أصحاب الكهف هم الفتية الذين آمنوا بالله وهجروا عبادة قومهم عبادة الأوثان وعبدوا الله وحده هكذا يطلق عليهم عند المسلمون ويطلق عليهم عند المسيحيين السبعة النائمون الذين عاشوا في عهد اضطهاد المسيحيين وكان ذلك في ظل حكم ديقيانوس.

سيرة أصحاب الكهف

كانت توجد قرية مشركة، ضل ملكها وأهلها عن الطريق المستقيم، وعبدوا مع الله مالا يضرهم ولا ينفعهم. عبدوهم من غير أي مرشد على ألوهيتهم. ومع ذلك كانوا يدافعون عن هذه الآلهة المزعومة، ولا يرضون حتى يمسها أحد بسوء. ويؤذون جميع من يكفر بها، ولا يعبدها. في هذا المجتمع الفاسد، ظهرت مجموعة من الشباب العقلاء. قلة قليلة حكّمت عقلها، ورفضت السجود لغير خالقها، الله الذي بيده جميع شيء. فتية، آمنوا بالله، فثبتهم وزاد في هداهم. وألهمهم طريق الرشاد. لم يكن هؤلاء الفتية أنبياء ولا رسلا، ولم يتوجب عليهم تحمل ما يتحمله الرسل في دعوة أقوامهم. إنما كانوا أصحاب إيمان راسخ، فأنكروا على قومهم شركهم بالله، وطلبوا منهم إقامة الحجة على وجود آلهة غير الله. ثم قرروا النجاة بدينهم وبأنفسهم بالهجرة من القرية لمكان آمن يعبدون الله فيه. فالقرية فاسدة، وأهلها ضالون. عزم الفتية على الخروج من القرية، والتوجه لكهف مهجور ليكون ملاذا لهم. خرجوا ومعهم كلبهم من المدينة الواسعة، للكهف الضيق. هجروا وراءهم منازلهم المريحة، ليسكنوا كهفا موحشا.

زهدوا في الأسِرَّة الوثيرة، والحجر الفسيحة، واختاروا كهفا ضيقا مظلما. إذا هذا ليس بغريب على من ملأ الإيمان قلبه. فالمؤمن يرى الصحراء روضة إذا أحس حتى الله معه. ويرى الكهف قصرا، إذا اختار الله له الكهف. وهؤلاء ما خرجوا من قريتهم لطلب دنيا أومال، وإنما خرجوا طمعا في رضى الله. وأي مكان يمكنهم فيه عبادة الله ونيل رضاه سيكون خيرا من قريتهم التي خرجوا منها. استلقى الفتية في الكهف، وجلس كلبهم على باب الكهف يحرسه. وهنا حدثت معجزة إلاهية. لقد نام الفتية ثلاثمئة وتسع سنوات. وخلال هذه المدة، كانت الشمس تشرق عن يمين كهفهم وتغرب عن شماله، فلا تصيبهم أشعتها في أول ولا آخر النهار.

