علي عبد الرازق

عودة للموسوعة

علي عبد الرازق

علي عبد الرازق

علي حسن أحمد عبدالرزاق (قرية أبوجرج بمحافظة المنيا عام 1888 - 1966) هومؤلف كتاب الاسلام واصول الحكم. ولد في أسرة ثرية تملكسبعة آلاف فدان. حفظ القرآن في كتاب القرية، ثم مضى إلى الأزهر حيث حصل على درجة العالمية. ثم مضى إلى جامعة أوكسفورد البريطانية. وعقب عودته عُين قاضيا شرعيا.

أصدر عام 1925 كتاب "الإسلام وأصول الحكم" الذي أثار ضجة بسبب آرائه في موقف الإسلام من "الخلافة"؛ فرد عليه الأزهر بكتاب "نقد كتاب الإسلام وأصول الحكم" ثم سحب منه شهادة العالمية، وشن حملة على رأيه. عمل علي عبد الرازق بالمحاماة، ثم انتخب عضوا في مجلس النواب، ثم عضوا في مجلس الشيوخ، ثم اختير وزيرا للأوقاف.

النشأة

على عبد الرازق (1888-1967)

علي عبد الرازق ولد في قرية "أبوجرج"، مركز بني مزار بمحافظة المنيا"، من صعيد مصر سنة 1305 هـ 1887م. التحق –بعد حتى حفظ القرآن الكريم- بالأزهر –في القاهرة- وكان من شيوخه الذي تلقى عنهم الفهم الشيخ أحمد أبوخطوة 1268 هـ - 1324 هـ/1852 - 1906 والشيخ أبوعليان. في سنة 1008م نشأت الجامعة المصرية. لتنهج في التعليم مناهج الحضارة الغربية فالتحق بها علي عبد الرازق، وجمع بين الدراسة فيها والدراسة في الأزهر الشريف. في سنة 1912م تخرج من الأزهر، وحصل على شهادة "العالمية".

عقب تخرجه سافر إلى إنجلترا على نفقة أسرته، والتحق هناك بجامعة أكسفورد عازماً على دراسة الاقتصاد.. لكن اندلاع الحرب العالمية الأولى جعله يعود إلى مصر سنة 1915م.

في سنة 1915م عين قاضياً شرعياً.. واستمر في هذا العمل حتى أصدر كتابه [الإسلام وأصول الحكم] سنة 1925م –وكان قاضياً بمحكمة المنصورة الشرعية- فكان من تداعي أحداث المعركة السياسية التي أثارها هذا الكتاب حتى فصل من عمله في 17 سبتمبر سنة 1925م 29 صفر سنة 1344 هـ. تطبيقاً للحكم التأديـبي الذي أصدرته "هيئة كبار الفهماء" في 12 أغسطس سنة 1925م 22 محرم سنة 1344 هـ، والذي أخرجته بموجبه من "زمرة الفهماء" !

وبعد ذلك سافر إلى لندن، دارساً، وإلى شمال أفريقيا، سائحاً. ومن هناك خط عدداً من الموضوعات التي نشرتها له مجلة [السياسة] التي كان يصدرها، الأحرار الدستوريون".

وبعد حتى تولى أخوه الشيخ مصطفى عبد الرازق باشا 1302 - 1366 هـ 1885 - 1946 مشيخة الأزهر سنة 1945م. أعاده إلى زمرة الفهماء.

دخل الوزارة، وزيراً للأوقاف، ما بين 28 ديسمبر سنة 1948م و25 يوليوسنة 1949م في الوزارة التي رأسها إبراهيم عبد الهادي باشا 1316 - 1401 هـ 1898 - 1981.. كما شغل عضوية مجلس النواب، ومجلس الشيوخ. وعين عضواً بمجمع اللغة العربية بالقاهرة.

توفي في جمادى الآخرة من عام 1386 هـ الموافق 23 سبتمبر 1966م.


