خيال علمي نسوي
عودة للموسوعةالخيال الفهمي النسوي هوصنف أدبي فرعي للخيال الفهمي يركز على نظريات تتضمن موضوعات نسوية، من بينها عدم المساواة بين الجنسين، والجنسانية، والعرق، والاقتصاد، والتناسل، ولكنها لا تقتصر على هذه الموضوعات. الخيال الفهمي النسوي سياسي بسبب ميله إلى انتقاد الثقافة السائدة. طرحت بعض أشهر أعمال الخيال الفهمي النسوي هذه الموضوعات باستخدام أدب المدينة الفاضلة لاكتشاف مجتمع لا يحتوي على اختلافات قائمة على النوع الاجتماعي أوخلل في التوازن بين القوى الجندرية، أوباستخدام أدب المدينة الفاسدة لاكتشاف عوالم تكثر فيها حالات عدم المساواة بين الجنسين، ما يؤكد على الحاجة لاستمرار الأعمال النسوية.
يلعب جميع من الخيال الفهمي والكتابات الخيالية دورًا مهمًا في نقل أفكار الفكر النسوي، خصوصًا أنه يربط بين النظرية والتطبيق. لا تعرض أصناف أدبية أخرى الأهداف القصوى للنسوية: عالم خالٍ من التحيز الجنسي، وعالم تُعرَف فيه مساهمات المرأة (في الفهم) وتُقدَّر، عالم يستكشف التنوع في رغبات المرأة وجنسانيتها، وعالم يخلومن النوع الاجتماعي. -إليس راي هيلفورد.
التاريخ
يميز الخيال الفهمي النسوي بين مؤلِّفات الخيال الفهمي من النساء وبين مؤلفي الخيال الفهمي النسويين. يُعتبر جميع من مؤلفي الخيال الفهمي من النسويين والنساء مهمين تاريخيًا بالنسبة إلى الصنف الأدبي الفرعي النسوي، إذ ساهمت المحررات بتحسين فهم النساء ووجهات نظرهن حول التنطقيد الأدبية في الخيال الفهمي، بينما ركز الكُتَّاب النسويون على الموضوعات والمجازات البلاغية في أعمالهم. من الصعب التمييز بين المحررات من النساء والكُتَّاب النسويين، ويُعتبر إسباغ صفة النسوية على عمل ما أمر قابل للجدل، لكن يوجد نصوص قانونية مُصادَق عليها بشكل عام تساعد على تعريف الصنف الأدبي.
إنكلترا القديمة الحديثة
منذ عصر استرداد الملكية الإنجليزية، استخدمت المحررات موضوعات الخيال الفهمي والمستقبل المُتَخيَّل لاستكشاف قضايا المرأة، وأدوارها، ومكانها في المجتمع. يمكن ملاحظة هذا الأمر منذ عام 1666 في رواية العالم المُستعِر (بالإنجليزية: The Blazing World) لدوقة نيوكاسل أبون تاين مارغريت كافنديش، التي تصف فيها مملكة طوباوية تحكمها إمبراطورة. حاز هذا العمل التأسيسي على اهتمام بعض النقاد النسويين، مثل ديل سبيندر التي اعتبرته عمل خيال فهمي سبَّاق. كانت ماري شيلي محررة خيال فهمي أخرى. تناولت روايتها فرانكنشتاين (1818) فكرة الخلق الجديد غير الجنسي، واعتبرها البعض تخيلًا لسيرة آدم وحواء.
الموجة النسوية الأولى (الاقتراع)
يمكن اعتبار المحررات اللواتي شاركن في حركة الأدب الطوباوي في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين المحررات النسويات الأوائل. لطالما تناولت النصوص، التي نُشرت أثناء حركة الموجة النسوية الأولى قضايا الجنسنة من خلال تصوّر عوالم مختلفة تتحدى التسقطات الجندرية. عام 1881، وصفت رواية نبوءة ميزورا (بالإنجليزية: Mizora: A prophecy) عالمًا من النساء فقط يحتوي على ابتكارات تكنولوجية مثل التوالد العذري، والهواتف المزودة بكاميرا فيديو، واللحم الصناعي.
