الأدب الإنگليزي

عودة للموسوعة

الأدب الإنگليزي

بوابة الأدب
موضوعات
ملحمي • Romance • رواية • Prose • شعر • خط • الكتاب • جوائز أدبية • الموضوعات الأساسية • مصطلحات أدبية • نقد • نظرية
أدب شرق أوسطي
أدب قديم • أدب سومري • أدب بابلي • الأدب المصري القديم • أدب عبري • أدب بهلوي • أدب قارسي • أدب عربي • أدب إسرائيلي
تاريخ الأدب الاوروپي
أدب يوناني • أدب لاتيني  • تاريخ الأدب الإنگليزي
أدب العصور الوسطى المبكر
Matter of Rome • Matter of France • Matter of Britain
أدب العصور الوسطى
أدب النهضة
تاريخ الأدب الحديث
Structuralism • Deconstruction • Poststructuralism • Modernism • Postmodernism • Post-colonialism • Hypertext fiction
أدب الأمريكتين
أدب أمريكا اللاتينية • أدب أرجنتيني • أدب برازيلي • أدب كندي • أدب كولومبي • أدب كوبي • أدب جامايكي • أدب مكسيكي • أدب پيرو • أدب أمريكي
أدب اوروبي
أدب إنگليزي
أدب أسترالي
أدب أسترالي • أدب نيوزيلاندي
أدب آسيوي
أدب آسيوي • أدب صيني • أدب ياباني • أدب كوري • أدب ڤيتنامي
أدب القارة شبه الهندية
Sanskrit literature
أدب هندي • أدب پاكستاني • Assamese literature • أدب بنغالي • Gujarati literature • أدب هندوسي • Kannada literature • Kashmiri literature • Malayalam literature • Marathi literature • أدب نيپالي • Rajasthani literature • أدب سندي • أدب تاميلي • Telugu literature • أدب أردو • كتابات هندية بالإنگليزية
أدب أفريقي
أدب أفريقي • أدب نيجيري • أدب مغربي • أدب جنوب أفريقي • أدب سواحيلي
موضوعات أخرى
تاريخ المسرح • تاريخ الخيال الفهمي • تاريخ الأفكار • التاريخ الفكري • قائمة سنوات في الأدب • أدب حسب الجنسية


عمالقة الأدب الإنجليزي
وليام شيكسپير

الأدب الإنگليزي يضم الأدب الإنجليزي ما يخطه كُتَّاب من إنجلترا وأسكتلندا وويلز باللغة الإنجليزية في مجالات الشعر والنثر والمسرحية. وهوأدب غني بالروائع في مختلف المجالات الأدبية، كما أنه من أقدم الآداب الغربية. ولا تضم هذه الموضوعة التي تستعرض تاريخ الأدب الإنجليزي آداب الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وأيرلندا، فقد أفردت لكل منها منطقة خاصة في الموسوعة.

وللأدب الإنگليزي مصدران رئيسيان الأول هوالحضارة اليونانية الرومانية، والثاني هوالكتاب المقدس. وربما كان من الضروري وضع هذين المصدرين في الذهن عند دراسة الأدب الإنكليزي في أي فترة من مراحله. ومن المعروف حتى أزهى عصور الحضارة الرومانية، الذي يمتد من القرن الأول قبل الميلاد حتى القرن الأول بعد الميلاد، كان انعكاساً لمنجزات الحضارة اليونانية. لذا كانت الحضارة الرومانية جسراً بين الحضارة الغربية ومنها الإنكليزية والحضارة اليونانية التي سادت من القرن الخامس إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد ورث الأدب الإنكليزي من حضارتي اليونان والرومان عالماً زاخراً من الأساطير والأحداث والصور التي مازالت تغنيه حتى الوقت الحاضر. وظلت الدراسات اليونانية واللاتينية إلى عهد قريب موضع اهتمام الصفوة من رجال الفهم في جامعتي أكسفورد وكمبردج بوجه خاص، والجامعات الأوربية بوجه عام. وكم من أديب إنكليزي بدأ حياته الأدبية بدراسة التراث الاتباعي (الكلاسيكي) قبل حتى تتفتح موهبته الفنيّة في الأدب المحلي. ومن هنا نشأت الحاجة إلى الرجوع إلى المصادر الاتباعية من أجل تذوق العمل الأدبي. وتكفي، مثالاً من بين عشرات الأمثلة، رواية أوليس Ulysses لجيمس جويس James Joyce وقصيدة الأرض اليباب The Waste Land للشاعر ت.س.إليوت T.S.Eliot.

وقد استفاد الأدب الإنكليزي من المصدر الآخر، وهوالكتاب المقدس، الذي ألهم الكتّاب بما يضمه من قصص ورموز دينية. ومن المعروف حتى الترجمة الإنكليزية للكتاب المقدس التي صدرت عام 1611 برعاية ملك إنكلترة جيمس الأول قد هجرت أثراً بيّناً في الأدب الإنكليزي. ومع وجود ترجمات أقدم من تلك فإن الكتّاب الإنكليز تأثروا بترجمة سنة 1611 التي أسهمت كثيراً في تكوين اللغة الأدبية عند الأجيال اللاحقة. ومن أبرز ما استمدوه من هذا المصدر الديني ما عُقد على صلة الفرد بربه وبأفراد مجتمعه، تلك العلاقة التي تحدد مكانة الإنسان في هذا العالم، والتي تقضي بأن الفرد إنسان ناقص يحاول جاهداً الوصول إلى الكمال؛ والتقرب من ربه من أجل حتى يحقق الخلاص بعد حتى خط عليه حتى يعيش بذنب السقوط في هذه الدنيا. وقد استبدت هذه الفكرة بعقول المفكرين والأدباء الأوربيين قاطبة.

ويجدر بالذكر هنا حتى هذه النظرة إلى الإنسان تناقض نظرة اليونان والرومان إليه، تلك النظرة التي ترى الإنسان مركز هذا الكون وصانع أقداره مع ما يحيط به من قوى خارقة. ويمكن توضيح هذه النظرة من مسرحية شلي Shelley «بروميثيوس طليقاً» Prometheus Unbound التي استقاها كما يشير العنوان من الأدب اليوناني. إلى غير ذلك فإن صورة الفرد في الأدب الإنكليزي تترجح بين إنسان يشعر بعدم الكمال يسعى للوصول إلى وضع أكمل ليحرر نفسه من هذا الشعور، وإنسان يمتلك قوة خارقة ويبحث عن عالم يكتشفه ويمتلكه بهذه القوة التي يشار إليها في أغلب الأحيان بالخيال.


ويمكن من الناحية التاريخية تقسيم الأدب الإنكليزي إلى أربعة عصور رئيسية من غير حتى يخضع هذا التقسيم إلى أي ثوابت تجعله نهائياً أومطلقاً، تحمل أحياناً اسم لغة غالبة أوحاكم مشهور أومحرر مرموق أوخاصية أدبية معينة أوما يوجز الخواص الرئيسية لأحد العصور. ويمكن تقسيم هذه العصور الأربعة إلى حقب تاريخية على النحوالتالي:

التاريخ

1ـ العصور الوسطى (450- 1500م) وتقسم إلى حقبتين بارزتين بحسب اللغة الغالبة في جميع منهما، وهما حقبة الأدب الإنكليزي القديم (450- 1066) التي غلبت فيها اللغة الأنكلوسكسونية، وحقبة الأدب الإنكليزي الوسيط (1066- 1500) التي غلبت فيها اللغة الإنگليزية الوسيطة.