خطه الأخرى

حاضر طلبة الدكتوراة في جامعة القاهرة عشرين عاما في مصادر الفقه الإسلامي، وله عدد من الخط، منها:

  • الإسلام وأصول الحكم
  • "أمالي علي عبد الرازق"،
  • "الإجماع في الشريعة الإسلامية"،
  • "من آثار مصطفى عبد الرازق".

جدل

  • -1-تأليفه كتاب (الإسلام وأصول الحكم) بعد سقوط الخلافة العثمانية! ليقول فيه بأن الإسلام دين لا دولة، ورسالة روحية لا علاقة لها بالحكومة والسياسة الدنيوية وعمارة الكون وتنظيم المجتمعات. وأن محمداً صلى الله عليه وسلم لم يؤسس دولة! ولم يرأس حكومة ! ولم يسس مجتمعاً !، ولم يدعُ إلى شيء من ذلك، بل كان رسولاً فقط، ما عليه إلا البلاغ.

فهويسقط نظرة النصارى إلى دينهم على دين الإسلام، ويدعوإلى فهمانية تفصل بين الدين والدولة، ومما يلفت النظر في عمله هذا أمران:

  • أنه أصدره بعد سقوط الخلافة العثمانية من قبل (كمال أتاتورك) عام (1924م).
  • أن هذا العمل اتى من شيخ أزهري!
  • بعد صدور كتابه هذا قام الفهماء في الأزهر بدارسته ثم محاكمة مؤلفه وإخراجه من زمرة الفهماء .

وقد لخصوا في بيانهم وحكمهم أبرز انحرافات الكتاب، وهي:

  1. جعل الشريعة الإسلامية شريعة روحية محضة لا علاقة لها بالحكم والتطبيق في أمور الدنيا.
  2. وأن الدين لا يمنع من حتى جهاد النبي صلى الله عليه وسلم كان في سبيل الملك لا في سبيل الدين ولا لإبلاغ الدعوة إلى العالمين.
  3. وأن نظام الحكم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان موضوع غموض أوإبهام أواضطراب أونقص وموجباً للحيرة.
  4. وأن مهمة النبي صلى الله عليه وسلم كانت بلاغاً للشريعة مجرداً عن الحكم والتطبيق.
  5. إنكار إجماع الصحابة على وجوب نصب الإمام، وعلى أنه لابد للأمة ممن يقوم بأمرها في الدين والدنيا.
  6. إنكار حتى القضاء وظيفة شرعية.
  7. وأن حكومة أبي بكر والخلفاء الراشدين من بعده رضي الله عنهم كانت لا دينية.

(انظر : حكم هيئة كبار الفهماء في كتاب الإسلام وأصول الحكم، ص5،6)

ثم فند الفهماء هذه الانحرافات في حكمهم السابق، فليراجع

  • -رد على هذا الكتاب مجموعة من الفهماء، من أبرز تلك الردود: كتاب (نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم) للشيخ محمد الخضر حسين، الصادر سنة 1926م.
  • -يقول الأستاذ أنور الجندي: (كتاب الإسلام وأصول الحكم ليس من تأليف علي بعد الرازق بل من تأليف مرجليوث.

