حمزة فاوزي
تحولت الإجازة الملكية في دولة الغابون، إلى زيارة رسمية تم فيها التأكيد على “قوة” الامتداد الإفريقي للمملكة المغربية في الغرب الإفريقي، المبني على “التعاون في شتى المجالات”، في مقدمتها الأمن الغذائي.
وتجسيدا لـ “ديبلوماسية الفوسفاط”، والتي يعتمد عليها المغرب في تواجده الإفريقي، منح العاهل المغربي، محمد السادس، هبة غذائية لفائدة الفلاحين الغابونيين، قدرها 2000 طن من الأسمدة، وهي المبادرة التضامنية التي استقبلتها وسائل الإعلام الغابونية بكثير من “الإشادة”، خاصة وأنها تأتي في ظل أوضاع “صعبة” تعيشها الفلاحة المحلية جراء أزمة الغذاء العالمي.
وتعد ليبروفيل “حليفا استراتيجيا” للرباط في المنطقة، لما لها من مواقف داعمة للوحدة الترابية للمملكة، إذ سبق وأن فتحت قنصلية لها في مدينة العيون، وعبرت في أكثر من مرة عن دعمها لمخطط الحكم الذاتي المغربي بالصحراء.
وفي ظل تنافس دولي وإقليمي على محيط غرب إفريقيا، والذي أصبح سوقا واعدة، يتجه المغرب للتأكيد على حضوره في المنطقة، لكن ليس بالمقاربة الأمنية، والتي تسعى من خلالها عديد من الدول لاستخدامها خاصة روسيا وفرنسا، إذ يقول المحلل السياسي، محمد شقير، إن ” المغرب يلعب دورا محوريا في معالجة قضايا راهنة داخل المجتمع الإفريقي، وهي أساسا الأمن الغذائي الذي أصبح يهدد مباشرة حياة هذه المجتمعات”.
وأضاف شقير في حديثه لـ”الأيام 24″، أن ” هذه الزيارة لها دلالة قوية على مستويات عديدة، في مقدمتها تزامن هذا اللقاء مع الاجتماع المرتقب للمفوضية الأوروبية والذي يأتي في ظل تنافس إقليمي بين الرباط والجزائر، والذي أصبحت تتوجه بوصلته نحو العمق الإفريقي”.
وأشار المحلل السياسي إلى أن ” الزيارة تأتي للتأكيد على عراقة العلاقات التي تجمع الرباط بليبروفيل، الأخيرة التي لها مؤهلات كثيرة أهمها الاستقرار السياسي، في ظل اضطرابات إقليمية يشهدها هذا المحيط”.
واستطرد المتحدث ذاته قائلا : ” الهبة الملكية هي تأكيد على المقاربة الاقتصادية التي تتبناها الرباط في عمقها الافريقي، على عكس العديد من القوى التي تستخدم مقاربات عسكرية، تكلف في الأخير فرصا عديدة”.
وأردف أن ” التواجد المغربي في إفريقيا وخاصة الغابون، هي قديمة وتعود لزمن طويل، لكن في ظل تزايد التنافس الدولي على هذه المنطقة الحيوية، دفع المغرب لتقديم إشارات واضحة لنوع تواجده وكيف يساهم بشكل مستحث في معالجة القضايا الشائكة بالقارة”.