2ـ عصر النهضة (1500- 1660م) ويمكن تقسيم هذا العصر إلى حقبة آل تيودور (1500- 1557) Tudor Age والحقبة الإليزابيتية Elizabethan، نسبة إلى الملكة إليزابيت الأولى (1558-1603) والحقبة اليعقوبية (1603-1625) Jacobean نسبة إلى الصيغة اللاتينية من اسم الملك جيمس الأول Jacobus. والحقبة الكارولينية (1625- 1649) نسبة إلى الملك شارل الأول Charles I وحقبة الكومنولث التي حكم فيها كرومويل (1649- 1660) Cromwell والتي تعد نهاية عصر النهضة.

3ـ عصر الاتباعية الجديدة (1660- 1798م) ويقسم إلى حقبة إعادة الملكية (1660-1700) والحقبة الأغسطية (1700-1745) وفترة التمهيد للإبداعية (الرومنسية) أوعصر جونسون (1745-1798).

4ـ العصر الحديث (من 1798 إلى الوقت الحاضر) وينقسم هذا العصر إلى الحقبة الإبداعية (1798 ـ 1832) والعصر الفكتوري (1833-1901) والحقبة الإدوردية (1901-1914) وحقبة الحداثة (1914-1939) والحقبة المعاصرة (1939ـ ).


العصور الوسطى

تؤلف العصور الوسطى حلقة وصل بين سحر العالم القديم والنهضة الأوربية. وترجع أهمية هذه العصور في التراث الأوربي إلى انتشار المسيحية وظهور الإقطاع بين الشعوب التيوتونية Teutonic والكلتية التي قطنت شمالي أوربا وغربيها، مما أدى إلى تحول ملحوظ في قيمها الحضارية. ويتصف أدب هذا العصر بالقصص الإبداعية والمغامرات والبحث عن الروح والحب المثالي؛ تلك الموضوعات التي بدأت تطغى على سيرة الأبطال المحاربين والأساطير الموروثة من العهد القديم.

وينقسم هذا العصر في بريطانية إلى حقبتين تميزهما اللغة: حقبة الأدب الإنكليزي القديم الذي خط باللغة الأنكلوسكسونية التي تنتمي في أصلها إلى لهجات الشعوب التيوتونية، وحقبة الأدب الإنكليزي الوسيط الذي خط بلغة تطورت عن الأنكلوسكسونية، ودخلتها عناصر من الفرنسية الوسيطة ذات الأصل اللاتيني بعد اجتياح النورمنديين Norman لإنگلترا عام 1066. وكان النورمنديون ينتمون إلى الشعوب التيوتونية وحضارتهم فرنجية، وقد حملوا معهم هذه الحضارة المتقدمة آنئذ فأثرت تأثيراً إيجابياً في الأدب الإنكليزي. وقد خضع الأدب الإنكليزي القديم إلى تأثير حضارتين: الحضارة الوثنية التي ارتبطت بالأنكلوسكسونيين، والحضارة المسيحية التي أتى بها المبشران أيدان Aidan وأغسطين Augustine إلى منطقتي نورثمبرية Northumbria وكنت Kent نحوعام 597م. ويظهر هذا التأثير جلياً في ملحمة «بيوولف» Beowulf الشعرية التي تعد أول ملحمة وأول عمل يخط باللغة الإنكليزية القديمة وتتألف من 3182 سطراً، ويعتقد أنها تعود إلى القرن الثامن الميلادي، إلا حتى أحداثها تدور في القرن السادس في اسكندنافية، ويصور فيها الشاعر المجهول قيم الشجاعة والفروسية والخلود المتأثرة بالحضارة الوثنية والقيم الأخلاقية المسيحية أيضاً. وتدور أحداث السيرة حول بيوولف البطل الذي خلص ملك الدنمارك هرثگار Hrothgar من وحش يدعى غرندل Grendel بعد معارك دامية مع الوحش وأمه. وهذه الملحمة هي الملحمة الإنكليزية الوحيدة التي وصلت كاملة إضافة إلى بعض الأشعار البطولية والقصائد الغنائية الشعبية Lyrics باللغة الإنگليزية القديمة التي كان ينشدها شعراء أومغنون في قصور النبلاء على أنغام موسيقى القيثارة في أثناء المآدب الفخمة. ومن أمثال هذه القصائد نواح الزوجة The Wife's Lament والجوال The Wanderer والبحار The Seafarer. وقد اتصف الشعر آنذاك بالإيقاع الحر وحركة التشديد المنتظمة والأشعار غير المقفاة وغنى الصور. واشتهر في هذا المجال الشاعر كادمن Caedmon الذي عاش في القرن السابع، والشاعر كينوولف Cynewulf الذي عاش في القرن التاسع، وخط قصائد «الخروج» Exodus و«دانييل» Daniel و«سفر التكوين» Genesis. أما في مجال النثر فقد كُتب الكثير من الحوليات والعظات الدينية باللغة اللاتينية، ولم تبدأ الترجمة إلى اللغة الإنكليزية القديمة حتى القرن التاسع حين ترجم الملك ألفْرِد King Alfred الكثير من الأعمال إلى اللغة الإنگليزية، ولم تتطور كتابة النثر باللغة الإنكليزية حتى القرن الحادي عشر في كتابات إيلفريك Aelfric وولفستان Wulfstan اللذين اشتهرا بكتابة العظات الدينية Homilies.

ولكن الإنكليزية التي خطت بها هذه الأعمال تختلف عن الإنكليزية الوسيطة حتى تكاد تكون لغة أخرى يصعب على قارئ اليوم فهمها. ومع فوز النورمنديين على الأنكلوسكسون عام 1066 في معركة هيستينغز Hastings انفتح الأدب الإنكليزي على القارة الأوربية فبدأت حقبة جديدة، وصار هناك تأثير واضح في الكتابة وتنوع في استخدام اللغة، فقد بقي البلاط يستخدم الفرنسية وبقيت الكنيسة تستخدم اللاتينية وبقي الشعب يتحدث الإنكليزية فظهرت كتابات في اللاتينية والفرنسية والإنكليزية. ويعد كتاب تاريخ ملوك بريطانيا (1135) History of the Kings of Britain الذي خطه الكاهن جفري مونموث Geoffrey of Monmouth في أبرز ما كُتب باللاتينية، وهويصور تاريخ الملوك والأبطال على نهج أسطورة الملك آرثر . واعتماداً على هذا الكتاب نظم بعض الشعراء من أمثال جفري غايمار Geoffrey Gaimar وروبرت ويس Robert Wace أشعاراً بالفرنسية عن الملك آرثر، مثل قصيدة ويس «رومان دوبرو» (1205) Roman de Brut التي نقلت إلى الإنكليزية وصارت أول ما خط بهذه اللغة عن أسطورة الملك آرثر لتظهر روح العصر والنزعة الوطنية لتجسيد أعمال أبطال البلاد الأصليين.

