محمد بن عبد الملك الشنتريني
محمد بن عبد الملك الشنتريني (ت. 549هـ/1154م) من نحاة القرن السادس الهجري. نقل صاحب «نفح الطيب» عن السلفي في وصف المصنف قوله: «كان من أهل الفضل الوافر، والصلاح الظاهر، وكانت له حلقة في جامع مصر لإقراء النحو، وكثيراً ما كان يحضر عندي ـ رحمه الله تعالى ـ مدة مقامي بالفسطاط».
سيرته
هوأبوبكر محمد بن عبد الملك بن محمد، المعروف بابن السَّراج، ونسبته إلى شنترين، بلدة قرب باجة في الأندلس، غربي قرطبة، نطق ياقوت: وهي الآن للإفرنج، مُلكت في سنة 543هـ.
استقر في إشبيلية ووجهه أبوه إلى دراسة النحو، وسمع بعض الأحاديث والأحكام الفقهية، والأخبار والأشعار. ثم صار أحد أئمة العربية والمبرّزين فيها.
ذكر المترجمون أنّ أبا بكر محمد بن عبد الملك رحل إلى الشرق سنة 515هـ، فنزل مصر وأقرأ بها، وحدث، وكانت له حلقة في جامع مصر لإقراء النحو، ثم قصد اليمن، فأقام بها مدة، ثم عاد إلى مصر.
من تلاميذه: أبوحفص عمر بن إسماعيل من شيوخ ابن خير، لقيه في رحلته سنة 531هـ، وروى عنه فهم الحديث. وأبوالحسن علي بن عبد الله النابلسي المعروف بابن العطار، وذكر أنّ أبا بكر الشنتريني الأندلسي هوأبرز أساتذة عبد الله بن بري النحوي واللغوي المشهور (ت 582هـ)، قرأ عليه النحوواللغة والأدب ومن بين ما قرأه عليه كتاب سيبويه، وذكر ابن بري أنّ بداية توجهه لقراءة النحوكانت عليه، وكذا أخذ الأدب واللغة.
وعاصر عدداً من الأدباء والنحويين في الأندلس وفي مصر واليمن ومكة، فأخذ علوم العربية عن ابن أبي العافية (ت 509هـ) النحوي المقرئ بجامع إشبيلية، مهد الفهم آنئذ، وهوأنبه الفهماء في فهم رجال الأدب في الأندلس.
وبرز من شيوخه ابن الأخضر علي ابن عبد الرحمن الإشبيلي (ت 514هـ) الذي كان مقدماً في العربية واللغة، وكان ثقة ثبتاً، وكلاهما أخذ عن أبي الحجاج الأفهم الشنتمري شارح المعلقات وديوان الحماسة وشعر حبيب.
تخصصت مصنفاته في مجال اللغة والأدب والنحووالعروض منها: «تلقيح الألباب في فضائل الإعراب» عني فيه بالحديث عن العلل النحوية وأسرار العربية. وكتاب «تنبيه الألباب على فضائل الإعراب»، تحدث فيه عن فضل العربية وأهمية تفهمها.
ومن خطه: «جواهر الآداب وذخائر الشعراء والكتاب» و«مختصر العمدة» لابن رشيق، والتنبيه إلى أغلاطه، و«تقويم البيان لتحرير الأوزان» و«المعيار في أوزان الأشعار والكافي في فهم القوافي».
بيّن أبوبكر الشنتريني قيمة كتابه «المعيار في أوزان الأشعار» والباعث على تأليفه فنطق: «إنّ الشعر لما كان ديوان العرب المثقف لأخبارها، والمقيد لأوزان كلامها، والمبين لمعاني ألفاظها، والمنبه على أدابها ومكارم أخلاقها وكان حجة نرجع إليها في تفسير ما أشكل من كتاب الله تعالى ومفزعاً يلجأ إليه في بيان ما اسبتهم من حديث رسول الله رأيت حتى العناية بفهم أوزانه مهمة في الدين... لأن الجهل بالوزن يؤدي إلى تغيير اللفظ بتحريك الساكن، أوإسكان متحرك، أوتخفيف مشدد، أوتشديد مخفف، وذلك يبطل الثقة بحدثاته، ويمنع الاستشهاد بلغاته، لتعرضها للاحتمال عند من يجهل الوزن، وما كانت هذه سبيله فلا يجوز الاستدلال به إذ ليس أحد محتملاته بأولى به من الآخر».
كانت حياته عامرة بالفهم والتعليم، وقد جاور مكة مدة، وتوفي بمصر.
المصادر
- أيمن الشوا. "الشَّنْتَريني (محمد بن عبد الملك ـ)". الموسوعة العربية.
للاستزادة
- القفطي، إنباه الرواة، تحقيق محمد أبوالفضل إبراهيم (دار الفكر العربي، القاهرة 1986م).
- الشنتريني الأندلسي، المعيار في أوزان الأشعار، تحقيق محمد رضوان الداية (دار الأنوار، بيروت 1968م).
- السيوطي، بغية الوعاة، تحقيق محمد أبوالفضل إبراهيم (المخطة العصرية، بيروت 1964).
- الشنتريني، تنبيه الألباب على فضائل الإعراب، تحقيق الحموز (دار عمار، الأردن 1995م).