العباس بن عتبة

العباس بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي (نحوعشرة ق هـ - 613م/ 63 هـ -683 م): شاعر، ومن الأعيان في عصر صدر الإسلام، من بني هاشم. استوعب النبي صلى الله عليه وسلم، وله مع عثمان بن عفان أخبار. شهد هووابنه الفضل اللهبي معركة الجمل وصفين مع عمه علي بن أبي طالب. كان أحد زعماء المدينة المنورة في ثورتها على بني أمية، وأظهر في سقطة الحرة بسالة، وقتل فيها.

نسبه

هو:العباس بن عتبة ابن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي.
أبيه:عتبة بن أبي لهب بن هاشم.
أمه: أم الْعَبَّاس بنت شراحيل بن أوس بن حبيب بن الوجيه، من حمير.
زوجته: آمنة بنت العباس بن عبد المطلب بن هاشم.
ابنه: العباس بن عتبة ابن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم.

مختصر حياته

مكة المكرمة حيث نشأ العباس وأبيه وأجداده من بني هاشم

نشأ العباس في بيت بني هاشم، وله أدراك للني ، وكان معدودًا في الرجال بزمن النبي ، وقد يحدث له صحبة، وبيته في مكة المكرمة مشهور.أما أبيه عتبة بن أبي لهب فأسلم عام الفتح، وقد اتى في الطبقات الكبرى: «عن ابن عباس عن العباس بن عبد المطلب نطق: لما قَدِمَ رسول الله مكّة في الفتح، نطق لي: "يا عبّاس أين ابنا أخيك عتبة ومعتب لا أراهما؟" نطق قلتُ: يا رسول الله تنحّيا فيمن تنحّى من مُشْرِكي، قريش فنطق لي: "اذْهب إليهما وآتني بهما". نطق العبّاس فركبتُ إليهما بعَرَنَة فأتيتُهما فقلتُ إنّ رسول الله ، يدعوكما. فركبا معي سريعين حتى قدما على رسول الله ، فنادىهما إلى الإسلام، فأسلما وبايعا»، وكان الرسول مسرورًا بإسلام عتبة وأخيه معتب، نطق الطبري:« نطق العباس: فقلت له: سرك الله يا رسول الله، فإني أرى في وجهك السرور، فنطق النبي : نعم إني أستوهبت ابنى عمى هذين ربي فوهبهما لي».

وشهد أبيه عتبة يوم حنين والطائف ولم يهاجر من مكة حتى توفي، نطق الزبير بن بكار: «شهد عتبة ومعتب حنيناً مع النبي وثبتا فيمن ثبت معه، وأصيب عين معتب يومئذ؛ وأقاما بمكة، لم يأتيا المدينة؛ ولهما عقب».واتى في الطبقات الكبرى في ترجمة عتبة:« فخرجا معه في فوره ذلك إلى حنين فشهدا غزوة حنين، وثبتا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ فيمن ثبت من أهل بيته وأصحابه». وأبيه عتبة شاعرًا أيضًا،وكان من الرافضين لبيعة أبي بكر والمدافعين عن أحقية بني هاشم وعلي بن أبي طالب بالخلافة،ونطق عتبة بن أبي لهب في ذلك:

ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الأَمرَ مُنصَرِفٌ		عَن هاشِمٍ ثُمَّ مِنها عَن أَبي حَسَنِ
أَلَيسَ أَوَّلَ مَن صَلّى لِقِبلَتِكُم		وَأَعلَمَ الناسِ بِالقُرآنِ وَالسَنَنِ
وَأَقرَبَ الناسِ عَهداً بِالنَبِيِّ وَمَن		جِبريلُ عَونٌ لَهُ في الغُسلِ وَالكَفَنِ
ما فيهِ ما فيهِم لا يَمتَرونَ بِهِ		وَلَيسَ في القَومِ ما فيهِ الحَسَنِ
ماذا الَّذي رَدَّهُم عَنهُ فَتَعلَمُهُ		ها إِنَّ ذا غَبَناً مِن أَعظَمِ الغَبَنِ

نزل العباس المدينة المنورة بعد وفاة أبيه عتبة في خلافة أبي بكر الصديق، ثم تزوج العباس بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب ابنت عم أبيه الصغرى آمنة بنت العباس بن عبد المطلب وأبوها حيًا، فأنجبت له الفضل اللهبي الشاعر المشهور.وفي سنة 17 هـ منيت المدينة بقحطٍ وجفاف، فاستسقى عمر بن الخطاب بالعباس بن عبدالمطلب، ونطق: «اللهم إنا كنا إذا قحطنا على عهد نبيك توسلنا به؛ وإنا نستسقي إليك بعم نبيك العباس». فنزل المطر، ونطق العباس بن عتبة - وكان شاعرًا - في ذلك:

