معركة تنجا

عودة للموسوعة

معركة تنجا، وتُعهد أحيانًا باسم معركة النحل، هي الهجوم غير الناجح التي قامت به القوات الاستطلاعية الهندية البريطانية «بي» تحت قيادة اللواء آرثر إدوارد أيتكن للاستيلاء على شرق أفريقيا الألماني (الجزء القاري من تنزانيا الحالية) خلال الحرب العالمية الأولى بالتنسيق مع قوات الغزو«سي» بالقرب من لونغيدوعلى سفوح جبل كليمنجارو. كان هذا الحدث الرئيسي الأول للحرب في شرق أفريقيا وشهد هزيمة البريطانيين أمام قوة أصغر بكثير من العساكر الألمان والمتطوعين الاستعماريين بقيادة المقدم بول فون ليتوفوربيك. كانت هذه المعركة بدايةً لحملة شرق أفريقيا للحرب العالمية الأولى، وتعتبر واحدة من أعظم فوزات شوتسروبا (فرقة حماية) في أفريقيا. مكّن التراجع البريطاني فرقة الحماية من تخليص المعدات الحديثة والإمدادات الطبية والمؤن والبطانيات والطعام وعدد من رشاشات ماكسيم التي سمحت لهم بمقاومة الحلفاء بنجاح حتى انتهاء الحرب.

تمهيد

تنجا عام 1914

كانت تنجا، التي تقع على بعد 80 كيلومترًا (50 ميلًا) فقط عن حدود شرق أفريقيا البريطانية (كينيا الحديثة)، ميناءً مزدحمًا ومحطة بحرية لخط سكة حديد أوسامبارا الهام، الذي يمتد من تنجا إلى موشي عند سفح جبل كليمنجارو. قصفت السفن الحربية البريطانية في البداية تنجا، ولكن أُلغي هذا الجزء من الخطة. كان هناك اتفاق معمول به يضمن حياد العاصمة دار السلام وتنجا، لكن عُدلت الاتفاقية حينها وبدا أنه «من العدل تحذير الألمان فقط بإلغاء الاتفاق».

بدلاً من ذلك، كان العزم البريطاني على تطبيق الاستيلاء على شرق أفريقيا الألمانية بواسطة هجوم برمائي على تنجا. على عكس الخطة المتفق عليها، تحول الهجوم إلى كارثة. في الثاني من نوفمبر عام 1914، وصلت السفينة الحربية إتش إم إس فوكس التابعة للمحميات البريطانية. مضى قائد السفينة، الكابتن فرانسيس واد كالفيلد، إلى الشاطئ ومنح تنجا ساعة واحدة للاستسلام وإنزال الفهم الإمبراطوري. قبل مغادرته، طلب فهم ما إذا كان الميناء ملغومًا، إلا حتى الميناء لم يكن ملغومًا، لكنه أكد أنه كان كذلك. بعد ثلاث ساعات، كان الفهم ما يزال مرفرفًا وغادر فوكس لإحضار قوات موكب «بي» المؤلفة من 14 مجموعة نقل. منح هذا الوقت لكل من فرقة الحماية ومواطني تنجا للتحضير للهجوم. سارع القائد الألماني المقدم بول فون ليتوفوربيك، بالذهاب إلى تنجا. عزز الدفاعات (في البداية سرية واحدة فقط من العساكر) بقوات جُلبت بالسكك الحديدية من موشي، وبلغ عددهم في النهاية حوالي 1000 في ست سرايا. وكان نائب القائد هوالكابتن توم فون برينس الذي كان ملازمًا في شركة شرق أفريقيا الألمانية سابقًا.

المعركة

أمر الكابتن كالفيلد بتنظيف الميناء من الألغام من 2 نوفمبر حتى اليوم التالي. أثناء عملية التنظيف، بدأ قائد القوة «بي»، أيتكين، بإنزال القوات والإمدادات دون معارضة في مجموعتين في الميناء وعلى بعد ثلاثة أميال شرق المدينة على شاطئ خالٍ من الألغام. بحلول مساء يوم ثلاثة نوفمبر، كانت قوات الغزوعلى الشاطئ باستثناء القوة السابعة والعشرين من ماونتن باتري وفريدكوت سابيرز. في ظهيرة  أربعة نوفمبر، أمر أيتكين قواته بالسير نحوالمدينة. أدى تخفّي المدافعين جيدًا بسرعة إلى تفكك تقدّمهم، وتحول القتال بعد ذلك إلى مناوشات وسط مزارع جوز الهند وزيت النخيل من قِبل الوحدات الجنوبية وقتال عنيف في الشوارع من جانب قوة الميناء. أحرزت كتيبة رماة كشمير من جوركا والفوج المخلص (شمال لانكشاير) التابع لوحدات الميناء تقدماً جيداً، دخلوا المدينة، واستولوا على السلطة الجمركية، وفندق دويتشر كايزر وحملوا الفهم البريطاني. ولكن بعد ذلك توقف التقدم. تفرقت الكتائب الهندية الأقل تدريباً وتجهيزاً في فوج (بنغالور) السابع والعشرين وهربوا من المعركة. تعرض فوج المشاة الثامن والتسعون لهجوم من أسراب نحل هائجة. هاجم النحل الألمان أيضًا، ومن هنا اتى لقب المعركة. غيرت النادىية البريطانية فترة هجوم النحل إلى مؤامرة ألمانية وحشية، حيث أحضرت أسلاك تعثر خفية لتحريض خلايا النحل. فشل فوج راجبوالثالث عشر في لعب دور مهم في المعركة فقد تزعزعت معنوياتهم عند مشاهدة تراجع مشاة بالامكوتاه الخفيفة الثالثة والستين.

