واشنطن ملتزمة بالمنطقة.. واستعدادات لمواجهة المخاطر الإيرانية المقبلة


في أهم مؤشر على التزام الولايات المتحدة استراتيجياً بالأمن والاستقرار في الخليج العربي، تنعقد اجتماعات مجموعة العمل الأميركية مع مجلس التعاون في الرياض ابتداء من اليوم وحتى يوم الأربعاء.

وفي هذا الشأن، أوضح مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية للصحافيين قبل أن تبدأ هذه الجولة "أن هناك كلاماً في المنطقة عن أن الولايات المتحدة ليست مهتمة، وتفكك التزاماتها وتريد الخروج من الشرق الأوسط".

وتابع قائلاً "عقدُ مسؤولين رفيعي المستوى اجتماعات في الرياض مع مسؤولين من مجلس التعاون الخليجي بهذه الصيغة يدل على أن هذا الكلام غير صحيح"، في إشارة إلى اهتمام الولايات المتحدة بالشرق الأوسط وعدم رغبتها بالخروج من المنطقة.

التعاون متعدد الأطراف

المسؤول كان يتحدث إلى الصحافيين في إيجاز شاركت فيه "العربية" و"الحدث" بعيداً عن الكاميرات وطلب عدم ذكر اسمه وقال "إن الولايات المتحدة منخرطة في الشرق الأوسط، وتركز انتباهها على هذه المنطقة، وتحديداً في تطوير العمل من خلال التعاون متعدد الأطراف وليس فقط من خلال تمتين العلاقات الثنائية".

كذلك شدد المسؤول رفيع المستوى على أن الأمر "أولوية لدى الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي منذ وقت طويل".

وتشمل الاجتماعات الحالية التعاون في قطاعي الدفاع البحري والجوي، بالإضافة إلى مجموعة عمل لمكافحة الإرهاب، والأهم مجموعة عمل يرأسها عن الجانب الأميركي الموفد الخاص للشؤون الإيرانية روبرت مالي.

إيران هي الخطر

وهناك توافق واضح بين الأميركيين والدول المشاركة في هذه الاجتماعات على أن المخاطر في المنطقة مصدرها واحد وهو إيران، وتتمثّل المخاطر الإيرانية في تطويرها الصواريخ العابرة والباليستية وإنتاج المسيرات وإعطاء الميليشيات التابعة لها هذه الأسلحة، وهي تهدد أمن الدول الجارة بهذه الأسلحة مباشرة وبالواسطة.

كما هناك توافق أيضاً بين الطرفين الأميركي والخليجي على أن مواجهة هذه المخاطر يجب أن تتم من خلال العمل المشترك ومتعدد الأطراف.

وشهدت السنوات القليلة الماضية تطويراً واضحاً في منظومة الدفاع الأميركية الخليجية، بحسب ما يقول المسؤول الأميركي لأنه "ليس بإمكان طرف واحد أن يقوم بهذه المهمة وحده"، وقد اقترحت إدارة الرئيس الحالي جو بايدن مفهوماً عملياً للدفاع في هذه المنطقة لحماية المصالح العربية والأميركية أطلق عليها وزير الدفاع لويد أوستن في حينه مسمّى "الدفاع المدمّج"، وأعلن هذا المفهوم في خطاب بمدينة المنامة أواخر العام 2021.

الدفاعات الجوية والبحرية

ومن حينه طوّر الأميركيون ومنظومة مجلس التعاون الخليجي وأيضاً أطراف عربية ودولية أخرى، العديد من البنى الدفاعية، ومن الممكن رؤية هذا التطوير من خلال مجموعات العمل البحرية العديدة العاملة في منطقة الخليج العربي وبحر العرب وخليج عمان وصولاً إلى باب المندب وصعوداً إلى البحر الأحمر.

وتمكنت هذه المجموعات البحرية المشتركة من اعتراض آلاف الأطنان من الأسلحة والمخدرات التي وجهتها إيران إلى شواطئ الدول العربية، ووصلت القيمة المالية لهذه الأسلحة والمخدرات إلى أكثر من 3 مليارات دولار خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وهذا ما هو معلن منها.

كما طوّر الأميركيون ودول مجلس التعاون الخليجي منظومة الدفاع الجوي لمواجهة مخاطر الصواريخ والمسيرات الإيرانية.

وبدا منذ عامين أن الأميركيين يسحبون قواتهم من المنطقة، وثارت شكوك ضخمة في المنطقة، وفي الولايات المتحدة عندما تم الإعلان عن أن الأميركيين سحبوا بطاريات مضادرة للصواريخ من نوع باتريوت، كما خفضوا عديد قواتهم إلى أقل من 40 ألف جندي، لكن الأميركيين عوّضوا عن هذا الخفض بتنسيق الدفاعات الجوية والمنظومات التي تملكها قواتهم وتملكها الدول في الخليج العربي مجتمعة.

الخطر الإيراني القادم

والآن يعتبر الأميركيون أن قواتهم مع دول المنطقة بحاجة إلى المزيد من "القرارات". وقال المسؤول في وزارة الدفاع الأميركية "إن الجميع يعملون معاً في تبادل الآراء حول المخاطر المحدقة وتحديد الفرص المتاحة للدمج". وأضاف أن هناك قرارات يجب أن تتخذ "بشأن تبادل المعلومات وشراء ما تحتاجه بنى الاتصالات".

وحذر المسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لدى التحدث إلى الصحافيين قبل التوجّه إلى المنطقة من "التعاون الروسي الإيراني الذي يتم استغلاله الآن لقتل الأوكرانيين، لكن الإيرانيين يتعلّمون الكثير الآن من استعمال أسلحتهم الفتاكة وسيعودون إلى المنطقة ويشكلون تهديداً أكبر للشرق الأوسط".

وأضاف هذا ما يمكن انتظاره، وهو زعزعة لاستقرار المنطقة، وشدد على أنه "يجب أن نبدأ الآن في التخطيط لما سنواجهه".

ويشدد الأميركيون على أن لا أحد يريد التصعيد لكن الاستعداد ضروري، وسيقوم روبرت مالي بعرض الملفات النووية الإيرانية على الحلفاء ويشرح لهم الخطوات المقبلة.

تاريخ الخبر: 2023-02-13 18:18:47
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 83%
الأهمية: 93%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية