قال مسؤولون كبار اليوم الأربعاء إن ضربات نفذتها طائرات مسيّرة روسية ألحقت أضراراً بصوامع ومخازن للحبوب في ميناء ريني الأوكراني على نهر الدانوب، وهو طريق رئيسي تستخدمه كييف لتصدير المواد الغذائية خلال الحرب.

وزادت الضربات الروسية التي تستهدف البنية التحتية للمواني المطلة على الدانوب من الضغوط على صادرات المواد الغذائية الأوكرانية، وذلك بعد انسحاب موسكو من اتفاق استمر عاماً سمح لكييف بشحن الحبوب عبر البحر الأسود.

وقال أوليه كايبر حاكم المنطقة على تليغرام: "هاجم إرهابيون روس منطقة أوديسا مرتين الليلة الماضية بطائرات مسيّرة.. الهدف الرئيسي كان البنية التحتية للميناء ومخازن الحبوب جنوبي المنطقة".

وأظهرت صور نشرها كايبر الجدران المعدنية المدمرة لمنشآت تخزين الحبوب وأكوام الحبوب المتناثرة.

وكتب أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني على تليغرام أن الهجوم استهدف ميناء ريني على نهر الدانوب، دون سقوط ضحايا.

أثار الحادث موجة غضب في رومانيا المجاورة التي أصبحت الآن مركزاً رئيسياً لصادرات الحبوب الأوكرانية إلى الخارج منذ انهيار الاتفاق.

وقالت وزيرة الخارجية لومينيتا أودوبسكو على مواقع التواصل الاجتماعي: "ندين بشدة الهجمات (الروسية) المستمرة على الأبرياء والبنى التحتية المدنية، بما فيها مخازن الحبوب في ميناءي ريني وإزمايل".

وأفاد لاحقاً، مصدر في قطاع الشحن، باستئناف عمليات الشحن في الميناء بعد الهجوم.

وقال الوزير الأوكراني المكلف بشؤون البنى التحتية أولكسندر كوبراكوف إن "حاملة الحاويات جوزيف شولت غادرت ميناء أوديسا وتبحر عبر الممر المؤقت الذي أنشئ للسفن المدنية". وتأتي الخطوة رغم تحذير روسيا من أنها ستعتبر أي سفينة تتجه نحو المرافئ الأوكرانية أو إليها، هدفاً عسكرياً محتملاً، عقب وقف العمل باتفاقية تصدير الحبوب.

من جهتها، أعلنت روسيا أن أنظمة دفاعها الجوي أسقطت مسيّرات عدّة خلال الليل قرب العاصمة، في أحدث سلسلة من الهجمات الجوية التي تستهدف مناطق حضرية في روسيا.

وقالت وزارة الدفاع إن ثلاث مسيّرات أسقطت في منطقة كالوغا في جنوب العاصمة، فيما قال مسؤولون إقليميون إنه لم تقع إصابات أو أضرار.

وهذا الهجوم الجوي هو الخامس على الأقل هذا الشهر على منطقة كالوغا التي تقول روسيا إنها أحبطتها.

"تحرير أوروجاين"

على صعيد آخر، قالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 13 طائرة روسية مسيرة في منطقتي أوديسا وميكولايف في الجنوب، وإن القوات ليست على دراية تامة بعدد الطائرات المسيّرة التي أطلقتها روسيا.

وكتبت نائبة وزير الدفاع غانا ماليار عبر منصات التواصل الاجتماعي: "جرى تحرير أوروجاين... الهجوم يتواصل".

وأطلقت كييف مطلع يونيو/حزيران هجوماً مضاداً لاستعادة مناطق تسيطر عليها روسيا في شرق البلاد وجنوبها بعد الحصول على دعم عسكري غربي ضخم. إلا أن كييف أقرت بصعوبة المعارك والتقدم في مواجهة الدفاعات الروسية، وبقيت نتائج هجومها دون ما كانت تأمله.

ويأتي الإعلان الأوكراني عن استعادة أوروجاين غداة تأكيد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الموارد العسكرية الأوكرانية "شبه مستنفدة".

وتعد دونيتسك من المناطق الرئيسية في المواجهة بين روسيا وأوكرانيا، وهي واحدة من أربع مناطق أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمّها العام الماضي، بعد أشهر من بدء الهجوم العسكري على أوكرانيا.

كما تعد أوروجاين التي كان عدد سكانها يقدر بزهاء ألف نسمة قبل الحرب، ضمن مجموعة من القرى التي تعمل القوات الأوكرانية منذ أسابيع على استعادتها.

إلى الشرق، تقاتل القوات الأوكرانية أيضاً لدحر القوات الروسية من شمال وجنوب مدينة باخموت التي دمرتها الحرب.

TRT عربي - وكالات