نيكولاي ريمسكي كورساكوف

عودة للموسوعة
ريمسكي كورساكوف

نيكولاي ريمسكي-كورساكوف (بالروسية:Никола́й Андре́евич Ри́мский-Ко́рсаков)؛ (18 مارس 1844 في تيخفين بالقرب من سانت بطرسبرغ - 21 يونيو1908 في لوغا) كان مؤلف موسيقي روسي.

درس نيكولاي بين عامي 1856 و1862 في الأكاديمية البحرية في سانت بطرسبرغ. انضم بعدها إلى مجموعة من الموسيقيين الذين عُرفوا فيما بعد باسم الخمسة. كان له الفضل في التعريف بالمدرسة الموسيقية الروسية في المعرض الدولي الذي أقيم في باريس (1889 م). تجلت من خلال أعماله الأوركسترالية موهبته في ضبط الإيقاعات (افتتاحية عيد الفصح الروسي، شهرزاد). عدا بعض الكونشرتوهات للبيانو(1882 م) وبعض المقطوعات لموسيقى الحجرة، كان اهتمامه ونشاطه منصبا على الأعمال الأوبرالية، فأبدع فيها، اقتبس مواضيعه من الميثولوجيا الروسية الصابئة (ما قبل فترة دخول المسيحية)، حاول حتى يعود بالموسيقى إلى الأصول الشعبية (الأغاني الفولكلورية والأناشيد الدينية الأرثوذكسية)، وكان ذلك أحد مبادئ مجموعة الخمسة (كانت تضم جملة من المؤلفين الروس المقيمين في باريس) والتي كان عضوا فيها. أكثر تأليفه شهرةً هي الموسيقى المعروفة بشهرزاد وأسّسه على كتاب ألف ليلة وليلة. وتلك المقطوعة الموسيقية هي التي تسمعها في معظم الأعمال الفنية التي تجسد قصص ألف ليلة وليلة في الشرق الأوسط والعالم.

حياته

1844-1871

محل ميلاد ريمسكي-كورساكوف في تيخفين

ولد نيكولاي أندريفتش ريمكسي-كورساكوف في تيخفين في منطقة نوفجورود في 18 مارس 1844. انحدر من أسرة بحرية وعسكرية مميزة، وأبوه كان حاكم مدني لحكومة فولين، لكن كلتي جدتيه كانتا من أصل متواضع، فكانت إحداهما ابنة قس والأخرى مزارعة، ومنها ادعى أنه ورث حبه للأغاني الشعبية وحبه للاحتفالات الدينية. ومنذ سن السادسة تلقى دروسا في البيانومن عدة مدرسين محليين، حيث تفهم في الغالب فانتازيات سهلة على ألحان للأوبرا المعاصرة، لكن أعمق انطباعاته الموسيقية اتىت من بعض إعدادات من أوبرا جلينكا "الحياة للقيصر"، التي وجدها في منزله، وموسيقى بورتنيانسكي التي سمعها في دير قريب. وقبل مرور وقت طويل شعر بالإغراء للتأليف، وكانت واحدة من أوائل مؤلفاته "افتتاحية" للبيانوفي إيقاعات أسرع بتقدم. لكن قلبه لم يركز على الموسيقى لكن على مشوار في البحرية عند تشجيع أخيه، الذي كان يكبره ب22 عام. وتباعا في نهاية يوليو1856 أخذه والده لسانت بطرسبرغ للالتحاق بكلية سلاح البحرية؛ اجتاز امتحان القبول في 20 أبريل 1862، بعد عدة أشهر من تعيين أخيه في الإدارة.

ريمسكي-كورساكوف وهوضابط في البحرية

أثناء تواجده في الكلية البحرية، واصل ريمسكي-كورساكوف تلقيه دروس البيانو، لكنه لم يكن مهتما بالألة كوسيلة لإعادة التقاط مباهج الأوبرا. أصدقاء العائلة اصطحبوه إلى المسرح ليرى ويسمع أعمال روسيني وفيبر، ومايربير وجلينكا (الذي كان لا يزال مفضلا لديه). أول أوبرا له في أوائل 1857 كانت "إندرا" لكن كانت الأوركسترا هي الأهم لديه. معهدته الأولى الحقيقية للموسيقى السمفونية اتىت اثناء موسم 1859-1860، حين سمع سمفونيتين لبيتهوفن وافتتاحية "حلم ليلة صيف" لمندلسون، رغم أنه لم "ينبهر" بأي من هذه الأعمال مثلما شعر عند سماع tota aragonesa لجلينكا. وفي الوقت نفسه (خريف 1859) عثر مدرس بيانوملهم وهو"تيودور كانيل" الذي ساهم كثيرا في تشكيل ذوقه، وفطمه من أثر الإيطاليين، فشجعه على دراسة بيتهوفن وشومان ومندلسون وشوبان وفوجات باخ، وشارك حبه لجلينكا. كانيل ساعد الفتى على حفظ الكورال، ليؤلف تنويعات وحتى حركة سوناتا؛ كانت دراسته غير نظامية. لكن حتى عند توقف دروس البيانو، بعد عام، دعى كانيل تلميذه لزيارته أسبوعيا للعزف معه كدويتووالتحدث عن الموسيقي. والأهم في ديسمبر 1861 عهده على بلاكيريف وسيزار كوي ومسورجسكي، جميع الثلاثة في أوائل سن العشرينات لكن بالعمل كانوا معروفين كمؤلفين.

