بالتزامن مع تناول مسلسل جعفر العمدة - الذي تم عرضه في الموسم الرمضاني السابق- قضية الأطفال المفقودة، طرحت مجموعة شبابية عبر موقع "فيسبوك" مبادرة لحل أزمة المفقودين، باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وأوضح أصحاب المبادرة، التي لاقت تفاعلاً واسعاً عبر المنصات الاجتماعية، أنّ فكرتهم تعتمد على جمع بـيـانـات كافة الأطفال المفقودة، ثم سيتم إجراء تحاليل DNA لهم، بالتزامن مع إجراء نفس التحاليل لكل أسرة لديها طفل مفقود، لمطابقة نتائج تحاليل الأطفال مع الأسر، من خلال برمجة نظام يعمل بالذكاء الاصطناعي.

توقيت مناسب

 يقول مهندس البرمجيات محمد حمام، وصاحب فكرة المبادرة، إنّ فكرة إطلاق مبادرة لحل أزمة الأطفال المفقودة في مصر، استمر العمل على برمجة نظامها لفترة تجاوزت العامين، ولكن هذا التوقيت كان مناسباً للإعلان عنها، في ظل تأثر الشعب المصري بهذه القضية، لافتاً إلى اعتزامه طرح المبادرة على المسؤولين ليتم إطلاقها بشكل رسمي.

ويضيف حمام في حديث خاص لـ"الدستور": "بدأنا ببرمجة النظام الخاص بالمبادرة، من خلال استخدام خوارزميات تستطيع مقارنة الشفرة الخاصة بتحاليل DNA، التي سيتم جمعها من الأسر ودور الأيتام، ثم تكشف تطابق أي شفرتين متشابهتين عبر النظام، وبالتالي يتم معرفة هوية الطفل والأسرة".

ويستكمل المختص في مجال الذكاء الاصطناعي حديثه، موضحاً أنّ: "الموقع الخاص بالمبادرة يتيح التسجيل لبيانات الأسر التي فقدت أطفالها، والأطفال المفقودة أيضاً، سواء كانوا داخل دور أيتام أو في الشوارع، (من أي فئة عمرية)، ولكننا لم نجمع أي بيانات من المواطنين حتى يتم إطلاق المبادرة بشكل رسمي، تحت إشراف الجهات المعنية بالأمر".
 

بدون تبرعات

ويؤكد "حمام" أنّه فور تسجيل الشخص عبر موقع المبادرة، يتم التواصل معه وسؤاله حول إمكانية دفع تكاليف التحاليل، وإذا لم يكن في مقدرته، يتم التواصل مع أحد الأشخاص الذين سجلوا عبر خاصية المتبرعين في الموقع، لدفع تكاليف التحاليل داخل المعمل بشكل مباشر، دون أن يتسلم أعضاء المبادرة أي تبرعات".

ويضيف: "تتم هذه المرحلة بإشراف أعضاء المبادرة، ونقوم باختيار الأشخاص والمتبرعين من ذات المنطقة، ثم نصطحبهم إلى معمل التحاليل، ونبدأ في عملنا باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي؛ لمقارنة الشفرات ببعضها داخل النظام".

وفي ختام حديثه، يطالب مهندس البرمجيات، بتعميم الفكرة في مصر، والعمل على طرحها رسمياً، من خلال استخدام النظام الذي أعدّه في العامين الماضيين، لإطلاق موقع مختص في حل أزمة الأطفال المفقودة، بمشاركة الدكتورة تيسير الأمير، أستاذة كلية الآداب بجامعة جنوب الوادي، والأستاذة هبة حمام، مديرة أكاديمية تعليمية متخصصة في شؤون الأطفال.
 

مواجهة صارمة
 

ومن جانبها، تقول الدكتورة تيسير الأمير، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إنّ الأمر الذي دفعها للمشاركة في فكرة هذه المبادرة، هو اهتمامها الشديد بأمور الأطفال، حيث أنتجت مؤلفات تربوية عدة، أبرزها سلسلة كتب للثورة التكنولوجية، حول إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، وتأثيره على الأطفال.

وتوضح أنّ الفكرة جاءت إليهم بسبب كثرة حالات الخطف للأطفال، وظاهرة أطفال الشوارع، ومعاناة الكثير من الأسر بسبب فقدان أولادها، وصعوبة الوصول ليهم، وعملوا على تنفيذها تحت إشراف المهندس محمد حمام، الذي صمم نظاماً إلكترونياً يقارن تحاليل DNA بين الحالات.

وتستكمل: "بدأنا بإطلاق موقع إلكتروني لتسجيل الأشخاص المفقودين الذين بيبحثون عن أسرهم أو الأسر التي تبحث عن أولادها، واختيارنا للإعلان عن الفكرة في الوقت الحالي، بسبب رؤيتنا لتعاطف الشعب العربي بأكمله مع قصة مسلسل جعفر العمدة".
 

دعم منتظر
 

وتعرب أستاذة كلية الآداب عن تطلعها لدعم المصريين للمساعدة في إطلاق هذه المبادرة في أسرع وقت ممكن، خاصة أنّ أزمة الأطفال المفقودة دائماً ما تشغل أذهان المواطنين، ويتداولون آراءهم عنها عبر منصات التواصل الاجتماعي، لذا تلك كانت الجهة الأنسب لعرض الفكرة عليهم.

تحدثت تيسير في ختام حديثها، عن آمالها في تطوير الفكرة، وإطلاقها بشكل رسمي، من خلال تعاون المؤسسات المجتمعية في المبادرة، كما سيتطلب الأمر تعاون المؤسسات الأمنية، للحصول على التصريحات الخاصة بجمع البيانات، والمحاضر المبلغ بها من قبل الأسر التي فقدت أطفالها، من أجل الوصول إلى حالات أكثر.