وكانوا يتقلبون أثناء نومهم، حتى لا تهترئ أجاسدهم. فكان الناظر إليهم يحس بالرعب لأنهم نائمون ولكنهم كالمستيقظين من كثرة تقلّبهم. بعد هذه المئات الثلاث، بعثهم الله مرة أخرى. استيقظوا من سباتهم الطويل، لكنهم لم يدركوا كم مضى عليهم من الوقت في نومهم. وكانت آثار النوم الطويل بادية عليهم. فتساءلوا: كم لبثنا؟! فأجاب بعضهم: لبثنا يوما أوبعض يوم. لكنهم تجاوزوا بسرعة فترة الدهشة، فمدة النوم غير مهمة. المهم أنهم استيقظوا وعليهم حتى يتدبروا أمورهم. فأخرجوا النقود التي كانت معهم، ثم طلبوا من أحدهم حتى يمضى خلسة للمدينة، وأن يشتري طعاما طيبا بهذه النقود، ثم يعود إليهم برفق حتى لا يشعر به أحد. فربما يعاقبهم جنود الملك أوالظلمة من أهل القرية إذا فهموا بأمرهم. قد يخيرونهم بين العودة للشرك، أوالرجم حتى الموت. خرج الرجل المؤمن متوجها للقرية، إلا أنها لم تكن كعهده بها. لقد تغيرت الأماكن والوجوه. تغيّرت البضائع والنقود. استغرب، كيف من الممكن أن وقع جميع هذا في يوم وليلة. وبالطبع، لم يكن عسيرا على أهل القرية حتى يميزوا دهشة هذا الرجل. ولم يكن صعبا عليهم فهم أنه غريب، من ثيابه التي يلبسها ونقوده التي يحملها. لقد آمنت المدينة التي خرج منها الفتية، وهلك الملك الظالم، واتى مكانه رجل صالح. لقد فرح الناس بهؤلاء الفتية المؤمنين. لقد كانوا أول من يؤمن من هذه القرية. لقد هاجروا من قريتهم لكيلا يفتنوا في دينهم. وها هم قد عادوا. فمن حق أهل القرية الفرح. ومضىوا لرؤيتهم. وبعد حتى ثبتت المعجزة، معجزة إحياء الأموات. وبعدما استيقنت قلوب أهل القرية قدرة الله سبحانه وتعالى على بعث من يموت، برؤية مثال واقعي ملموس أمامهم. أخذ الله أرواح الفتية. فلكل نفس أجل، ولا بد لها حتى تموت. فاختلف أهل القرية. فمنهم من دعى لإقامة بنيان على كهفهم، ومنهم من طالب ببناء مسجد، وغلبت الفئة الثانية. لا نزال نجهل كثيرا من الأمور المتعلقة بهم. فهل كانوا قبل زمن عيسى، أم كانوا بعده. هل آمنوا بربهم من تلقاء نفسهم، أم حتى أحد الحواريين نادىهم للإيمان. هل كانوا في بلدة من بلاد الروم، أم في فلسطين. هل كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم، أم خمسة سادسهم كلبهم، أم سبعة وثامنهم كلبهم. جميع هذه أمور مجهولة. إلا حتى الله عز وجل ينهانا عن الجدال في هذه الأمور، ويأمرنا بإرجاع فهمهم إلى الله. فالعبرة ليست في العدد، وإنما فيما آل إليه الأمر. فلا يهم إذا كانوا أربعة أوثمانية، إنما المهم حتى الله أقامهم بعد أكثر من ثلاثمئة سنة ليرى من عاصرهم قدرة على بعث من في القبور، ولتتناقل الأجيال خبر هذه المعجزة جيلا بعد جيل.

نطق محمد بن إسحاق بن يسار عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد نطق : لقد حدثت أنه كان على بعضهم من حداثة سنه وضح الورق. نطق ابن عباس : فكانوا كذلك ليلهم ونهارهم في عبادة الله، يبكون ويستغيثون بالله، وكانوا ثمانية نفر : مكسلمينا وكان أكبرهم وهوالذي وقع الملك عنهم، ومجسيميلنينا وتمليخا ومرطونس، وكشطونس، وبيرونس، وديموس، ويطونس ونطقوش.

أصحاب الكهف في المسيحية

أسماء هؤلاء الفتية السبعة تختلف تبعاً للمراجع، فوردت في بعض الوثائق في التراث كالتالي: مكسيميليانوس، أكساكوستوديانوس، يامبليكيوس، مرتينيانوس، ديونيسيوس، أنطونينوس، وقسطنطينوس، (أبويوحنا)..

قيل عاشوا في زمن الأمبراطور الروماني داكيوس قيصر وقضوا في حدود العام 251م وقيل قبل ذلك. صوروا قديما باعتبارهم فتية جنوداً وفي وقت لاحق كأنهم أولاد هذا ما استبان في الايقونات.

ورد حتى داكيوس قيصر مر في ذلك الزمان بأفسس وأمر بتقديم السكان الأضحية للأوثان في الهياكل. من بين من افتضح أمرهم كرافضين لتقديم الذبائح الفتية السبعة. أوقفوا لدى الأمبراطور وسئلوا عن سبب تمردهم. أجاب مكسيميليانوس باسم الجميع : نحن لنا اله مجده ملء السماء والأرض. إليه نقدم سريا ذبيحة اعترافنا الايماني وصلواتنا المتواترة ! هذا الكلام أثار حفيظة الأمبرطور فأهانهم وهددهم ثم هجرهم يمضىون ليتسنى لهم حتى يفكروا في الأمر مليا، مبديا أنه سيعود فيستجوبهم، بعد أيام قليلة، متى عاد إلى المدينة من سفر وشيك. توارى السبعة في مغارة واسعة إلى الشرق من المدينة. هناك ركنوا إلى السكون والصلاة ملتمسين من الله الحكمة. وقيل ناموا نومة الموت والصلاة على شفاههم. وعاد داكيوس إلى المدينة. سأل عن الفتية السبعة فلم يجدهم . درس عنهم فدل على المغارة فأتاها وأمر بايصاد مدخلها خنقا لهم. وقيل ان اثنين من الذين نفذوا المهمة كانا مسيحيين في السر. وهذان هم من خطا خبر الفتية السبعة على لوح من رصاص مع أسمائهم ووارياه الجوار.

