جساس بن مرة

جساس بن مرة الشيباني البكري (ولد: غير معروف - الوفاة: نحو534)، شاعر شجاع من أمراء العرب في الجاهلية، وهوالذي يُسمّى الحامي الجار المانع الذمار لقتله كليب بن ربيعة بسبب ناقة البسوس بنت المنقذ بن سلمان المنقذي خالة جساس، وكان ذلك سبب نشوب الحرب بين تغلب وبكر وكان جساس آخر من اغتال في هذه الحرب والتي دامت أربعين سنة. ذكره ابن سعد الأندلسي في "نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب": وأما جساس بن مرة فكان من أبطال بكر في الجاهلية وفتاكها، وهوقاتل كليب وائل سيد بني تغلب، ومسبب حرب وائل التي أتت على الفريقين ويدعي الاقلة حتى خادم أبي نويرة التغلبي قد قتله.

نسبه

شجرة عائلة الشخصيات الرئيسية في حرب البسوس

هوجساس بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن قاسي بن علي بن بكر بن وائل بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، الشيباني البكري.
أمه: الهالة من بني عمروبن سعد بن زيد مناة بن تميم.

أولاده

شهاب
لأي
الفزر
ماعز
عبد عدي

جساس يقتل الملك كليب

ونطق: وكان حديث جساس من أحب ما يسطر: وذلك أنه اغتال صهره زوج أخته كليب بن ربيعة لكونه رمى ناقة جارة له بسهم، وأقام الحرب العظيمة، وأفنت الأبطال والأشراف، وآخر من اغتال فيها جانيها جساس المذكور: وذلك أنه ربى ولد كليب من أخته، فنشأ الغلام ولا يفهم له والداً غير جساس؛ فلما كبر وركب أفهم بقضية أبيه، وأن خاله هوالذي قتله، فطلب بثأره، وقتل خاله.

وحدث حتى كليباً ولج على امرأته جليلة بنت مرة يوماً فنطق لها: هل تفهمين على الأرض أمنع مني ذمة،يا ترى؟ فسكتت، ثم أعاد عليها الثانية فسكتت، ثم أعاد عليها الثالثة فنطقت: نعم، أخي جساس (وهوجساس بن مرة، كان فارساً شهماً أبياً، وكان يلقب الحامي الجار، المانع الذمار، وهوالذي اغتال كليباً، توفي سنة 534 م) وندمانه، ابن عمه عمرة المزدلف بن أبي ربيعة بن ذهل ابن شيبان. فسكت كليب، ومضت مدة، وبينما هي تغسل رأسه وتسرحه ذات يوم إذ نطق لها: من أعز وائل،يا ترى؟ نطقت: أخواي جساس وهمام. فنزع رأسه من يدها وخرج.

وكانت لجساس خالة اسمها البسوس بنت منقذ، اتىت ونزلت على ابن أختها جساس، فكانت جارة لبنى مرة، ولها ناقة خوارة، ومعها فصيل لها، فلما خرج كليب غاضباً من قول زوجته جليلة رأى فصيل الناقة فرماه بقوسه فقتله. وفهمت بنومرة بذلك، فأغمضوا على ما فيه وسكتوا، ثم لقي كليب ابن البسوس فنطق له: ما عمل فصيل ناقتكم،يا ترى؟ فنطق: قتلته وأخليت لنا لبن أمه، وأغمضت بنومرة على هذا أيضاً.

ثم حتى كليباً أعاد القول على امرأته فنطق: من أعز وائل،يا ترى؟ فنطقت: أخواي ! فأضمرها في نفسه وأسرها وسكت، حتى مرت به إبل جساس وفيها ناقة البسوس، فأنكر الناقة ثم نطق: ما هذه الناقة ،يا ترى؟ نطقوا: لخالة جساس. فنطق: أوبلغ من أمر ابن السعدية (أي جساس) حتى يجير عليّ بغير إذني ،يا ترى؟ إرم ضرعها يا غلام، فأخذ القوس ورمى ضرع الناقة، فاختلط دمها بلبنها.

