معركة سينوپ

عودة للموسوعة

معركة سينوپ

معركة سينوپ
جزء من حرب القرم

معركة سينوپ، بريشة A. Bogolyubov.
التاريخ 30 نوفمبر 1853
المسقط
سينوپ، شمال هجريا
النتيجة فوز روسي
أسر القائد العثماني عثمان پاشا بعد فقدانه أحد ساقيه
طلب نجدة ثانية من مصر
الخصوم
الامبراطورية الروسية الدولة العثمانية
مصر
القادة والزعماء
پاڤل ناخيموڤ عثمان باشا
القوات
6 سفن حربية
2 فرقاطة
3 باخرة
7 فرقاطات (واحدة مصرية)
5 حراقات (واحدة بخارية مصرية)
الخسائر
37 قتيل
233 جريح
أربع سفن حربية معطوبة
2,810 مفقود
150 أسير
7 فرقاطات غرقى
4 حراقات غرقى
الدولة العثمانية في أقصى اتساعها

معركة سينوپ (28 صفر 1270هـ = 30 نوفمبر 1853م) بين الدولة العثمانية وروسيا القيصرية.

لما بدأت في الأفق تلوح نذر اضمحلال الدولة العثمانية في القرن 12 هـ = 18م، وتظهر على ملامحها وقسمات وجهها آيات الضعف والوهن؛ تطلعت روسيا إلى التوسع على حساب العثمانيين، وإقامة وجود عسكري بحري لها على الساحل الشمالي للبحر الأسود، ثم بسط نفوذها وسيطرتها العسكرية على منطقة المضايق، وتمكين سفنها من اجتياز البوسفور والدردنيل وقت السلم والحرب، دون أية شروط إلى البحار الدافئة.

ولتحقيق هذه الأهداف اشتبكت روسيا في سلسلة من الحروب المتصلة ضد الدولة العثمانية، إما بمفردها وإما بالتحالف مع دول معادية للعثمانيين؛ بقصد إنهاكها، ومنعها من حتى تجدد قوتها أوتلتقط أنفاسها اللاهثة؛ حتى تسقط فاقدة الوعي والإدراك، مستنفدة الجهد والموارد، فيسهل اقتسام جسدها المنهك بين الدول المتصارعة لالتهامها.

معاهدة كتشك كينارجي

دخلت الدولة العثمانية في حرب طاحنة دامت ست سنوات مع روسيا (1181 – 1187 هـ = 1768 – 1774م)، مُنيت فيها الدولة العثمانية بهزائم أليمة، أجبرتها على عقد معاهدة مخزية في ( 13 من جمادى الأولى 1188هـ = 21 من يوليو1774م)، وهي المعروفة باسم معاهدة "كتشك كينجاري" وتحققت فيها آمال الروس بأن تحوّل البحر الأسود من بحرية عثمانية خالصة إلى بحيرة عثمانية روسية، وأصبحت الملاحة الروسية تتمتع بحُرّية التنقل في البحر الأسود دون قيد أوشرط.

وتضمنت المعاهدة حتى تدفع الدولة العثمانية غرامة لروسيا قدرها 1500 كيس من المضى، وأن يحصل الروس على حق رعاية السكان الأرثوذكس في البلاد العثمانية، وكان من شأن هذا البند حتى تتدخل روسيا في شئون الدولة العثمانية بصورة مستمرة.


لقاء قيصر روسيا والسفير الإنجليزي

لم تكتف روسيا بما حصلت عليه من مكاسب من الدولة العثمانية، وإنما امتد بصرها إلى تمزيق الدولة، وتوزيع ممتلكاتها، وارتفع صوتها بشن حروب صليبية عليها، وكان ساستها يتعجبون من عدم مشاركة الدول الأوروبية لروسيا في حربها الصليبية ضد العثمانيين.. وتكشف المحادثة التي دارت بين "نيقولا" قيصر روسيا، والسير "هاملتون سيمور" سفير إنجلترا في القسطنطينية عن سياسة روسيا التوسعية.

