الشافي (أسماء الله الحسنى)
عودة للموسوعة
|
هذه الموضوعة جزء من سلسلة عن: |
مصطلحات مرتبطة
|
تعابير مرتبطة
|
الإيمان والتوحيد
|
منطقات متعلقة
|
انظر أيضاً
|
الأمراض والأسقام من سنن الحياة التي لابد منها، ولا انفكاك عنها، خطها الله جلّ جلاله وقدّرها لتُذكّر الناس بالنعمة المنسية على الدوام: نعمة الصحة والعافية، ولولا الأمراض لما تذكّر أحدٌ افتقاره إلى خالقه وحاجته إليه في كشف البلاء وتخفيف الشدّة، ومع اسم الله الشافي.
الأصل في الاشتقاق
اسم الله الشافي اتى من العمل: شفَى، يُنطق: شفى الله المريض يشفيه شفاءً فهوشافٍ، والمعنى حتى
|
هذه الموضوعة جزء من سلسلة عن: |
مصطلحات مرتبطة
|
تعابير مرتبطة
|
الإيمان والتوحيد
|
منطقات متعلقة
|
انظر أيضاً
|
تعالى عافاه وأبرأه من سقمه وعلّته، وشُفي المريض، أي: برئ وتعافى، واستعاد صحّته وعافيته.
ويُنطق: استشفى فلان، إذا طلب الشفاء، وأشفيت فلانا، إذا وهبت له شفاء من الدواء، اتى في نطقب:الصحاح: "استشفى: طلب الشفاء، وأشفيتك الشيء، أي أعطيتكه تستشفي به، وينطق: أشفاه الله عسلاً، إذا جعله له شفاء"، وفي نطقب:تهذيب اللغة: " أشفى زيد عمرا، إذا وصف له دواءقد يكون شفاؤه فيه".
ومن استعمالاتهم للشفاء من الناحية المعنوية قولهم: الجواب الشَّافي، أي القاطع الذي يُكتفى به عن المراجعة، ومنه كذلك: شفى غيظي أوشفى غليلي، وذلك حين ينال ثأره من عدوّه، وفي محكم التنزيل: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (سورة التوبة، الآية 14) والمقصود: إذهاب ما وقر في قلوب المؤمنين من موجدة القهر والذل مما كانوا ينالونه من الأذى منهم.
وذكر ابن الأعرابي حتى العرب تقول: أشفى، إذا سار في شفا القمر، وهوآخر الليل، وأشفى، إذا أشرف على وصية أووديعة. ويُنطق: شفَى غليلي كوبَ ماء: أروى ظمئي وأزال عطشي، وشفاء الجهل التعلّم، ومنه حديث النبي – -: (ألا سألوا إذ لم يفهموا؛ فإنما شفاء العيّ السؤال) رواه أبوداود.
والشفا بفتح التاء هوالحافة، وشفا جميع شيء جرفه. نطق الله تعالى: على شفا جرف هار (سورة التوبة، الآية 109).
المعنى الاصطلاحي
ذكر الحليمي حتى الشافي هوالذي يشفي الصدور من الشبه والشكوك، ومن الحسد والغلول، والأبدان من الأمراض والآفات، لا يقدر على ذلك غيره ولا يدعى بهذا الاسم سواه سبحانه وتعالى.
والشافي من أسماء الله سبحانه وتعالى، دالٌّ على القدرة الإلهيّة في علاج ما تشتكيه النفوس والقلوب من الأمراض، وما تشتكيه الأبدان من الآفات، وبهذا المعنى اتى من قول النبي – -: «اللَّهُ الطَّبِيبُ» أخرجه أبوداود والنسائي، والمقصود حتى الله سبحانه وتعالى هوالذي يُبريء ويُعافي على وجه الحقيقة.
أدلة هذا الاسم من النصوص الشرعيّة
لم يرد هذا الاسم صراحةً في القرآن الكريم، وإنما اتى على صيغة العمل في قوله تعالى: وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (سورة الشعراء، الآية 80) ، أما في السُّنَّة فقد روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حتى رسول الله - - كان إذا اشتكى إنسان، مسحه بيمينه، ثم نطق: «أَذْهِبْ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي ، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا» رواه مسلم.
أنواع الشفاء
مما تجاوز يتبيّن لنا حتى الأمراض تعتري النفوس كما تعتري الأبدان، وفي هذا توسيعٌ لمفهوم "الشفاء" الذي تضمّنه اسم الله الشافي.