تلى ذلك بمدة قصيرة أعمال طوباوية نسوية، مثل رواية الأمازون الجديد: نبوءات حول المستقبل (بالإنجليزية: New Amazonia: A Forestate of the Future) (1889) لمؤلفتها إليزابيث بيرغوين كوربيت. عام 1892، نشرت الشاعرة المناهضة للعنصرية فرانسيس هاربر رواية لولا ليروي وهي إحدى أول الروايات التي نشرتها مؤلفة أفريقية أمريكية. بما حتى أحداث الرواية سقطت خلال فترة ما قبل الحرب في الجنوب، فهي تتناول حياة امرأة كان أحد أجدادها الأربعة من العرق الأسود، وتعكس آمال الكثير من الأفارقة الأمريكيين بالعدالة الاجتماعية- للعرق أوالنوع الاجتماعي- أثناء فترة إعادة الإعمار. تتناول رواية كشف التشابه (بالإنجليزية: Unveiling a parallel) (1893) رجلًا يحلق على متن «طائرة» إلى المريخ، ليزور مجتمعين «مريخيين» مختلفين، تسود كلاهما المساواة الاجتماعية بين الجنسين. في مجتمع بالفيريا، اتسمت النساء بصفات الرجال السلبية، أما في كاسكيا الثاني، جعلت المساواة بين الجنسين كلًّا منهما «لطيفًا، ومُحبًا، وكريمًا». نشر إي.أو.غريسبي وماري بي.لو، من الكُتّاب الشعبيين الأمريكيين، كتاب نيكوا أومعضلة العصور (بالإنجليزية: NEQUA or The Problem of the Ages) (1900)، الذي يبحث في قضايا عن الأعراف الجنسية وعدم المساواة البنيوية المُفتَرَضة. تعرض هذه الرواية المُكتَشَفة حديثًا التنطقيد المعروفة في مجال الخيال الفهمي النسوي: بطلة الرواية التي تلعب دور الراوي أيضًا وتتنكر كرجل، واستكشاف الأعراف الجنسية، ووصف مستقبل مجتمع الأرض المُجوَّفة (مثل ميزورا) حيث تكون النساء متساويات.
ما بين الحربين
بين عشرينيات وثلاثينيات القرن المنصرم، بالغت الكثير من مجلات الخيال الفهمي المشوقة في وجهات النظر حول الذكورة وعرضت صورًا لنساء اعتُبرت صورًا جنسية. سخرت ستيلا جيبونز بشدة من وجهات النظر هذه في روايتها مغرسة باردة مريحة (بالإنجليزية: Cold Comfort Farm) (1932)، كما سخرت منها مارغريت آتوود لاحقًأ في رواية العالم الجامح (بالإنجليزية: The Runaway World) (1926)، بالإضافة إلى غيرترود باروز بينيت التي سخرت منها في مجموعة قصص الخيال الفهمي التي تحمل عنوان المزعوم (بالإنجليزية: Claimed) والتي خطتها من وجهة نظر نسائية وتناولت موضوعات جندرية وجنسية.
ما بعد الحرب العالمية الثانية
كانت فترات ما بعد الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة محورية ومنسية غالبًا في تاريخ الخيال الفهمي النسوي. أثناء تلك الفترة، استخدمت المحررات صنف الخيال الفهمي لتقييم التغيرات السريعة على الصعيد الاجتماعي، والثقافي، والتكنولوجي. استكشفت مؤلفات الخيال الفهمي خلال فترات ما بعد الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة تأثيرات الفهم والتكنولوجيا على النساء وعائلاتهن، الأمر الذي كان يشكل نقطة محورية في الوعي العام بين خمسينيات وستينيات القرن الماضي. نشرت محررات الخيال الفهمي كتاباتهم في مجلات الخيال الفهمي مثل مجلة ذي أيالونيان (بالإنجليزية: The Ayalonian)، ومجلة الدهشة (بالإنجليزية: Astounding)، ومجلة الخيال والخيال الفهمي، والمجرة (بالإنجليزية: Galaxy)، التي رحبت جميعها بالقصص والكُتَّاب الجدد ممن خرقوا قوانين الصيغة والمحتوى.
عند بداية الحرب الباردة، زادت إعادة الهيكلة الاقتصادية، والتطورات التكنولوجية، والتكنولوجيا المنزلية الجديدة (الغسالات والأجهزة الكهربائية) من الحراك الاقتصادي للطبقة الوسطى الناشئة، أدى التأكيد على النشاطات الاستهلاكية إلى خلق جوتكنولوجي محلي حديث تم فيه تأطير النساء بتوصيف عملي حديث وهوربة المنزل المحترفة. رُويت قصص الخيال الفهمي النسوية المنشورة من وجهة نظر النساء (شخصيات ومؤلفين) اللواتي عهدن الأدوار التقليدية لربات أومدبرات المنزل بأنها عمل مدمر بطرق شتى نظرًا إلى الطبيعة الذكورية التقليدية لصنف الخيال الفهمي والمجتمع في تلك الفترة.
