حمى الذهب الأسترالي

خلال فترة حمى المضى الأسترالي، غيّر عدد كبير من العالم (من داخل أستراليا وخارجها) أماكن سكنهم وانتقلوا إلى المناطق التي اكتُشف فيها المضى. حدثت عدة اكتشافات للمضى في أستراليا قبل عام 1851 ولكن المضى الذي عثر بعد عام 1851 فصاعدًا خلق حمى المضى الأسترالي. يعود ذلك لأنه وقبل عام 1851 قمعت الحكومة الاستعمارية في نيوساوث ويلز (لم تصبح فيكتوريا مستعمرة منفصلة حتى الأول من يوليوعام 1851) جميع الأخبار عن اكتشافات المضى لأنها اعتقدت أنها ستخفض عدد القوة العاملة وتعمل على زعزعة الاقتصاد. بعد بداية حمى المضى في كاليفورنيا عام 1848، والتي أدت بالكثير من سكان أستراليا لمغادرتها إلى كاليفورينا بحثًا عن المضى، أعادت حكومة نيوساوث ويلز التفكير بموقفها وسعت إلى أخذ الموافقة من وزارة المستعمرات في إنجلترا للسماح لها باستغلال الموارد المعدنية وعرضت أيضًا مكافئات لمن يعثر على المضى مستحق الدفع.

تاريخ الاكتشاف

بدأت أول حمى للمضى في أستراليا في مايوعام 1851 بعدما زعم المكتشف إدوارد هارغريفز اكتشافه للمضى مستحق الدفع قرب أورانج في مسقط أطلق عليه اسم أوفير. مضى هارغريفز إلى حقول المضى في كاليفورنيا وتفهم تقنيات اكتشاف جديدة للمضى مثل فصل المضى عن الأتربة والهزهزة. عُرض على هارغريفز مكافئات من مستعمرة نيوشاوث ويلز ومستعمرة فيكتوريا قبل نهاية العام، وانتقلت حمى المضى إلى عدة أجزاء من البلاد حيث عُثر على المضى ليس فقط إلى الغرب بل إلى جنوب وشمال سيدني.

حولت حمى المضى الأسترالية المستعمرات الجزائية إلى مدن أكثر تقدمًا مع تدفق المهاجرين الأحرار. أحضر أولئك الطامحون، الذين أطلق عليهم اسم الحفارون، مهارات وحرفًا جديدة مساهمين في الاقتصاد المزدهر. أدت الزمالة بين أولئك الحفارين ومقاومتهم الجمعية للسلطة إلى بزوغ هوية وطنية فريدة. رغم عدم عثور جميع الحفارين على ثروات في حقول المضى، قرر الكثير منهم البقاء والاندماج في تلك المجتمعات.

في يوليوعام 1851، بدأت أول حمى للمضى في فيكتوريا في حقل المضى كلونيس. في أغسطس، انتشرت حمى المضى لتضم حقل المضى في بونينيونغ (حاليًا ضاحية لبالارات) على بعد 45 كيلومتر وبحلول بدايات سبتمبر 1851 إلى حقل المضى المجاور في بالارات (تُعهد أيضًا بحفريات يولي) وتبعها في بدايات سبتمبر حقل المضى في كاسيلماين (عُرف لاحقًا بفورست كريك وحقل المضى ماونت أليكساندر) وحقل المضى في بينديغو(عُرف لاحقًا ببينديغوكريك) في نوفمبر 1851. عُثر على المضى، كما في نيوساوث ويلز، في عدة أجزاء من البلد. خطت لجنة اكتشاف المضى الفيكتوري عام 1854:

«حوّل اكتشاف حقول المضى الفيكتورية دولةً تابعة بعيدة إلى دولة ذات شهرة عالمية؛ جذبت هذه الدولة سكانًا بأعداد ضخمة بسرعة غير مسبوقة؛ وعززت قيمة الملكية إلى حد كبير؛ وجعلت من هذه البلاد أغنى بلاد في العالم؛ وقدمت، في أقل من ثلاث سنوات، عملًا يلزمه وقت طويل؛ وجعلت صوتها مسموعًا في جميع أراتى الأرض».

عندما بدأت الحمى في بالارات، اكتشف الحفارون حتى المنطقة تمتلك حقل مضى وفيرًا. زار الحاكم تشارلز لا تروب المسقط وشاهد خمسة رجال يعثرون على 136 أونصة من المضى في يوم واحد. كان حقل المضى ماونت أليكساندر أغنى من الحقل في بالارات. بوجود المضى تحت السطح مباشرة، مكنت العكارة الحفارات من استخراج الكتل المضىية بسهولة. خلال سبعة أشهر، نُقل 2.4 مليون باوند من المضى من ماونت أليكساندر إلى المدن الكبرى القريبة.

