المانوية

عودة للموسوعة

المانوية -أوالمنانية كما ذكر ابن النديم في الفهرست - ديانة تنسب إلى ماني المولود في عام 216 م في بابل، والذي ظهر في زمان شابور بن أردشير وقتله بهرام بن هرمز بن شابور. وزعم حتى الوحي أتاه وهوفي الثانية عشر من عمره وكان في الأصل مجوسياً عارفاً بمذاهب القوم وكان يقول بنبوة المسيح ولا يقول بنبوة موسى فنحى منحىً بين المجوسية والمسيحية.

حاول ماني إقامة صلة بين ديانته والديانة المسيحية وكذلك البوذية والزرادشتية، ولذلك فهويعتبر كلاً من بوذا وزرادشت ويسوع أسلافاً له، وقد خط ماني عدة خط من بينها إنجيله الذي أراده حتىقد يكون نظيراً لإنجيل عيسى. أتباع المانوية هم من تعارف عليهم أولا بإطلاق لقب الزنادقة.

العقائد

صورة داخل كتاب هي من الممكن من القرن الثامن أوالتاسع، فيها رسم صفين من الكهنة المانويين في ثيابهم الطقوسية، ويحتوي وسط الصورة على نص بالصفدية المتأخرة (الايغويرية)

المانوية من العقائد الثنوية أي تقوم على معتقد حتى العالم مركب من أصلين قديمين أحدهما النور والآخر الظلمة، وكان النور هوالعنصر الهام للمخلوق الأسمى وقد نصب الإله عرشه في مملكة النور، ولكن لأنه كان نقيا غير أهل للصراع مع الشر فقد استدعى "أم الحياة" التي استدعت بدورها "الإنسان القديم" وهذا الثالوث هوتمثيل "للأب والأم والابن"، ثم إذا هذا الإنسان والذي سمي أيضا "الابن الحنون" اعتبر مخلصا لأنه انتصر على قوى الظلام بجلده وجرأته، ومع ذلك استلزم وجوده وجود سمة أخرى له وهي سمة المعاناة، لأن مخلص الإنسان الأول لم يحقق فوزه إلا بعد هزيمة ظاهرية. ويعد موضوع آلام الإنسان الأول وتخليصه الموضوع الرئيسي في المثيولوجيا المانوية، فالإنسان الأول هوالمخلص وهونفسه بحاجة للافتداء.

والملاحظ من ذلك شبه المانوية للغنوصية (العهدانية)، وهي مصطلح عام يطلق على سلسلة عريضة من نظم التأملات الدينية التي تتماثل في نظرتها إلى أصل الإنسان. وهي تعد هرطقة من الهرطقات المسيحية وهي سابقة على المسيحية. وجميع الديانات الغنوصية تعتمد عقيدة الخلاص (الفداء) وأداة الخلاص هي (غنوص Gnose) التي تعني الفهم أو(العهدان) وهذه الفهم تهتم بفهم الأمور المقدسة وكيفية الخلاص، والغنطسة لا تتحصل عن طريق العقل وإنما من خلال نوع من الإلهام الداخلي.

وقوام الخلاص هوتحرير الروح من سجنها الجسدي فبذلك يمكنها حتى تصعد لله، هذا وقد سبب لها تعايشها الطويل مع الجسد نسيان أصلها السامي أي سبب لها الجهل، والخلاص من الجهل هوالفهم، ولذلك هوبحاجة للمخلص والذي سمى "ابن الله" أو"يسوع". والجسد ورغباته شر لأنهما يمنعان الروح من الخلاص ولذلك تشجع المانوية على الزهد والرهبنة.

تحرم المانوية جميع ما من شأنه تشجيع شهوات الجسد الحسية، وبما حتى اللحم ينشأ من الشيطان فلذلك كان محرما، فالمانوية أعدوا ليعيشوا على الفواكه وخاصة البطيخ، كما حتى الزيت مستحسن. أما الشراب فقد كان عصير الفواكه هوالاختيار الأول وفرض اجتناب تناول كمية كبيرة من الماء لأنه مادة جسدية، كما حرم عليهم اغتال الحيوانات والنباتات ومن يعمل ذلك فإنه سيعاقب بولادته من حديث الشيء الذي قتله، فرض عليهم التخلي عن الزواج والمعاشرة الجنسية التي تعتبر شيئا شريرا كما عد الإنجاب أسوأ منها بكثير. وحدهم «المجتبون» هم الذين تمكنوا من تطبيق هذه الوصايا، أما «السماعون» فقد أوكل إليهم القيام بالأعمال المحظورة على المجتبين وتزويدهم بالطعام، ويترافق تناول تلك الأطعمة بإعلان براءة المجتبين من ذلك العمل. مثال على قول أحدهم عند أكله للخبز: «لم أحصدك ولم أطحنك ولم أعجنك ولم أضعك في الفرن بل عمل ذلك إنسان آخر وأحضرك إلي فأنا أتناول دونما إثم.» كما حتى ممارسة الاعتراف والتوبة قانون هام.