فالله سبحانه وتعالى هوالشافي للأرواح والقلوب، سواءٌ ما يتعلّق بالشبهات والشكوك والوساوس، أوما يتعلّق بالشهوات التي تضظرم نارها وتُقلق صاحبها، وقد أنزل تعالى للناس ما شفاءٌ ورحمة للمؤمنين من أمراض الشهوات والشبهات، نطق تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (سورة يونس، الآية 57)، ونطق سبحانه: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ (سورة فصّلت، الآية 44).
وعللُ الأبدان وأمراضها الله وحده هوالذي يشفيها، وما قدَّر في هذه الحياة من سقمٍ قط إلا وأوجد ما يقابله من الأدوية التي تشفيه وتقضي على أسبابه، صحّ بذلك الحديث عن النبي –صلى اله عليه وسلم-:«مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا قَدْ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً ، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ» رواه أحمد.
ومن جملة المقرّرات الشرعيّة الحضّ على التداوي والندب إليه، وقد سئل النبي – -: هل علينا جناح حتى لا نتداوى،يا ترى؟ فنطق: «تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ، سُبْحَانَهُ، لَمْ يَضَعْ دَاءً، إِلَّا وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً، إِلَّا الْهَرَمَ» رواه أصحاب السنن، وهذا من الأخذ بالأسباب المأمور بها.
وقد جعل الله الشفاء في الكثير من الأسباب والوسائل:
كالنادىء وسؤال الله فهومن أعظم العبادات التي يُتقرّب بها إلى الله تعالى، ومن الآداب الشرعيّة عند زيارة المريض حتى يُنطق له: " أسْأَلُ اللهَ العَظيمَ، رَبَّ العَرْشِ العَظيمِ، أنْ يَشْفِيَكَ" سبع مرّات، وكان من نادىء النبي عليه الصلاة والسلام: «اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، مُذْهِبَ البَاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لاَ شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا».
والرقية باب شرعيّ من أبواب الشفاء الفعّالة، حتى كان بعض السلف الصالح يستغنون بها عن غيرها من أنواع العلاج الحسّي، وثبتت الأحاديث في قدرتها على علاج الأمراض الحسيّة كلدغة العقرب والحمّى وغير ذلك.
ومن جملة الأسباب: العلاج بالعسل، نطق تعالى : يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (سورة النحل، الآية 69) ، ومنها كذلك الحبّة السوداء ونطقب:الحجامة، وأمور أخرى كثيرة اعتنى الفهماء بجمعها في باب "نطقب:الطب النبوي".
آثار الإيمان بهذا الاسم
أولاً: إخلاص اللجوء إلى الله والتعلق به حال السقم، لأن الشفاء منه سبحانه وتعالى وحده دون ما سواه، وهذا لا يتنافى مع الأخذ بالأسباب ولكنّه –أيضاً- يمنع من التفات القلب إلى الأسباب ونسيان خالقها والآمر بها.
ثانياً: الفهم بأن الله سبحانه وتعالى قد يؤخر عن العبد شفاء البدن لأجل شفاء الروح، فيُقدّر السقم لتنقية المؤمن وتزكيته وتمحيصه، ومصداق ذلك قول النبي – : «ما من سقم أووجع يصيب المؤمن إلا كان كفارة لذنبه، حتى الشوكة يشاكها، أوالنكبة ينكبها –أي المصيبة -» رواه أحمد وأصله في السليمين، مما يورث الرضا بأقدار الله .
ثالثاً: عدم اليأس من تأخّر البرء إيماناً جازماً بأن قضاء الله للعبد خيرٌ من قضاء العبد لنفسه، وتسلية النفس بتذكّر أحوال أنبياء الله تعالى الذين ألمّت بهم الأمراض والأوجاع فلم يُقابلوها إلا بالصبر واحتساب الأجر.
مراجع
الرقم | أسماء الله الحسنى | الوليد | الصنعاني | ابن الحصين | ابن منده | ابن حزم | ابن العربي | ابن الوزير | ابن حجر | البيهقي | ابن عثيمين | الرضواني | الغصن | بن ناصر | بن وهف | العباد |
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
138 | الشافي |
التصنيفات: أسماء الله الحسنى, مقالات بدون مصدر منذ ديسمبر 2018, جميع المقالات بدون مصدر, مقالات بدون مصدر منذ 2018, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة القرآن/مقالات متعلقة, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات