أبوفانا هودير مصري سُمي على اسم أبوفانا - أوآفا فانا أوآفا فيني (حوالي 354-395) – وهوراهب مسيحي مصري؛ كما يُطلق على الدير، في بعض الأحيان، اسم دير "القديس أبوفانا"، ويُعهد أيضًا باسم "دير الصليب" بسبب وجود الكثير من الصلبان المزخرفة زخرفة جميلة داخل كنيسته.

المسقط

يقع الدير في الصحراء الغربية ولا يبعد عن أرض وادي النيل المزروعة، وهويقع على بعد حوالي 300 كم جنوبي القاهرة، وشمال غربي الأشمونين، وعلى بعد حوالي 2 كم من قرية "قصر هور"، وشرقي قرية "بني خالد"

التأسيس والتاريخ

بُني الدير على الأرجح حول مسقط دفن "أبوفانا"، إذ عُثر على قبره خلال عمليات التنقيب التي قام بها "معهد الآثار النمساوي" في القاهرة عام 1992. ويذكر أبوالمكارم [القرن الثاني عشر] حتى كنيسة "أبوفانا" رممها الرشيد أبوفضل. وخط المقريزي، المؤرخ المصري، [القرن الرابع عشر-الخامس عشر] عن الشكل المعماري الجميل الذي يتحلى به الدير. ويشير كتاب "تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية" إلى دير "أبوفانا" مرتين: المرة الأولى فيما يتعلق بانتخاب البطريرك "ثيؤدوسيوس الثاني"، بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (1294-1300)، والمرة الثانية فيما يتعلق بطفولة البطريرك متاؤوس الأول (1378-1408). ويُنطق إذا الدير كان به حوالي 1000 راهب، في فترات ما قبل الإسلام، وتقلصت الأعداد فيه تقلصًا كبيرًا قبل دخول الإسلام في القرن السابع؛ ويشير المقريزي إلى أنه كان لا يوجد في الدير، في أيامه، سوى راهبين.

وذكر القس اليسوعي الفرنسي الأب ميشيل ماري جوليه (1827-1911) حتى قس القرية المجاورة (قصر هور) نظف الكنيسة من الحطام واستخدامها من أجل "القداس الإلهي".

وعندما قام العالم الألماني د. أوتومايناردوس بزيارة "أبوفانا" في ستينيات القرن العشرين، كان الدير تعبير عن حطام مع بقايا تنبسط على مساحة عريضة. ولم يبق سوى الكنيسة التاريخية. وعُثر أيضًا على بتر من الجرانيت الرمادي، وهوما يشير إلى حتى الدير من الممكنقد يكون قد بُني على المسقط الذي كان يومًا ما يقوم عليه معبدٌ قديم. وعلى هضبة صغيرة يوجد حطام قصر، أوبرج، كان لدى أديرة قديمة. وعلى بعد حوالي 80 مترًا من الدير المحطم نجد كهف أبوفانا، وهوالمكان الذي يُنطق إذا "أبوفانا" عاش به. ولم يُشر مايناردوس إلى حتى الدير مأهول.

والمبنى المتبقي من الدير القديم يتكون من كنيسة بازيليكا قديمة تغور بعمق في الرمال في وسط رابية شاسعة "لا شك" أنها، حسبما اتى في الموسوعة القبطية، تحجب حطام الدير. وربما تكون الروابي المجاورة تحجب الصوامع أوالقلالي المنفصلة.

التاريخ الحديث

بدأ التاريخ الحديث للدير مع تجدد اهتمام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بهذا الدير في أعقاب عمليات التنقيب التي قام بها "هلموت بوشهاوزن" وفريقه من "معهد الآثار النمساوي" في الفترة 1987-1992. وبعد عمليات التنقيب هذه، قرر "المجلس الأعلى للآثار" المصرية في عام 2000 حتى يحدد منطقة مساحتها 1 × 2 كم على أنها الحرم الأثري للدير؛ ويشتبه "المجلس الأعلى للآثار" في حتى هذه الأرض من الممكن تحمل بقايا تاريخية مدفونة. [خريطة] وبعد قرار "المجلس الأعلى للآثار"، بنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قلالي جديدة، ومدخلاً جديدًا، وغرفة استقبال، وكاتدرائية كبيرة خارج حدود الحرم الأثري مباشرة [صورة – تعليق: بنايات للدير مبنية من عام 2000 فصاعدًا]. وقبل عام 1999، لم يقم أي راهب إقامة دائمة في الدير؛ واتى خمسة رهبان إلى الدير عام 1999، وفي عام 2003 رسّم البابا شنودة، رئيس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، 12 راهبًا آخرين، ثم راهبًا آخر فيما بعد. ومن عام 2003 فصاعدًا، تكرر نشوب الصراعات على الأرض مع جيران الدير. وفي يوليو/تموز 2008، هناك مجموع كلي يتكون من 18 راهبًا و9 مبتدئين في الرهبنة يقيمون في الدير، ويساعدهم عشرات الفهمانيين [أي من هم ليسوا برجال دين].

التوترات

في الحادي والثلاثين من مايو/أيار 2008، أبلغ الرهبان عن تعرض قلالي الرهبان وكنيسة تابعة للدير للهجوم عن طريق مجموعة قوامها حوالي 60 شخصًا مسلحًا من العرب، وهواسم يشيع استخدامه في مصر للإشارة إلى البدوالذين استوطنوا القرى المتاخمة للصحراء. والمسقط الذي يظهروه تعبير عن مبنى أمامي للدير به قلالي رهبانية وكنيسة صغيرة باسم القديس كيرلس [صورة – تعليق: امتداد الدير الذي تعرض للهجوم]. وقد أسفرت الهجمات عن إحداث تلفيات في هذا الجزء من الدير والممتلكات المحيطة به. ونجم عن ذلك اشتباك أسفر عن مقتل مسلم، وإصابة أربعة مسيحيين، واختطاف ثلاثة رهبان لفترة وجيزة، وهوما استلزم تلقيهم العلاج في المستشفى لدى عودتهم. وأعقب المصادمات بيوم واحد اندلاع مظاهرة شارك فيها حوالي 300 شاب قبطي في ملوي ألقوا باللائمة على الحكومة لتغاضيها "عن حمايتهم بعد هجمات عدة استهدفت الأقباط". ولقد أٌلقي القبض على 13 مسلمًا ومسيحيين اثنين، بزعم أنهم تورطوا [في الأحداث]، ومثلوا أمام النيابة العامة. ولقد عثر أحمد ضياء الدين، محافظ المنيا، عددًا من محاضر الشرطة التي توثق المنازعات على الأرض، وهي المنازعات الممتدة على مدار سنوات عدة. وكان القرويون الذين يعيشون على أطراف الصحراء يستصلحون الأراضي الصحراوية لمدة لا تقل عن عشرين عامًا، وهوما يمكن أيضًا مشاهدته باستخدام "جوجل إيرث" (Google Earth).

السبب الأساسي وراء التوترات

إن المنازعات على الأرض في مصر يؤثر عليها الزيادة السكانية، حيث يعيش سكان يبلغ تعدادهم حوالي 80 مليون نسمة على مساحة هي تقريبًا ضعف حجم "نيوجيرزي"؛ والماء حافز رائج وراء اندلاع المنازعات على الأرض. أما المساحة المتبقية، التي تمثل حوالي 96% من إجمالي مساحة أرض مصر، تعبير عن صحراء. وكثيرًا ما تقدم وسائل الإعلام المصرية تقارير عن صراعات على الأرض والماء. ففي صراع على أرض بين عائلتين، بالقرب من بنها، لقي 23 شخصًا مصرعهم وأصيب 44 آخرون. والأرض الصحراوية ملكٌ للدولة، وبالتالي عندما يرغب أي إنسان في شراء هذه الأرضقد يكون مطلوبًا منه الحصول على تصريح من الحكومة. والعقود "العهدية" هي اتفاقات بين طرفين تفتقر إلى الإنضمام السليم لدى الحكومة، وتُصاغ دون الحصول أولاً على التصاريح الحكومية المطلوبة. وقد حصل دير "أبوفانا" على جزء من أرضه عن طريق عقد "عهدي"، وهوما أدى إلى رفض المحافظ لقول الدير إنه يمتلك أوراق ملكية سليمة للأرض. ويمكن اعتبار هذا السبب الرئيسي وراء الصراع المتعلق بأبوفانا.

