القاموس الفلسفي
|
هذا الموضوع مبني على منطقة لابراهيم العريس. |
القاموس الفلسفي هوقاموس موسوعي للفيلسوف ڤولتير نشر في 1764. ويضم هذا القاموس الموضوعات التي يتم ترتيبها أبجديا وكثيرا ما تنتقد الكنيسة الكاثوليكية وغيرها من المؤسسات.
المؤلف
خط ڤولتير معظم دراسات هذا الكتاب في فترة لاحقة من حياته. وكانت تلك الحياة التي بدأت في باريس وانتهت في باريس (1694 - 1778) مملوءة بالمغامرات والأفكار والهروب والتأليف والتعليم والخيبات، خصوصاً ان فرانسوا ماري آرويه (وهذا هوالاسم الحقيقي والكامل لڤولتير) عاش خلال واحد من الأزمان الأكثر صخباً، وفي صلب فترة انتنطقية من تاريخ البشرية، أفاده هذا، لكنه جعله يدفع الثمن أيضاً. فضرب وأهين وطرد في مكان بينما كرم وعزز في اماكن اخرى. دافع عن الحثالة وصادق الملوك. وانتهى عجوزاً هادئاً قلقاً صامتاً...
كان ڤولتير، بفنه كما بفكره، ينتمي الى الماضي بقدر ما يبشر بالمستقبل. والنتاج الضخم الذي خلّفه فقد مع الزمن قدراً من الراهنية التي كانت له طوال القرن التاسع عشر، لكنه يبقى على رغم تفاوت قيمته بين كتاب وآخر، بين فكرة وأخرى، شهادة على ذهن دائم اليقظة. ذلك ان اسلوبه العامر بالحياة كان يشف عن الحضور الدائم لعقل مثقف وصاحٍ. وهو، حتى يومنا هذا، لا يزال يعلّم انسانية اليوم، المتنوعة كلياً عن الانسانية التي خط لها، ان عليها ألا ترضى بأن تخدع، وألا تحمل الاكاذيب والأوهام ورتابة الفكر على محمل الحقائق الجوهرية». هل هذا هوالحكم النهائي الذي كان على القرن العشرين ان يطلقه على فولتير،يا ترى؟ أجل... الى حد كبير. فالحال ان هذا المفكر الذي كان فكره واحداً من الأسس التي قامت عليها الثورة الفرنسية، يظهر اليوم في معظم خطه وكتاباته وكأن الزمن قد تجاوزه، حيث يصعب على البعض حتى ان يدرجه في قائمة الفلاسفة الخالدين الذين صنعوا للإنسانية فكرها المنشّط والمحرّك. ولكن، بعد جميع شيء، هل كان فولتير فيلسوفاً حقاً؟
ان التشديد على هذا السؤال الى درجة تحوّله الى ما يشبه النفي، الا يلغي واقع ان فولتير قد اشتغل حقاً في الفلسفة، وكانت له آراؤه الفلسفية. بل يمكن ان نقول، بعد تصفح واحد من آخر خطه، وأكثرها شهرة «القاموس الفلسفي»، ان فولتير خدم الفلسفة بأكثر مما عمل اي مؤرخ آخر للفلسفة في زمنه: أوجد لها قاموساً لم يكن له وجود من قبل. نظّم فهمها... من دون ان يدّعي الموضوعية في ذلك. ومن هنا لا ريب في ان فلسفة أكيدة وفي تفاصيل التفاصيل، تملأ صفحات ذلك السفر الذي لا يزال حياً حتى اليوم... مع ان علينا ان نقرأه من دون ان نحصر تفكيرنا فيه بأنه «قاموس» لا أكثر. والأهم من هذا، اذ أخّر فولتير وضع هذا الكتاب، حتى سنوات عمره الأخيرة، على رغم انه كان خطّط له قبل ذلك بفترة طويلة من الزمن، لا ريب انه اراد منه انقد يكون نوعاً من الوصية الفكرية. والخلاصة المسهبة والواعية لكل ما عايش وعهد وابتكر من افكار. ناهيك بأن فولتير قدم في هذا «القاموس الفلسفي» نظرة الى الدين والله تتناقض مع ما كان أثر عنه: فهوهنا لا يظهر ملحداً كما اعتاد مؤرخوه تصويره، بل حلولياً، يؤمن بوجود الله كقوة خالقة للكون فاعلة فيه... وذلك من دون ان يتراجع عن مواقفه المناهضة لرجال الدين والتي كانت كلفته كثيراً.
