ميشال ستروگوف

ميشال ستروگوف
	الطبعة الأولى، 1876
المؤلف	جول ڤيرن
العنوان الأصلي	Michel Strogoff
المُترجم	و. هـ. گ. كنگستون (نُشرت تحت اسمه، ولكن في الواقع ترجمتها زوجته أگنس كنلوك كنگستون)
مصور	جول فيرا
البلد	فرنسا
اللغة	الفرنسية
السلسلة	The Extraordinary Voyages #14
النوع	رواية مغامرات
الناشر	پيير-جول هتزل
تاريخ النشر	1876
نُشرت ; بالإنگليزية	1876
نمط الطباعة	Print (Hardback)
ISBN	N/A
سبقه	The Survivors of the Chancellor
	Off on a Comet

هذا الموضوع مبني على
منطقة لابراهيم العريس.

ميشال ستروگوف: رسول القيصر Michael Strogoff: The Courier of the Czar (بالفرنسية: Michel Strogoff) هي رواية خطها جول ڤيرن في 1876. يعتبرها النقاد^[] واحدة من أفضل خط ڤيرن. وعلى العكس من روايات فيرن الشهيرة الأخرى، فإنها ليست خيال فهمي، ولكنها تستخدم ظاهرة فهمية كأداة للحبكة القصصية. الكتاب تحول لاحقاً إلى مسرحية، على يد فيرن نفسه وأدولف دينري. الخلفية الموسيقية للمسرحية خطها جول ماسنيه في 1880. وقد اُستُخدم الكتاب عدة مرات كمادة لأفلام ومسلسلات كرتون.

مقدمة

جول فيرن، المحرر الفرنسي الذي كان رائداً من رواد أدب الخيال الفهمي، وواحداً من مؤسسي الأدب القائم على الفهم عموماً، بدأ يحقق النجاح منذ روايته الأولى التي نشرها له هتزل في العام 1863. ونعهد ان هتزل نفسه، والذي ارتبط اسمه كناشر، باسم جول فيرن على الدوام، كان من الحماسة للمحرر الى درجة انه سرعان ما وقّع معه عقداً يطاول عشرين سنة، يتوجب على فيرن خلاله ان يقدم لناشره رواية جديدة جميع ستة اشهر، اواربعين رواية خلال جميع تلك الفترة. وهتزل لم يكن مخطئاً في تسقطاته، ذلك ان الروايات، حين راحت تنشر واحدة اثر الأخرى، حققت كلّها من النجاح الجماهيري ما ادهش المراقبين، وما دفع هتزل نفسه الى ان يزيد من قيمة العقد مرة بعد مرة. ونعهد ان هذا النجاح الساحق قد وصل الى ذروته في العام 1873 مع نشر رواية «حول العالم في ثمانين يوماً» مسلسلة اولاً في صحيفة «الزمن» ثم في كتاب، بخاصة ان مراسلي الصحف الأميركية في باريس كانوا يرسلون، برقاً، ملخصات للفصول المنشورة الى صحفهم لتنشر هناك. لقد بات واضحاً في ذلك الحين ان النجاح اسطوري وعلى الصعيد العالمي، ما اسس حقاً لما في امكاننا ان نطلق عليه اليوم اسم «عولمة الأدب».

والحال ان هذه العولمة التي تأمنت بفضل نجاح روايات جول فيرن، كان لها وجه آخر يرتبط هذه المرة بالمواضيع والأجواء التي خلقها وضمّنها اعماله. فإذا كان الكتّاب عادة قد مالوا الى الكتابة عن بلدانهم، فإذا حادوا عنها توجهوا الى تاريخ البلدان الأخرى، فإن جول فيرن جدّد في هذا السياق، حيث ان عدداً لا بأس به من رواياته قد دار، أحداثاً، خارج بلده فرنسا. والطريف ان الرجل الذي لم يعهد بكثرة اسفاره (وكيف يسافر كثيراً وهومجبر على الجلوس خلف طاولته للكتابة، يومياً، تطبيقاً لعقوده؟). عهد كيف من الممكن أن يصف البلدان الأخرى التي موضع فيها احداث رواياته، بشكل اقترب احياناً من حدود الدقة. وحسبنا في هذا السياق ان نتذكر فصول «حول العالم في ثمانين يوماً» المتلاحقة والمتنقلة من بلد الى آخر حتى نصاب بالدهشة، وبخاصة متى فهمنا ان فيرن لم يزر معظم البلدان التي وصفها.