السفينة الحربية الروسية "ألماظ" في ميناء نيويورك عام 1863. عمل ريمسكي-كورساكوف ضابط على هذه السفينة، ولاحقا خط عن هذه الجولة

سقط ريمسكي-كورساكوف كليا تحت أسر بلاكيريف الذي بدوره اكتشف موهبة الشاب. وبعد حتى بداية سمفونية في مقام بي بيمول صغير، أصر حتى يكملها ريمسكي-كورساكوف؛ فأكمل الحركة الأولى في شهر والتوزيع الأوركسترالي بدأ تحت توجيه بلاكيريف؛ وخط الاسكرتزووالحركة الختامية خلال أوائل أشهر عام 1862. لكن حدثت أزمة في أبريل حين تخرج ريمسكي-كورساكوف ورفض أخوه بشكل يعقل السماح له بالتخلي عن مهنته في البحرية، كما كان يرغب وقتها. مضى بلاكيريف للقوقاز في الصيف؛ وتوقف عن تأليف السمفونية، وفي 2 نوفمبر أبحر مؤلفها في سفينة "ألماظ" في جولة استغرقت عامين ونصف أخذته إلى جريفساند حيث أكمل الحركة البطيئة من السمفونية، والبلطيق ونيويورك وريودي جانيرووالبحر المتوسط. وحين عاد إلى روسيا في بداية مايو1865 صار ضابط يتمتع احيانا بعزف وسماع الموسيقى. وأنقذه بلاكيريف بإعادته للموسيقى حين جدد اتصاله به، وجعله يكمل السمفونية؛ فخط الثلاثية الناسيرة في الاسكرتزوفي أكتوبر. وأعاد توزيع السمفونية بالكامل تحت إشراف بلاكيريف، الذي قدم أول عرض لها في 31 ديسمبر في واحدة من حفلات "المدرسة الحرة للموسيقى" في سانت بطرسبرغ التي اقامها أثناء غياب ريمسكي-كورساكوف: وتلا ذلك عرض ثاني لها تحت قيادة كونستانتين ليادوف في مارس 1866.

ومهام ريمسكي-كورساكوف البحرية شغلت الآن ساعتين أوثلاث في اليوم، فكان لديه وقت الفراغ للتأليف والحياة الاجتماعية في دائرة تضمنت الآن بورودين ودارجومزسكي ومطربة هاوية تدعى صوفي زوتوفا، خط لها بعض أغنياته الأولى مصنف رقم 2 نشرها برنارد في صيف 1816. وتلا ذلك كتابة المزيد من الاغنيات مصنف رقم ثلاثة ورقم 4، ثم عمل أوركسترالي آخر، "افتتاحية على ثلاثة ألحان روسية" على نسق افتتاحيات الأغنية الشعبية لبلاكيريف (عرضت في حفل المدرسة الحرة، في 23 ديسمبر 1866) وفي روح خفيفة كان أيضا يخط رقصات رباعية على ألحان من "مارثا" و"هيلين الجميلة" التي عزفها في أمسيات الأحد في منزل اخيه، حيث كان يعتبر "عازف بيانوجيد"؛ لكن حسب المقاييس الاحترافية ليس كذلك، ولم يجرؤ قط على العزف أمام أصدقائه الموسيقيين.

ميلي بلاكيريف شجع ريمسكي-كورساكوف على مواصلة التأليف

أعمال عام 1867 تضمنت بداية سمفونية في مقام سي الصغير التي تأثرت بوضوح بافتتاحية السمفونية التاسعة لبيتهوفن، و"فانتازيا أوركسترالية على ألحان صربية" خطها في عجلة لحفل بلاكيريف لمناصرة الموسيقى السلافية في 24 مايو، و"صورة موسيقية" تعتمد على أسطورة سادكوتاجر نوفجورود، أكملها في 12 أكتوبر حيث كان التأثير الرئيسي هو"فالس مفيستو" لليست. زار برليوز روسيا آخر مرة من نوفمبر 1867 إلى فبراير 1868؛ كان مريضا، ورغم سيرة سترافنسكي، لم يلتقيه ريمسكي-كورساكوف قط، لكن "السمفونية الخيالية"، التي عرضت فيسبعة ديسمبر، و"هارولد في إيطاليا"، التي أنهى بها برليوز حفله الأخير فيثمانية فبراير، انعكست مباشرة في سمفونية ذات برنامج بدأها ريمسكي-كورساكوف في 21 يناير "عنتر"، اعتمد فيها على سيرة شرقية خطها أوسيب سنكوفسكي (بارون برامبيوس). جميع هذه الأعمال الأوركسترالية دونت للهورن والترومبت، كما وصف في كتاب "التوزيع الأوركسترالي" لبرليوز، وكلها أعيد توزيعها وأحيانا خضعت للمراجعة على الأقل مرة في السنوات الأخيرة. مع ذلك اعترف به بلاكيريف ودائرته بالعمل كموزع موهوب، مما أدى إلى طلب بلاكيريف منه تدوين مارش لشوبرت لحفل في مايو، وطلب منه سيزار كوي توزيع الكورال الافتتاحي ل"وليام راتلكيف"، ودراجومزسكي العليل (الذي توفي في يناير 1869) طلب منه مهمة تدوين "الضيف الحجري". في الوقت نفسه فكر كثيرا في مشروع أوبرا خاصة به تعتمد على دراما تاريخية ل"ليف ماي" وهي "غادة بشكوف". ولم يكد ينتهي من تأليف "عنتر" فيخمسة سبتمبر 1868 حتى بدأ في كتابة "غادة بشكوف"، قبل شهر أوشهرين من بدء صديقه مسورجسكي في كتابة "بوريس جادونوف". وأثناء شتاء 1871-1872 تشارك المؤلفات السكن في غرفة واحدة وعملا على كتابة الأوبرتين على نفس المائدة والبيانو، مسورجسكي في الصباح، وريمسكي-كورساكوف بعد الظهر.

1871-1881

كونسرفتوار سانت بطرسبرغ، حيث عمل ريمكسي-كورساكوف بالتدريس من 1871 حتى 1906

قبل حتى يكمل النوتة الكاملة ل"غادة بشكوف" مع الافتتاحية، في يناير 1827، اتخذ ريمسكي-كورساكوف خطوتين هامتين. في يوليو1827، رغم جهله المذهل بالجوانب الفنية البدائية، قبل دعوة من ميكائيل أرانشفسكي، المدير المعين مجددا لكونسرفاتوار سانت بطرسبرغ، ليصبح أستاذ التأليف العملي والتوزيع الأوركسترالي وقيادة فصل أوركسترالي براتب سنوي 1000 روبل؛ وفي ديسمبر خطب ناديزدة بيرجولد، عازفة بيانوبارعة وموسيقية حاصلة على تدريب أفضل منه بكثير (تزوجا في 12 يوليو1872) وقضيا شهر عسل ممتد في سويسرا وإيطاليا. كانت ناديزدة جميلة ومقتدرة وذكية، كانت مسئولة عن توزيعات البيانوالمنشورة ليس فقط لأعمال زوجها لكن لبعض أعمال أصدقائه أيضا، وكان أثرها عليه لا يقل عن أثر كلارا على روبرت شومان.

