صاحب ١٩ عامًا لديه فرصة المشاركة أساسيًا ضد فلامنجو، الهلال يسعى للثأر من بطل أمريكا الجنوبية والتأهل للنهائي.

في حال قرر مشجعو الهلال وضع سيناريو درامي لطريقة الفوز على الوداد، لم يكن ليخطر بالحسبان أن الفريق سيعود بالتعادل في اللحظات الأخيرة، وأن لاعبًا يبلغ من العمر ١٩ عامًا هو من سيتحمل عبء تسديد الركلة الترجيحية الأخيرة ليؤهل فريقه لنصف نهائي كأس العالم للأندية .

ونحو مزيد من السيناريوهات غير المتوقعة، فلا أحد كان يتوقع أن يكون أمام مصعب الجوير فرصة المشاركة أساسيًا في البطولة في ظل وجود العديد من الأسماء مثل كوييار وكنو وكارييو، لكن الأمر بات أقرب للمنطق بسبب الظروف التي يمر بها فريقه في المغرب من إيقافات وإصابات، بل وربما يقود فريقه للثأر من نفس المنافس الذي بدد أحلامه في الوصول لنهائي البطولة ذاتها عام ٢٠١٩.

“هو شعور لا يصدق. مصعب عمره ١٩ عامًا فقط. هو لاعب صغير جدًا، لكنه تحمل مسؤولية تسديد ركلة الجزاء الخامسة. قبل ركلة الترجيح، قلت له أن يثق بنفسه وأن يسدد الكرة بقوة. فزنا لأننا نؤمن ببعضنا. هو لاعب جيد جدًا، لذلك كنت على يقين أنه سينجح في تسجيل ركلة الترجيح”.

هذا ما قاله جانج هيون سو لـ الفيفا عقب تأهل الهلال بركلة الجوير الحاسمة، فصاحب الـ ١٩ عامًا يملك شخصية تفوق عمره بكثير وهو ما ظهر أثناء تنفيذه لتلك الركلة.

بداية الجوير: توقعات كبيرة .. ظهر الجوير للمرة الأولى مع الفريق الأول للهلال عام ٢٠٢١ تحت قيادة المدرب السابق ليوناردو جارديم، وخاض مباراته الأولى كأساسي ضد الفتح في الدوري السعودي ٢٥ ديسمبر، إذ لعب بجوار زميله الكولومبي جوستافو كوييار في وسط الملعب.

أثنى الجميع على قدرات اللاعب الذي لم يكن قد بلغ الثامنة عشرة من عمره حينها، إذ قدم أداء مميزًا يوحي بأن لديه المزيد ليقدمه، على الرغم من خسارة الهلال للمباراة حينها.

سرعان ما جدد الهلال عقد الموهبة الشابة حتى يونيو لعام ٢٠٢٥، ليشارك في مجموع ٨ مباريات ٤ منها كأساسي وسجل هدفين في الموسم الماضي.على الصعيد الدولي فالجوير هو قائد المنتخب السعودي للشباب، إذ فاز بجائزة أفضل لاعب في كأس العرب للشباب بعدما قاد بلاده للحفاظ على للقب للعام الثاني على التوالي، وبالتأكيد سيكون أمامه الفرصة للتواجد ضمن كتيبة رينارد في التجمعات المقبلة حال استمراره في التألق.

الموسم الحالي: فرصة شحيحة.. لم يظهر الجوير في عدد دقائق كافٍ خلال الموسم الحالي تحت قيادة رامون دياز، إذ يعتمد المدرب الأرجنتيني على الثلاثي جوستافو كوييار ومحمد كنو وأندري كاريو كأساسيين، بالإضافة إلى الثنائي المصاب سلمان الفرج وعبدالإله المالكي، لذا فإن ترتيب الجوير هو السادس بين لاعبي الوسط.شارك صاحب الـ ١٩ عامًا في ٥ مباريات فقط بالدوري السعودي هذا الموسم، منها مباراتين كأساسي، بمعدل لعب ٤٠ دقيقة لكل مباراة خاضها.

أن ينصفك القدر.. بعد أن شارك لدقائق قليلة في نسخة كأس العالم للأندية الأخيرة، وبعد أن كان الخيار الرابع في وسط الملعب، نال الفرصة ليشارك في الدقيقة ١١٣ ضد الوداد في المباراة الأولى لنسخة المغرب ٢٠٢٢، وأن يكون مسدد الركلة الأخيرة أمام جماهير متحفزة وصوتها يحبس الأنفاس.

قاد الجوير الهلال لنصف النهائي، ومن المتوقع بنسبة تفوق ٩٠% أن يكون أحد اللاعبين الأساسيين في تشكيل رامون دياز في نصف النهائي، والسبب في ذلك هو القدر، فالطرد الذي تعرض له محمد كنو ضد الوداد، والإصابة التي عانى منها كارييو بعد دخوله كبديل، ستجعله أساسيًا ضد فلامنجو بجوار كوييار في وسط الملعب.

الهلال سيواجه فلامنجو في نصف النهائي للمرة الثانية بعد أن التقيا عام ٢٠١٩ في قطر، وبعد أن كان الفريق السعودي متقدمًا بهدف بسالم الدوسري، نجح منافسه البرازيلي في قلب الطاولة والفوز بثلاثية ليطيح بأحلام الهلاليين في التأهل للنهائي، والآن يطمح بطل آسيا في الثأر من بطل أمريكا الجنوبية والذهاب للنهائي للمرة الأولى في تاريخه بعد محاولتين سابقتين لم يتمكن خلالهما من بلوغ هذا الدور.