ومرت الأيام، ما يقرب من المائتي العام وقيل أكثر . ثم في حدود العام 446 للميلاد، زمن الأمبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الثاني، شاعت هرطقة أنكرت قيامة الموتى وبلبلت الكنيسة. مروج الهرطقة كان أسقفا يدعى ثيودوروس في ذلك الوقت، بالذات، بتدبير الله، أزيحت الحجارة عن مدخل المغارة بيد راع ملك ارض المغارة. للحال عاد الفتية إلى الحياة كالناهض من النوم دون انقد يكون قد نالهم أي تغيير. اثر ذلك حصل لغط، في أفسس، في شأنهم لما درى الناس بأمرهم. لكن بان الحق، أخيرا، واتخذ خبرهم برهانا على قيامة الأجساد. وقد ورد حتى الفتية السبعة بعدما رووا حكايتهم للناس عادوا فناموا من حديث إلى القيامة العامة. ثمة من يماهي مغارة هؤلاء بالمغارة التي لفظت فيها القديسة مريم المجدلية نفسها الأخير. تجدر الإشارة إلى حتى التراث الإسلامي ردد خبر الفتية السبعة في أفسس (مدينة من اعظم المٌدن الاغريقية القديمة في الأناضول)، وهم من يسمون لدى المسلمين ب"أهل الكهف".

ماكسيميليانوس

ماكسيميليانوس إحدى شخصيات اهل الكهف

ينطق أنه كان كبير مستشاري ديقيانوس وزوج ابنته، وقد كان قائد المسيرة نحوالكهف بعد حتى فضح أمر الآلهة المصطنعه التي كانوا يعبدونها الرومان أمام الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني الذي طلب منه السجود له، وتقول بعض الخط والمراجع حتى سبب أيمان ماكسيميليانوس بالله الواحد الأحد ورب الرسل جميعاً هوعجوز أنقذه من الموت عند اعتراض ماكسيميليانوس على عمليات جمع الضرائب الظالمه التي كان يقودها الرومان في مدينة فيلادلفيا في ذلك الوقت، حيث أثبت ذلك العجوز لماكسيميليانوس بعد حتى أقام على علاجه ربوبيه الله عز وجل وانه واحداً لا شريك له من خلال كتاب التوراة الاصلي الذي كان يملكه ذلك العجوز والذي هبط على موسى كليم الله عليه الصلاة والسلام، حيث عمد ماكسيميليانوس إلى نسخ الكتاب المقدس ليحتفظ بها إلى نفسه.

تقول بعض المراجع حتى شخصاً ويدعى جيوليوس وهوقائد الجيش في مدينة فيلادلفيا -تاريخ مدينة عمان- كان يتربص شراً بماكسيميليانوس لانه حسب وصف جيوليوس سلب منه هيلين وهي زوجه ماكسيميليانوس والتي كان يريد حتى يتزوج بها، وانه كان يتربص به شراً من خلال غرس جاسوس يهودي ويدعى عزرائيل ليراقب ماكسيميليانوس اينما يمضى، حيث حتى هذا اليهودي اكتشف المكان الذي كان يتردد عليه ماكسيميليانوس ليناجي ربه ويدعوه من خلاله وهوالكهف الذي ألتجأ إليه ماكسيميليانوس وستة من مساعديه إليه في نهايه المطاف، إلا حتى أحد مساعدي ماكسيميليانوس قام يقتل هذا اليهودي بعد حتى عهد أنه كشف أمر ماكسيميليانوس وانه في طريقه لفضح أمره أمام جيوليوس.

بعد حتى فضح ماكسيميليانوس أمر الإله المصطنعه التي كان يعبدها الرومان أمام الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني، أمر الإمبراطور بسجن وتعذيب ماكسيميليانوس والضباط الستة الذين كانوا معه وقتلهم ان لم يرجعوا عن دين التوحيد، وفي نهايه الامر قرر المسؤول عن السجن تهريب السجناء والذي اغتال فيما بعد بعد تهريبهم منه، حيث أتجه ماكسيميليانوس ورفاقه إلى مكان سري في بيته قبيل حتى يلتجأ أهل الكهف إلى ذلك المكان الذي لبثوا فيه 309 سنة لقوله تعالى  وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا   «الكهف»