ناديزدة ريمسكايا-كورساكوفا، ولدت باسم بيرجولد، زوجة المؤلف

في فبراير 1872 ابتكر "الضيف الحجري"، بتوزيع ريمكسي-كورساكوف، وربما كنتيجة مدير المسارح الإمبريالية فوض إليه التعاون مع كوي وبورودين ومسورجسكي في تأليف "أوبرا باليه" "ملادا"، رغم حتى هذا لم يسفر عن شيء والمتعاونون استخدموا معظم موسيقاهم لأعمال أخرى. نشر بيسل "غادة بشكوف" في مدونة صوتية وأنتجت بنجاح على مسرح المارينسكي في 13 يناير 1873. بعد أربعة أشهر جاز للمؤلف بالاستنطقة من التفويض؛ وبدلا من ذلك أول له صديقة وزير البحرية كراب منصب حكومي خاص كمفتش للفرق الموسيقية البحرية، الذي وفر له راتبا كبيرا. أثناء الصيف خط معظم السمفونية الثالثة في مقام دو(كانت "عنترة" تعتبر الثانية، فقط عام 1897 أعيد تسميتها "متتالية سمفونية"). لكن هذا كان نهاية فترة التأليف الجاد لعدة سنوات. شرع ريمسكي-كورساكوف بحماس في معاينة الفرق الموسيقية البحرية والدراسة العملية لآلات موسيقية متنوعة، وآليتها وتقنياتها؛ ووضع بحثا كبيرا عن التوزيع الأوركسترالي، وهومشروع تخلي عنه وعاد إليه عدة مرات في وقت لاحق من حياته لكن هجره دون إنهائه عند وفاته؛ فهم نفسه الهارموني من الكتاب النصي لتشايكوفسكي والكونترابنط من شيروبيني وبيلير مان بالنجاح الذي ظهر في ست فوجات للبيانوسنة 1875 (نشرها بيسل كمصنف رقم 17) والفقرات الكثيرة في نطقب الفوجة في رباعية وترية من نفس العام (مصنف رقم 12)؛ وبدأ مشواره الذي لم يكن ناجحا كمايستروفي 2 مارس 1874 مع حفل خيري، البرنامج يضم سمفونيته في مقام دوالكبير. في العام التالي خلف بلاكيريف كمايستروفي حفلات المدرسة الحرة، حيث قدم العرض الأول في روسيا للآريات من "آلام المسيح وفقا لإنجيل متى" لباخ، عام 1876، ومقتطفات من قداس في مقام سي الصغير و"شمشون" لهاندل (وزعها بنفسه ومن بعض طلابه في الكونسرفتوار). قام بأول مراجعاته ل"عنترة" و"غادة بشكوف" (في العمل الأخير أعاد كتابتها بالكامل)، وجمع مجلدين من الأغنيات الشعبية الروسية، حيث زودها بمصاحبات البيانو، وشارك مع بلاكيريف وليادوف في إعداد نسخة جديدة من مدونات أوبرات جلينكا.

بورتريه لريمسكي-كورساكوف لإيليا ريبين

هذا الانشغال المكثف بالموسيقى الشعبية والتوزيع الشفاف لجلينكا كان له أثرا مريحا، ففي فبراير 1878 بدأ كتابة أوبرا بمصطلح لحني شعبي، مصاغة هارمونيا وأوركستراليا على أسلوب جلينكا، ومختلفة تماما عن "الجراند أوبرا" ل"غادة بشكوف"، كان هذا "ليلة مايو"، التي اعتمدت على واحدة من قصص قصيرة لجوجول عن الحياة الريفية في أوكرانيا، "أمسيات في مغرسة في ديكانكا"، التي اعتمد عليها تشايكوفسكي بالعمل في عمله "الحداد في كولا" ومسورجسكي "سوق سوروشنتسي". كان أول منطق لريمسكي-كورساكوف في هذا المزيج الرائع بين الخيال والكوميديا حيث دون معظم أعماله العظيمة وأنجحها. خطت مباشرة في نوتة كاملة، أنهاها عدا الافتتاحية، في ثمانية أشهر، وأنتجت في مسرح مارينسكي في 21 يناير 1880، مع نابرافنيك مايستروودور رئيس القرية يغنيه فيودور سترافنسكي.

وفي أثناء هذا، خلال صيف 1879، خط ريمسكي-كورساكوف رباعية وترية تعتمد كليا على ألحان شعبية روسية وبدأ ما وصفه ب"مقطوعة أوركسترالية" للشخصية الخيالية في مقدمة بوشكين ل"روسلان ولودميلا" (حيث وصف الشاعر جميع الشخصيات الهامة للفلكلور الروسي، مثل الساحرة بابا-ياجا، التي قدم اسمها أول الأمر للمقطوعة الأوركسترالية). خطت الرباعية على هذا النحورغم أول ثلاث حركات راجعها لاحقا ووزعها ك"سمفونيتا على ألحان روسية"؛ اكتملت المقطوعة الأوركسترالية عام 1880 بعنوان "الأسطورة". في الحال بعد إنتاج "ليلة مايو" تصادف حتى أعاد ريمسكي-كورساكوف قراءة المسرحية الخيالية لأوستروفسكي "عذراء الثلج" التي قدم لها تشايكوفسكي عام 1873 موسيقى تصويرية - سابقا لم ينجذب لها ريمسكي-كورساكوف؛ الآن أحبها بشدة.

