صلاة الاستسقاء

صلاة الاستسقاء هي صلاة نافلة يصليها المسلمون تصلَّى طلبًا لنزول الغيث ( المطر) ليبتر الجفاف أويقضي حاجة أخرى في نية المصلي. وهي ركعتان تصلَّيان جماعةً بإمام.

حكم صلاة الاستسقاء

صلاة الاستسقاء سنة مؤكدة عند انحباس المطر، نطق ابن قدامة : " صلاة الاستسقاء سنة مؤكدة ثابتة بسنة رسول الله، وخلفائه ". ونطق ابن عبد البر: "وأجمع الفهماء على حتى الخروج إلى الاستسقاء عند احتباس ماء السماء وتمادي القحط : سُنّة مسنونة سنَّها رسولُ الله، لا خلاف بين فهماء المسلمين في ذلك" .

كيفية صلاة الاستسقاء

أن يصلي الإمام بالناس ركعتين في وقتقد يكون لا يتواجد الماء (جفاف) ولاقد يكون وقت الكراهة. يجهر في الأولى بالفاتحة، وسبح اسم ربك الأعلى، وفي الثانية بالغاشية.. وصلاة الاستسقاء مثل صلاة العيد تماماً، فيكّبر فيها سبعاً في الركعة الأولى، وخمساً في الثانية.

ولا يشترط لصلاة الاستسقاء أذان، كما لا يشترط الأذان لخطبتها، وينادى لها بالصلاة جامعة.

ثم يخطب الناس فإذا انتهى من الخطبة يندب حتى يحول الخطيب رداءه - ولوكان شالاً أوعباءة - والمصلون جميعاً يحولون أرديتهم.. وذلك بأن يجعلوا ما على أيمانهم على شمائلهم، ويستقبلوا القبلة، ويدعوالله رافعي الأيدي، مبالغين في ذلك.

عن ابن عباس ما نطق: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متواضعاً م تبذلاً (لابساً ثياب العمل) متخشعاً مترسلاً (غير مستعجل في مشيه) متضرعاً. (أخرجه الترمذي وصححه).

وعن عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها نطقت: شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قُحُوط (احتباس) المطر، فأمر بمنبر، فوضع له بالمصلى، ووعد الناس يوماً يخرجون فيه، فخرج حين بدا حاجب الشمس (ضوءها) فكبّر وحمد الله،

ثم نطق: "الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لا إله إلا الله، يعمل ما يريد، اللهم لا إله إلا أنت، أنت الغني، ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت علينا قوة وبلاغاً إلى حين".

، ثم حمل يديه، فلم يزل يدعو، ثم حوّل إلى الناس ظهره، وقلب رداءه، وهورافع يديه، ثم أقبل على الناس، فصلّى ركعتين (أخرجه الحاكم وصححه).

وللفقهاء في تقديم الخطبة أوتأخيرها ثلاثة أقوال

تأخير الخطبة إلى ما بعد الصلاة تقديمها جواز الأمرين.

ما يستحب قبل الخروج لصلاة الاستسقاء

يُستحب قبل الخروج إلى الصلاة: التوبة، والصدقة، والخروج من المظالم، والمصالحة بين المتخاصمين، وصيام ثلاثة أيام، ثم الخروج في اليوم المعين لذلك، ويخرج الصبيان، والشيوخ، والعجائز، ويباح إخراج البهائم والصغار.

حوادث من صلاة الاستسقاء

1- رسول الله محمد : أشهر ما ورد عن النبي محمد ثلاثة حوادث، وهي كالتالي:

الأولى: الحديث المذكور في فقرة "كيفية صلاة الاستسقاء" وفيه الصلاة.