واهتم كتّاب آخرون في هذه الحقبة أيضاً، بعد الغزوالنورمندي، وهم الكتاب الأنكلو-نورمنديون بالكتابات التعليمية الواعظة، ورأوا فيها مادة للشعر بدلاً من القصص البطولية الدنيوية. وظهرت مجموعة من الخط تتحدث عن الأخلاق مثل كتابات روبرت مانينغ Robert Mannyng وكتاب «وخز الضمير» The Pricke of Conscience (القرن 14) المجهول المؤلف وهومرشد للمواعظ. وخطت في هذه الحقبة أيضاً أشعار الحب وقصائد غنائية كثيرة اتجهت لاستخدام اللغة المحكية والجناس. ولعل أبرز شاعرين في هذا المجال هما وليم لانگلند (1330-1386) William Langland الذي خط قصيدته الشعرية الطويلة «رؤية بيرس الحارث» (1367) Vision of Piers Plowman التي تتحدث عن مشكلات الطبقة الفقيرة في القرن الرابع عشر في إنكلترة، وشاعر گوين Gawain Poet المجهول الاسم والذي عُرف بهذا اللقب أخذاً عن أسطورته الشعرية «السير گوين والفارس الأخضر» (1375) Sir Gawain and The Green Knight، وخط قصائد دينة مثل «اللؤلؤة» The Pearl و«الطهارة» Purity و«الصبر» Patience. إلا حتى هـذا النوع من الشعر لم يتطور إلى مدرسة يقتدي بها الشعراء من بعدهما وذلك لصعوبة اللغة التي استخدماها. وكان للشاعر الكبير جفري تشوسر Chaucer حتى يضع حجر الأساس للغة الإنكليزية وآدابها بعد حتى خط باللغة المحكية التي يفهمها القارئ اليوم مع ما طرأ عليها من تغيرات، وبهذا صار أبرز محرر في هذه الحقبة وصار مدرسة في حد ذاته. إذ خط الكثير من الأعمال كان أهمها «حكايات كانتربري» Canterbury Tales. وقد حافظ الشعراء والكتاب الذين جاؤوا من بعد تشوسر على ما بدأه بكتاباتهم باللغة المحكية، ويذكر من هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر المحرر ورجل الدولة توماس مور (1477- 1535) Thomas More الذي اتى في أوائل عصر النهضة وخط «يوتوبيا» (أوالمدينة الفاضلة) (1516) Utopia وأثر بها في الكثير من الكتاب في عصره وما بعده. وهي مجموعة منطقات صارت فيما بعد مرجعاً للممضى الإنساني الذي أسسه المفكر الهولندي إراسموس Erasmus وتابعه فيه المفكرون في القارة الأوربية إبان عصر النهضة.

وقد بدأ الأدب الإنكليزي يدخل عهداً جديداً ممهداً لعصر النهضة حين أدخل وليم كاكستون William Caxton الطباعة إلى إنكلترة عام 1476، فظهرت الحوليات والترجمات من اللغات الفرنسية واللاتينية وخطت أعمال نثرية كثيرة منها تعليمية ومنها تاريخية. ومن أبرز المؤرخين في هذه الحقبة الانتنطقية إضافة إلى توماس مور وجون ستوJohn Stow ووليم كامدن William Camden. وظهر بعض الشعراء الأوائل الذين اقتبسوا من تشوسر منهجه أمثال وليم دنبار William Dunbar الذي اشتهر بقصيدته الحالمة «الدرع المضىي» (1503) The Golden Targe، وگاڤين دوگلاس Gavin Douglas صاحب قصيدة «قصر الشرف» (1501) The Palace of Honour، وتوماس ويات Thomas Wyatt وهنري هوارد Henry Howard وديفيد ليندسي David Lindsay. وقد خط ويات قصائد غنائية كثيرة ولكن أبرز ما قدمه للأدب الإنكليزي هواستخدامه للشعر الحر المرسل Blank Verse في ترجمته للإنيادة لفرجيل (1554). ثم ظهر شعراء اهتموا بشعر الهاتى الذي كان موجهاً إلى البلاط ورجال السياسة، وأبرز الشعراء في هذا المجال جون سكيلتون (1460- 1529) John Skelton الذي كان لا يكف عن هاتى رجال البلاط، وقد اشتهر بقصيدته «فيليب سبارو» Philip Sparrow. وهناك أيضاً جون هييوود John Heywood الذي خط قصيدة العنكبوت والذبابة (1556) The Spider and the Fty ينتقد فيها أحداثاً تاريخية معاصرة في إنكلترة وقد خط هيود الكثير من المسرحيات القصيرة التي كانت تدعى فصولاً مسرحية Interludes وتعد جزءاً من بدايات المسرح الإنكليزي في نهايات العصور الوسطى وبدايات عصر النهضة التي أفل نجمها بعد ذلك مع ازدهار المسرح الإليزابيتي . ولعل أبرز ما تميزت به العصور الوسطى، وخاصة في النصف الثاني من الحقبة هذه، هونشوء المسرح الإنكليزي وتطوره الذي ابتدأ في الكنيسة بمشاهد مسرحية مأخوذة من الكتاب المقدس كانت تُمثل في باحة الكنيسة في أثناء القداس أوبعد الصلاة في المناسبات الدينية المهمة التي أطلق عليها اسم المسرحيات الدينية Liturgical وقد تطورت فيما بعد ومهدت السبيل لعدة أنماط من المسرحيات اتخذت طابعاً جماهيرياً أوسع، وصارت وجهاً من وجوه الاحتفالات الدينية العامة، وأطلق على هذه الأنماط مسرحيات المعجزات Miracles والمسرحيات الأخلاقية Moralities وكانت تعرض في ساحات المدن الرئيسية وفي بعض الحانات وبهذا مهدت السبيل لمسرح عصر النهضة الذي اقتبس الكثير من مسرح العصور الوسطى ولكنه فاقه عراقة وعظمة.


عصر النهضة

Geoffrey Chaucer

بدأت النهضة الأوربية في إيطاليا منذ أوائل القرن الخامس عشر، ولم يتسع انتشارها إلا بعد مضي قرن ونصف عليها، إذ كانت مسيرتها بطيئة في فرنسة وألمانية وإنكلترة، ومع إطلالة عصر النهضة في إنكلترة بلغت اللغة الإنكليزية بداية فترة الحداثة؛ وأصبحت لغة مختلفة عن لغة العصر الوسيط، ومع هذا فقد تطورت اللغة الإنكليزية في هذا العصر لتصبح لغة الأدب. ولكن اللاتينية ظلت مهيمنة على الحياة الفكرية. ويدعى هذا العصر في إنكلترة أيضاً بالعصر الإليزابيتي نسبة إلى الملكة إليزابيت الأولى مع حتى النهضة في الأدب والفن بدأت قبل توليها العرش واستمرت بعد وفاتها وتولي الملك جيمس الأول العرش من بعدها.

يمتد عصر النهضة في إنكلترة على مدى ثلاثة قرون منذ أواخر القرن الخامس عشر حتى القرن السابع عشر. ومع حتى المؤرخين يقسمون هذا العصر إلى عدة حقب في إنكلترة بحسب الملوك والحكام الذين توالوا على العرش خلال ثلاثة قرون، إلا حتى التيار الأدبي الذي ساد كان واحداً تقريباً وهوالعودة إلى الاتباعية القديمة التي تمثلها الحضارة اليونانية والرومانية. وانتشر بهذا ممضى الإنسانية الذي يجد في الإنسان مركزاً للكون وطاقة مستقلة بحد ذاتها. شهد هذا العصر تطوراً ملحوظاً في حياة المدن التي جذبت إليها ما صار يسمى بالطبقة الوسطى، وأدى تحرر الفرد من تبعية الكنيسة والإقطاع التي سادت في العصور الوسطى إلى انطلاقه في هذا العالم بحرية البحث والتفكير، حتى صارت الحرية الفردية موضع الاهتمام الأول عند الأديب، ولم يعد الأدب وقفاً على طبقة النبلاء، بل صار من أولويات الحياة عند أبناء الطبقة الوسطى، ومن هنا بدأ الاتجاه نحوالواقعية والهجريز على النواحي الروحية لدى الأفراد العاديين بدلاً من الاهتمام بسير النبلاء، وصارت الصبغة الإنسانية لدى الفرد العادي هي التي تميز صورة البطل في أدب العصر.