منحه أوستروفسكي الإذن بمعالجة الليبريتووقضى الصيف 1880 في أعماق الريف الروسي، حيث خط الأوبرا في حالة من الإثارة الفائقة. خط جميع "عذراء الثلج" في نوتة قصيرة في ثلاثة أشهر، وبعد إكمال "الأسطورة"، النوتة الكاملة للأوبرا (حيث تخلى أخيرا عن آلات النفخ النحاسية) اكتملت في أبريل 1881؛ أنتجت فيعشرة فبراير 1882.

1881-1893

لوحة زيتية رسمها إيليا ريبين تصور متروفان بيلاييف مؤسس الحفلات السمفونية الروسية

بعد إكمال "عذراء الثلج" في أبريل 1881، ابتعد ريمسكي-كورساكوف عن التأليف لنحوعامين. فتوفي مسورجسكي في مارس 1881 وتولى صديقه القديم عناء كبير لترتيب مسوداته وإعدادها للنشر، التي في رأيه تطلبت "التسليم" لاستخدام الهارموني لدى مسورجسكي و"تحسين" ألحانه وكتاباته الجزئية. أسوء جزء من المهمة كان النوتة الفوضوية لأوبرا "كوفانشينا"، التي شغلت ريمسكي-كورساكوف أساسا من ديسمبر 1881 حتى يوليو1882، لكن كان هناك أيضا عدد من الأغنيات (بما في ذلك "أغنيات ورقصات الموت")، ومقطوعات كورالية، ومقطوعات أوركسترالية ومقطوعات للبيانو- و"ليلة على الجبل الأجرد"، التي هجرها مسورجسكي بأكثر من نسخة واحدة، أربكته مؤقتا وألزم نفسه بنوتتها المعروفة فقط عام 1886. تشتيت آخر من التأليف كان بسبب إدارة المدرسة الحرة للموسيقى، التي أقنع بلاكيريف بإكمال إدارتها في سبتمبر عام 1881. لكن أعمال مسورجسكي لم تكتمل قبل حتى يجبر بشكل أوآخر على تولي مهمة رسمية أخرى. ففي فبراير 1883 تعين بلاكيريف مديرا موسيقيا للإبرشية الإمبريالية، مع ريمسكي-كورساكوف مساعدا له (ومن جهة أخرى ألغى الوزير الجديد منصب التفتيش في الفرق الموسيقية البحرية عام 1884). وفي نفس الوقت تقريبا كان بدأ الانجذاب لدائرة أخرى سرعان ما انشغلت في أنشطة أخرى. هذه دارت حول تاجر خشب شديد الثراء، وهوميتروفان بيتروفتش بيلاييف، الذي كان عازف فيولا هاوي ومحب شغوف بموسيقى الحجرة حيث اجتمع في منزله موسيقيون شباب (معظمهم طلاب سابقين لريمسكي-كورساكوف، ليادوف وجلازونوف وآخرون) أمسيات الجمعة لعزف وسماع الرباعيات الوترية، بما في ذلك أعمالهم الخاصة. وبعد طباعة أعمالهم على حسابه الخاص وتأجيره الأوركسترات والقاعات لعرضها، عثر بيلاييف نفسه يصبح ناشرا موسيقيا وعام 1886، مؤيد لسلسلة منتظمة ل"حفلات سمفونية روسية"؛ في جميع من هذين النشاطين كان ريمسكي-كورساكوف المستشار الموسيقي الرئيسي له. ومن هذا الوقت فصاعدا، نشرت شركته معظم أعمال ريمسكي-كورساكوف. صدمة أخرى كانت وفاة بورودين (فبراير 1887)، التي قدمت لريمسكي-كورساكوف ما اعتبره واجب إكمال وتوزيع "الأمير إيجور"؛ الذي واصل عمله بمساعدة جلازونوف.

منتصف ثمانينات القرن ال19 كان فترة فارغة إبداعيا. ومنذ بداية 1883 خط حركة واحدة من كونشرتوالبيانوعلى لحن روسي، ثم لم يخط شيء له أهمية لنحوأربعة أعوام. راجع السمفونية الأولى وحولها لمقام مي صغير وأعاد توزيعها عام 1884؛ كما راجع وأعاد توزيع السمفونية الثالثة (1886)، لكنه سرعان ما تخلى عن كتابة سمفونية رابعة كان بدأها. وتكون إنتاجه الأصلي الكلي منثمانية أغنيات (مصنف رقم 26 ورقم 27 أعوام 1882-1883)، وقليل جدا من الموسيقى الكنسية (1883-1884)، وكتاب نصي عن الهارموني لطلاب الإبرشية الإمبريالية 1884، وحركة من رباعية وترية 1886. الفانتازيا على لحنين روسيين للكمان والأوركسترا في نهاية 1886 كان عمل أكبر لكن ليس شديد الأهمية، لكن كان له نتائج هامة، فخط مقطوعة مصاحبة مقترحة عن الألحان الأسبانية في صيف 1887 "الكابريشيوالأسباني" للأوركسترا فقط. كانت هذه دراسة في التوزيع لمؤلف ماهر حيث، كما أصر المؤلف، التلوين الآلي العبقري هو"أساس التأليف، ليس مجرد زخرفة". العمل في "الأمير إيجور" أجل تأليفه لأعمال أصلية للوقت الحالي، لكن خلال صيف 1888 ابتكر ريمسكي-كورساكوف عملين أساسيين آخرين على غرار "الكابريشيوالأسباني" وهما المتتالية السيمفونية شهرزاد وافتتاحية "عيد الفصح الروسي" وهي افتتاحية على ألحان دينية. في السيرة الذاتية له، التي بدأ كتابتها بشكل عابر بالعمل، علق حتى الكابريشيووشهرزاد وافتتاحية احتفال عيد الفصح، "اختتمت فترة من عملي، في نهايتها وصل توزيعي الموسيقي إلى درجة كبيرة من المهارة والدفء دون تأثير فاجنر حيث قيدت نفسي للأوركسترا المكونة بشكل طبيعي التي استخدمها جلينكا". كانت هذه الأعمال في واقع الأمر أبرز وآخر المؤلفات الأوركسترالية البحتة؛ وخلال آخر 20 سنة من حياته لم يخط إلا مقطوعات قليلة للأوركسترا ومتتاليات أوتوزيعات أخرى من أوبراته لتعرض في الحفلات الموسيقية.