تهمة خداع جماهير المسلمين

كان السؤال عن دعوى علي عبد الرازق في كتابه (الإسلام وأصول الحكم) التي لا تزال قوى التغريب والغزوالثقافي والماركسيون والشعوبيون تجدد نشرها.. لخداع جماهير المسلمين عن حقيقة دينهم، وإذاعة مفهوم الدين العبادي القائم على الروحيات والمساجد وإنكار حقيقة الإسلام.. بوصفه ديناً ومنهج حياة، ونظام مجتمع، ويقوم الانادىء الخبيث الذي يثيره الاستشراق والشعوبية على حتى في الإسلام ممضىين.. أحدهما يقول: بأن الإسلام دين ودولة.. والآخر يقول: بأن الإسلام دين روحي.. ويضعون علي عبد الرازق على رأس الفريق الذي يقول هذا القول. والواقع حتى الإسلام ليس فيه غير رأي واحد.. هوالرأي الأول.. وأن ما مضى إليه علي عبد الرازق عام 1925م لم يكن من الإسلام في شيء .. ولم يكن علي عبد الرازق نفسه إماماً مجتهداً.. وإنما كان قاضياً شرعياً تلقفته قوى التغريب فاصطنعته تحت اسم (التجديد) ودعي علي عبد الرازق إلى لندن لحضور حلقات الاستشراق التي تروّج للأفكار المعارضة لحقيقة الإسلام وهدم مقوماته.. وأهدى هذا الكتاب الذي وضع عليه اسمه مترجماً إلى اللغة العربية وطلب إليه حتى يضيف إلى مادته بعض النصوص العربية التي يستطيع اقتباسها من خط الأدب. أما الكتاب نفسه فكان من تأليف قرم من أقرام الاستشراق، وداهية من رجال الصهيونية واليهودية العالمية.. هو(مرجليوث) الذي تقضي الصدف حتىقد يكون صاحب الأصل الذي نقل عنه طه حسين بحثه عن (الشعر الجاهلي) والذي أطلق عليه محمود محمد شاكر (حاشية طه حسين على درس مرجليوث)! ويمكن حتى نطلق الآن اسم (حاشية علي عبد الرازق على درس مرجليوث)، وقد كشف هذه الحقيقة الدكتور ضياء الدين الريس في بحثه القيم (الإسلام والخلافة في العصر الحديث).

رجال التغريب

إلى غير ذلك نجد حتى السموم المثارة في أفق الفكر الإسلامي توضع أساساً من رجال التغريب.. ثم تتخذ لها أسماء عربية لتحمل لواءها وتذيعها.. إيماناً بأن الاسم العربي أكثر تأثيراً، وأبعد أثراً في خداع الجماهير. ولقد طالما تحدث التغريبيون عن كتاب (الشعر الجاهلي) و(الإسلام وأصول الحكم) على أنهما نادىمة النهضة في الفكر الحديث.. ونحن نرى أنهما نادىمة التغريب التي حاولت خداع جماهير المسلمين عن حقائق الإسلام العظيم.

حركة اليقظة الإسلامية

مع حتى حركة اليقظة الإسلامية قابلت كتاب علي عبد الرازق المنحول وفندت فساد وجهته وأخطائه.. فإن قوى التغريب لا تزال تعيد نشره وطبعه، مع مقدمات ضافية يخطها كتاب مضللون شعوبيون يخدعون الناس بألقابهم وأسمائهم.. وهم يجدون في هذه الفترة التي يرتفع فيها صوت تطبيق الشريعة الإسلامية. والدعوة إلى الوحدة الإسلامية مناسبة لنفث هذه السموم مرة أخرى.. ولن يجديهم ذلك نفعاً.. فإن حدثة الحق يفترض أن تعلووتنتشر وتدحض باطل المضللين مهما تجمعوا له وقدموه في صفحات براقة مزخرفة، وأساليب خادعة كاذبة. إذا أول من كشف حقيقة الكتاب هوالشيخ (محمد بخيت) الذي رد على الشيخ علي عبد الرازق في كتابه (حقيقة الإسلام وأصول الحكم) ويعتبر واحد من الخط التي صدرت في الرد عليه.. حيث نطق:


مخلب القط

(لأنه فهمنا من كثيرين ممن يترددون على المؤلف حتى الكتاب ليس له منه إلا وضع اسمه عليه فقط.. فهومنسوب إليه فقط.. ليجعله واضعوه من غير المسلمين ضحية هذا العار، وألبسوه ثوب الخزي إلى يوم القيامة). قد علق الشيخ علي عبد الرازق على هذا المعنى حين نطق للماركسيين الذين اتصلوا به سنة 1964 لإعادة طبع كتابه حتى هذا الكتاب كان شؤماً عليه، وقد ألصق به كثيراً من المتاعب والشبهات.. والحقيقة أنه بعد حتى طرده الأزهريون من (هيئة الفهماء) ظل منسياً ومهجوراً وعاش بقية حياته منبتراً عن الحياة العامة..

