دعا رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، كل الطبقة السياسة والنخب والأجيال الجديدة، إلى الوحدة والتلاحم والتعاون والتضامن، والدفاع عن الوطن لرفع التحديات الكبيرة والتحولات الكثيرة الحاصلة اليوم في العالم وفي الإقليم، و اعتبر دم الوطن خط أحمر، وقال إن من يمزق نسيج المجتمع ووحدة الشعب خائن، وحث على تضافر جهود الجميع لإنجاز الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أطلقها رئيس الجمهورية لبناء الجزائر الجديدة.
افتتحت أمس بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال بالجزائر العاصمة أشغال المؤتمر الثاني لحركة البناء الوطني التي جاء تحت شعار " بصمتنا في عالم جديد"، و أطلق رئيس الحركة المنتهية ولايته، عبد القادر بن قرينة، في كلمة له بالمناسبة مبادرة لم يكشف عن تفاصيلها لجميع الشركاء، ونخب الوطن والأجيال الجديدة والأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات، إلى العمل سوية و أن تدرك التحديات الكبيرة والتحولات الكثيرة الحاصلة اليوم في العالم وفي الإقليم.
وأضاف أن بناء الجزائر الجديدة التي يتطلع إليها كل المخلصين تحتاج إلى تضافر جهود كل مكونات الوطن الفاعلة، سلطة ومعارضة، أحزاب ومؤسسات وشخصيات وطنية لتشكل معا جدارا وطنيا متلاحما يكون إطارا للعمل الجماعي الذي تنخرط فيه كل القوى والكفاءات وتتكامل فيه كل الإمكانات والقدرات، وتتوحد فيه الصفوف، وتنتقي فيه كل الأجواء، وتنصهر فيه وتتكاثف جهود كل المواطنين، لإنجاز الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أطلقها رئيس الجمهورية لبناء الجزائر الجديدة.
ومن هذا المنطلق قال المتحدث أنه " يتوجب علينا التعاون و التضامن حتى تكون جبهتنا الداخلية صلبة ونسيجنا المجتمعي متماسكا، والتفاهم والتنازل حتى تكون مؤسساتنا منسجمة ومتناغمة، كما يتوجب علينا قبل ذلك وبعده تحمل وتقاسم الأعباء لبناء الجزائر الجديدة".
وواصل يقول أن الجزائر اليوم سائرة نحو التجديد ضمن رؤية واعدة "للجزائر الجديدة" قبل أن يتوجه للشعب ولمناضلي الحركة بالتأكيد على أن "دم الوطن خط أحمر وأن البندقية التي وجدت للدفاع عن الوطن وأبنائه لا يجوز أبدا أن تخطئ وجهتها وطريقها مهما كانت الظروف".
واعتبر المتحدث أن الاستقرار السياسي الذي تشهده بلادنا رغم كل ما يحيط بها من تعقيدات إقليمية وتحديات اقتصادية وأمنية إنما هو " ثمرة من ثمار الخيار الدستوري الذي استرجعنا به الجمهورية و جنب الوطن مخاطر المرحلة الانتقالية المهددة لهوية الأمة الجزائرية وسيادتها".
وبعد أن عرج على التحولات التي يعرفها العالم اليوم أكد بن قرينة بأن الجزائر وبسبب أصالة خياراتها المبدئية قد أصبحت مستهدفة من طرف قوى معادية تريد أن تختلق الأزمات وتحيك المؤامرات والدسائس، قصد عرقلة مسار بناء الدولة الجزائرية المحورية التي تطلع إليها الشهداء الأبرار و المجاهدون الصادقون.
لكننا- يشدد المتحدث- على يقين بأن جيشنا الشعبي السليل- بقيادة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للجيش وزير الدفاع الوطني- الذي استطاع أن يحرر البلاد من مستعمر الأمس واستطاع أن يحمي البلاد من فتنة الإرهاب، واستطاع أن يرافق الحراك ويمنع اختراقه، قادر على مواجهة أشد التهديدات.
ويرى المتحدث ذاته بأن الجزائر قادرة بجدارة على استعادة محوريتها على مختلف المستويات لاسيما على مستوى إسهامها في السلام والأمن الإقليميين، وفي ضمان مصالحها الحيوية وأمنها القومي، مشيدا في ذات الوقت بالإنجازات الدبلوماسية الجزائرية وعودتها المتنامية على المستوى الإقليمي والدولي.
ورافع المتحدث من أجل تعميق أسس النظام الجمهوري الديمقراطي الذي يعطي لمؤسسات الدولة المنتخبة قوتها ومصداقيتها، وترقية الحكامة، وتعزيز الديمقراطية التشاركية، وتعزيز الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة وتكريس مبدأ الحريات الفردية والجماعية، وإسناد المهام والوظائف وفقا لمعيار الكفاءة والنزاهة والولاء للوطن.
و انتهز بن قرينة المناسبة ليطالب الحكومة بضرورة الإسراع في تقديم مشروع تعديل القانون العضوي للأحزاب السياسية قصد تنظيم الساحة السياسية وترقية العمل الحزبي.
كما أبدى دعما واضحا للسياسية التي يتبعها رئيس الجمهورية وثمن الإجراءات التي اتخذها للحفاظ على كرامة المواطنين وتخفيف آثار الأزمات العالمية الصحية، على غرار استحداث منحة البطالة، وأكد استعداد حركته أن تضع يدها بيد السلطة من أجل محاربة المتلاعبين بأمن الجزائر وبقوت شعبها.
ونشير أن المؤتمر الثاني لحركة البناء الوطني عرف حضور العديد من الضيوف منهم وزير الداخلية و الجماعات الملحية والتهيئة العمرانية، ووزراء آخرين ورؤساء أحزاب سياسية، ومنظمات وطنية، و قيادات حزبية من العديد من
الدول. إلياس -ب