النقط الفاصلة في حياة ريمسكي-كورساكوف الإبداعية، التي صار بعدها بشكل حصري تقريبا مؤلف أوبرا، كانت زيارة لفرقة "مسرح ريتشارد فاجنر" المتجولة التابعة لأنجيلونيومان إلى سانت بطرسبرغ التي قدمت أربع حلقات من أوبرا "خاتم النيبلونج" بقيادة كارل مارك أثناء مارس 1889. جاء ريمسكي-كورساكوف جميع البروفات مع جلازونوف، حيث تابعها بقراءة النوتة و"ذهل بتناول فاجنر للأوركسترا" هذا سرعان ما أثر على تناوله للأوركسترا هوكذلك. مباشرة قبل تجربة مشاهدته أوبرا "خاتم النيبلونج"، في الذكرى السنوية الثانية لوفاة بورودين، عرض مساهمته في عمل "ملادا" عام 1872 اقترح لريمسكي كورساكوف ليس فقط حتى عليه توزيعها (الذي عمله العام التالي) لكن حتى عليه كتابة عمل "ملادا" تام خاص به، فراجع ووسع الليبرتوالأصلي بنفسه. كتابة "ملادا" قاطعتها زيارة لباريس لقيادة أوركسترا كولونيا في حفلين للموسيقى الروسية، بما في ذلك "عنترة"، وكونشرتوالبيانووالكابريشيوالأسباني، في 22 و29 يونيوكجزء من المعرض العالمي المقام سنة 1889؛ مع ذلك الاسكتش الخاص بكتابة الأوبرا اكتمل في نهاية أغسطس. التوزيع الأوركسترالي أيضا قاطعه زيارة للغرب، لقيادة الأوركسترا في بروكسل في أبريل 1890، وأيضا بسبب مشاكل عائلية، استغرق سنة أخرى. أنتجت "ملادا" في 1 نوفمبر 1892، لكن لم تحقق نجاحا دائما؛ وصفها المؤلف نفسه بانها عمل "بارد - مثل الثلج" وتنبأ أنه على الأرجح سيكون آخر أعماله "تحت أي تقدير، آخر عمل هام". كان يخشى من اقتراب نهاية حياته الإبداعية، فشرع في تصفية أعماله. لكنه خلق نسخة ثالثة من مقطوعته الأوركسترالية "سادكو" (التي نشرت كالنسخة الثانية)، وبين أبريل 1891 وأبريل 1892، ووضع عام 1877 نسخة ثالثة من "غادة بشكوف"، اعتمادا على جوهر النسخة الأولى وتجاهل النسخة الثانية. وخط قائلا: "أغلقت حسابي مع الماضي. لكن واحد من أكبر أعمالي في الفترة قبل "ليلة مايو" ظل في شكله الأصلي".

حقا في حالته النفسية التالية لم يرض عن أي شيء خطه سوى "عذراء الثلج"، في موسيقى أصدقائه القدامى أوأصدقائه الجدد الأصغر سنا، أوفي هذه الحالة بالكاد أي موسيقى أخرى. شعوره بالاكتئاب الذي حدث، من الممكن في المقام الأول عام 1890 بسبب إصابة زوجته وأحد أبنائه بسقم خطير، ووفاة والدته وابنه الأصغر، وبداية سقم طويل ومميت آخر الأمر أصاب ابنه الأصغر الثاني، زاد خلال 1891-1893، وهي فترة تعاقبت فيها الأزمات البدنية والعقلية تلوالأخرى بعد حتى كاد يتخلى كليا عن الموسيقى - فبالكاد لمس البيانولعام تام - تحول لبرامج واسعة من قراءة فهم الجمال والفلسفة والكتابة عن جماليات الموسيقى؛ لكن هذه المشاريع كانت تتم مقاطعتها باستمرار بسبب أعراض بدنية مزعجة تصيبه: اندفاع الدم للراس وتشوش تام في الأفكار وفقدان ذاكرة متكرر وأفكار قرية غير سارة. كان التشخيص الطبي "وهن عصبي دماغي شوكي" فتخلى عن قيادة الحفلات السمفونية الروسية لبيلاييف وتخلى عن منصبه في الإبرشية الإمبريالية (رغم حتى استنطقته لم تصبح رسمية حتى يناير 1894).

1893-1908

نقطة التحول لريمسكي-كورساكوف اتىت في ديسمبر 1893 حين شجعته وفاة تشايكوفسكي على إجراء برنامج من أعمال صديقه في واحدة من الحفلات السمفونية الروسية (12 ديسمبر)؛ واصل قيادة باقي حفلات الموسم. الوفاة أيضا أزالت عائق لتأليف أوبرا عن موضوع جذبه طويلا: واحدة أخرى من قصص جوجول، "عشية عيد الميلاد"، التي اعتمد عليها تشايكوفسكي في عمله "الحداد فاكولا". وفي صيف 1894 وجدت أسرة ريمسكي-كورساكوف منزل حديث في الريف في منطقة جميلة في فيشاشا في إقليم لوغا، التي عادوا إليها بشكل متكرر. ذكر ريمسكي-كورساكوف في رسالة لستاسوف أنه انتهى من كتابة اسكتش لأكثر من نصف الأوبرا بالعمل. وبعد تلقيه رسالة من المؤرخ الموسيقي فنديزين، كان يفكر في كتابة أوبرا عن موضوع سادكو، "حيث أنوي حتى أستخدم، ضمن أشياء أخرى، موسيقى من صورتي السمفونية"؛ بمساعدة ضيف في المنزل، هو"نيكولاي شتراب، الذي وضع بالعمل سيناريومشروح يفترض أن يأخذه شتراب إلى ستاسوف لنصحه. الأفكار الموسيقى ل"سادكو" كانت تتدفق بالعمل في رأسه. لكن أولها "عشية عيد من الميلاد" لابد من إكمالها؛ حيث كانت حقا في اسكتش في نهاية أغسطس رغم الوعي المشل للمؤلف حتى معظمها "بارد ومحاك من الذهن" وكان يخشى أنه خسر قوته الإبداعية للأبد. أعادت له "سادكو" ثقته بنفسه؛ الجزء الأكبر من اسكتش التأليف اكتمل خلال صيف 1895، رغم حتى الإضافات للخطة التي اقترحها صديق حديث هوفلايديمر بيليسكي، الذي قدم الليبريتولها، لم تؤلف حتى العام التالي. وأثناء هذا واصل ريمسكي-كورساكوف التوزيع الأوركسترالي. وكان مليئا بالأفكار حتى أنه في أكتوبر 1895 خط جزء من الليبريتوووضع اسكتش لبعض الموسيقى لمسرحية من فصل واحد هي "حلاق بغداد"، ومنها استخدم موسيقى الآريا الأولى لنور الدين التي أعاد استخدامها كترنيمة للشمس في أوبرا "الديك المضىي".