مستشرق إنجليزي يهودي "مرجليوث"

بالرغم من حتى محاولات جرت لإعادته إلى زمرة الفهماء، وإلى مجمع اللغة.. فقد كان أشبه باللعنة على حياته كلها. ومن هذا الخيط الرفيع بدأت محاولة الدكتور ضياء الدين الريس فاستطاع حتى يصل إلى الحقيقة بأن محرر الكتاب في الحقيقة هومستشرق إنجليزي يهودي الأصل شن الهجوم على الخلافة .. لأن بلاده (بريطانيا) كانت في حرب مع هجريا.. وقد أعرب الخليفة العثماني الجهاد الديني ضدها.. والنصوص في الكتاب قاطعة بأنه كان موجهاً ضد الخلافة العثمانية.. فإنه يذكر بالاسم (السلطان محمد الخامس) الخليفة في ذلك الوقت الذي كان يسكن (قصر يلدز) وهناك نص آخر عن (جماعة الاتحاد والترقي) وهي التي كانت تحكم هجريا.. أي دولة الخلافة طوال أعوام الحرب العالمية الأولى.. ونقول: إذا الاتحاديين تلاميذ الماسونيين، وقد تربوا في محافلهم واعتنقوا شعارهم ومفاهيمهم، وقاموا بدور مسموم وهوفتح باب فلسطين أمام اليهود المهاجرين.. وكان السلطان عبد الحميد قد رفض ذلك، وكانوا هم -أي الاتحاديون- أداة الصهيونية العالمية في إسقاط هذا السلطان الشهيد..

ورجح الدكتور ضياء الدين الريس حتى مرجليوث اليهودي الذي كان أستاذاً للغة الغربية في أكسفورد بريطانيا هومحرر الكتاب.. لأن آراء الكتاب هي آراؤه التي خطها من قبل عن الدولة الإسلامية، وفندها الدكتور ضياء الدين الريس في كتابه (النظريات السياسية في الإسلام) وأثبت خطأها وبطلانها بالأدلة الفهمية.. وهويخط عن الإسلام بنـزعة حقد شديد، ويتسم أسلوبه بالمغالطات والمعلومات المضللة، والقدرة على التمويه.. كما يتصف بالالتواء.. وهذه الصفات كلها تظهر في هذا الكتاب المنسوب إلى الشيخ عبد الرازق.. ومعروف حتى الشيخ علي عبد الرازق مضى إلى بريطانيا وأقام فيها عامين.. فلا بد أنه كان متصلاً بالمستر مرجليوث. أوتتلمذ عليه.. وكذلك توماس أرنولد الذي يشير إليه الشيخ ويصفه بالعلامة قد ألف كتاباً عن الخلافة هاجم فيه الخلافة بوجه عام، والعثمانية بوجه خاص .. وقد نقدناه (القول للدكتور الريس) في كتابنا (النظريات السياسية الإسلامية). والسيرة تتلخص في أنه إبان الحرب العالمية الأولى والحروب دائرة بين الخليفة العثماني وبريطانيا .. أعرب الخليفة الجهاد الديني ضد بريطانيا ونادى المسلمين حتى يهبوا ليحاربوها، أويقاوموها.. وكانت بريطانيا تخشى غضب المسلمين الهنود بالذات أوثورتهم عليها.. في هذه الفترة كلفت المخابرات البريطانية أحد المستشرقين الإنجليز حتى يضع كتاباً يهاجم فيه الخلافة وعلاقتها بالإسلام، ويشوه تاريخها ليهدم وجودها ومقامها ونفوذها بين المسلمين .. وقد استخدمت السلطات البريطانية هذا الكتاب في الهند وفي غيرها .. وبعد حتى انتهت الحرب كان الشيخ عبد الرازق قد اطلع على هذا الكتاب أوعثر عليه.. هذا إذا لم يفرض حتى هذا كان باتفاق بينه وبين هذا المستشرق الذي اتصل به حينما كان في إنجلترا أوفي بعض الجهات البريطانية التي كانت تعمل في الخفاء للقضاء على فكرة الخلافة، أوالتي تحارب الإسلام.. فأخذ الكتاب إلى اللغة العربية، أوأصلح لغته إذا كان بالعربية، وأضاف إليه بعض الأشعار أوالآيات القرآنية التي تبدوأنها لم تكن في أصل الكتاب، وبعض الهوامش والفقرات، وأخرجه للناس على أنه كتاب من تأليفه.. ظناً منه أنه يكسبه شهرة، ويظهره باحثاً فهمياً، ومتفلسفاً ذي نظريات جديدة.. غير مدرك ما في آرائه أوفي ثناياه من خطورة.. ولا يستغرب هذا لأنه لم يدرك حتى إنكار القضاء الشرعي هوإنكار لوظيفته نفسها وعمله، وإلغاء لوجوده.. وكانت هذه هي البدعة السائدة في ذلك الوقت بين كتاب (السياسة) جريدة من أسموا أنفسهم (حزب الأحرار الدستوريين).. وهذا هوالذي فهمه (أمين الرافعي) فخط في جريدة الأخبار أنه لم يستغرب حتى يقدم الشيخ علي عبد الرازق على إصدار هذا الكتاب.. لما عهد عنه من الضعف في تحصيل العلوم، والإلحاد في العقيدة.. ثم نطق: هذا إلى أنه انغمر منذ سنين في بيئة ليس لها من مسببات الظهور سوى الافتئات على الدين، وتقمص أثواب الفلاسفة والملحدين، وصار خليقاً باسم (الأستاذ المحقق) والعلامة الكبير.