سبب نزول سيرة أصحاب الكهف في القرآن

ان سبب نزول سيرة أصحاب الكهف، وخبر ذي القرنين ما ذكره محمد بن إسحاق وغيره في السيرة حتى قريشا بعثوا إلى اليهود سألونهم عن أشياء يمتحنون بها محمد رسول الله ويسألونه عنها؛ ليختبروا ما يجيب به فيها فنطقوا:سلوه عن أقوام مضىوا في الدهر فلا يدري ما صنعوا، وعن رجل طواف في الأرض وعن الروح. فأنزل الله «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ» «وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ» ونطق ههنا  أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا  «الكهف» أي؛ ليسوا بعجب عظيم بالنسبة إلى ما أطلعناك عليه من الأخبار العظيمة، والآيات الباهرة والعجائب الغريبة. والكهف هوالغار في الجبل. فقد ذكر الله في القران:

 أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا  إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا  فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا  ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا  نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى  وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا  هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا  وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا  وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا  وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا  «الكهف»

دراسات عن أصحاب الكهف

وفقا للاعتقاد السائد فإن أصحاب الكهف، الذين أثنت عليهم المصادر الإسلامية والمسيحية، تعرضوا لطغيان الإمبراطور الرومانى ديقيانوس. وفي محاولة من هؤلاء الفتية للتصدى لظلم ديقيانوس وطغيانه، حذروا قومهم مراراً من حتى يهجروا دين الله. ولكن أمام إعراض قومهم، واشتداد ظلم الإمبرطور وتوعده لهم بالقتل، هجر الفتية مساكنهم.

تكشف السجلات التاريخية عن عدد من الأباطرة الذين مارسوا سياسة الاضطهاد والإرهاب والتعذيب في حق المؤمنين الأوائل بالمسيحية .

وفي خطاب أوفده الحاكم الروماني "بيلونيوس" (690-113 ميلادية) ؛ بشمال غرب الأناضول، إلى الإمبراطور "تريانيوس"، أشار "بيلونيوس" إلى " أصحاب المسيح " الذين أوذوا لرفضهم عبادة تمثال الإمبراطور. ويعد هذا الخطاب أحد الوثائق الهامة التي تتحدث عن الظلم والقهر الذي تعرض له المسيحيون الأوائل آنذاك.

وفى ظل تلك الظروف، رفض هؤلاء الفتية الخضوع لهذا النظام الكافر، وعبادة الإمبراطور إلهاً من دون الله. ذكر في القرآن  وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا  هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا  «الكهف».

أما بالنسبة للمكان الذي كان يعيش فيه أصحاب الكهف، فإن الآراء تتعدد وتتباين، ولكن أكثر هذه الآراء اعتدالاً هومدينتي "أفسس" و"طرسوس".

• ويمن القول حتى جميع المصادر المسيحية على وجه التقريب تعتبر مدينة "أفسوس" هي مكان الكهف الذي التجأ إليه هؤلاء الفتية المؤمنين. *ويتفق بعض الباحثين المسلمين ومفسري القرآن مع المسيحيين على حتى "أفسس" هي المكان.

كما أوضح آخرون بشئ من التفصيل حتى مكان الكهف ليس "إفسوس" وعليه فقد حاولوا حتى يثبتوا حتى الحدث سقط في مدين "طرسوس." وفي هذا البحث سنتناول كلتا المدينتين بالدراسة ومع هذا، فإن هؤلاء الباحثين والمفسرين جميعهم، بما فيهم المسيحيون، أتفقوا حتى الحدث سقط في عهد الإمبراطور الرومانى "دِقيوس"، وينطق له أيضاُ "دِقيانوس"، وكان ذلك في حوالى عام 250 ميلادية.

ويعتبر "دقيوس", إلى جانب "نيرو"، هوالإمبراطور الروماني الذي نكل بالمسيحيين تنكيلاً شديداً. وأثناء فترة حكمه القصيرة، أجبر "دِقيوس" جميع من يخضع لحكمه حتى يقدم القرابين للآلهة، بل وأن يأتي بما يثبت أنه عمل ذلك ويعرضه على كبار الدولة. ومن لم يستجب منهم، كان يأمر بقتله.

تنص المصادر المسيحية على حتى الغالبية العظمى من المسيحيين رفضوا ممارسة تلك الأفعال الوثنية، وهموا بالفرار من مدينة إلى أخرى، أوالاختباء في أماكن نائية. ومن المرجح حتى أصحاب الكهف كانوا من ضمن هؤلاء المسيحيون الأوائل.