ردود الأفعال

يضع الرهبان في "أبوفانا" الهجوم في إطار طائفي: مسلمون يهاجمون مسيحيين لأنهم مسيحيون. وقد وجهوا انتقادات للشرطة المحلية، التي يقع مقرها على بعد حواليستة كم من الدير، لوصولها إلى الدير بعد عدة ساعات من فهمها بالهجوم. وكان الناشطون الأقباط في الخارج، أثناء الهجوم وبعده، يتلقون اتصالات من الرهبان والفهمانيين الموجودين في الدير وبالقرب منه؛ وكان رد عملهم يتمثل في نشر ردود عمل غاضبة على الإنترنت وتنظيم مظاهرات عدة في أمريكا الشمالية وأوروبا. وسيقت مزاعم بأن المسلمين حاولوا إجبار الرهبان الثلاثة المختطفين على التحول إلى الإسلام بنطق الشهادتين. وأعقب ذلك الكثير من العروض على مسقط "YouTube"، وصدرت تصريحات، ونُشرت نشرات صحفية، وجميعها يضع الصراع في إطار طائفي، بحيث قلما ما يُشار إلى التنازع الدائر على ملكية الأرض .. وإذا ما تحقق ذلك فغالبًا ماقد يكون من أجل النفي صراحة حتىقد يكون نزاع على أرض قد لعب دورًا. وشجعت ردود عمل الرهبان، والمسيحيين العاملين في الدير، والناشطين الأقباط في الغرب مئات المسيحيين على التظاهر في ملوي، وهي محل إقامة الأسقف المسؤول عن "أبوفانا". وتعتبر مظاهرات المسيحيين في مصر ظاهرة جديدة نسبيًا. وردد المتظاهرون المسيحيون في ملوي تعبير "بالروح بالدم نفديك يا صليب". وأبرزت التقارير في مصر الاعتداء الذي سقط على الدير وما تبعه من ردود عمل قبطية داخل مصر وخارجها؛ ونُشرت سجالات حامية بوسائل الإعلام المصرية على مدار أسابيع عديدة بعد الاعتداء؛ ووضع كتّاب عدة الهجوم في إطار طائفي في حين أصر الآخرون على أنه نزاعٌ على أرض في المقام الأول.

وبوجه عامٍ، يعتقد المفكرون الأقباط في القاهرة حتى هذا الأمر تعبير عن نزاع على أرض يكتسي بأبعاد دينية طُرحت لتعزيز المواقف التحزبية؛ ويعتريهم القلق بشأن التأثير الذي يحتمل حتى يهجره هذا النزاع على العلاقات بين المسلمين والمسيحيين على المستوى الشعبي. وقدم عددٌ قليل من وسائل الإعلام الأجنبية تقارير عن الهجوم: "اشتباك بين مسلمين ومسيحيين في مصر ومقتل شخص" (رويترز - 31 مايو/أيار)؛ "صدامات بين مسلمين وأقباط في مصر تسفر عن قتيل وأربعة جرحى" (أ. ف. ب. - 1 يونيو/حزيران)؛ أما "لوس أنجلوس تايمز" (11 يونيو/حزيران) فوضعت الهجوم في سياق أعمال العنف الأخرى الموجهة ضد الأقباط؛ وأفادت "الواشنطون بوست" (7 يوليو/تموز) حتى اعتداءات كهذه تجعل المسيحيين الأقباط في مصر يتقسقطون على أنفسهم، وهوما يؤيد من عقلية الجيتو(الانعزال)؛ أما "كريستيانتي توداي" (23 يوليو/تموز) فركزت على الضغط المتنامي على الأرض والماء.

وأوفد كلٌ من "تقارير العرب والغرب" و"المجلس القومي لحقوق الإنسان" وفدًا إلى المنطقة للتحري عن التوترات.

رئيس الدير الحالي

• الرئيس الحالي للدير هونيافة الأنبا ديمتريوس.

بابوات من دير أبوفانا

• البابا ثيؤدوسيوس الثاني (بابا الإسكندرية)

المراجع

الروابط الخارجية

• المسقط الرسمي لدير القديس أبوفانا
• تقارير العرب والغرب