جنود هنود قتلى من الجانب البريطاني على شاطئ تنجا

وصل المتطوعون الاستعماريون من أفواج سرايا البندقية السابعة والثامنة بالسكك الحديدية لتقوية خطوط العسكر منهكة القوى. هجرت سرايا الحماية الثامنة الخيول في موشي. بحلول وقت متأخر من بعد ظهر يوم أربعة نوفمبر، طلب ليتوفوربيك آخر الأرصدة الاحتياطية، سرايا الحماية الميدانية الثالثة عشرة والرابعة، وصلت الرابعة بعدها بقليل إلى تنجا بالقطار، لتطويق الجانب البريطاني والجزء الخلفي من خلال شن هجمات بحرابات البنادق على طول الجبهة بأكملها. كان من الممكن القضاء على ثلاث كتائب من فرقة المشاة الإمبراطورية، إذا لم يعودوا أعقابهم. اختفت جميع مظاهر النظام مع سحب القوة بي «تحولت إلى هزيمة كاملة».

بقي عددهم يتجاوز الثمانية لقاء الواحد، وتدارك بعض الضباط الألمان أمرهم بالحذر. من خلال سلسلة من الأخطاء التي ارتكبها فوج بنغالور، وسوء الفهم من قبل ضابط في فك الاشتباك والتوحيد، انسحب العسكر إلى معسكر يبعد عدة أميال غرب تنجا. وبمجرد حتى فهم ليتوفوربيك بذلك، ألغى هذه المستوى وأمر بإعادة الانتشار إلا حتى التوزع  لم يكتمل حتى الصباح الباكر. «طوال الليل تقريبًا [قبل شروق الشمسخمسة نوفمبر]، سمحت تنجا لأيتكن بالسيطرة عليها. كانت هذه المفارقة الأكثر إدهاشًا في المعركة».

التداعيات

أمر أيتكن بشكل غاضب ومحبط بانسحاب عام. في تراجعهم وإجلائهم إلى الناقلات -الذي استمر حتى الليل- هجرت القوات البريطانية وراءها تقريبًا جميع معداتها. «وتمكن ليتوفوربيك من إعادة تسليح ثلاث سرايا من العسكر ببنادق حديثة، كان لديه حينها 600,000 طلقة من الذخائر. وأكثر من 16 مدفعًا رشاشًا، وهواتف ميدانية قيمة» وكان لديهم من الملابس ما يكفي قوة الحماية لمدة عام. وفي صباح يومخمسة نوفمبر، ولج ضابط المخابرات في القوة «بي» – النقيب ريتشارد ماينرتشاغن إلى تنجا تحت راية بيضاء، حاملاً إمدادات طبية ورسالة من الجنرال أيتكن يعتذر فيها عن قصف المستشفى. تناثر في شوارع تنجا القتلى والجرحى. عمل الأطباء الألمان والمسقمون في أفريقيا بلا كلل «مع تجاهل تام لزي سقماهم».

كان الدفاع الناجح عن تنجا واحدًا من بين الإنجازات الكثيرة التي حققها بول فون ليتوفوربيك خلال حملته الطويلة في شرق أفريقيا. ولكن بالنسبة للبريطانيين، لم تكن المعركة أقل من كارثة، وسُجلت في التاريخ الرسمي البريطاني للحرب باعتبارها «واحدة من أبرز الإخفاقات في التاريخ العسكري البريطاني». وضمت الإصابات 360 قتيلًا و487 جريحًا في الجانب البريطاني. أما شوتسروبا (فرقة الحماية) فقد خسرت 16 ألمانيًا و55 من عسكريًا، و76 جريحًا.