وقد تميزت الحقبة الأولى من هذا العصر، وهي حقبة آل تيودور قبل مجيء الملكة إليزابيت الأولى، بتأثير أكبر للحضارة الاتباعية وتحرر مفاجئ من تبعية الكنيسة الكاثوليكية، وقد سبب هذا الانفصال المفاجئ عن الكنيسة بعض الفوضى والضياع وعدم الاستقرار، ولكن ما لبثت إنكلترة حتى بدأت تنعم بالحرية، وبدأت تتطور إلى بلد تجاري مستقل. وبدأ يظهر تأثير ممضى الإنسانية في الحياة بعيداً عن سيطرة الكنيسة. ولكن في ذلك الوقت كان الاعتماد في الأدب على الاقتباس والترجمة من الأدب الإيطالي والفرنسي، فترجم ويات وهنري هوارد السونيتات الإيطالية، وتميز توماس إليوت Thomas Elyot وتوماس مور في مجال الكتابة النثرية، وظهرت عدة محاولات لترجمة الكتاب المقدس إلى الإنكليزية أدت في البداية إلى إعدام بعض الكتّاب مثل تيندل Tyndale ومور إذ كانت هذه المحاولات من المحرمات. أما المسرح فكان في البداية امتداداً لمسرح العصور الوسطى، إذ بقيت المسرحيات الدينية والأخلاقية منتشرة حتى الحقبة الإليزابيتية.

ومع مجيء الملكة إليزابيت إلى الحكم عام 1558، وصلت إنكلترة قمة ازدهارها الاقتصادي والأدبي وأصبح المسرح والشعر في هذه الحقبة في أوج عظمته. وقد ظهرت في البداية نصوص مسرحية شعرية Poetic Drama تعالج حكايات السحر والفروسية اشتهر بها مجموعة من الكتّاب يُدعون «ظرفاء الجامعة» University Wits من أمثال روبرت گرين Robert Green وتوماس لودج Thomas Lodge وجورج بيل George Peele وتوماس ناش Thomas Nash، ولكن مسرحياتهم لم تتميز بالنضج المسرحي ولم تكن ملائمة للعرض المسرحي حتى تطور المسرح الإليزابيتي لاحقاً بعد بناء المسارح وقدم توماس كيد Thomas Kyd الذي عُرف بولعه بالمسرح مسرحيته المشهورة المأساة الإسبانية (1587) The Spanish Tragedy وهي مأساة تدور حول موضوع الانتقام الشائع آنذاك، إذ أثرت مسرحيته هذه في جميع الكتّاب الذين جاؤوا من بعده مثل كريستوفر مارلو Christopher Marlowe وشكسبير وبن جونسون Ben Jonson.

ومع حتى المأساة كانت أكثر انتشاراً من الملهاة فقد ظهر في البداية نوع من الملهاة المبكرة التي كانت تدين بشيء ما للكتاب المسرحيين الرومان، واتخذت هذه المسرحيات صبغة ريفية، واعتمدت على أنماط من الشخصيات المضحكة المكررة. وتطور بعد هذا نوع أكثر صقلاً من الملهاة في البلاط الملكي نفسه كان يقدمها أمام الملكة تلامذة المدارس الثانوية Grammar Schools التي كانت تدرّس اليونانية واللاتينية، وامتازت هذه المسرحيات بأسلوب نثري متقن ومتأنق بلاغياً، وأهم الكتاب في هذا المجال هوجون ليلي John Lyly ومسرحياته التي اشتهر بها مثل مسرحية أوفيوس (1579) Euphues.

وقد كان مارلوأول من استخدم الشعر الحر في مسرحياته فحرر بذلك المسرح من قيود القوافي الشعرية والبلاغة المتأنقة ومهد الطريق أمام شكسبير الذي يعد إلى اليوم أبرز الشعراء والكتاب المسرحيين الإنگليز والعالميين، وما تزال نصوصه المسرحية التي تبلغ أكثر من ست وثلاثين مسرحية تسحر القراء ورجال المسرح. وقد تميز عصر شكسبير أوالعصر الإليزابيتي بتشييد الكثير من المسارح العامة بعد حتى كان الممثلون يقدمون عروضهم في الفنادق والحانات التي كانت منتشرة على الطرق المؤدية إلى لندن. وبازدياد عدد المسارح تزايد عدد النصوص المسرحية لتجعل من العصر الإليزابيتي من أغنى عصور إنكلترة مسرحياً.

وتميز العصر أيضاً بظهور بعض الشعراء الذين خطوا الكثير من الأشعار الغنائية ومن أهمهم والتر رالي Walter Raleig وصموئيل دانييل Samuel Daniel وإدموند سبنسر Edmund Spenser وفيليب سيدني Philip Sidney ومايكل دريتون Michael Drayton وتعد رائعة سبنسر ملكة الجن The Faerie Queene ( 1590 ) في أبرز ما خط في الشعر الإنگليزي.

أما في الحقبة الثالثة من عصر النهضة، وهي الحقبة اليعقوبية خلال حكم الملك جيمس الأول، فقد كانت في بدايتها امتداداً لازدهار الحقبة الإليزابيتية إذ خط شكسبير أبرز مسرحياته في أواخر حياته، وكذلك جون ويبستر John Webster وبومونت وفليتشر وبن جونسون وتوماس ميدلتون Thomas Middleton. ولكن انتشرت بعد هذا الروح السوداوية للانحطاط السياسي واتساع هوة الخلاف بين البيوريتانيين (التطهريين) Puritans والنبلاء. وطغت الواقعية الساخرة في الأعمال الأدبية وظهرت بشكل واضح في أعمال توماس ميدلتون وويبستر وبن جونسون وفي أعمال شكسبير الأخيرة، وظهرت أيضاً في بدايات شعر جون دن John Donne ودرايتون واستمرت هذه الروح السوداوية الساخرة في عصر الملك شارل الأول الذي كان امتداداً لما سبقه أيضاً، ولكن بدأ البيوريتانيون فرض سيطرتهم على إنگلترا وأغلقت المسارح عام 1642 بسبب الحرب الأهلية التي كانت نتيجتها حتى استولى الجنرال كرومويل على السلطة بعد حتى أقصى الملك شارل الأول عن الحكم وحكم بريطانية من عام 1653 حتى 1658. ووضع البيوريتانيون قيودهم على النشاط الأدبي وأغلقوا المسارح خلال حقبة الكومنولث حتى عام 1660. فأفل نجم أدب عصر النهضة ومسرحه تاركاً وراءه تأثير الاتباعية ليمهد لمولد اتباعية جديدة Neo-Classicism في العصر الذي تلاه مباشرة، ولم يظهر في الأدب ما يستحق الاهتمام سوى ملحمة جون ميلتون John Milton الشعرية الفردوس المفقود Paradise Lost وغيرها من الكتابات السياسية التي خطها في أثناء عمله مساعداً لكرومويل.

