بعد مرور 132 يوما عن الحرب الضروسة التي تدور رحاها في قطاع غزة، مازالت إسرائيل تحاول إدخال المغرب في لعبة “الوساطة” لاسترجاع الأسرى الإسرائيليين من بينهم ذوي الأصول المغربية الذين يوجدون بين أيدي المقاومة الفلسطينية، باعتبار الرباط نقطة إيجابية في المنطقة، لكن جميع الجهود المبذولة من طرف الإدارة الصهيونية بقيادة بنيامين نتنياهو أخفقت، بحسب ما أكدته إذاعة “كان ريشيت بيت” العبرية.
ويعزى هذا “الفشل” وفق تصريحات أحد المراقبين السياسيين الفلسطينيين، إلى كون المملكة المغربية ليست لها سلطة على حماس أو حتى على معبر رفح الذي يعتبر القناة الرئيسية التي تعتمد عليها إسرائيل وبعض حركات المقاومة لحلحلة بعض الملفات، أبرزها ملف الأسرى.
تفاعلا مع هذا الموضوع، قال أليف الصباغ، المحلل السياسي بالجليل شمال فلسطين، إن “إسرائيل كعادتها تريد خلق أكثر من قناة من أجل التوسط بينها وبين حماس، لكن في الحقيقة لا تريد إيجاد الحلول وإنما تريد إرسال رسائلها التهديدية، وذلك عن طريق مجموعة من الدول من بينها مصر وتركيا وقطر والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وغيرها من الدول”.
وأورد الصباغ، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “المملكة المغربية رفضت هذا الدور، لأنها ليست لها سلطة على حماس كقطر على سبيل المثال، أو على معبر رفح كمصر، وبالتالي فإن المغرب خرج بكرامته من هذه المعادلة”.
وتابع المتحدث عينه أن “المغرب له مواقف إيجابية تجاه القضية الفلسطينية، حيث استنكرت منذ بداية هذه الإبادة الأعمال العدائية التي تمارسها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني”، مؤكدا أن “الشعب المغربي يتضامن مع نظيره الفلسطيني منذ زمان وليس اليوم”.
وأشار المحلل السياسي الفلسطيني إلى أن “اللوم ليس على المغرب فقط، بل على كل الدول المطبعة مع إسرائيل، في حين أن إسرائيل تقوم بحرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني”، مؤكدا أن “اللوم الأكبر ليس على المغرب فقط وإنما على مصر التي لا تفتح المعبر وعلى دول الخليج العربي التي تحرص وسائل إعلامها الرسمية ضد المقاومة مثل السعودية”.
وأضاف أن “اللوم أيضا على الجامعة العربية التي لا تجتمع إلا بأوامر أمريكية ضد العرب مثلما فعلت مع سوريا واليمن وليبيا، بينما تجتمع بدون أي موقف حازم ضد الاحتلال الإسرائيلي”.