تستحضر المحررة ليزا يازيك في كتاب الضواحي الكونية (بالإنجليزية: Galactic Suburbia) الكثير من مؤلِّفات الخيال الفهمي في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية مثل جوديث ميري مؤلفة رواية أم فقط (بالإنجليزية: That Only a Mother) (1948)، ورواية بنات الأرض (بالإنجليزية: Daughters of Earth) (1952)، ورواية مربية أطفال مدبرة (بالإنجليزية: Project Nursemaid) (1955)، والسيدة المتشردة (بالإنجليزية: The Lady was a Tramp) (1957)، وروايات المحررة أليس إليانور جونز، ومنها: الحياة المشترَكة (بالإنجليزية: Life Incorporated) (1955)، والمهرج السعيد (بالإنجليزية: The Happy Clown) (1955)، وموظف التجنيد (بالإنجليزية: Recruiting Officer) (1955)، وروايات المحررة شيرلي جاكسون مثل يوم عادي واحد، مع الفستق (بالإنجليزية: One Ordinary Day, with Peanuts) (1955)، والشؤم (بالإنجليزية: The Omen) (1985).
المراجع
- ^ Helford, Elyce Rae (2005), "Feminism", in Westfahl, Gary (المحرر), The Greenwood Encyclopedia of Science Fiction and Fantasy: themes, works and wonders, Westport, Connecticut: Greenwood Press, صفحات 289–291, ISBN CS1 maint: ref=harv (link)Preview.
- ^ Yaszek, Lisa (2008), "Writers", in Yaszek, Lisa (المحرر), Galactic suburbia: Recovering women's science fiction, Ohio, US: The Ohio State University Press, صفحات 1–65, ISBN CS1 maint: ref=harv (link)
- ^ Spender, Dale (1986), "Biographical beginnings: Anne Cllifford, Lucy Hutchinson, Anne Fanshawe, Margaret Cavendish", in Spender, Dale (المحرر), , London: Pandora Press, صفحة 43, ISBN , مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2020 CS1 maint: ref=harv (link)
- ^ برايان ألديس has argued that Frankenstein should be considered the first true science fiction story, because unlike in previous stories with fantastical elements resembling those of later science fiction, the central character "makes a deliberate decision" and "turns to modern experiments in the laboratory" to achieve fantastic results. See The Detached Retina: Aspects of SF and Fantasy by Brian Aldiss (1995), page 78. نسخة محفوظة 24 يناير 2020 على مسقط واي باك مشين.
- ^ Jean Pfaelzer, The Utopian Novel in America 1886–1896: The Politics of Form, Pittsburgh, University of Pittsburgh Press, 1984; pp. 146-50.
- ^ Borgstrom, Michael (Winter 2006). "Face Value: Ambivalent Citizenship in "Iola Leroy"". African American Review. 40 (4): 779–793. JSTOR 40033753. CS1 maint: ref=harv (link)
- ^ Suzanne Romaine, Communicating Gender, London, Lawrence Erlbaum Associates/Taylor & Francis, 1998; pp. 331-2.
- ^ ليزا تاتل in Clute and Nicholls 1995, p. 1344.
- ^ "History of Household Technology-Science Tracer Bullet". www.loc.gov. مؤرشف من الأصل في 06 يوليو2019. اطلع عليه بتاريخ December 7, 2015.
- ^ "WGBH American Experience: Tupperware! PBS". American Experience. مؤرشف من الأصل في 28 مارس 2017. اطلع عليه بتاريخ December 7, 2015.
- ^ Suddath, Claire (February 2, 2009). "The Middle Class". Time. مؤرشف من الأصل في 07 يناير 2020. اطلع عليه بتاريخ December 7, 2015.
- ^ "Partners in Winning the War: American Women in World War II". www.nwhm.org. مؤرشف من الأصل في 31 يوليو2016. اطلع عليه بتاريخ December 7, 2015.
التصنيفات: أنواع الخيال العلمي, CS1 maint: ref=harv, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, وصلات إنترويكي بحاجة لمراجعة, بوابة خيال علمي/مقالات متعلقة, بوابة نسوية/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات