايا المرأة وكذلك الطفل، إذ أعلنت المكتبة إتاحة أكثر من 10 آلاف كتاب من مكتبة الأسرة عبر المنصة الإلكترونية للمعرض، ويمكن قراءة وتحميل أي من هذه الإصدارات بشكل مجاني.

ولعل أبرز إصدارات مكتبة الأسرة بمعرض الكتاب، هي كُتب: «المرأه الجديدة» و«تحرير المرأة» تأليف قاسم أمين، وكتب «تنظيم النسل» و«متغيرات العصر» و«نساء على عرش مصر».

"الدستور" في التقرير التالي حاورت عدد من قرّاء مكتبة الأسرة الذين داوموا منذ سنوات على متابعة إصدارات المكتبة والنهل من الكتب التي تصدرها كل عام.

راندا: "مكتبة الأسرة مرتبطة بذكريات زمان"

تستنشق راندا عمرو، 29 عامًا، على باب معرض الكتاب رائحة الكتب القديمة التي كانت تأخذها خلسة من مكتبة والدها حين كانت في العاشرة من عمرها، والتي كان يدوّن عليها مكتبة الأسرة مرفق معها شعار الكتاب المفتوح المعتاد.

تعودت راندا على القراءة منذ الصغر بسبب مكتبة والدها التي كانت تضم إصدارات متنوعة ومتعددة من مكتبة الأسرة، ما بين كتب تهتم بقضايا المرأة وأخرى للطفل: "كنت أجد فيها كل ما أحتاجه في ذلك العمر اعتبر نفسي تربيت على إصدارات مكتبة الأسرة".

كبرت راندا وتخطت العشرين عامًا، ورغم ولعها بالروايات لأدباء مثل محمد المنسي قنديل، وإبراهيم الكوني، إلا إنها لازال لديها شغف لإصدارات مكتبة الأسرة: "الأمر لا يمكن عند القراءة فقط ولكنها تحمل ذكريات ونوستالجيا لجيل التسعينيات تحديدًا، فلازالت إصدارتها تبهرني كل مرة".

جناح مكتبة الأسرة هو الأول الذي تزوره راندا كل عام بحسب حديثها لـ"الدستور" فحين تذهب إلى معرض الكتاب للإطلاع على كل ما هو جديد: "إذا لم أستطع الذهاب أقوم بالتصفح الإلكتروني لأن المكتبة تبيع إصدارتها أون لاين".

مكتبة الأسرة هو مشروع مصري انطلق في 1994 لنشر روائع الأدب من أعمال إبداعية وفكرية وفلسفية، وكذلك تقديم الأعمال التي شكلت مسيرة الحضارة منذ فجر التاريخ حتى الآن على أن تطرح هذه الأعمال للبيع بأسعار رمزية.

ومنذ بداية مشروع مكتبة الأسرة في مهرجان القراءة للجميع، دخلت الحملة القومية للقراءة للجميع مرحلة نشر الكتاب وعدم الاكتفاء بعرضه للقراءة في المكتبات العامة.

مصطفى يستعيد ذكريات الطفولة في مكتبة الأسرة

مصطفى الشيمي، 30 عامًا، أحد قرّاء مكتبة الأسرة، يحاول حاليًا أن يحبب ابنه الوحيد "يونس" في إصدارات مكتبة الأسرة مثلما فعل معه والده وهو صغير: "كان أول باب طرقته إلى عالم القراءة من خلال مكتبة الأسرة".

يقول لـ"الدستور": "إصدارات المكتبة متنوعة وتناسب الأعمار كافة وكذلك تناقش قضايا مختلفة، وكل عام في معرض الكتاب تكون هي المقصد الأول، فقد عاصرتها منذ فترة التسعينيات وحتى الآن".

نجح مصطفى في أن يجعل ابنه يونس يتعلق نوعًا ما بمكتبة الأسرة لما تضمه من إصدارت تخص الأطفال، إلى جانب العديد من أجنحة المعرض التي تهتم هذا العام بإصدارت صغار السن كما يقوم مصطفى.