معن بن زائدة

معن بن زائدة ( - 152 هـ) هوأمير العرب أبوالوليد الشيباني، أحد أبطال الإسلام، وعين الأجواد.

كان من أمراء متولي العراقين يزيد بن عمر بن هبيرة ، فلما تملك آل العباس ، اختفى معن مدة، والطلب عليه حثيث ، فلما كان يوم خروج الريوندية والخراسانية على المنصور، وحمي القتال، وحار المنصور في أمره، ظهر معن، وقاتل الريوندية فكان النصر على يده، وهومقنع في الحديد، فنطق المنصور: ويحك، من تكون،يا ترى؟ فكشف لثامه، ونطق: أنا طلبتك معن. فسر به، وقدمه وعظمه، ثم ولاه اليمن وغيرها.

نطق بعضهم: ولج معن على المنصور، فنطق : كبرت سنك يا معن . نطق : في طاعتك. نطق : انك لتتجلد. نطق: لأعدائك. نطق: وإن فيك لبقية. نطق : هي لك يا أمير المؤمنين.

ولمعن أخبار في السخاء، وفي البأس والشجاعة ، وله نظم جيد. ثم ولى سجستان.

وثبت عليه خوارج وهويحتجم، فقتلوه ، فقتلهم ابن أخيه يزيد بن مزيد الأمير في سنة اثنتين وخمسين ومائة وقيل : سنة ثمان وخمسين .

حلم "معن بن زائدة "

لما تولي معن بن زائدة إمارة العراق وكان قد اشتهر بالحلم والكرم أتاه أعرابي يختبر حلمه فدخل عليه دون حتى يؤذن له فلما مثل بين يديه نطق له :

أتذكر إذ لحافك جلد شاة وإذ نعلاك من جلد البعير

نطق معن نعم أذكر ذلك ولا أنساه , نطق الأعرابي :

فسبحان الذي أعطاك ملكاً وفهمك الجلوس علي السرير

نطق معن سبحانه علي جميع حال نطق الأعرابي :

فلست مسلماً ما عشت دهراً علي معن بتسليم الأمير

نطق معن إذا السلام سنة يا أخا العرب تأتي به كيف من الممكن أن شئت نطق الأعرابي :

سأرحل عن بلاد أنت فيها ولوجار الزمان علي الفقير

نطق معن إذا أقمت فينا فمرحباً بك وإن رحلت عنا فمصحوب بالسلامة نطق الأعرابي :

فجد لي يا ابن ناسيرة بشيء فإني قد عزمت علي المسير

نطق معن ياغلام أعطه ألف دينار فأخذها الأعرابي ونطق :

قليل ما أتيت به وإني لأطمع منك بالمال الكثير

نطق معن ياغلام أعطه ألف دينار أخري فأخذها الأعرابي ونطق :

سألت الله حتى يبقيك ذخراً فمالك في البرية من نظير

نطق معن لغلامه أعطه ألف دينار أخري فأخذها الأعرابي , ونطق أيها الأمير إنما جئت مختبراً حلمك لما بلغني عنه فلقد جمع الله فيك من الحلم ما لوقسم علي أهل الأرض لكفاهم , نطق معن ياغلام كم أعطيته علي نظمه ،يا ترى؟ نطق ثلاثة آلاف دينار نطق أعطه علي نثره مثلها فأخذها الأعرابي ومضى في طريقه شاكراً .

نطقوا عنه

اشتهر الأمير معن بن زائده بالحلم وسعة الصدر ويروى حتى شاعرا جلس مع قوم فذكروا واطنبوا في حلم وسعة صدر معن فنطق الشاعر: ليس هناك إنسان الا ويغضب فنطقوا: الا معن بن زائده فإنه لا يغضب فكثر الجدال بينهم فنطق من يراهني على ان اغضبه فراهنه احدهم على 100 من الابل

مضى الشاعر ودخل على معن بن زائده في مجلسه وجلس ولم يسلم ثم نطق :

أتذكر إذ لحافك جلد شاةٍ وإذ نعلاك من جلد البعيرِ

نطق معن : نعم أذكر ذلك ولا انساه

نطق الشاعر :

فسبحان الذي اعطاك ملكا وفهمك الجلوس على السرير

نطق معن: سبحانه يعطي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء

فنطق الشاعر :

فلست مسلما ان عشت دهرا على معنٍ بتسليم الاميرِ

نطق معن : السلام خير.. وليس في هجره ضير.

نطق الشاعر :

سأرحل عن بلاد أنت فيها ولوجار الزمان على الفقيرِ

نطق معن : إذا جاورتنا فمرحبا بالإقامة، وإن جاوزتنا فمصحوبا بالسلامة.

نطق الشاعر :

فجد لي يابن ( ناسيرةٍ) بمال فإني قد عزمت على المسير

نطق معن : أعطوه ألف دينار تخفف عنه مشاق الأسفار.

نطق الشاعر :

قليل ما اتيت به وإني لأطمع منك بالمال الكثير !

نطق معن : أعطوه ألفا ثانيا كيقد يكون عنا راضيا .

نطق الشاعر :

فثن .. فقد أتاك الملك عفوا بلا عقل ولا رأي منير

فنطق معن: أعطوه ألفين آخرين.

فتقدم الأعرابي إليه ونطق:

سألت الله حتى يبقيك دهرا فما لك في البرية من نظير

فمنك الجود والإفضال حقا وفيض يديك كالبحر الغزير

فنطق معن: أعطيناه أربعة على هجونا فأعطوه أربعة على مدحنا. فنطق الأعرابي: بأبي أيها الأمير ونفسي فأنت نسيج وحدك في الحلم، ونادرة دهرك في الجود، ولقد كنت في صفاتك بين مصدق ومكذب فلما بلوتك صغر الخبر الخبر ، وأمضى ضعف الشك قوة اليقين، وما بعثني على ما عملت إلا مائة بعير جعلت لي على إغضابك. فنطق له الأمير: لا تثريب عليك، ووصله بمائتي بعير، نصفا للرهان والنصف الآخر له، فانصرف الأعرابي داعيا له. شاكرا لهباته. معجبا بأناته.