وفي الوقت نفسه لابد هنا من التأكيد على نقطة هامة وهي حتى تلك الأحداث نقلها لنا بعض مؤرخى المسلمين والمسيحيين بما يشبه الحكاية، وتحولت بعد ذلك إلى أسطورة نتيجة لما أضيف إليه من أكاذيب وإشاعات، ولكن رغم جميع ذلك فإن الحدث يعد واقعة تاريخية. هل كان أصحاب الكهف في "إفسوس"؟ وفيما يتعلق بالمدينة التي عاش فيها الفتية والكهف الذي أووا إليه، فتشير المصادر إلى عدة أماكن. ويرجع ذلك إلى سببين :

الأول :رغبة الناس في الاعتقاد بأن مثل هؤلاء الفتية الشجعان كانوا يعيشون في مدينتهم. والثاني : الشبه الكبير بين الكهوف في تلك المنطقة ؛حيث أنه في جميع الأماكن تقريباً, يوجد مكان للعبادة ينطق أنه بُنى فوق الكهوف. وكما هومعروف فإن المسيحيون اتفقوا على حتى تكون "إفسوس" هي المكان المقدس؛ حيث يوجد في تلك المدينة منزلاً يُنطق إنه للسيدة مريم العذراء، وقد أصبح فيما بعد كنيسة. لذلك فإنه من المرجح حتىقد يكون أصحاب الكهف قد أقاموا في واحد من تلك الأماكن المقدسة. علاوة على ذلك، فإن بعض المصادر المسيحية تؤكد حتى "إفسوس"هي المكان.

ويعد القديس السورى "جيمز" (وُلد في 452 ميلادية) أقدم المصادر في ذلك الصدد، واستشهد "جيبون" المؤرخ الشهير في كتابه " تدهور وسقوط الدولة الرومانية" بالكثير من دراسة "جيمز". ووفقاً لما اتى في هذا الكتاب، فإن الإمبراطور الذي عذَب الفتية السبعة المسيحيين المؤمنين هو"دِقيوس". وقد حكم "دقيوس" الإمبراطورية الرومانية في الفترة ما بين 249 و251 ميلادية.واشتهرت فترة حكمه بألوان العذاب التي مارسها ضد أتباع النبي عيسى.

ويرى المفسرون المسلمون حتى المكان الذي سقط فيه الحدث هوإما "أفسوس" أو"أفسُس"، في حين يرى "جيبون" أنه "إفسوس" ولأن تلك المدينة تقع على الساحل الغربي لبلاد الأناضول، فإنها تعد من أكبر موانى ومدن الإمبراطورية الرومانية. واليوم يُعهد حطام تلك المدينة باسم"مدينة إفسوس العتيقة"

ويرى الباحثون المسلمون حتى الإمبراطور الذي كان يحكم البلاد في الفترة التي قام فيه أصحاب الكهف من رقدتهم اسمه "تيزوسيوس"، في حين يرى "جيبون" حتى اسمه "ثيودوسيوس الثاني" وقد حكم هذا الإمبراطور البلاد في الفترة من 408 إلى 450 ميلادية بعدما دانت الإمبراطورية الرومانية بالمسيحية.

وفي بعض التفسيرات المتعلقة بالآية التالية، قيل حتى باب الكهف كان من نحوالشمال، وعليه فإن ضوء الشمس كان لا يصل إلى الداخل، ولهذا فإن من يمر على الكهف كان لا يستطيع حتى يرى ما بداخله، والآية توضح هذا المعنى:  وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا  

وأشار عالم الآثار دكتور "موسى باران" في كتابه "إفسوس" إلى مدينة "إفسوس" باعتبارها المكان الذي كان يعيش فيه مجموعة الفتية، وأضاف قائلاً:

«في عام 250 ميلادية، كان يعيش سبعة فتية في "إفسوس" وقد اختاروا المسيحية ديناً لهم وهجروا عبادة الأوثان، وفيما هم يبحثون عن مكان للهروب بدينهم، عثروا على كهف بالمنحدر الشرقي لجبل "بيون". وقد رأى ذلك جنود الرومان فبنوا حائطاً ليسدوا به مدخل الكهف.»

واليوم يشاهد الكثير من المباني الدينية وقد بنيت فوق هذه الحجارة والقبور، أظهرت الحفريات التي قام بها المعهد الأسترالي الأثري عام 1926 حتى الآثار التي ظهرت على سفح جبل بيون تعود إلى بناء تم تشييده تكريماً لأصحاب الكهف في منتصف القرن السابع (خلال حكم ثيودوسيوس الثاني).

هل أصحاب الكهف في طرسوس؟

والمكان الثاني الذي أُشير إليه باعتباره المكان الذي عاش فيه أصحاب الكهف هومدينة "طرسوس." وبالعمل فإن هناك كهفاً شديد الشبه بذلك الذي وصفه القرآن الكريم، ويقع على جبل يُعهد باسم "إنسيلوس" أو"بنسيلوس" بشمال غرب "طرسوس." وفكرة حتى تكون مدينة "طرسوس" هي المكان السليم كان رأى فهماء المسلمين.