قبر رمسكي-كورساكوف في مقبرة تيخفين

"حلاق بغداد" على الأرجح وضعت جانبا لصالح إعدادات العرض الأول ل"عشية عيد الميلاد" فيعشرة نوفمبر، التي بقى ريمسكي-كورساكوف بعيدا عنها احتجاجا على التغييرات السخيفة التي فرضتها الأسرة الإمبريالية. لكن ما زالت سادكودون إكمال، فالمؤلف كان مشغولا من ديسمبر حتى مايو1896 مع مهمة تلقى عليها نقدا لاذعا، وهي إعادة كتابة وتوزيع اوبرا "بوريس جودونوف" لمسورجسكي، بعضها كان خط بشكل عابر خلال 1892-1894. وأكمل النوتة الكاملة لسادكوفي سبتمبر 1896. لكن لم ينجح عرضها على فسيفولزسكي مدير المسارح الإمبريالية وزملاءه؛ لأن إنتاج العمل كان معقدا وصعبا. وأخيرا نيكولاس الثاني نفسه، عند إخباره حتى الموسيقى على غرار "ملادا" و"عشية عيد الميلاد"، شطب بنفسه سادكومن القائمة وأبلغ فسيفولزسكي بإبدالها بعمل أكثر بهجة. الابتعاد الناتج عن المسارح الإمبريالية، الذي دام حتى إنطقة فسيفولزسكي عام 1899 كان سيؤدي إلى عواقب خطيرة لولا مجئ الإنقاذ في القطاع الخاص. صاحب السكة الحديد سافا مامونتوف، راعي الموسيقى والرسم والمسرح قام بتمويل "دار الأوبرا الروسية الخاصة" في موسكو، مع مطربين مثل شاليابين ونادزدة زابيلا-فوبل (سوبرانومميزة اعتبرها ريمسكي-كورساكوف النمط الأمثل لمطربة الأوبرا)؛ بالعمل وضع النسخة الجديدة من "غادة بشكوف" في مسرح سولودوفنيكف مع شاليابين في دور إيفان الرهيب (24 ديسمبر 1896). في يونيو1897 مستشار مامونتوف، الناقد سيميون كراجليكوف، دعى ريمسكي-كورساكوف حتى يرسل له نوتة سادكو، مع نتيجة إنتاجها فيسبعة يناير 1898؛ عوض عن هذا الأداء الضعيف عرض آخر بارع بعد شهرين حين قدمت الفرقة موسما قصيرا في القاعة الكبرى لكونسرفتوار سانت بطرسبرغ.

الفترة بين رفض سادكووإنتاج مامونتوف لها، خاصة صيف 1897، كان منتج بشكل فائق. ريمسكي-كورساكوف كان الآن مهووس بالكتابة الصوتية، فخط ما لا يقل عن 40 أغنية، وأيضا أوبرا صغيرة، تلحين "التراجيديا الصغيرة" لبوشكين "موتسارت وسالييري"، كلها الجزء الصوتي تم تصوره في الأول، والخاص بالبيانوأوالأوركسترا لاحقا، عكس تام للإجراء المعتاد قبل ذلك الوقت. كانتاتا "سويتزيانكا" ترجع إلى نفس الفترة وعمل آلي بحت لم يهمل؛ خط رباعية وترية ثانية في مقام صول وثلاثية للبيانوفي مقام دوالصغير؛ كلاهما يعتبر عمل فاشل، وقام بمراجعة أخرى مع ذلك ل"عنترة"، التي كانت الآن في نطقب "متتالية سمفونية" بدلا من سمفونية. هذه النسخة لم تنشر حتى 1913.

أعماله حتى سنة 1898 تضمنت مقدمة لغادة بشكوف التي حذفت من النسخ الأولى والثالثة والآن أعاد إنشائها بالكامل كأوبرا من فصل واحد، وأوبرا كاملة لموضوع خطه ماي "عروس القيصر"، حيث خط دور البطلة خصيصا لزابيلا-فروبل. نفذ هذا بالكامل، من الاسكتشات الأولى إلى النوتة الكاملة، بين فبراير و6 أكتوبر. ابتكر مامونتوف "موتسارت وسالييري"، مع شاليابين في دور سالييري، فيسبعة ديسمبر. وتأجل عرض عروس القيصر حتى ثلاثة نوفمبر 1899.

في ذلك الوقت كاد ريمسكي-كورساكوف حتى يكمل أوبرا أخرى هي "حكاية القيصر سلطان"، (عن ابنه الأمير البطل الشهير والقوي "جفيدون سلطانوفتش"، والأميرة البجعة الجميلة")، مرة أخرى مع زابيلا-فروبيل في ذهنه كالبطلة. موسيقيا كانت في بعض الجوانب عودة لأسلوب "عذراء الثلج". لكن إنتاجها (3 نوفمبر 1900) تقريبا كان نهاية صلة ريمسكي-كورساكوف بأوبرا موسكوالخاصة. رحل شاليابين إلى المسارح الإمبريالية؛ واختفى مامونتووف نفسه من الساحة بعد فضيحة مالية في السكة الحديد، وهجر التعاون بين الفنانين يستمر في حين افتتح في سانت بطرسبرغ مدير حديث للمسارح الإمبريالية المارينسكي لريمسكي-كورساكوف مرة أخرى. حتى نسيفولزكسي تصالح معه بإعادة إحياء "عذراء الثلج" في ديسمبر 1898؛ خليفته عرض سادكوبنجاح كبير فيثمانية فبراير 1901 أمام القيصر ومعظم الأسرة الإمبريالية.