عصر الاتباعية الجديدة

تشارلز ديكنز

اتخذت هذه الاتباعية اتجاهاً مغايراً لروح النهضة وانطلاقها الحر؛ إذ تبنت النماذج الاتباعية في الأدب أسلوباً ومضموناً مما أسهم في إخماد الروح التجريبية التي سادت عصر النهضة. وقد ظهر تحول مهم في النظرة إلى الفرد، فبعد حتى كان في عصر النهضة إنسان العواطف والأفكار التي لا حد لسبر غورها، صار في هذا العصر إنساناً اجتماعياً يقدم نفسه بأنماط سلوكية معروفة ومتفق عليها. إلى غير ذلك تغيرت صورة الفرد في الأدب الإنكليزي من الصورة التي كانت تحيي خياله وانطلاقه في الأفق الرحب إلى صورة تراه في حجمه الاجتماعي، مما جعل الملهاة والهاتى من أبرز طرق التعبير في هذا العصر، وعدَّت أساليب التعبير التي كانت سائدة في عصر النهضة مفعمة بالمبالغة. واهتم الأدب في هذا العصر بكشف النقاب عن العيوب الاجتماعية للطبقة الوسطى التي بدأت تسيطر تدريجياً على الحكم. وأهم مظاهر هذا التعبير العودة إلى الاتباعية، وإنتاج نماذج أدبية معاصرة لا تزيد في واقع الأمر على كونها تقليداً للنماذج الاتباعية، إلى غير ذلك استبد العقل بالأدب بعد حتى كانت العاطفة مهيمنة عليه، لذلك اتىت تسمية هذا العصر بعصر العقل وامتدت سيطرة العقل إلى الشعر الذي حظي بمكانة مرموقة في أدب العصر. ومن أبرز ممثلي هذه الحقبة جون دن وجون درايدنJohn Dryden وألكسندر بوبAlexander Pope وجوناثان سويفت Jonathan Swift وصموئيل جونسون Samuel Johnson والروائيان صموئيل ريتشاردسن Samuel Richardson وهنري فيلدينگ Henry Fielding .


الإبداعية والعصر الحديث

تعد العودة إلى العاطفة في أواخر القرن الثامن عشر بداية تقريبية للعصر الحديث، وتؤرخ هذه البداية عادة بنشر «الأغاني الشعبية» Lyrical Ballads التي خطها جميع من صموئيل تيلر كولردج Samuel Taylor Coleridge ووليم وردزورث William Wordsworth وجمعت في كتاب عام 1798. ويسمى هذا العصر عصر الإبداعية Romanticism، وأهم أعلامه وردزورث، وكولردج، وشلي وجون كيتس John Keats وجورج غوردون بايرونGeorge Gordon Byron الذين اتخذوا العاطفة لا العقل منطلقاً لشعرهم الذي مجدوا فيه عظمة الخيال وتفوقه على العقل في نظرته إلى الكون. ومن هنا اتىت النظرة المثالية إلى الحياة، تلك النظرة التي تعد مظهراً رئيسياً من مظاهر الإبداعية، والتي تخالف الواقع المحسوس في تصورها للحقيقة. وهذه هي أول مرة في تاريخ الأدب الإنكليزي يشهجر فيها الأدباء ولاسيما الشعراء منهم، في توكيد دور الخيال مصدراً للإبداع، وربما كان هذا هوالسبب في عد الإبداعية بداية مناسبة للحداثة التي مازالت تؤكد هذا الدور.

ومع جميع ما في الإبداعية من قوة وأصالة فإنها لم تصمد في وجه الحركة الصناعية التي أثرت في أدب العصر الفكتوري تأثيراً كبيراً، ولم يعد المحرر في هذه الفترة، التي بدأت في ثلاثينات القرن التاسع عشر، قادراً على الهروب من الواقع المحسوس إلى منطقة البحيرات الجميلة؛ ليخط شعراً مثل ما عمل وردزورث وكولردج، أوليبوح بآلامه مثل ما عمل بايرون في المنفى، أوليتغنى بجمال الطبيعة مثل معظم الكتاب الإبداعيين، بل أخذ ينظر إلى ما يحيط به من واقع مادي على أنه قدر لا مفرَّ منه، وكان لابد من حتى ينشغل بال الكتَّاب بمعالجة هذا الواقع جميع بحسب نظرته الخاصة إليه: فهذا ماثيوأرنولدMatthew Arnold يعرض طغيان المادة على الروح، ويذكِّر بحضارة اليونان التي كان يحمي الجمال فيها المجتمع من شرور المادية ويعقد مقارنة من الأدب الاتباعي بين الحضارة والفوضى المادية في مقولته المشهورة التي جعلها عنواناً لواحد من أبرز خطه هو«الثقافة والفوضى» Culture and Anarchy، وهذا أيضاً توماس كارلايل Thomas Carlyle يرجع إلى الأدب الألماني ليستخرج منه صورة البطل الفيلسوف الذي يستطيع حتىقد يكون مصدر إلهام روحي لعصره الذي طغت فيه المادة على الروح، وهذا الشاعر روبرت براوننگ Robert Browning يبحث في شعره عن المثل العليا في تحليل عميق لشخصيات قصائده المسرحية لإيجاد الحقيقة النفسية للدوافع الإنسانية التي تؤدي إلى الشر. أما تنيسون Tennyson فقد عبر عن أساه بسبب فقدان العصر لعقيدة الإيمان؛ وأشار إلى الماضي السعيد الذي كان الإيمان فيه عقيدة تبارك الحياة، وإلى الحاضر الذي طغى فيه الشك على جميع عقيدة، وأصبح الفراغ الروحي يؤرق أفراد المجتمع، واتى هذا كله في مرثية خطها لوفاة صديقه الحميم آرثر هالام Arthur Hallam. هذا في ميدان الشعر والنثر. أما الرواية فقد ازدهرت في هذا العصر أكثر من أي عصر مضى وعبرت عن روح العصر أكثر من أي جنس أدبي آخر. وأبرز روائيي العصر الفكتوري هوتشارلز ديكنز Charles Dickens الذي اشتهر بتصوير واقع المجتمع الصناعي بين مآسي الفقر والحرمان التي لحقت بأبناء الطبقة العاملة وظهرت مِن التضخم الصناعي؛ وأكثر ما تظهر هذه الصورة وضوحاً في روايتيه «البيت الكئيب» Bleak House و«الأزمنة الصعبة» Hard Times. ومع حتى ديكنز لم يكن ناقداً اجتماعياً فإنه استطاع حتى يقدم صورة تتسم بأبعاد الواقعية الصلبة التي صارت من أبرز مظاهر الأدب الروائي في العصر الفكتوري.

ومن الكتاب المعروفين في ميدان الرواية الذين اتسمت كتاباتهم بالواقعية ثاكري Thackeray وگاسكل Gaskell وجورج إليوت George Eliot، إلا حتى هذه الواقعية اتىت خالية من المنظور الاجتماعي والسياسي؛ إذ إذا صدقها لم يتعدَّ كشف النقاب عن الواقع كما هو، واكتفى الكتاب في أغلب الأحيان بالوقوف عند هذا الحد. وربما يرجع السبب في ذلك إلى حتى المحرر في هذا العصر كان مبهوراً بفكرة التقدم الفهمي ومنجزات العصر الصناعية. ففي أحيان كثيرة يكافح البطل في الرواية الفكتورية من أجل الارتقاء في المجتمع، والنمط المتكرر هونمط البطل الذي يجد نفسه في بداية حياته فقيراً فيبدأ التسلق لينال ما حرمه المجتمع من مال وجاه.