وقد حدد "الطبري"، ويعتبر واحد من أبرز مفسرى القرآن الكريم، اسم الجبل الذي يوجد به الكهف على أنه "بينسيلوس" وذلك في كتابه "تاريخ الأمم" وأضاف حتى الجبل في "طرسوس، ونطق أيضاً "محمد أمين"، وهومن أشهر مفسري القرآن، حتى الجبل كان اسمه "بنسيلوس" وأنه في "طرسوس". ويمكن حتى تنطق "بنسيلوس" على أنها "إنسيلوس"، وفي رأيه حتى الاختلاف بين الحدثتين يرجع إلى اختلاف نطق حرف "الباء"، أولفقدان حرف من الحدثة الأصلية وهوما يُعهد "بالنحت التاريخي للحدثة".

وأوضح "فخر الدين الرازي"، وهوأيضاً من أشهر فهماء القرآن الكريم، أنه بالرغم من حتى المكان يُطلق عليه "إفسوس"، فإن القصد هو"طرسوس" لأن "إفسوس" ما هي إلا مسمى آخر لمدينة "طرسوس." بالإضافة إلى ذلك، فإنه في شروح جميع من: القاضي البيضاوي والناصفي وتفسير الجلالين والتبيان وتفسير العاملي والناصوحي بيلمين وغيرهم من الفهماء، تم تحديد المكان على أنه "طرسوس." هذا إلى جانب حتى جميع هؤلاء المفسرين فسروا قوله تعالى:  وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا  «الكهف»، بقولهم حتى مدخل الكهف كان من نحوالشمال.

وكذلك كان مُقام أصحاب الكهف موضعاً للاهتمام أيام الخلافة العثمانية، وقد أُجريت بعض الأبحاث بهذا الشأن. وتمت بعض المراسلات وتبادل المعلومات حول هذا الموضوع في مخازن السجلات العثمانية برئاسة الوزراء؛ عملى سبيل المثال، أشتمل خطاب بعثته إدارة "طرسوس" المحلية إلى رئيس خزانة الدولة العثمانية على طلباً رسمياُ بإعطاء مرتبات لهؤلاء المسؤولين عن تنظيف "الكهف" والحفاظ عليه. ونص الرد على أنه لكى تُخَصص مرتبات لهؤلاء الأشخاص، لابد من التأكد حتى هذا المكان هوبالعمل المكان الذي أقام به أصحاب الكهف. والبحث الذي أُجرى بهذا الصدد قد ساعد كثيراً في تحديد المكان الحقيقى للكهف. وبعد التحقيقات التي أجراها المجلس القومى تم إعداد تقرير ينص على الآتى:

"إلى الشمال من مدينة طرسوس، في بلدة "عَدَنة"، يوجد كهفاً على جبل يبعد ساعتين عن المدينة ومدخله يتجه ناحية الشمال كما أبلغ القرآن الكريم"

وكثُيراً ما كانت المناظرات حول هوية أصحاب الكهف وأين ومتى كانوا يعيشون حافزاً للسلطات لكى تجرى المزيد من البحوث بهذا الشأن. وبرغم التعليقات الكثيرة، فإن أياً من هذه التعليقات لا يعتبر أكيداً؛ ولذلك فإن أسئلة مثل: "في أى فترة عاش هؤلاء الفتية المؤمنون" و" أين الكهف الذي أبلغنا عنه القرآن الكريم" ظلت دون إجابة واضحة.

دراسة ميدانية وشمسية لكهف الفتية بالأردن

ورد في سورة "الكهف" الكثير من القصص القرآنية العجيبة والمتعددة، منها سيرة موسى مع الخضر، وسيرة ذي القرنين، وسيرة الفتية المؤمنين الذين فروا بدينهم واعتزلوا قومهم فآووا إلى أحد الكهوف بوحي من الله، يقول الله سبحانه وتعالى: وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا   «سورة الكهف»، ولأهمية هذه السيرة وهذا الكهف فقد تم تسمية السورة الكريمة باسمه أي "سورة الكهف".

وقد أبلغنا الله سبحانه وتعالى عن علاقة حركة الشمس بهذا الكهف وأن ذلك من آياته في قوله سبحانه وتعالى:  وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا  «سورة الكهف».