لكن أول عمل حديث لريمسكي-كورساكوف على مسرح المارينسكي "سيرفيليا" في 14 أكتوبر 1902، محاولة متعمدة للابتعاد عن الموضوعات الروسية، لم يحقق نجاحا. حتى قبل إنتاجه، كان يفكر حتى بدأ في تجارب أوبرالية أخرى. واحد من الأعمال مأخوذ من جزء من الأوديسة كان في ذهنه منذ 1894؛ خط "مقدمة-كانتاتا" "من هومر" ثم تخلى عن الفكرة. أيضا كان يفكر في الجمع بين "أسطورة المدينة الخفية كيتيج" مع سيرة سانت فيفرونيا، رغم أنه وضعها جانبا لوهلة. لكنه أنهى عمل من فصل واحد هو"كاشتيشي الخالد"، الذي أنتجته فرقة مامونتوف السابقة في موسكو، 25 ديسمبر 1902)، وهوموضوع روسي عالجه بتقدم هارموني غير معتاد وتلوين قومي خفيف. وفي اللقاء، عمل ميلودرامي تام هو"بان فوييفودا" أكمله في 1903، وأنتجه في سانت بطرسبرغ، 16 أكتوبر 1904، ففرقة خاصة أخرى، هومنطق طويل غير ناجح بمصطلح قومي مختلف، عن بولندا؛ كان إهداء لشوبان، الذي أهداه في ذكراه.

إيليا ريبين، 17 أكتوبر 1905

مع "أسطورة المدينة الخفية كيتيج"، الذي واصله مرة أخرى في مارس 1903، عاد ريمسكي-كورساكوف لموضوع روسي عميق، أثار خياله الإبداعي الخيالي لأعلى درجة. لكن قبل إكمال النوتة، في 11 فبراير 1905، تورط في أحداث أخرى مشتتة. المشكلات السياسية والسخط الذي تكون طويلا، كان يتعلق طبيعيا بالطلاب في الكونسرفتوار، وصل لأوجه في "الأحد الدموي" 22 يناير، حاول ريمسكي-كورساكوف تهدئة الطلاب لكن أيد بصرامة القضية؛ في 18 فبراير ظهر علنا رسالة للصحافة تطالب إصلاحات سياسية سقطها جريتشانينوف وتانييف ورخمانينوف وشاليابين و25 موسيقي رائد آخر؛ في 1 أبريل، "أحيط الكونسرفتوار بالشرطة سائرين وراكبين"، نشر رسالة مفتوحة للمدير، طالبه السابق بيرنارد، ايد الطلاب المضربين وهاجم "دائرة النخبة" للجمعية الموسيقية الروسية التي سيطرت عمليا على المؤسسة. استنطق برنارد الجبان، لكن فيخمسة أبريل اقيل ريمسكي-كورساكوف. وتلا ذلك أحداث استثنائية أخرى. فيتسعة أبريل عرض الطلاب ل"كاشتشي"، بقيادة جلازونوف تلا ذلك ليس بحفل قصير، كما كان مقررا، لكن بامظاهرة سياسية حادة للمؤلف. نتيجة هذا، منعت الشرطة عرض موسيقاه مؤقتا.

مضى ريمسكي-كورساكوف إلى فيتشاشا للصيف، وأكمل سيرته الذاتية التي واصلها عام 1904 بعد توقف 11 سنة، بدأ تحليل لحني ل"عذراء الثلج" وخط جزءا كبيرا من كتابه عن التوزيع الأوركسترالي. كما فكر في أوبرتين، واحدة عن موضوع قديم "السماء والأرض" لبايرون، التي لم يخطها، وأخرى عن موضوع جديد، عن الثائر في القرن السابع عشر "ستينكا رافن"، التي اقترح فيها إدخال ألحان محبوبة لدى ثوار عصره. أحدها "عصا البلوط الصغيرة"، وزعها في أكتوبر لكن تخلى عن "ستينكا رافين" في ديسمبر. مع زيلوني والآخرين فكر في إقامة مدرسة موسيقى خاصة في سانت بطرسبرغ، لكن في النهاية أعيد افتتاح الكونسرفتوار مع تكوين أكثر حرية، الأساتذة الذين أقيلوا أواستنطقوا تعاطفا تلقوا دعوة بالعودة وفي ديسمبر انتخب جلازونوف مديرا.

انشغل ريمسكي-كورساكوف جزئيا عام 1906 مع نسخة جديدة من "بوريس جودونوف" حيث أعاد الأجزاء المحذوفة لسنة 1896 (العام التالي خط فقرتين إضافيتين لمشهد التتويج، في إنتاج باريس). في أربعة سبتمر في ريفا على بحيرة جاردا، اكمل سيرة الذاتية ولم يمر وقت طويل على عودته إلى روسيا حتى دون في 28 أكتوبر اللحن الافتتاحي لأوبرا "الديك المضىي" التي اعتمدت على سيرة للحوريات ساخرة لبوشكين عن الحكم الأوتوقراطي الغبي. بيلسكي محرر الليبرتولسادكووالقيصر سلطان وكيتيج، زود بمهارة اشعار بوشكين. كتابة "الديك المضىي كانت سلسلة، رغم أنها قاطعتها بروفات المارينسكي ل"كيتيج" التي أنتجت في 20 فبراير 1907، وزيارة لباريس في شهر مايوليقود جزء من الخمس حفلات الروسية التاريخية التي أعدها دياجيليف. نوتة "الديك المضىي" اكتملت في 11 سبتمبر. لكن الليبرتوتسبب في مشكلات لانهائية مع الرقابة، التي خيمت على آخر ثلاثة أوأرعة أشهر لحياة ريمسكي-كورساكوف. هذه الصعوبات على الأرجح زادت من الأزمة القلبية التي توفي بسببها في 21 يونيو1908 في لوينسك. عرضت أوبرا "الديك المضىي" لأول مرة من فرقة أوبرا زيمين على مسرح سولودفنيكوف بموسكوفيسبعة أكتوبر 1909.