أدت حمى المضى إلى تدفق كبير للبشر من خارج البلاد. تضاعف عدد سكان أستراليا ثلاثة مرات من 430 ألف عام 1851 إلى 1.7 مليون عام 1871. أصبحت أستراليا أولًا مجتمعًا متعدد الثقافات خلال فترة حمى المضى. بين عامي 1852 و1860 هاجر 290 ألف إنسان من الجزر البريطانية إلى فيكتوريا وقدم 15 ألف من البلدان الأوروبية الأخرى وهاجر 18 ألف من الولايات المتحدة. ومع ذلك لم يُرحب بالمهاجرين غير الأوروبيين لا سيما الصينيين.

«كان الصينيون مجتهدون بصورة خاصة، ويمتلكون تقنيات تختلف بشكل كبير عن الأوروبيين. أدى ذلك بالإضافة لمظهرهم الجسدي والخوف من المجهول إلى اضطهادهم بطريقة عنصرية يمكن اعتبارها غير مقبولة اليوم».

في عام 1855، وصل 11,493 صينيًا إلى ميلبورن. كان على الصينيين المسافرين خارج نيوساوث ويلز الحصول على شهادات إعادة دخول خاصة. في عام 1855، سنت فيكتوريا قانون المهاجرين الصينيين لعام 1855، والذي حد بشدة من عدد المسافرين الصينيين المسموح بوجودهم على متن السفن القادمة إلى فيكتوريا. للتملص من القانون الجديد، كان الكثير من الصينيين ينزلون في جنوب شرق أستراليا الجنوبية ويسافرون أكثر من 400 كيلومتر في البلاد للوصول إلى حقول المضى الفيكتورية، على طرق ما تزال واضحة للعيان حتى اليوم. في عام 1885، وبعد طلب من حكومة أستراليا الغربية لمكافئة من أجل أول اكتشاف للمضى مستحق الدفع، وقع اكتشاف في هولز كريك مُطلقًا حمى مضى في تلك الولاية.

ما قبل اكتشاف حمى المضى

1788: خدعة

في أغسطس عام 1788، نطق المدان جيمس دالي لعدة أشخاص إنه عثر على المضى «مصدر ثروة لا ينضب، بعد مسافة صغيرة أسفل الميناء (بورت جاكسون بسيدني)». بحجة إظهار مسقط العثور على المضى، فر دالي إلى الأدغال ليوم واحد. نتيجةً لهروبه، عوقب دالي بخمسين جلدة. مع إصراره على أنه عثر على المضى، ابتكر دالي بعد ذلك عينةً من خام المضى. أمر الحاكم آرثر فيليب بعد ذلك بأخذ دالي مرة أخرى إلى الميناء للإشارة إلى المكان الذي عثر فيه المضى. ولكن قبل حتى يُؤخذ إلى الميناء، وبعد حتى حذره أحد الضباط من أنه سيُقتل لوحاول خداعه، اعترف دالي بأن قصته حول العثور على المضى كانت مُختلقة. خلق دالي عينته من خام المضى الذي عرضه من مضى غينيا ومشبك من النحاس الأصفر وأنتج البقية ليصنع الإثبات. بسبب خداعه، تلقى دالي 100 جلدة. ومع ذلك، استمر الكثير من المدانين في الاعتقاد بأن دالي عثر المضى بالعمل، وأنه لم يغير سوى قصته للحفاظ على مكان المضى لنفسه. كان مصير جيمس دالي الشنق في ديسمبر من نفس العام 1788 بسبب الكسر والخلع والسرقة.

تردد حتى بعض المدانين الذين كانوا يعملون في بتر طريق فوق الجبال الزرقاء قد عثروا على بتر صغيرة من المضى في عام 1815.

1820: الجبال الزرقاء، نيوساوث ويلز

كان ف. شتاين عالمًا طبيعيًا روسيًا خلال رحلة بيلينهاوزن 1819-1821 لاستكشاف المحيط الجنوبي. زعم شتاين أنه رأى خامًا حاملًا للمضى بينما كان في رحلة استغرقت 12 يومًا إلى الجبال الزرقاء في مارس 1820. شكك الكثير من الناس في انادىئه.

1823: منطقة باثورست، نيوساوث ويلز

كان أول اكتشاف مضى معترف به رسميًا في أستراليا في 15 فبراير 1823، من قبل مساعد المساح جيمس مكبراين، في نهر فيش، بين ريدال وباثورست، نيوساوث ويلز. أشار مكبراين إلى التاريخ في كتابه للمسح الميداني «عند النقطة إي (نهاية خط المسح) السلسلة 1 إلى 50 الموصولة بالنهر والمعلَّمة بشجرة صمغ. وُجدت في هذا المكان الكثير من جزيئات المضى القريبة من النهر».