الكهف في اللغة هوالغار في الجبل، وهوالمغارة الواسعة في الجبل، أما الفجوة فينطق فجوة الدار أي ساحتها، والفجوة أيضا المتسع بين الشيئين . ويذكر ابن كثير في شرح الآية الكريمة أعلاه: «أن هذا مرشد على حتى باب هذا الكهف المذكور كان من نحوالشمال، لأنه تعالى أبلغ حتى الشمس إذا دخلته عند طلوعها تزاور عنه (ذات اليمين) أي يتقلص الفيئ يمنة، كما نطق ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة (تزاور) أي تميل وذلك أنها حدثا ارتفعت في الأفق تقلص شعاعها بارتفاعها حتى لايبقى منه شيء عند الزوال في مثل ذلك المكان، ولهذا نطق (وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال) أي تدخل إلى غارهم من شمال بابه وهومن ناحية المشرق فدل على صحة ما قلناه وهذا بين لمن تأمله وكان له فهم بفهم الهيئة وسير الشمس والقمر والكواكب، وبيانه أنه لوكان باب الغار من ناحية المشرق لما ولج إليه منها شيء عند الغروب، ولوكان من ناحية القبلة (يقصد الجنوب) لما ولج منها شيء عند الطلوع ولاعند الغروب ولاتزاور الفيئ يمينا ولاشمالا، ولوكان من جهة الغرب لما دخلته وقت الطلوع بل بعد الزوال ولم تزل فيه إلى الغروب فتعين ما ذكرناه ولله الحمد، ونطق مالك عن زيد بن أسلم تميل (ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه) أي في متسع منه داخلا بحيث لا تصيبهم إذ لوأصابتهم لأحرقت أبدانهم وثيابهم نطقه ابن عباس، (ذلك من آيات الله) حيث أرشدهم إلى هذا الغار الذي جعلهم فيه أحياء والشمس والريح تدخل عليهم فيه لتبقى أبدانهم.»

ويقول الإمام الشوكاني في تفسير الآية الكريمة : «للمفسرين في تفسير هذه الآية قولان: الأول: أنهم مع كونهم في مكان منفتح انفتاحا واسعا في ظل جميع نهارهم ولا تصيبهم الشمس في طلوعها ولا في غروبها لأن الله حجبها عنهم. والثاني: حتى باب الكهف كان مفتوحا جهة الشمال فإذا طلعت الشمس كانت عن يمين الكهف وإذا غربت كانت عن يساره.»

أولا: اكتشاف مكان الكهف المذكور بالقرآن الكريم وأدلة ذلك : اختلفت الآراء حول مسقط ومكان الكهف الذي ارتبط بسيرة الفتية المؤمنين المذكورة في القرآن الكريم ضمن سورة الكهف، وقد أشارت بعض الاكتشافات الأثرية في العقود الماضية لبعض الكهوف التي تم اكتشافها بالقرب من عمان بالأردن أوأفسوس بآسيا الصغرى أوحتى في اسكتلندا، وقد رجحت بعض الأدلة التاريخية والأثرية وكذلك انطباق آية طلوع الشمس وغروبها حتى الكهف الموجود بجنوب عمان في الأردن حتىقد يكون هوالكهف المذكور في القرآن الكريم.

ففي عام 1963 قامت دائرة الآثار العامة الأردنية بحفريات أثرية تحت إشراف المرحوم رفيق وفا الدجاني في منطقة تسمى "سحاب"،وتقع على بعد حوالي 13 كم جنوب شرق العاصمة الأردنية عمان، وقد استدل فهماء الآثار والتاريخ بعدة أدلة ترجح بقوة حتىقد يكون هذا الكهف هوالذي اتى ذكره في القرآن الكريم، وهذه الأدلة هي:

أ- الدليل التاريخي: من الأدلة التاريخية التي يذكرها رجال الآثار حتى الكثير من الصحابة وقادة الجيوش الإسلامية قد ذكروا حتى مسقط الكهف الذي يوجد به أصحاب الكهف موجود بجبل الرقيم بالأردن حيث زاروا هذا المسقط وعهدوه، ومنهم الواقدي، والصحابي عبادة بن الصامت الذي مر على الكهف في زمن عمر بن الخطاب وأيضا معاوية بن أبي سفيان، وكذلك حبيب بن مسلمة وابن عباس قد دخلوا هذا الكهف ورأوا عظام أصحاب الكهف .
ب-الدليل الأثري: تم العثور على بناء أثري بني فوق الكهف وهوالذي أشير إليه في قوله تعالى: وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا   «الكهف»، فقد أثبتت الحفريات عن وجود بنيان فوق هذا الكهف كان معبدا (كنيسة) ثم تحول إلى مسجد في العصر الإسلامي، ويوجد بقايا سبعة أعمدة مصنوعة من الأحجار غير مكتملة الارتفاع ومخروطة على شكل دائري، كما يوجد بقايا محراب نصف دائري يقع فوق باب الكهف تماما، وبين الأعمدة الباقية بالمسجد بئر مملوءة بالماء وهي البئر التي كان يتم استخدامها في الوضوء، وقد أتيح لمقدم البحث حتى يرى هذا المسجد خلال الزيارة الميدانية للكهف.