هوامش

  1. ^ http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb11922003s — تاريخ الاطلاع:عشرة أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
  2. ^ The New Grove: Russian Masters 2, 1:5
  3. ^ The New Grove: Russian Masters 2, 5:10
  4. ^ The New Grove: Russian Masters 2, 10:15
  5. ^ The New Grove: Russian Masters 2, 15:23

روابط خارجية

  • نيكولاي ريمسكي كورساكوف على مسقط IMDb (الإنجليزية)
  • نيكولاي ريمسكي كورساكوف على مسقط AlloCiné (الفرنسية)
  • نيكولاي ريمسكي كورساكوف على مسقط MusicBrainz (الإنجليزية)
  • نيكولاي ريمسكي كورساكوف على مسقط AllMovie (الإنجليزية)
  • نيكولاي ريمسكي كورساكوف على مسقط Internet Broadway Database (الإنجليزية)
  • نيكولاي ريمسكي كورساكوف على مسقط AllMusic (الإنجليزية)
  • نيكولاي ريمسكي كورساكوف على مسقط المخطة المفتوحة (الإنجليزية)

المصدر

The New Grove Russian Masters 2: Rimsky-Korsakov, Skryabin, Rakhmaninov, Prokofiev, Shostakovich (Composer Biography Series) June 1, 1986. ISBN 0393301036


تاريخ النشر: 2020-06-02 01:43:38
التصنيفات: مواليد 1844, وفيات 1908, أشخاص من تيخفين, أكاديميون من كونسرفاتوار سانت بطرسبرغ, الموسيقى الروسية مربون, مؤلفو أوبرات, مؤلفو الأوبرا روس, مؤلفون موسيقيون في القرن ال19, مؤلفون موسيقيون في القرن ال20, ملحدون روس, ملحنون رومانسيون روس, ملحنون كلاسيكيون روس, منظرو الموسيقى روس, مواليد في تيخفين, موسيقيون ذكور في القرن 19, موسيقيون ذكور في القرن 20, مدفونون في مقبرة تيخوين, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, مقالات تحتوي نصا بالروسية, صفحات تستخدم خاصية P1559, مقالات تسيء استعمال حجم الصورة, مواليد 18 مارس, صفحات تستخدم خاصية P509, صفحات تستخدم خاصية P119, صفحات تستخدم خاصية P1971, صفحات تستخدم خاصية P1066, صفحات تستخدم خاصية P802, صفحات تستخدم خاصية P103, صفحات بها مراجع ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P1412, صفحات تستخدم خاصية P108, صور كما في ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P345, صفحات تستخدم قالب:صندوق معلومات شخص مع وسائط غير معروفة, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, مقالات تستعمل روابط فنية ببيانات من ويكي داتا, صفحات تستخدم خاصية P1266, صفحات تستخدم خاصية P434, صفحات تستخدم خاصية P2019, صفحات تستخدم خاصية P1220, صفحات تستخدم خاصية P1728, صفحات تستخدم خاصية P648, صفحات تستخدم خاصية P1902, صفحات تستخدم خاصية P3417, صفحات تستخدم خاصية P2850, صفحات تستخدم خاصية P214, صفحات تستخدم خاصية P1309, صفحات تستخدم خاصية P244, صفحات تستخدم خاصية P213, صفحات تستخدم خاصية P227, صفحات تستخدم خاصية P906, صفحات تستخدم خاصية P268, صفحات تستخدم خاصية P1015, مقالات فيها معرفات MusicBrainz, صفحات تستخدم خاصية P409, صفحات تستخدم خاصية P396, بوابة موسيقى/مقالات متعلقة, بوابة الإمبراطورية الروسية/مقالات متعلقة, بوابة أعلام/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تدشين مركز معالجة الإدمان بمدينة العرائش

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:19:04
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 65%

محامي ماسك ينسف مزاعمه السابقة عن اتفاق مع صندوق الاستثمارات العامة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:18:26
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 93%

الشركات الأكثر توفيراً للوظائف في اليابان غير قادرة على زيادة الأجور

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:18:34
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 87%

الحكومة : إجازة عيدي الشرطة وثورة 25 يناير لا تطبق على الامتحانات

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:19:27
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

البرلمان الأوروبي يصوت لصالح تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:18:00
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 99%

بعد مرور شهر.. مدافع الأرجنتين يكشف سبب صراخه بوجه مبابي

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:18:32
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 85%

جاد: نفخر بدعم الرئيس السيسي وثقة الرئيس بوتين

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:19:28
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 66%

مصر.. الحبس سنة لنجم الزمالك لسرقته ورقة زواجه العرفي

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:17:42
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 90%

وفاة مشجع مصري بأزمة قلبية حزناً على تعادل فريقه

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:17:43
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 92%

مقاييس التساقطات ببعض المدن المغربية خلال الـ24 ساعة الأخيرة

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:19:08
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 59%

بولندا: لن ننتظر ألمانيا لإرسال أسلحة لأوكرانيا

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:17:25
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 92%

في ملف موليكا.. صبر الأهلي اقترب من النفاذ

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:19:13
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 40%

وفاة 4 عراقيين وإصابة آخر بإطلاق نار في تركيا

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:18:18
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 88%

"سبعين" للاستثمار: عام 2023 سيرتكز على اختيار الأسهم الصحيحة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:18:37
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 99%

عائلة بيلفر ماذا هذا الحظ!

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:18:20
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 93%

بعد التدافع.. عراقيون يتركون 5 آلاف عماني بلا مقاعد!

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:18:16
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 96%

ترقب طرح "الإمارات العالمية للألمنيوم" في الربع الثالث من 2023

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-19 15:18:29
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 91%

تحميل تطبيق المنصة العربية