ذكر أيضا وجود التعميد المانوي والعشاء الرباني أو«الوليمة المقدسة» والتي كانت في نهاية الشهر الثاني عشر أونهاية شهر الصوم المانوي وكان محور هذا العيد هوتذكر وفاة ماني وهذه المعتقدات تشبه مثيلاتها عند المسيحية.

راهب مانوي، صورة جدارية من القرن العاشر أوالحادي عشر

وصف المانويين بالزندقة وحدثة "زنديق" هي حدثة فارسية دخيلة مشتقة من "زنديك" وتعني أتباع "زند"، وتشير إلى النوع الخاص من التنطقيد المكتوبة الثابتة التي تنتمي إلى الشكل المجوسي من شيز، وإنما وصف المانوية بهذا الاسم كدلالة على أنهم أتباع تنطقيد هرطقية -إذ حتى حدثة زنديق قد حازت على هذه الدلالة في العصور الساسانية- ولأنهم ربطوا مع ديانة المجوس.

تقهقرت واندثرت العقيدة المانوية، في الغرب فبسبب عجز المانوية في مناقشاتها مع فهماء اللاهوت المتدربين فلسفيا على عكس المانويين، وفي الشرق الأوسط فبانتشار الإسلام وفي الشرق الأقصى فبمعارضة البوذيين والكنفوشيين والمغول لها.

هناك رواية للمحرر أمين معلوف بعنوان (حدائق النور) تدور حول ماني والمانوية وهي مترجمة عن الفرنسية.

المرجع

  • الزندقة - ماني والمانوية. تأليف جيووايد نغرين، ترجمة وزيادة ملاحق: د. سهيل زكار. دار التكوين، دمشق.

مراجع

  1. ^ "معلومات عن مانوية على مسقط universalis.fr". universalis.fr. مؤرشف من الأصل في 2 أبريل 2019.
  2. ^ "معلومات عن مانوية على مسقط babelnet.org". babelnet.org. مؤرشف من الأصل فيسبعة يونيو2019.
  3. ^ "معلومات عن مانوية على مسقط jstor.org". jstor.org. مؤرشف من الأصل فيتسعة يناير 2020.
摩尼教文獻,紙本,卷軸。 尺寸: 26 x 150 cm 年代: 唐 开元十九年(公元731年)
تاريخ النشر: 2020-06-01 18:10:36
التصنيفات: مانوية, الدين في الإمبراطورية الساسانية, الدين في الصين, ديانات إيرانية, غنوصية, الكسائية, مقالات للتدقيق العلمي منذ يوليو 2016, جميع المقالات التي تحتاج لتدقيق علمي, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P227, بوابة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية/مقالات متعلقة, بوابة الأديان/مقالات متعلقة, بوابة إيران/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الأمم المتحدة تدعو تونس لوقف «خطاب الكراهية» ضد المهاجرين

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-04 18:27:22
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 99%

الحكومة المصرية تنفي تقديم منح مالية جديدة للمواطنين

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-04 18:27:35
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 99%

فرضية رحيل ميسي عن سان جرمان هي "الأكثر ترجيحاً"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-04 18:27:25
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 68%

فرضية رحيل ميسي عن سان جرمان هي "الأكثر ترجيحاً"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-04 18:27:16
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 61%

الممثل صلاح أحمد لـ«التغيير»: لا يوجد شخص معصوم من الخطأ

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-04 18:26:35
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 51%

الطاقة والبنوك يدفعان بأعلى صعود للأسهم السعودية منذ نوفمبر 2022

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-04 18:27:34
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 85%

تشافي يتوقع "حرباً" غدا في الكلاسيكو

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-04 18:27:43
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 68%

بايدن يجتمع مع خبراء لبحث مخاطر وفرص الذكاء الاصطناعي

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-04 18:27:37
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 100%

مشاورات «التطبيع» بين أنقرة ودمشق تنطلق في موسكو

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-04 18:27:29
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 96%

الملك سلمان ورئيس الإمارات يبحثان تعزيز العلاقات بمختلف المجالات

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-04 18:27:25
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 99%

35 مثقفاً عربياً يكتبون عن «وطن اسمه فيروز»

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-04 18:27:41
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 97%

الاستخبارات العسكرية تحذر نتنياهو «من تراجع في الردع» تستفيد منه إيران

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-04 18:27:36
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 87%

أردول يعلن عن قفزة بإنتاج الذهب رغم تراجع الأوضاع الاقتصادية

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-04 18:26:39
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 68%

المليشيات تغتال نازحاً بالقرب من معسكر «عرديبة»

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-04 18:26:38
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 59%

تشافي يتوقع "حرباً" غدا في الكلاسيكو

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-04 18:27:38
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 59%

تحميل تطبيق المنصة العربية