لا يزال من الصعب تحديد العدد الكامل لقتلى الحروب التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان والعراق، ناهيك عن الحرب الأوسع على الإرهاب. ولكن بحثا جديدا أصدرته جامعة براون الأمريكية، يستند على بيانات الأمم المتحدة وتحليلات الخبراء، كشف أن عدد القتلى بسبب هذه الحروب بلغ 4.5 ملايين شخص.

رقم يستمر في الارتفاع

كشف بحث جامعة براون أن عدد الوفيات يشمل عدد القتلى لتلك الحروب التي تعزى للحرب على الإرهاب، عبر الصراعات في أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا وليبيا والصومال واليمن، وهي تأثيرات "واسعة ومعقدة لدرجة أن" في نهاية المطاف "لا يمكن قياسها كميا"، كما يعترف الباحثون.

وتقدر الحسابات، عدد القتلى بما يتراوح بين 4.5 ملايين و 4.6 ملايين شخص- وهو رقم يستمر في الارتفاع مع تردد آثار الصراع. ويقدر التقرير أن حوالي 3.6 ملايين إلى 3.7 ملايين من هذه الوفيات كانت "وفيات غير مباشرة" ناجمة عن تدهور الأوضاع الاقتصادية والبيئية والنفسية والصحية.

15 ألف قتيل أمريكي

قتل أكثر من 7 آلاف جندي أمريكي في العراق وأفغانستان، إلى جانب أكثر من 8 آلاف متعاقد مدني، وفقا لمشروع تكاليف الحرب لجامعة براون. وقد عانت القوات الأمريكية من آثار متتالية خاصة بها، بما في ذلك معدلات الانتحار بين قدامى المحاربين. لكن الغالبية العظمى من القتلى كانوا من السكان المحليين: فقد توفي أكثر من 117 ألف أفغاني وباكستاني وعراقي وحلفاء سوريين حتى عام 2019، إلى جانب عدد كبير من المقاتلين المعارضين والخسائر المدنية المتنازع عليها.

وأكد التقرير أن إرث الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على الإرهاب يعاني من عواقبها الكارثية الكثير من الناس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى

القتلى في العراق

وفي العراق، بلغ عدد القتلى نتيجة الحرب الأمريكية نحو 600 ألف شخص، وفقا للتقرير الجديد. وأشار البحث إلى أن عددا كبيرا من الناس في العراق، وخاصة الأطفال والسكان الأكثر فقرا وتهميشا، قد قتلوا بسبب آثار الحرب، وانعدام الأمن الغذائي، والتلوث البيئي، والصدمات المستمرة، وتدمير الصحة والبنية التحتية العامة ، إلى جانب الممتلكات الخاصة ووسائل كسب الرزق.

خلاصة التقرير

ويخلص التقرير إلى أن "الغالبية العظمى من وفيات الحرب غير المباشرة تحدث بسبب سوء التغذية والمشاكل المرتبطة بالحمل والولادة، والعديد من الأمراض بما في ذلك الأمراض المعدية والأمراض غير السارية مثل السرطان". وبعضها ناتج أيضا عن إصابات ناجمة عن تدمير الحرب للبنية التحتية مثل إشارات المرور ومن الصدمات النفسية والعنف بين الأشخاص".

كما خلص إلى أن النقطة المهمة هي القول إن الولايات المتحدة متورطة في هذه الحروب العنيفة. كان هناك تكثيف نتيجة لمشاركة الولايات المتحدة. وفي هذه المرحلة، القضية هي حقا: كيف نتصالح مع الشعور بالمسؤولية؟.