غير ان حال «حول العالم...» لم تكن شيئاً، في هذا المجال، مقارنة بحال رواية تالية لفيرن، صدرت في العام 1876، اي بعد تلك الرواية الفذة بثلاثة اعوام، وفي زمن كان المحرر يعيش أعلى درجات نجاحه. وهذه الرواية هي «ميشال ستروغوف» التي، حتى وإن كانت خالية كلياً من تلك العناصر التقنية والتنبؤية التي طبعت معظم اعمال المحرر، تعتبر الأجمل بين رواياته. والطريف ان قراء كثراً يقبلون على «ميشال ستروغوف» ويقرأونها ناسين ان محررها فرنسي. كثر يخيل إليهم لردح من الزمن، ان المحرر روسي. وثمة من يخلط بينها وبين اعمال لغوغول، وربما دوستويفسكي ايضاً، حتى وإن كان لا علاقة لها بهذين على الإطلاق. والسبب بسيط: ان في «ميشال ستروغوف» من وصف مقنع ودقيق للحياة والعادات والأجواء الروسية لاسيما في شرق روسيا، ما يدهش، ويدفع دائماً الى السؤال: من اين اتى جول فيرن بهذا كله وكيف قيّض له ان يعهد جميع هذه الأمور عن روسيا وتاريخها وشعوبها وألوانها وذاكرتها الشعبية وما إلى ذلك؟

السيرة

على أي حال، من المؤكد ان من يقرأ الرواية ويغرق في قراءتها كلياً، لن يهتم كثيراً بأن يبحث عن إجابات لأسئلة من هذا النوع. ذلك ان «ميشال ستروغوف» تقرأ بشغف ومتعة وتقبض على انفاس قارئها منذ الصفحة الأولى حتى السطور الأخيرة. فهي، اولاً وأخيراً، رواية مغامرات ممتعة، همها ان تسلي القارئ وترفه عنه وتثيره. اما اذا كانت قد جعلت ملايين القراء في شتى اللغات وفي انحاء العالم كافة يندمجون من خلالها في الحياة الروسية، وربما يكتشفون للمرة الأولى في حياتهم وجود تلك الأمة المدهشة وقارتها الشاسعة، فأمور لا تأتي هنا في المقام الأول.

إذاً، فنحن هنا امام رواية مغامرات، والمغامرات فيها هي تلك التي يقوم بها ميشال ستروغوف نفسه وهوضابط مكلف بإيصال بريد القيصر. اما البريد الذي يتعين عليه ايصاله اليوم فهورسالة يجب ان تصل بسرعة من العاصمة الى حامية مدينة إركوتسك الواقعة الى اقصى الشرق من البلاد الروسية عبر سيبيريا، لتنبّه تلك الحامية الى خطر محدق بها يتمثل في جماعات التاتار الذين يستعدون بقيادة المتمرد ايفان اوغاريف الى غزوتلك المدينة والانطلاق منها - إذ يصبح ذلك سهلاً بعد غزوها - للسيطرة على سيبيريا وربما على روسيا كلها. إلى غير ذلك يحمل ستروغوف رسالته ويسرع قاطعاً روسيا من غربها الى شرقها. ولسنا في حاجة هنا الى القول انه في نهاية الأمر سينجح في مسعاه. فالمنطق يقول هذا، بالطبع، إنما المهم هوالكيفية التي ينجح بها. والصعوبات التي يتمكن من اجتيازها والمخاطر التي يتعرض لها، لا سيما حين يقبض عليه المتمردون مرة، اويجابهه الحظ التعيس مرة، اويضيع في الطريق مرة وما الى ذلك، سليم ان هذا كله يعطي جول فيرن الفرصة لكي يصف لنا ارضاً وشعباً وأجواء، لكن شخصية ميشال ستروغوف انما هي سباق مع الزمن والموت والفشل. ولئن كان يمكن استخلاص اي تفهم منها، فإنما يتعلق هذا الدرس بقدرة الإنسان على تحدي جميع الصعاب والتغلب عليها حينقد يكون لديه العزم والدافع ولا يرغب في الاستكانة الى قدره. غير ان هذا الدرس يظل ثانوياً امام سرد جول فيرن ووصفه الذي يكادقد يكون بصرياً لما يعيشه بطله.

المؤلف

من المؤكد ان رواية «ميشال ستروگوف» كانت واحدة من اعمال جول فيرن المفضلة لديه، وليس ذلك فقط لأنها درّت عليه من المال (الى جانب «حول العالم في ثمانين يوم») ما مكّنه من شراء قصر منيف عاش فيه بقية ايام حياته مرفهاً، بل ايضاً لأنها كانت العمل الأكثر انسانية بين اعماله، هوالذي كان اشتراكياً ذا نزعة انسانية تؤمن بالإرادة البشرية الى جانب الإيمان بالفهم. ومن هنا، لم يكن غريباً ان يحوّلها في العام 1880 الى مسرحية حققت نجاحاً كبيراً بدورها. وجول فيرن (1828- 1905) يعتبر على العموم ظاهرة من ظواهر الكتابة على مدى التاريخ الأدبي، وكانت اعماله ذات حقبة تعتبر الأكثر رواجاً في العالم بعد الخط المقدسة. ومن أبرز اعماله التي لا يسهل احصاؤها «خمسة أسابيع في مالون» و«رحلة الى القمر» و«رحلة إلى باطن الأرض» و«20 ألف فرسخ تحت الماء» و«ماتياس ساندورف» وغيرها من اعمال غذت زمنها كما غذت الأزمان التالية له.