وقد وصف القيصر الدولة العثمانية بأنها بلد آخذ في الانهيار، وأنها "رجل مريض" للغاية قد يموت فجأة، ومن الضروري حتى يُتّفق على كيفية التصرف في أراضيه قبل وقوعه صريعا، وأشار إلى تسوية الأمر بين إنجلترا وروسيا دون قيام حرب بينهما، وأوضح بصراحة رغبته في استقلال دول البلقان تحت حماية روسيا، وفي الاستيلاء على العاصمة العثمانية، وفي لقاء ذلك تستولي بريطانيا على مصر، لكن هذا المشروع لم يلق نجاحًا أويجد تجاوبًا من بريطانيا التي كانت ترفض وصول روسيا إلى المضايق.

شرارة الحرب

دأبت الدولة العثمانية على حفظ التوازن بين الروم الكاثوليك والأرثوذكس في أحقية جميع منهما في إدارة أماكن الحج في القدس، ولا سيما كنيسة الميلاد في بيت لحم، وكان النزاع بينهما بسيطًا، لكنه اكتسب أهميته من تعضيد قيصر روسيا للمطالب الأرثوذكسية، في حين حتى "نابليون الثالث" ملك فرنسا كان يؤيد مطالب الكنيسة الكاثوليكية فيما يتعلق بالأماكن المقدسة، وكانت فرنسا تُعد نفسها حامية للمسيحيين في الشرق منذ زمن الحروب الصليبية، وانتهى هذا النزاع بأن أصدر السلطان "عبد المجيد" فرمانًا لصالح الكنيسة الكاثوليكية سنة (1268هـ= 1852م).

عباس باشا الأول والي مصر

وقد أثار هذا القرار حنق القيصر الشديد، فأمر بتعبئة جيش روسي وإنفاذه إلى نهر پروت، وفي الوقت نفسه أوفد بعثة متغطرسة إلى إستانبول برئاسة الأمير متشيكوف، لا لتطلب ترضية عاجلة فيما يتعلق بالأماكن المقدسة، بل تطالب بعقد معاهدة بين الدولتين، تفوق في إجحافها بحقوق الدولة العثمانية جميع المعاهدات السابقة مع روسيا؛ حيث تضمن للقيصر حق حماية جميع الرعايا الأرثوذكس الذين يعيشون تحت كنف الدولة العثمانية، فرفض السلطان هذه المطالب.

الجيش المصري في حرب القرم

الفريق حسن باشا الإسكندراني

عبرت الجيوش الروسية نهر بروث في (شوال 1269 هـ = 1853م)، واحتلت ولايتي ولاخيا، ومولداڤيا (ثلثي رومانيا الحالية) وفشلت الجهود السلمية في حل الموقف المتداعي؛ فأوفد السلطان عبد الحميد يطلب نجدة من مصر، فامتثل "عباس باشا الأول" والي مصر وأمر بتجهيز أسطول من اثنتي عشرة سفينة، مزودة بنحو6850 جنديًا بحريًا و642 مدفعًا تحت قيادة "حسن باشا الإسكندراني" أمير البحر المصري، بالإضافة إلى جيش بري بقيادة "سليم فتحي باشا"، يضم نحو20 ألف جندي، مزودين بالآلات والسلاح.

وقد سجل المؤرخ المصري "عمر طوسون" أخبار هذه النجدة مفصلة تمامًا في كتابه القيم: "الجيش المصري في الحرب الروسية المعروفة بحرب القرم".

مأساة سينوب

أعربت الدولة العثمانية الحرب على روسيا في (1 محرم 1270هـ = أربعة أكتوبر 1853م)، وأوفدت قسمًا من أسطولها البحري إلى ميناء "سينوب" على البحر الأسود، وكان يتألف من ثلاث عشرة بترة بحَرية بقيادة "عثمان باشا"، ثم وصل إلى الميناء بعض البتر البحرية الروسية في (18 محرم 1270هـ = 21 أكتوبر 1853م) بقيادة "ناخيموف" قائد الأسطول الروسي، لتكشف مواقع الأسطول العثماني، وتعهد مدى قوته، وظلت رابضة خارج الميناء، محاصرة للسفن العثمانية، وأوفد ناخيموف إلى دولته لإمداده بمزيد من البتر البحرية، فلما حضرت جعل أربعًا من سفنه الحربية خارج الميناء؛ لتبتر خط الرجعة على السفن العثمانية إذا هي حاولت الهرب.