الأستاذ الرافعي

لم يعهد الأستاذ الرافعي حتى المؤلف الحقيقي من الممكن كان غير الشيخ عبد الرازق.. ولكن كلامه يكادقد يكون إثباتاً لذلك.. وهناك قرائن أخرى:

أولاً: ذكر اسم كتاب مترجم عن الهجرية طبعة عام 1924.. بينما هناك فقرة تنص على حتى تاريخ التأليف قبل عام 1918.. وأنها ذكرت اسم السلطان محمد الخامس. وقيل في الهامش أنه خط في عهده.. وأقرب تفسير لذلك حتى الكتاب ليس من تأليف إنسان واحد.

ثانياً: يتحدث المؤلف عن المسلمين كأنه أجنبي عنهم وهم منفصلون عنه.. فيذكرهم بضمير الغائب ولا يقول عندنا.. أوالعرب.. أونحوذلك.. كما يقول المسلم عادة.

ثالثاً: يكرر الشيخ عبد الرازق عبارة: عيسى وقيصر (مرتين).. ويكرر هذه الجملة التي يسميها الحدثة البالغة (دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله) مع حتى أي مسلم سليم الإسلام لا يمكن حتى يؤمن بهذا التعبير.. وأن قيصر وما لقيصر لله رب العالمين.

رابعاً: يتعاطف مع المرتدين الذين خرجوا على الإسلام. وشنوا الحرب على المسلمين.. فيدافع عنهم.. في نفس الوقت الذي يحمل على رأي أبي بكر الصديق المسلم الأول بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فينكر خلافته.. ويقول إذا محاربته لهؤلاء المرتدين لم تكن حرباً من أجل الدين.. ولكن نزاعاً في ملوكية ملك ولأنهم (رفضوا حتى ينضموا لوحدة أبي بكر) وما هي وحدة أبي بكر يا عدوأبي بكر والإسلام.. أليست هي وحدة المسلمين..؟! ويقول (حكومة أبي بكر) أوليست هي حكومة الإسلام والمسلمين..؟! ويتحدث عن أبي بكر هكذا بغير احترام أوتبجيل.. كأنه رجل عادي.. أوكما يتحدث عدو.