المواضيع
نشر ڤولتير «القاموس الفلسفي» في عام 1764، وكان في السبعين من عمره، هوالذي عمّر حتى الرابعة والثمانين. وحين جمع مادته وحررها، كان قد انصرف ليعيش عيش الدعة والسكينة في عزبته «وليس»، شاعراً انه اخيراً في مأمن يحميه فيه مجده وابتعاده من صخب العاصمة، وثرثرة مثقفيها. في تلك الآونة كان يشعر ان في امكانه ان يقول، أخيراً، جميع ما كان يريد قوله. وكان يريد ان يقول الكثير، أولاً، لأنه كان يؤمن بأن الاستمرار في الحياة يعني ضرورة الاستمرار في التفكير، وثانياً لأنه كان يرى ان ثمة اجيالاً من المفكرين اصغر منه سناً وقيمة وخبرة، تحاول ان تتجاوزه... لذلك عليه ان يفكر وأن يخط كثيراً. والحال ان تلك الفترة من حياته كانت الفترة التي خط فيها بعض أبرز اعماله، من «خطاب حول الدين الطبيعي» الى «كانديد». وكانت مساهمته في «الموسوعة»، وفرت له الوقت والإمكانية لكتابة الكثير من المواضيع والدراسات الفلسفية لكي تنشر فيها. وهوجمع تلك الموضوعات وأضاف اليها وعدّل بعضها، ولم ينتظر صدور «الموسوعة»، بل اصدر قاموسه مؤلفاً من جميع ذلك، وأطلق عليه اسماً عملياً هو«القاموس الفلسفي المحمول» ومن هنا عهد هذا القاموس دائماً باسم «المحمول».
إضافة الى هذا كانت ثمة منطقات اخرى عدة اتىت في القاموس مكرّسة لقضايا السياسة ولا سيما الحرية، ولمسائل القوانين وعلاقة الانسان بها، والحروب والدول، والحكومات مع مفاضلة - تبدوحتى يومنا هذا شديدة المعاصرة - بين شتى انواع الحكومات. وفي هذه الدراسات كافة جعل فولتير من نفسه، مرة اخرى، مدافعاً حياً وحيوياً عن حرية الفكر. وكذلك عن النظام الدستوري. فبالنسبة اليه دولة القانون هي الدولة الأفضل والمدينة المثالية. والطريف ان منطقه عن دولة القانون جعله على شكل حوار، حيث يسأل واحد الآخر: «ما هي أفضل الدول؟» فيأتيه جواب الآخر: انها الدولة التي لا يطاع فيها شيء سوى القانون. ولكن، ما إذا يرتاح المرء الى هذا الجواب حتى يأتي استطراد من ڤولتير يقول: «بيد حتى هذه الدولة لا وجود لها». وإضافة الى هذا كله يحفل «القاموس المحمول» بالكثير من الموضوعات حول فهم النفس وفهم الجمال، وفهم الأخلاق... وهي علوم يعتبرها ڤولتير في الآن عينه جزءاً من السياسة وجزءاً من الفلسفة. وهذا واضح من خلال السياق التحليلي.
كما أشرنا، جعل ڤولتير الكثير من الأفكار المعبّر عنها في الكتاب، يأتي على شكل حوارات: مثلاً بين انكليزي وإسباني حول حرية الفكر. وبين فيلسوف إغريقي ومفكر سيتثي حول وجود الله. وبين «فقير» هندي - شرقي ومواطن صيني. أوبين صينيين وهجريين. وفي الأحوال كافة، وكما يشرح مؤرخوهذا العمل الفذ «مهما كانت جنسية المتحاورين فإن الأسلوب دائماً واحد: احد المتحاورين يظهر جاهلاً تماماً لكنه مملوء بالحس السليم، أما الآخر فيبدوعالماً ضخماً بالأفكار، لكنه سرعان ما يفقد افكاره ويكون على الثاني، الجاهل، حتى ينوّره».
التأثيرات
المصادر
- دار الحياة
بيبلوغرافيا
-
Voltaire (1962). Philosophical Dictionary. New York: Basic Books inc. Unknown parameter
|coauthors=ignored (|author=suggested) (help) - Pearson, Roger (2005). Voltaire Almighty: A life in Pursuit of Freedom. New York: Bloomsbury.
- Gay, Peter (1959). Voltaire’s Politics: the Poet as Realist. Princeton: Princeton University Press.
-
Orieux, Jean (1979). Voltaire. Garden City: Doubleday and company. Unknown parameter
|coauthors=ignored (|author=suggested) (help)
وصلات خارجية
- Extracts from Dictionnaire philosophique
- Dictionnaire philosophique (avec préfaces, avertissements, notes, etc. par M. Beuchot) (Paris : Werdet et Lequien fils : Firmin Didot frères, 1829)
- Volume 1 from books.google.com
- Volume 2 from books.google.com
- Volume 4 from books.google.com
- Dictionnaire philosophique, portatif from books.google.com
- A Philosophical Dictionnary from the French of M. de Voltaire Volume ثلاثة (London: Hunt, 1824)
- Voltaire's Philosophical Dictionnary (Project Gutenberg)