خريطة معركة سينوب البحرية

ولما تسقط "عثمان باشا" غدر الأسطول الروسي، أمر قواده وجنوده بالاستعداد والصبر عند القتال، على الرغم من تعهُّد نيقولا قيصر روسيا ووعده بعدم ضرب القوات العثمانية إلا إذا بدأت هي بالقتال، لكن القيصر حنث في وعده؛ إذ أطلقت السفن الروسية النيران على البتر البحرية العثمانية التي كانت قليلة العدد وضئيلة الحجم إذا ما قورنت بالسفن الروسية، وذلك في (28 صفر 1270هـ = 30 نوفمبر 1853م)، وأسفرت المعركة عن تدمير سفن الدولة العثمانية، واستشهاد أكثر بحارتها.

وقد أثار هذا العمل غضب فرنسا وإنجلترا، فقررتا الدخول في حرب ضد القيصر الروسي إلى جانب السلطان العثماني، واستمرت نحوعامين، وهي الحرب المعروفة بحرب القرم.

طابع روسي، يخلد معركة سينوپ ويظهر فيه پاڤل ناخيموڤ.


تنظيم المعركة

الامبراطورية الروسية

السفن الحربية

  • Veliky Knyaz Konstantin 120 مدفع
  • Tri Sviatitelia 120 مدفع
  • Parizh 120 مدفع (مدافع ثانية)
  • Imperatriitsa Maria 84 مدفع (flag)
  • Chesma 84 مدفع
  • Rostislav 84 مدفع

الفرقاطات

  • Kulevtcha 54 مدفع
  • Kagul 44 مدفع

البواخر

  • اودسا أربعة مدفع
  • كريم أربعة مدفع
  • خرسونس أربعة مدفع

ثقل القنبلة الروسية يتراوح بين 32 و42 و68 رطل. وقد استخدمت روسيا بضع قنابل من نوعين آخرين ولم ينفجروا.

الدولة العثمانية

رسم لسينوب، بريشة جورج تريون الذي كان على متن التي زارت مسرح المعركة في يناير 1854.

فرقاطات شراعية

  • عون الله 44 مدفع، كان مرفوعاً عليها فهم القائد العام. وكان بها 400 بحار. القائد العام، عثمان باشا فقد أحد ساقيه وأسر. وكانت تحارب بارجة روسية ذات طبقات ثلاث و120 مدفع. وقد أتلفت صواريها.
  • فضل الله 44 مدفع (سابقاً روسية رفائيل، استولي عليها في 1829)
  • نظامية 62 مدفع - كان مرفوع عليها فهم وكيل القائد العام. وكان بها 600 بحار وقائدها حسين پاشا، وكيل القائد العام. وقبطانها قايد بك (قـُتل). وكانت تحارب بارجة روسية كبيرة ذات ثلاث طبقات. وقد نسفت نفسها.
  • نسين ظافر 60 مدفع، 500 بحاروقبطانها حسين بك (قتل).
  • ناوق بحري 58 مدفع و500 بحار وقبطانها علي بك قـُتِل. وكانت تحارب بارجة روسية ذات ثلاث طبقات، وقد نسفت.
  • دمياط 56 مدفع (مصرية) 500 بحار مصري، وقبطانها أحمد ابراهيم بك. وكانت تحارب بارجة روسية ذات ثلاث طبقات و120 مدفع، وقد أتلفت صواريها ثم نسفت.
  • قائد ظافر 54 مدفع، 500 بحارـ وقبطانها إلان بك (نجا). وكانت تحارب بارجة روسية ذات ثلاث طبقات. وقد نسفت نفسها.

حراقات شراعية

  • نجم بشير 24 مدفع، 200 بحار. وقبطانها حسين بك (أسر). وهي على الشاطئ بدون صوار.
  • فيض المعبود 24 مدفع و240 بحار، وقبطانها عزت بك، وقد دمرت
  • گل سفيد (وتعني بالفارسية "ورد البحر")، 22 مدفع، 200 بحار. قبطانها صالح بك قـُتِل وقد أتلفت.