وقد تم ترميم المسجد أكثر من مرة وفقا لما هومدون على الأحجار التي وجدت بداخله، وهي تشير إلى تجديد تم عام 117 هجرية ثم عام 277 هجرية، ثم أعيد التجديد مرة أخرى عام 900 هجرية مما يشير على اهتمام المسلمين الأوائل بهذا المسجد لاقتناعهم بأنه المذكور في القرآن الكريم، ومما يؤكد الاهتمام بهذا المسقط وجود مسجد آخر يقع بالجهة القبلية من الكهف وما زال منبر هذا المسجد قائما إلى اليوم وهومكون من ثلاث درجات ضخمة من الأحجار على يمين المحراب، ، وقد عثر بالمسجد على بلاطة تفيد بأن الخليفة الموفق العباسي قد أمر بتجديده.

كما تم العثور على ثمانية قبور بنيت بالصخر أربعة منها يضمها قبويقع على يمين الداخل للكهف والأربع الأخرى تقع في قبوعلى يسار الداخل للكهف والمرجح أنها القبور التي دفن فيها الفتية التي ورد ذكرهم في القرآن، وفي المنطقة الواقعة بين القبوين في الجزء الأول من الكهف تم العثور على جمجة لكلب وبفكه ناب واحد وأربعة أضراس، ويوجد بالكهف دولاب زجاجي يحتوى على جمجمة الكلب إلى جانب بعض بتر من النقود التي كانوا يستعملونها ومجموعة من الأساور والخواتم والخرز وبعض الأواني الفخارية.

ج- الدليل الجيولوجي: يؤكد المهندس الجيولوجي ناظم الكيلاني من خلال فحوصاته المختبرية على حتى تربة الكهف ومنطقة الرقيم تساعدان على صيانة الجسم، ويذكر حتى هذه التربة تتكون من الكاربوهيدرات والكالسيوم والمغنسيوم إضافة إلى حفريات النباتات والحيوانات المشبعة بالراديوم، وهذه المواد توجد في معادن اليورانيوم والثوريوم المشعة والتي من خصائصها إنتاج أشعة "ألفا" و"بيتا" و"جاما"، وهذه الأنواع من الأشعة ذات تأثير كبير في تعقيم اللحوم والنباتات والمحافظة عليها وتحول دون تفسخها، ويعتقد الكيلانى بأن وجود هذا النوع من التربة بعناصرها وأملاحها من الممكنقد يكون (ومعها أشعة الشمس المتناوبة) الوسيلة التي حفظت أجساد فتية الإيمان أكثر من ثلاثة قرون دون حتى تؤثر فيهم عوامل الهواء والتربة.

د- أدلة أخرى: وتتمثل في حتى الكهوف الأخرى التي تم الإشارة إليها على أنها هي التي اتى ذكرها في سورة الكهف لا ينطبق عليها آية طلوع الشمس وغروبها، وهوما أكده الدكتور عبد العزيز تام الذي زار كهف الرقيم بالأردن مرتين وتأكد من انطباق حركة الشمس في طلوعها وغروبها وعلاقة أشعتها بالكهف، كما تفهم من قبل عددا من الكهوف التي نسب إليها أهل الكهف وأهمها في أفسوس وطوروس واستبعدها لأنها ذات فتحات لا تتفق في سقوط الشمس عليها مع ما اتى في الآيات الكريمة، وهوما توصل إليه خبير الآثار الأردني "محمد تيسير طبيان" بناء على دراسة استمرت لأكثر من عشر سنوات، كما حتى كثير من المتخصصين والمهتمين الذين زاروا كهف أفسوس ينفون حتىقد يكون هوالكهف المعنى لبعده عن عاصمة الإمبراطورية الرومانية (حوالي 450كم عن أفسوس).

معرض صور

• هذه اللوحة تجدها بالقرب من مدخل الكهف (عمان) الأردن.

• مدخل كهف الرقيم (عمان) الأردن.

• جولة في كهف اهل الكهف بالاردن .

• كهف أصحاب الكهف من الداخل ب طرسوس - هجريا

• مجمع أصحاب الكهف في ولاية كهرمان مرعش بهجريا.

المراجع