فلما رأتها صاحت: واذلاه ! فنطق لها جساس: اسكتي فلك بناقتك ناقة أعظم منها، فأبت حتى ترضى حتى صاروا لها إلى عشرا، فلما كان الليل أنشأت تقول بخطاب سعداً أخا جساس وتحمل صوتها تسمع جساساً:

لعمري لوأصبحت في دار منقذ		لما ضم سعد وهوجار لأبياتي
ولكنني أصبحت في دار معشر متى		يعد فيها الذئب يعدووعلى شاتي
ف يا سعد لا تغرر بنفسك وارتحل		فإني في قوم عن الجار أموات
ودونك أذوادي إليك فإنني		محاذرة حتى يغدروا ببنياتي

فلما سمعها جساس بن مرة نطق لها: اسكتي لا تراعي إني سأقتل جملاً أعظم من هذه الناقة، سأقتل علالاً، وهوفحل إبل كليب لم ير في زمانه مثله، وإنما أراد جساس بمنطقته كليباً.

ثم ظعن ابنا وائل بعد ذلك، فمرت بكر على نهى أي غدير ينطق له شبيث، فنفاه كليب عنه ونطق: لا يذوقون منه قطرة، ثم مروا على نهى آخر ينطق له الأحص فنفاهم عنه ونطق: لا يذوقون منه قطرة، ثم مروا على بطن الجريب (واد عظيم) فمنعهم إياه، فمضوا حتى نزلوا الذنائب، واتبّعهم كليب وحيه حتى نزلوا عليه، فمر عليه جساس ومعه ابن عمه عمروبن الحارث بن ذهل، وهوواقف على غدير الذنائب، فنطق له: طردت أهلنا عن المياه حتى كدت تقتلهم عطشا ! فنطق كليب: ما منعناهم من ماء إلا ونحن له شاغلون، فنطق له: هذا كعملك بناقة خالتي، فنطق له: أوقد ذكرتها أما إني لووجدتها في غير إبل مرة لاستحللت تلك الإبل بها أتراك مانعي حتى أذب عن حماي، فعطف عليه جساس فرسه فطعنه برمح فأنفذ حضني (الحضن مادون الإبط إلى الكشح).

فلما تداءمه الموت نطق: يا جساس، اسقني من الماء، فنطق: ماعلقت استسقاءك الماء منذ ولدتك أمك إلا ساعتك هذه، فالتفت إلى عمروونطق له: يا عمرو، أغثني بشربة ماء، فنزل إليه وأجهز عليه.

فنطقت العرب

المستجير بعمروعند كربته

كالمستجير من الرمضاء بالنار

حرب البسوس ومقتل جساس

بعد حتى اغتال جساس الملك كليب قامت حرب البسوس أربعين سنة بين بكر قبيلة جساس وتغلب قبيلة كليب بن ربيعة بقيادة أخيه المهلهل بن ربيعة. أكلت الحرب الكثير من الحيين (مفردها حي أي القبيلة) ولم تنته إلا بعد سقوط المهلهل عدي بن ربيعة أسيرًا في يد الحارث بن عباد فتداعى كثيرون من القبيلتين للصلح، وقد تم على يد ملك كندة أبي امرئ القيس، الملك حجر آكل المرار بن عمروفي اليمامة وسط نجد. قتل أثناء الحرب جساس بن مرة بعد حتى التقى في إحدى المعارك مع فارس تغلب أبونويرة التغلبي فكلاهما ضرب الآخر ضربة أطاحته. نقل بعدها جساس إلى أخواله لتضميد جراحه إلا أنه لم يلبث طويلاً فمات بسبب ضربة أبي نويرة الذي توفي هوالآخر بعد مبارزة جساس، وبذلك استطاع جساس حتى يقتل 15 فارسًا من تغلب أولهم الملك كليب وآخرهم أبونويرة التغلبي في بداية الحرب، أي حتى جساس توفي شابًا وفي سنوات الحرب الأولى. ولكن بعض القصص الشعبية ادعت أنه عاش زمن الحرب وأصبح ملكًا وقتله ابن اخته الهجرس أوالجروبن كليب كما سماه أبوه كليب قبل حتى يموت ثأرًا لأبيه كليب.