فرقاطات وحراقات بخارية

  • إرگليعشرة مدفع، 150 بحارـ وقوتها 150 حصان، وقد دمرت
  • پرواز بحري (مصرية)
  • الطائف 12 مدفع، 300 بحار، قوتها 300 حصان (لم تحارب ونجحت في الهروب من المعركة، فنجت من التدمير)

المعركة

الخسائر

الخسائر العثمانية:

الخسائر العثمانية
200 جريح وسليم نقلوا إلى الآستانة على ظهر البارجة رتربيوشن Retribution والبارجة Mogador
10 جنود هجروا في سينوب للاشراف على المجروحين جراحاً بليغة.
20 جرحى باقون في سينوب ولم يمكن نقلهم
150 أسير تقريباً
1,000 الناجون بالسباحة إلى الشاطئ القريب.
300 الناجون في الباخرة "الطائف"
2810 مفقودون


المصادر

محمد فريد – تاريخ الدولة العلية العثمانية – تحقيق. إحسان حقي – دار النفائس – بيروت – (103هـ = 1983م).

هربرت فشر – تاريخ أوروبا في العصر الحديث – ترجمة أحمد نجيب هاشم ووديع الضبع – دار المعارف – القاهرة – 1958م.

أ، ج جرانت وهارولد تمبرلي – أوروبا في القرنين التاسع عشر والعشرين – ترجمة: بهاء فهمي – مؤسسة سجل العرب – القاهرة – 1958م.

عمر طوسون – الجيش المصري في الحرب الروسية المعروفة بحرب القرم – القاهرة – (1355هـ = 1936م).

  • Naval wars in the Levant 1559–1853 (1952) - R. C. Anderson ISBN 1-57898-538-2

وصلات خارجية

  • Official Web Site of Sinop

إسلام أون لاين: الدب الروسي يحلم بإستانبول       تصريح

تاريخ النشر: 2020-06-04 09:27:19
التصنيفات: صفحات بها أخطاء في البرنامج النصي, Pages using deprecated image syntax, Commons category link is locally defined, صراعات 1853, معارك بحرية في حرب القرم, معارك بحرية دخلتها مصر, Orders of battle, معارك بحرية دخلتها الدولة العثمانية, معارك بحرية لروسيا, البحر الأسود, معارك بحرية, عن إسلام أون لاين.نت

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الأخبار المتوقعة اليوم الخميس 26 مايو 2022

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-26 09:18:03
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 67%

اليوم اجتياز مائة شاب لبرنامج «التلمذة المهنية» من الإعاقة السمعية 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-26 09:18:05
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 53%

لطلاب الثانوية.. حمل مجلدات المفاهيم للشُعب الثلاثة من خلال «باركود» 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-26 09:17:59
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 70%

حالة الطقس اليوم.. درجات الحرارة مستمرة في الارتفاع | تفاصيل

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-26 09:18:04
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 70%

الكشف عن طائرة لإحياء ذكرى مارادونا في الأرجنتين

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-26 09:18:28
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 55%

مورينيو يحقق رقما تاريخيا غير مسبوق بين نخبة المدربين في أوروبا

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-26 09:18:30
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 62%

مقتل شقيقتين إسبانيتين من أصل باكستاني على يد زوجيهما في "جريمة شرف" !

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-26 09:18:32
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 53%

«الصحة»: انتقال «جدري القردة» مـن الإنسان منخفض نسبياً

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-26 09:18:34
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 64%

الليرة التركية تتراجع قبل اجتماع البنك المركزي | آخر الأخبار

المصدر: CNBC عربية - الإمارات التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-26 09:17:35
مستوى الصحة: 73% الأهمية: 78%

محمد صلاح يكشف عن أسوأ لحظة في مسيرته الكروية

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-26 09:18:31
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 55%

"الموارد البشرية": تخفيضات على رسوم الخدمات لمؤسسات القطاع الخاص

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-26 09:18:33
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 56%

سقوط عصابة "أحجار السموم" في قبضة شرطة أبوظبي

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-26 09:18:29
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 53%

مطرب مصري: روحي قبضت مني وجرَّبت سكرات الموت

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-05-26 09:18:30
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 53%

تحميل تطبيق المنصة العربية