كشف رئيس مجلس جمعية الآثار والتراث في المنطقة الشرقية سعود القصيبي، توقيع الجمعية عقدًا مع مؤسسة العليان الخيرية لتمويل مشروع لتدريب فتيات الضمان الاجتماعي على صناعة السجاد اليدوي، مؤكدًا توجه الجمعية إلى التوسع في إحياء صناعة النسيج بالمنطقة، التي من بينها البشت النسائي.

الصناعات المندثرة

أشار القصيبي إلى أن الجمعية تولي اهتماما خاصا بالتراث، وأن مشروع «نسيج هجر» في مرحلته الأولى، وهو صناعة السجاد الأحسائي، جاء بعد دراسة شملت العديد من الصناعات المندثرة بالمنطقة، انطلاقا من رؤيتها على الحفاظ واستمرار الموروثات القديمة من صناعات وحرف بالمنطقة، وأن الجمعية من الجمعيات الرائدة غير الربحية، وتعمل في الدراسات والاستشارات الأثرية وفي مجالي التراث المادي وغير المادي.

الكوت والنعاثل والرفعة

أبان القصيبي أنه روعي في تصميم نماذج «السجاد» أن تكون بهوية سعودية، وبطابع تراثي محلي أحسائي بعد دراسة أكثر من 220 نقشًا أحسائيًا والعديد من النماذج الدولية لقطع السجاد، واستعين لإخراج العمل بخبراء في مجال النقوش التراثية المحلية وفنانين رقميين لتحويل نقوش النماذج الجصية والأبواب الخشبية بأحياء الكوت والنعاثل والرفعة بالأحساء إلى نماذج زخرفية لتوظيفها كتصاميم، ويتولى التدريب معهد فتاتي للتدريب التابع لجمعية فتاة الأحساء، لافتًا إلى أن البرنامج هو باكورة لمبادرة (نسيج هجر) في الجمعية لإحياء صناعة النسيج المندثرة بالمنطقة، انطلاقا من التدريب إلى التمكين.

كسوة الكعبة المشرفة

قال القصيبي: تعد صناعة النسيج من أقدم الصناعات التاريخية في المنطقة الشرقية، والتي كانت تشتهر بها الأحساء بالعباءات، وكانت أقمشة الأحساء اليدوية تصدر إلى عدد من الجهات، قبل أن تتعرض للاندثار بسبب مزاحمة النسيج المصنع آليًا القادم من الخارج الرخيص ثمنًا. وكان نسيج الأحساء يصنع للبشوت والعباءات ويستعمل أيضا كمفارش للأرض، ولشهرة النسيج وجودته تشرفت الأحساء بصناعة كسوة الكعبة المشرفة في الدولة السعودية الأولى، فكسيت بكسوة أحسائية قيلانية سوداء مطرزة بالذهب والفضة، زمن الإمام سعود الكبير 8 مرات بين الأعوام 1221 ه - 1227 ه، كما كسيت الكعبة المشرفة عددا من المرات زمن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن كان آخرها سنة 1343هـ.