ويبدوحتى إنجازات العصر هذه أوجدت بعض الأفكار والقيم التي كان من شأنها حتى تهيمن حتى على الأدباء المعاصرين الذين سيطرت عليهم فكرة التقدم. كان الاعتقاد السائد حتى هذا التقدم حصيلة مؤثرات كتلك التي رافقت فكرة النشوء والارتقاء التي اتى بها داروين Darwin عام 1859، وأن الشرور التي جلبتها الثورة الصناعية ستزول مع الزمن الذي افترض الناس أنه سيكفل السعادة للبشر، ويمكن القول إذا الأمل في المستقبل كان من أبرز المعتقدات التي سادت روح العصر.

غير حتى قيم العصر الفكتوري ومعتقداته انقلبت رأساً على عقب بعد الحرب العالمية الأولى، إذ دلّ نشوب الحرب على الوهم الذي بنيت عليه تلك القيم والمعتقدات التي أدت في النهاية إلى الدمار والخراب فظهر شعراء الحرب War Poets أمثال روبرت بروك Rupert Brooke الذين عبروا عن خيبة أمل كبيرة. وفقد الأديب بعد هذا جميع ثقة بمجتمعه ومؤسساته، ولم يعد للمجتمع أي هيمنة عليه، وأصبح همّه الرئيسي تعرّف مكنون النفس البشرية في حياة الفرد بمعزل عن حياة الجماعة. وقد أنتجت الحقبة التي تلت تلك الحرب ولاسيما العشرينات منها عمالقة الأدب في هذا القرن مثل جيمس جويس وت.س.إليوت وداڤيد هربرت لورنس D.H.Lawrence وڤرجينيا وولف Virginia Woolf. ولهذا التغير كان من الطبيعي حتى يتخلى الأدباء عن الأساليب التقليدية التي كان من روادها المحرر فورستر Forster. ففي الرواية مثلاً طغى ما يعهد بتيار الوعي على الحبكة والتتابع الزمني في السرد القصصي. وصار الأديب في عزلة عن المجتمع تكاد تكون تامة، وغير مقيد بإرضاء أي رغبة من رغبات الجمهور كما كانت الحال في الماضي. وقد مثَّل هذا التيار الروائي الأيرلندي جيمس جويس الذي حقق بروايته المشهورة «أوليس» (1922) ثورة في الأسلوب النثري فهي سرد لأحداث يوم واحد فقط استخدم فيه جويس بجرأة أسلوب المونولوج الداخلي. وقد استخدمت أيضاً الروائية فيرجينيا وولف أسلوباً مشابهاً بهجريزها على تحليل الشخصيات تحليلاً عميقاً من دون اهتمام بالحبكة أوالحدث، كما عملت في روايتيها «السيدة دالووي» (1925) Mrs.Dalloway و«إلى المنار» (1927) To the Lighthouse. ويعد ديفيد لورنس أيضاً أحد أعلام تيار الوعي هذا، إلا أنه كان يميل إلى رسم صور أكثر واقعية كما في روايته «أبناء وعشاق» (1913) Sons and Lovers، وقد نادى بالعودة إلى الأحاسيس والمعتقدات البدائية بل الغريزية من أجل خلاص العالم الحديث من الدمار والضياع النفسي الذي صوره الشاعر ت.س.إليوت بقصيدته المشهورة «الأرض اليباب». وفي مجال المسرح اتجه الكتّاب في هذه الحقبة اتجاهاً آخر نحونقد النفاق الاجتماعي عند الطبقة الأرستقراطية في المجتمع البريطاني وتمسكها بالمظاهر الفارغة، من خلال تقديم صورة ساخرة لاذعة عنها، كما في أعمال المحرر الكبير برناردشووأوسكار وايلد Oscar Wilde.

أما التحول الرئيسي في الأدب الحديث فيكمن في النظرة الجديدة إلى اللغة التي صارت جزءاً لا يتجزأ من المضمون؛ وانصب جل اهتمام المحدثين على كيفية تطويع اللغة لتناسب هذه النظرة. جميع هذا أدى إلى هجر الأساليب التقليدية في التعبير. ويمكن تلخيص هذا الموقف بصرخة وليم باتلر ييتس William Butler Yeats، التي نادى بها في بداية القرن العشرين، ومضمونها ضرورة تنقية الشعر من جميع ما غير شعر، ولاسيما الخطابة التي عهد بها شعر تنيسون. واتىت حركة الشعر التصويرية Imagism في العقد الثاني من القرن العشرين لتؤكد هذه الصرخة. وأكدت هذه الحركة ضرورة التعبير بالصورة التي تقتضي التزام أقصى درجات الاختصار اللغوي؛ والابتعاد عن استعمال أي حدثة لا تسهم في بناء الصورة. وقد ضمت هذه الحركة مجموعة من الشعراء تعاهدوا على تهذيب اللغة الشعرية من شوائب الخطابة، ومنهم باوند وهيلدا دولتل Hilda Doolittle وريتشارد ألدنگتون Richard Aldington. ويعد عقد العشرينات فترة الخلود إلى الراحة، وينظر إليها مؤرخوالأدب على أنها صيف عابر يفصل بين الحلم المزعج الذي خلفته الحرب واليقظة من هذا الحلم في الثلاثينات؛ التي قربت شبح ذلك الحلم المزعج وهول تلك الحرب. وفي أحيان كثيرة تسمى هذه الحقبة بحقبة أودن Auden، الشاعر الذي عبر صوته أصدق تعبير عن المشكلات التي عاشها أبناء جيله في الثلاثينات، إذ تردى الوضع الاقتصادي ولاح شبح حرب جديدة على الأبواب. وفي هذه الأحوال القاسية رأى أودن ومعاصروه حتى لا مفر للأديب من التزام القضايا الملحة التي تؤثر في حياة المواطن اليومية. وهذه أول مرة في تاريخ الشعر الإنگليزي يعيش فيها الشاعر مشكلات مجتمعه. ومع جميع ما في شعر أودن من خطابة فإنها خطابة تختلف في نوعها عن خطابة تنيسون لأنها تعالج قضية ملحة، وهي مملوءة بالصور الجديدة التي لم يسبق لها حتى كانت أنموذجاً في الشعر من قبل، ومن رواد هذا الاتجاه أيضاً إيدث سيتويل Edith Sitwell وستيفن سبيندر Stephen Spender وسيسيل دي لويس Cecil Day-Lewis ولويس مكنيس Louis MacNeice وديلان توماس Dylan Thomas.