الثانية:

أنَّ رجلًا دخلَ المسجدَ يومَ الجمعةِ من بابٍ كانَ وِجاهَ المنبَرِ، ورسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قائمٌ يخطبُ، فاستَقبلَ النبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قائمًا، ثمَّ نطقَ: يا رسولَ اللَّهِ هلَكَتِ الأموالُ وانقَطعتِ السُّبلُ، فادعُ اللَّهَ يُغِثْنا فحملَ النبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يديهِ، فنطقَ: ((اللَّهمَّ اسقِنا)) نطقَ أنَسٌ: فواللَّهِ ما نرَى في السَّماءِ مِن سحابٍ ولا قزَعةٍ، وما بينَنا وبينَ سلَعٍ مِن بيتٍ ولا دارٍ. نطقَ: فطلعَت من ورائِهِ سحابةٌ مثلُ التُّرسِ فلمَّا توسَّطتِ السَّماءَ انتشَرت ثمَّ أمطَرَت، نطقَ: فواللَّهِ ما رأينا الشَّمسَ سَبتًا. نطقَ: ثمَّ دخلَ رجلٌ مِنَ البابِ في الجمعةِ المُقْبِلَةِ، والنبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يخطبُ النَّاسَ فاستقبلَهُ قائمًا، ثمَّ نطقَ: يا رسولَ اللَّهِ هلَكَتِ الأموالُ وانبترتِ السُّبلُ، فادعُ اللَّهَ حتى يُمْسِكَها عنَّا. فحملَ النبيُّ يديهِ ونطقَ:

اللَّهمَّ حَوالنا ولا علَينا، اللَّهمَّ على الآكامِ والظِّراب نطقَ: فأقلعَت، وخرجَ يمشي في الشَّمسِ.

الثالثة:

أَنّهُ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ اسْتَسْقَى فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ لَمّا سَبَقَهُ الْمُشْرِكُونَ إلَى الْمَاءِ فَأَصَابَ الْمُسْلِمِينَ الْعَطَشُ فَشَكَوْا إلَى رَسُولِ اللّه صَلّى اللّهِ عَلَيْهِ وَسَلّمَ. وَقَالَ بَعْضُ الْمُنَافِقِينَ لَوْ كَانَ نَبِيّا لَاسْتَسْقَى لِقَوْمِهِ كَمَا اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ النّبِيّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَالَ: ((أَوَقَدْ قَالُوهَا،يا ترى؟ عَسَىَ رَبّكُمْ أَنْ يَسْقِيَكُمْ))، ثُمّ بَسَطَ يَدَيْهِ وَدَعَا فَمَا رَدّ يَدَيْهِ مِنْ دُعَائِهِ حَتّى أَظَلّهُمْ السّحَابُ وَأُمْطِرُوا فَأَفْعَمَ السّيْلُ الْوَادِيَ فَشَرِبَ النّاسُ فَارْتَوَوْا.

2- موسى عليه السلام:

أما سيرة صلاة الاستسقاء على عهد موسى عليه السلام، والتي أوردها ابن قدامة فهي من الإسرائيليات، في لفظها نكارة ولا تصح.

، لكن ذكرها ابن قدامة في كتابه التبيين.

3- سليمان عليه السلام:

حديث سقيا النملة في عهد سليمان عليه السلام. وهوحديث ذكره ابن عساكر والدار قطني وغيرهم، لكن ضعفه الألباني. ونصه:

عن أبي هريرة عن النبي أنه نطق: ((خرج سليمان عليه السلام يستسقي فمر بنملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء وهي تقول: اللهم إنا خلق من خلقك ليس بنا غنى عن سقياك ورزقك اللهم فإما حتى تسقينا وإما حتى تهلكنا، فنطق: ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم)). وللحديث روايات متعددة.

4- الصحابة:

اتى في "المغني" أنَّ عمر استسقى بالعباس عم النبي . نطق ابن عمر: استسقى عمر عام الرمادة بالعباس فنطق: "اللهم إنَّ هذا عم نبيك صلى الله عليه وسلم، نتوجه إليك به فاسقنا. فما برحوا حتى سقاهم الله عز وجل".

وروي حتى معاوية خرج يستسقي، فلما جلس على المنبر، نطق: أين يزيد بن الأسود الجرشي،يا ترى؟ فقام يزيد، فنادىه معاوية بن أبي سفيان، فأجلسه عند رجليه، ثم نطق: اللهم إنا نستشفع إليك بخيرنا وأفضلنا يزيد بن الأسود، يا يزيد، احمل يديك. فحمل يديه، ونادى الله تعالى، فثارت في الغرب سحابة مثل الترس، وهب لها ريح، فسقوا حتى كادوا لا يبلغون منازلهم. واستسقى به الضحاك مرة أخرى.