أسلوب المناورات والمراوغة

هل هذا هوأسلوب المسلم.. فضلاً عن الشيخ.. في الكلام عن الصحابة.. وعن أفضل الناس وأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وخير من دافعوا عن الإسلام، وجاهدوا في سبيل الله عز وجل ؟!

خامساً: حتى الأسلوب الذي خط به الكتاب أسلوب غريب.. ليس مألوفاً في الخط العربية.. فهوأسلوب مناورات ومراوغة، ويتصف بالالتواء واللف والدوران.. فهويوجه الطعنة أويلقي بالشبهة.. ثم يعود فيتظاهر بأنه ينكرها ولا يوافق عليها ويفلت منها .. ثم ينتقل ليقذف بشبهة أوطعنة أخرى على طريقة (اضرب واهرب). وحين يهاجم يصوغ عباراته في غموض.. وهذا يشير على أسلوب رجل سياسي متمرن في المحاورة والمخادعة.. وهوأشبه بالأسلوب الإفرنجي، وأسلوب النادىيات السياسية، أوالدينية التبشرية.. وليس هوأبداً الأسلوب العربي الصريح.. فضلاً عن أسلوب أحد الشيوخ المتفهمين في الأزهر.. وهذا مما يغلب الرأي بأنه كتاب مترجم.

سادساً: لم يعهد عن الشيخ علي عبد الرازق –من قبل- أنه كان محرراً تمرس في الكتابة، ومرن على التأليف فيخط بهذا الأسلوب، ويتعمد الطعن في الإسلام وتاريخه وعظماء رجاله.

محرر اللغة وفهم البيان

ولم يعهد للشيخ كتاب أومنطقات قبل هذا الكتاب (أي في السياسة والتاريخ) بل جميع ما خط من قبل كان (كتيباً) في اللغة أوفي فهم البيان وهذا جميع إنتاجه في أربعة عشر عاماً بعد تخرجه من الأزهر. ثم بعد حتى خط هذا الكتاب ظل أربعين عاماً لم يخط كتاباً آخر في نفس موضوعه أومثله، ولم يحاول أولم يستطع حتى حتى يدافع عن نفسه ويرد على خصومه بكتاب آخر.

سابعاً: هناك من القرائن والأدلة الكثيرة ما يدعوالعقل إلى حتى يرجح صحة الخبر الذي رواه فضيلة المفتي الشيخ محمد بخيت نقلاً عن كثيرين من أصحاب الشيخ علي عبد الرازق المترددين عليه من حتى مؤلف الكتاب إنسان آخر من غير المسلمين.. وقد غلبنا نحن أنه أحد المستشرقين.. ولكننا نقيد هذا الخبر بأن الشيخ قد أضاف بعض فقرات وتعليقات، وأنه هوالذي أورد الآيات من القرآن .. الظاهر أنها محشورة .. مجموعات في مكان واحد، وأبيات الشعر التي استشهد بها. كما خط المقدمة التي زعم فيها أنه بدأ البحث في تاريخ القضاء منذ سنة 1915.. وذلك ليغطي المفارقة الظاهرية بين وضع الكتاب ووقت صدوره.. فإنه من غير المعقول حتى يستغرق تأليف كتيب لا يزيد عن مائة صفحة عشر سنوات.

ثامناً: كانت هناك مسببات ودوافع مختلفة دفعت الشيخ إلى إصدار هذا الكتاب.. ولكن كان أقواها في نهاية الأمر حب الظهور والرغبة في الشهرة، وأن يوصف بأنه باحث أومحقق أومجدد.. كما عمل غيره من قبل.. ونحن نعهد حتى مسألة انتحال الخط أوعدم الأمانة نسبة الأمور والمعلقات مسألة مألوفة في الشرق. ولا سيما النقل من الخط الأجنبية.