لم تكن الحرب العالمية الثانية مفاجئة كالتي سبقتها، ولهذا لم يكن رد العمل عند الأديب عنيفاً إزاء المجتمع ومؤسساته كما حصل من قبل. وهجرزت نظرة الأديب على عنصر الدمار الذي يصنعه الإنسان بيده بعد حتى أثبت قدرته على ذلك في هيروشيما وناگازاكي كما اتى في روايات جورج أورويل George Orwell ووليم گولدنگ William Golding ودوريس ليسينگ Dorris Lessing. وصارت الرواية في الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين تصور مدى ما يمكن حتى يلحق بالعالم في المستقبل من خراب من تفوقه الفهمي. إلى غير ذلك برزت رواية الخيال الفهمي science fiction [ر.أدب الخيال الفهمي] وصارت لسان حال العصر. ولكن ما يسترعي الانتباه هوحتى الشعور بالإحباط والضياع الذي خلفته الحرب أثّر تأثيراً مختلفاً في كلٍّ من كتّاب هذه الفترة؛ ففي حين غرق بعضهم في التأمل والتصوف والهروب من الواقع كما في روايات ألدوس هكسلي Aldous Huxley وكريستوفر إشيروود Christopher Isherwood، عثر بعضهم الآخر حتى تجربة الحرب وضعت حداً للحداثة والتجديد وأوجدت رغبة في العودة إلى القيم الأخلاقية السابقة والأساليب التقليدية في الأدب كما اتى في أعمال إيدث سيتويل وإيفلين ووEvelyn Waugh وأودن وگراهام گرين Graham Greene، وروايات أنتوني پويل Anthony Powell وجويس كاري Joyce Cary وهنري گرين Henry Greene، وكذلك في مسرحيات إليوت وكريستوفر فراي Christopher Fry الشعرية.

إلى غير ذلك تجدد الاهتمام بالحبكة التقليدية التي أعرض عنها كتاب الرواية في العشرينات من القرن العشرين، ولكنها لم تكن حبكة الرواية الفكتورية نفسها، إذ حاول هؤلاء الكتاب تفريغ الرواية من الهدف الذي كان ينشده البطل التقليدي في الرواية، حين كان يسعد بالوصول إليه أويشقى لعدم تحقيقه. فبطل الرواية الحديثة يظل تعساً حتى لوصار غنياً بعد فقر، أوزوجاً لابنة مدير الشركة الذي كان يحلم بالوصول إليه أوالتقرب منه في أبسط الأحوال. إذن لم يعد الاهتمام بالربط بين المعنى وتحقيق الهدف أوفهم الخلاف بين الواقع والآمال العراض Great Expectations (رواية ديكنز المشهورة) لم يعد ذلك الاهتمام عنصراً رئيسياً في الأدب الحديث، وقد هجرزت الرواية وكذلك المسرحية على فقدان المعنى والهدف في الحياة. ومسرح صموئيل بيكيت Beckett وتأثيره في الأدب الحديث بعد الخمسينات يدلّ على ذلك. وقد عُرفت حقبة ما بعد الخمسينات من القرن العشرين بحقبة التغيرات الكبيرة في المجتمع البريطاني ولاسيما في تحطيم الفروق بين الطبقات في جميع المجالات وخاصة في الأدب، وظهر في المسرح والرواية تيار الشباب الغاضبين Angry young men الذين حملوا أصواتهم عالياً احتجاجاً على النفاق الاجتماعي والسياسي بين أفراد الطبقة الحاكمة منادين بالنزاهة والصدق في لقاءة الحقيقة. ويتضح تأثير هذا التيار الغاضب في المسرح أكثر منه في مجال الرواية والشعر، وذلك بالتخلي عن الأسلوب التقليدي في كتابة النص المسرحي الذي يعتمد على بنية المسرحية التقليدية المؤلفة من خمسة فصول أوثلاثة وحبكة متينة ذات بداية تقليدية تقود إلى نهاية واضحة ومتسقطة. ومن أبرز رواد هذا المجال المحرر المسرحي جون أوزبورن John Osborne الذي اشتهر بمسرحيته الرائدة «انظر إلى ما فات بغضب» (1956) Look Back in Anger إلا حتى ثورة أوزبورن على الأسلوب التقليدي للنص المسرحي بقيت ثورة على مضمون النص ولم تحدث ثورة شاملة في الأسلوب المسرحي من حيث النص والإخراج المسرحي وهي التي أتى بها في الحقبة ذاتها المحرر المسرحي الأيرلندي صموئيل بيكيت في مسرحيته الشهيرة «في انتظار گودو» (1954) Waiting For Godot فحقق بهذا تجديداً جذرياً في النص والتقنيات المسرحية. فقد أظهر بيكيت مكنونات الروح الإنسانية وسط عبثية الحياة بأبسط وسائل الإخراج المسرحي وبتبادل أقل ما يمكن من الحوار من قبل الشخصيات. وقد سار على خطاه أيضاً المحرر المسرحي هارولد بنتر Harold Pinter ولكنه أضاف إلى ما أسسه بيكيت بعداً نفسياً آخر وأعمق بمعالجته للصراع النفسي العصابي الذي يعانيه الإنسان في العصر الحديث كما في مسرحيتيه «حفلة عيد الميلاد» (1958) The Birthday Party و«العودة إلى الوطن» (1965) Homecoming. وظهر أيضاً هذا التجديد في الأسلوب في مسرحيات كلٍ من إدوارد بوند Edward Bond «عرس البابا» (1962) The Pope's Wedding و«لير» (1971) Lear ومسرحيات توم ستوبارد Tom Stoppard مثل «موت روزينكرانتس وغيلدنشتيرن» (1967) Rosencrantz and Guildenstern are Dead.

أما في مجال الرواية فلم يكن هناك تجديد يُذكر، بل اتجه اهتمام الكتّاب إلى كتابة رواية ذات بنية منسجمة في عالم يخلومن الانسجام والتوازن، إلى غير ذلك قدَّم الروائيون ومنهم جون برين John Braine وجون وين John Wain وإيريس مردوخ Iris Murdoch وأنگس ويلسونAngus Wilson، نماذج متنوعة من الروايات لا تقع ضمن تيار معين حديث بل هجرز فقط على الشخصية في الرواية بهدف الاقتراب من الحياة ومن الواقع، فخصص المحرر مخيلته وقدرته اللغوية لتصوير شخصيات من الحياة، ويعد كينگسلي إيميسKingsley Amis من رواد هذه الحقبة واشتهر بروايته «جيم المحظوظ» (1953) Lucky Jim. وقد نجح الروائيون في إنكلترة أكثر من غيرهم من الأوربيين في إبعاد الرواية عن نظريات النقد والأدب الكثيرة التي ظهرت في الآونة الأخيرة وخاصة البنيوية، أومن الممكن في التوفيق بين رواية الشخصية الواقعية وهذه النظريات [ر. النقد الأدبي]. ويذكر أيضاً من رواد هذا الاتجاه إليزابيت بوين Elizabeth Bowen وربكا ويست Rebecca West. وهناك أيضاً وليم گولدنگ وأنتوني برجس Antony Burgess ودوريس ليسينگ وتعد روايتها الأخيرة «المفكرة المضىية» (1962) The Golden Notebook أفضل مثال على هذا الاتجاه.