بِعَمّي سَقى اللَهُ الحِجازَ وَأَهلَهُ		عَشِيَّةَ يَستَسقي بِشَيبَتِهِ عُمَر
تَوَجَّهَ بِالعَبّاسِ في الجَدبِ راغِباً		فَما كَرَّ حَتّى اتىَ بِالديمَةِ المَطَر
وَمِنّا رَسولُ اللَهِ فينا تُراثُهُ		فَهَل فَوقَ هَذا لِلمُفاخِرِ مُفتَخَر

وفي خلافة عثمان بن عفان، كان العباس مال إلى المؤلبين على عثمان بن عفان في أواخر عهده، وانحراف بني هاشم وآل عتبة عن عثمان من أجله. وسببها أنه كان بينه وبين عمار بن ياسر كلام أدى إلى تقاذفهما. فضربهما عثمان على ذلك. وفي ذلك روى الطبري:«... فعمار بن ياسر،يا ترى؟ قَالَ: كَانَ بينه وبين عباس بن عتبة بن أبي لهب كلام، فضربهما عُثْمَان، فأورث ذاك بين آل عمار وآل عتبة شرا حَتَّى اليوم». وهذه الأحداث من الأسباب التي أدت إلى الفتنة الكبرى المشهورة في التاريخ العربي الإسلامي.

شهد العباس بن عتبة وابنه الفضل حروب علي بن أبي طالب بعد مقتل عثمان بن عفان، وكان ابنه شاعر المعركة. وبعد مقتل علي، تحول العباس بن عتبة الهاشمي إلى المدينة المنورة، ولم يزل بها ساكنا إلى حتى حدثت سقطة الحرة، وكان شيخًا كبيرا وأحد زعماء المدينة المنورة في ثورتها على بني أمية، فأظهر فيها بسالة وشجاعة، وقتل فيمن اغتال من الهواشم وأعيان وكبراء المدينة سنة 63 هـ الموافقة 683.

المراجع

^ الطبقات الكبرى: الطبقة الثانية من المهاجرين والأنصار. ممن لم يشهد بدرا ولهم إسلام قديم - ابن سعد - ج أربعة - الصفحة 55. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٩ - الصفحة ٣٠٤. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ نبوءات نبي الإسلام في علامات الساعة الكبرى والصغرى - الحمدان - الصفحة 141. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ الرسائل - المقريزي - الصفحة 20 . نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ أنساب العرب - ابن حزم - الصفحة 72 . نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ درر من آل بيت خير المرسلين محمد - حجازي - الصفحة 258. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ معجم الشعراء - المرزباني - الصفحة 219 . نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ الإصابة - ابن حجر - ج ٣ - الصفحة ٥١٢. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ الكامل في أدلة المسائل - الحسيني - الصفحة 32. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ فتوح البلدان - البلاذري - ج ١ - الصفحة ٦٠. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ٤ - الصفحة ٦٠ . نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ المنتخب من ذيل المذيل - الطبري - الصفحة ٣٢. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ نسب قريش - الزبير بن بكار - الصفحة 90. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ٤ - الصفحة ٦٠. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ التاريخ - ابن الوردي - الصفحة 134. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ التاريخ - اليعقوبي - ج 2 - الصفحة 124 . نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ مختصر تاريخ البشر - أبوالفداء - الصفحة 219. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ بحث في نشأة فهم التاريخ عند العرب - الدوري - الصفحة 428. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ عند العرب - الدوري - الصفحة 428. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ سليم البخاري - البخاري - ج ثلاثة - الصفحة 1360 - رقم الحديث 3507. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ شفاء السقام في زيارة خير الأنام - السبكي - الصفحة 128. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ شذرات المضى - ابن عماد - الصفحة 43. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ سير أعلام النبلاء - المضىي - ج ٢ - الصفحة ٩٤. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان - الأندلسي - الصفحة 75. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج ٣ - الصفحة ١٨١. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ تاريخ الإسلام - المضىي - ج ٣ - الصفحة ٤٣٤. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ تاريخ الطبري - الطبري - ج ٣ - الصفحة ٤٢٨. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ البداية والنهاية - ابن كثير - ج ٧ - الصفحة ١٩١. نسخة محفوظة 11 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ الفتوح - ابن أعثم - ج ثلاثة - الصفحة 154 . نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ سقطة صفين - ابن مزاحم المنقري - الصفحة ٤١٢. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ الرسائل السياسية - الجاحظ - الصفحة 422 . نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ مروج المضى ومعادن الجوهر - المسعودي - ج ثلاثة - الصفحة 85. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على مسقط واي باك مشين.