وفي مثل هذه المسائل بالذات.. فإن هذه الحالة أسهل.. لأن النقل أوالترجمة من كتيب مجهول.. أوكانت المسألة بتصريح أواتفاق لخدمة غرضين، فالطرف الأول يريد نشر آرائه لغايات سياسية ودينية والطرف الثاني له مأرب سياسي أيضاً.. ولكن الدافع الذاتي أنه يريد الشهرة أوالظهور أوالغرور" ا.هـ كلام الأستاذ أنور الجندي –رحمه الله- من كتابه (إعادة النظر في كتابات العصريين في ضوء الإسلام، ص55 –61).

المصادر

([1]) انظرها موسعة في تقديم الدكتور محمد عمارة لكتاب (الإسلام وأصول الحكم) لعلي عبد الرازق.



تاريخ النشر: 2020-06-04 12:27:30
التصنيفات: بذرة أعلام مصرية, بذور عالم اسلامي, Muslim scholars of Islam, قضاة شرعيون, أزهريون, أعلام النهضة, مواليد 1305 هـ, مواليد 1888, وفيات 1386 هـ, وفيات 1966, خريجو جامعة أكسفورد, أشخاص من بني مزار، محافظة المنيا, وزراء الأوقاف المصريون, أعضاء مجلس النواب المصري, أعضاء مجلس الشيوخ المصري, أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

حزب الله: ربط الحوار حول رئاسة الجمهورية بشروط ابتزاز غير مق

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-30 15:23:29
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 51%

هل تحاول أوروبا استغلال الأصول الروسية المجمدة لإعادة إعمار

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-30 15:23:47
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 61%

3 مليون سنتيم شهريا للصيادين المتضررين من التقلبات الجوية

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-30 15:24:45
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 60%

العثور على خمسيني مقتول بطلق ناري بكركرة

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-30 15:24:29
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

ناجون من قارب المهاجرين: لم يكن حادثاً

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-30 15:23:38
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 57%

الأمم المتحدة توجه رسالة شديدة اللهجة لفرنسا

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-30 15:23:40
مستوى الصحة: 62% الأهمية: 78%

«صدقات الخيرية» تستهدف معسكرات النازحين بأضحية العيد  في مدينة الأبيض

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-30 15:24:19
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 54%

رسالة تهديد ضد نتنياهو وُضعت على قبر أخيه.. والشاباك يفتح تح

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-30 15:23:43
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

نازحة تروي لـ «التغيير» قصة عيدين خارج الديار بسبب الحرب 

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-30 15:24:16
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 56%

"السيادة السوداني": البرهان يعتزم المشاركة في القمة الروسية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-30 15:23:52
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 56%

ثورة 30 يونيو في قلب كل مصرى.. كاريكاتير اليوم السابع

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-30 15:23:22
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 41%

8جرحى في حادث مرور بصالح بوالشعور في سكيكدة 

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-30 15:24:22
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 67%

نائب البرهان: طلبنا من روسيا مساعدتنا في إيقاف الحرب

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-30 15:24:17
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 54%

مندوبية الحليمي: حوالي 8% من الأسر المغربية لم تقتن أضحية العيد

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-30 15:23:38
مستوى الصحة: 64% الأهمية: 70%

باتنة تجمع أكثر من 30 ألف قطعة من جلود الأضاحي

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-30 15:24:52
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 66%

الجيش الأوكراني: حققنا المزيد من النجاحات الجزئية في الهجوم

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-30 15:23:56
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 67%

تسجيل جروح متفاوتة الخطورة بسبب عملية النحر وتقطيع اللحوم

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-30 15:24:37
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 61%

مجلس الأمن الدولي يبحث إنهاء مهمة الأمم المتحدة في مالي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-30 15:23:33
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

أسعار الذهب اليوم الجمعة تنخفض 25 جنيها وعيار 21 يسجل 2275 جنيها للجرام

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-30 15:23:23
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 45%

تحميل تطبيق المنصة العربية