وفي الشعر كانت الحال مماثلة لحال الرواية فلم يأت الشعراء بجديد إلا في تأكيدهم حتى الشاعر إنسان عادي يصور الواقع بصدق، مع ما يتصف به من الضياع وفقدان المعنى، وذلك بأسلوب سهل وبليغ. وقد ألف الشعراء الذين كان بعضهم روائيين أيضاً من أمثال إيميس وجون وين وفيليپ لاركين Philip Larkin، نواة جماعة من الشعراء دعيت «شعراء الحركة» The Movement [ر.إيميس]، وكان من أبرز ما سعى إليه هؤلاء الشعراء هوتصوير واقع مثقفي الطبقة الوسطى بأسلوب ساخر بعيد عن الرومنسية. مع انتماء هؤلاء الشعراء لحركة واحدة فإنهم تميزوا أيضاً بالتنوع في الموضوعات والأسلوب مما جعل الشعر في هذه الفترة غير مقيد بتيار واحد أوأسلوب واحد، بل كان الشعار الوحيد له هو«الحقيقة هي الجمال والجمال هوالحقيقة». ولكن الشعراء الذين ظهروا بعد الستينات والسبعينات من القرن العشرين وجدوا حتى الشعر بات محدوداً جداً ومحصوراً في تصوير سطحي للواقع فأخذوا يخرجون من هذا الإطار ليسبروا أغوار النفس البشرية سبراً عميقاً بارعاً، ويعد تد هيوز Ted Hughes وجفري هيل Geoffery Hill وتوم گن Thom Gunn في أبرز شعراء هذه الفترة. أما الشاعر الإيرلندي شيمس هيني Seamus Heaney فقد حاول في السنوات الأخيرة الجمع بين الاتجاهين وحصد شهرة واسعة وعُد في رواد الشعر الإنگليزي، ومن أبرز قصائده «الشمال» (1975) North و«جزيرة المحطة» (1984) Station Island.

وتميزت حقبة ما بعد السبعينات حتى التسعينات عامة بانفتاح واسع على عدة تيارات وأساليب في الكتابة وعلى عدة نظريات ورؤى للواقع راوحت بين التقليد والابتكار، ففي المسرح، الذي بقي من أبرز الأجناس الأدبية ذات الطابع السياسي والاجتماعي، حاول بعض كتّاب المسرح مثل تريفر گريفيث Trevor Griffiths وهوارد برنتون Howard Brenton، وداڤيد هير David Hare حتى يخرجوا من الإطار المسرحي في كتابة النص باستخدامهم تقنيات السينما والتلفزيون وإدخالها في صميم النص وواقع الأحداث، وتبعهم في هذا توم ستوبارد وآلان إيكبورن Alan Ayckbourn وآلان بينيت Alan Bennett وسيمون گراي Simon Gray. وفي الرواية اجتهد بعضهم في تطوير أساليب نثرية جديدة ومبتكرة في محاولة منهم لخوض تجارب حديثة في الكتابة النثرية، ومن هؤلاء دونالد مايكل توماس Donald Michael Thomas في روايته «الفندق الأبيض» (1981) White Hotel. ولكن لم يمنع هذا من استمرار تيار الروايات التقليدية الخالية من التعقيد والغرابة، بل من استمرار شعبيتها لدى القرّاء، ويدلّ على هذا الشهرة التي نالتها الروائية أنيتا بروكنر Anita Brookner برواياتها التقليدية السهلة الخالية من التصنع ومحاولات الابتكار والتجديد مثل روايتها «بداية في الحياة» (1981) A Start in Life. إن هذا التنوع والتفاوت في أنماط الأعمال الأدبية الإنكليزية في السنوات الأخيرة من القرن العشرين قد جعل من غير الممكن تصنيفها تحت تيار أومدرسة أدبية واحدة، ولكن كان هناك اتجاه واضح وعام لمدة وجيزة نحوالاهتمام بموضوعات لا تتعلق فقط بالطبقة الوسطى المثقفة وإنما بالشباب الضائع والطبقة العاملة الفقيرة، بل فئة المشردين والخارجين على القانون، وبدا وكأن فن كتابة الأدب سيشهد تحولاً لا في موضوعاته فحسب بل سينتقل من كتّاب الطبقة الوسطى المثقفة والأكاديمية إلى كتّاب ينتمون إلى هذه الطبقات الفقيرة في المجتمع، وبهذا يحصل تحول كبير في الأدب الإنكليزي ليفقد جذوره التقليدية. وقد اتضح هذا الاتجاه الجديد في «شعر الاحتجاج» Protest Poetry الذي خطهتوني هاريسون Tony Harrison ودوگلاس دن Douglas Dunn. ولكن هذا التحول لم يدم إلا مدة قصيرة وعادت الكتابة من حديث إلى برجها العاجي لتبقى حصراً نشاطاً برجوازياً ليبرالياً يمارسه من هم مؤهلون لها من الكتّاب المثقفين. وظهر شعراء مثل كريگ رين Craig Raine وروائيون مثل مارتن أميس Martin Amis. ولكن الكتابة والإبداع الأدبي باتا مهددين بالركود في المملكة المتحدة بسبب انحدار مستويات التعليم وعدم إقبال الجيل الجديد على المطالعة. ولكن المحاولات والأعمال تستمر في الظهور لتدل على استمرار عراقة الأدب الإنكليزي وديمومته.


انظر أيضاً

  • تاريخ الأدب الإنگليزي
  • الأدب الأمريكي
  • Anglo-Welsh literature
  • الأدب الأسترالي
  • الأدب البريطاني
  • الأدب الكندي
  • الأدب الإنجليزي اليهودي المبكر
  • الأدب الإنجليزي الهندي
  • الأدب الأيرلندي
  • قائمة شعراء اللغة الإنگليزية
  • أدب جنوب أفريقيا
  • أدب نيوزيلاندا
  • Postcolonial literature
  • Women's writing in English

وصلات خارجية

  • Luminarium: Anthology of Middle English Literature (1350-1485)
  • Luminarium: 16th Century Renaissance English Literature (1485-1603)
  • Luminarium: Seventeenth Century English Literature (1603-1660)
  • Norton Anthology of English Literature
  • A Bibliography of Literary Theory, Criticism and Philology Ed. José Ángel García Landa, (University of Zaragoza, Spain)
تاريخ النشر: 2020-06-04 10:11:09
التصنيفات: أدب إنجليزي, ثقافة اللغة الإنجليزية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

ابن كيران: ما نشر حول مرضي ووجودي في المستشفى العسكري غير صحيح

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-10 12:20:56
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 53%

جمال بن العمري: غادرت إقامة الوداد بسبب أمور مست شخصي كلاعب

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-10 12:19:56
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 85%

الكنيسة الأسقفية: زواج المثليين يتنافى مع إيماننا المسيحي ولا نقبل به

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-10 12:19:44
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 57%

«الشكاوى الحكومية»: 113 ألف طلب واستغاثة من المواطنين خلال يناير

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-10 12:19:46
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

عاجل.. هزة أرضية بقوة 3.9 ريختر تضرب سوريا - أخبار العالم

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-10 12:20:30
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 54%

كيف تعمل إسرائيل على استغلال علاقتها بالمغرب للتوغل إفريقيا؟

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-10 12:19:52
مستوى الصحة: 72% الأهمية: 71%

فريق أيوب الكعبي يقدم طلبا بالانسحاب من الدوري التركي

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-10 12:20:58
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 60%

الفنان شريف إدريس يعلن وفاة والده: «أبويا مات» - فن

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-10 12:20:36
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

لسد الخصاص وخفض الأثمان.. الحكومة تستورد 200 ألف رأس من الأبقار

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-10 12:19:54
مستوى الصحة: 67% الأهمية: 76%

بعد أخنوش.. بنعلي تطمئن المغاربة: المواد الطاقية متوفرة بطريقة منتظمة

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-10 12:21:00
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 70%

حصيلة ضحايا زلزال تركيا ترتفع إلى 18342 قتيلا

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-10 12:20:44
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 50%

تحميل تطبيق المنصة العربية