أشارت تقديرات بول فون ليتوفوربيك الأولية إلى حتى عدد البريطانيين الذين قُتلوا كان بنحو800 ولكنه نطق فيما بعد إنه يعتقد حتى العدد زاد على 2000 شخص. أطلق الألمان بعد ذلك سراح الضباط البريطانيين الذين أُصيبوا أوأُسروا بعد حتى أعطوا حدثتهم بعدم القتال مرة أخرى خلال الحرب.

انظر أيضًا

  • حملة شرق أفريقيا (الحرب العالمية الأولى)

مراجع

  1. ^ Farwell 1989, p. 166.
  2. ^ Aitken's orders: “The object of the expedition under your command is to bring the whole of German East Africa under British authority.” See Farwell 1989, p. 163.
  3. ^ Farwell 1989, p. 167.
  4. ^ Miller 1974, p. 58.
  5. ^ Miller 1974, p. 59.
  6. ^ Farwell 1989, p. 168.
  7. ^ Farwell 1989, p. 170.
  8. ^ Farwell 1989, p. 171.
  9. ^ Hoyt 1981, p. 50.
  10. ^ Miller 1974, p. 68.
  11. ^ Miller 1974, p. 69.
  12. ^ Hoyt 1981, p. 52.
  13. ^ Farwell 1989, p. 178.
  14. ^ Miller 1974, p. 70.
  15. ^ von Lettow-Vorbeck, Paul (1920). . Hase & Köhler. , p. 39/40

إحداثيات:

تاريخ النشر: 2020-06-01 19:12:46
التصنيفات: 1914 في شرق أفريقيا الألماني, أحداث نوفمبر 1914, تاريخ كينيا, تنجا, عمليات برمائية تشمل المملكة المتحدة, معارك الحرب العالمية الأولى تشمل ألمانيا, معارك المملكة المتحدة في الحرب العالمية الأولى, معارك الهند البريطانية في الحرب العالمية الأولى, معارك حملة شرق أفريقيا, نزاعات في 1914, مقالات يتيمة منذ يناير 2020, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, الإحداثيات في ويكي بيانات, بوابة تنزانيا/مقالات متعلقة, بوابة الحرب/مقالات متعلقة, بوابة الإمبراطورية البريطانية/مقالات متعلقة, بوابة الإمبراطورية الألمانية/مقالات متعلقة, بوابة الحرب العالمية الأولى/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات تستخدم خاصية P244

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

استقالة في يوم ميلاده .. « بنزيما» يفاجأ الـ الأزرق بـ منشوره

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-20 00:21:51
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 60%

أستاذ أمراض الدم لـ"إكسترا نيوز": ارتفاع أعداد المتبرعين لمليون ونصف

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-20 00:22:24
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 35%

«ديشان» يناقش مستقبل منتخب فرنسا في عام 2023

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-20 00:21:52
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 53%

القاهرة الإخبارية: بوتين يأمر الجيش بتعزيز حماية الحدود

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-20 00:22:31
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 37%

التموين: "اللى هينقل سلعة بدون فاتورة ستصادر منه وهذا قرار"

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-20 00:22:28
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 39%

الجميع يستسلم لأقدام هذا العبقري.. «ميسي» بطل روايات هذا الجيل

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-20 00:21:49
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 62%

هشام إسماعيل: شخصية «فزاع» كانت سببًا فى شهرتى بنسبة 100%

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-12-20 00:21:35
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 53%

لافروف: زيلينسكي لا يدرك خطورة الوضع

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-20 00:22:43
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 57%

قانون البناء.. ضوابط اعتماد المخططات التفصيلية للمدن والقرى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-20 00:22:13
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 45%

“الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان” من مركز شباب كفر طحوريا

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-20 00:21:48
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 56%

فاضل 92 يوما.. تعرف على موعد شهر رمضان وأول أيامه فلكيا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-20 00:22:20
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 43%

14 هدفا حصيلة مساهمة محمد صلاح ضد مانشستر سيتي قبل مواجهة الخميس

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-20 00:22:11
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 38%

بوتين: لا نسعى لضم بيلاروس

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-20 00:22:33
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

محافظ بورسعيد يبحث استعدادات المحافظة لاستقبال العيد القومي

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-20 00:21:47
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 53%

سماع دوي عدة انفجارات في سماء محيط العاصمة السورية دمشق

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-20 00:22:38
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 54%

الأوقاف تعلن مسجد الحسين مسجدا مثاليا لعام 2022

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-20 00:22:22
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 42%

تعليمات هامة من رئيس الوزراء للمحافظين حول الأسعار.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-20 00:22:15
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 39%

سيدة من البحيرة تعثر على ابنيها بالصدفة بعد غياب 30 عاما.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-20 00:22:17
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 41%

«بدر بانون»: المغرب ستواصل البحث عن المزيد من النجاحات

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-20 00:21:50
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 70%

تحميل تطبيق المنصة العربية