عبد الله بن جحش
عبد الله بن جحش () صحابي جليل ، استشهد في مسقطة أحد، وقبره اليوم بجوار خاله حمزة بن عبد المطلب، اخته حمنة بنت جحش زوجة مصعب بن عمير، وأخوزينب بنت جحش زوج رسول الله وأم المؤمنين التي ذكرت في قوله تعالى: ( فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها..،).
اسمه ونسبه
هوعبد الله بن جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
أخوته
- زينب بنت جحش زوجة رسول الله وأم المؤمنين التي ذكرت في قول القرآن: (فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها..،)
- حمنة بنت جحش زوجة مصعب بن عمير
- أبوأحمد بن جحش من المهاجرين إلى الحبشة.
- عبيد الله بن حجش من المهاجرين إلى الحبشة وزوج أم المؤمنين أم حبيبة ووالد ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم حبيبة.
الهجرتين
خرج مهاجرًا إلى الحبشة مع المسلمين المهاجرين إليها فرارًا بدينه، ثم نادىه الحنين إلى مكة فعاد إليها مع العائدين من الحبشة، وظل بها صابرًا على ما يلاقيه من أذى، حتى أذن الله للمسلمين بالهجرة إلى المدينة، فسارع بالهجرة تاركًا في مكة دارًا عظيمة البنيان، تطل على الكعبة، فهجم المشركون على داره وباعوها وقبضوا ثمنها، ولما فهم قومه بذلك تأثرت نفوسهم، وغضبوا غضبًا شديدًا، فطمأنهم النبي، ونادى الله حتى يعوضهم دارًا خيرًا منها في الجنة ففرحوا بذلك.
سرية عبد الله بن جحش
وبعد حتى استقر المقام بالنبي (في المدينة، بعث سرية من المسلمين لترصُّد عير قريش القادمة من الشام وتعهد أخبارها، ونطق للصحابة الذين تجهزوا لهذه السرية: (لأبعثن عليكم رجلا أصبركم على الجوع والعطش)، ثم اختار الرسول عبد الله بن جحش، وجعله أميرًا على أول سرية يبعثها، وأعطاه كتابًا، وطلب منه ألا يفتحه إلا بعد حتى يسير بأصحابه يومين، وسار عبد الله بالسرية.
وبعد يومين فتح الرسالة فإذا مكتوب فيها: (إذا نظرت في كتابي هذا؛ فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف، فترصد بها قريشًا وتفهم لنا أخبارهم). وعندما قرأ عبد الله الرسالة تهلل وجهه بالفرح، ونطق: سمعنا وأطعنا، والتفت إلى أصحابه وأبلغهم الخبر، ونطق لهم: نهاني رسول الله حتى استكره أحدًا منكم، فمن كان يريد الشهادة ويرغب فيها؛ فلينطلق معي، ومن كره ذلك فليرجع. ولما وصلوا إلى المكان الذي وصفه لهم رسول الله، ترصدوا لعير قريش حتى قدمت وفيها أربعة من الكفار، فاستشار عبد الله بن جحش أصحابه في قتالهم، فوافقوا على ذلك، فهجموا على المشركين، وقتلوا واحدًا، وأسروا اثنين، وفرَّ الرابع، وكان ذلك في آخر يوم من شهر جمادى الآخرة، وأول ليلة من شهر رجب (أحد الأشهر الحرم).
وأشاعت قريش حتى رسول الله (يأمر أصحابه بالحرب في الأشهر الحرم، فحزن الرسول (لذلك، وعاتب عبد الله بن جحش وأصحابه، لكن الله سبحانه أنزل في ذلك قرآنًا، نطق تعالى: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل [البقرة: 217].
ففرح عبد الله وأصحابه ببراءة الله لهم، وكان عبد الله قد غنم في هذه السرية، فقسم الغنائم، ومنح للرسول (خمس الغنيمة، ولم تكن آية الأنفال قد نزلت، فكان عبد الله أول من منح الخمس لرسول الله في الإسلام، ثم أنزل الله بعدها قوله تعالى: {وافهموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول [الأنفال: 41]، ثم اتىت غزوة بدر فأبلى فيها عبد الله بلاء حسنًا، وأظهر شجاعة وفروسية، حتى تحقق نصر الله للمسلمين.
استشهاده
وفي غزوة أحد، وقف عبد الله بن جحش مع سعد بن أبي وقاص يستعدان للمعركة، وكل منهما يدعوربه، فنادى سعد ربه حتى يرزقه رجلاً شديدًا يقتله في سبيل الله، ويأخذ غنيمته، فأمن عبد الله على نادىء سعد، وتوجَّه هوإلى ربه في نادىء خاشع نطق فيه: اللهم ارزقْني رجلاً شديدًا حرده (بأسه)، أقاتله فيك ويقاتلني، ثم يأخذني (يقتلني) فيجدع (يبتر) أنفي وأذني، فإذا لقيتك غدًا (يوم القيامة) قلت: من جَدَعَ أنفك وأذنك،يا ترى؟ فأقول: فيك وفي رسولك، فتقول: صدقت.
وأمن سعد على نادىئه، ثم انطلقا إلى ساحة القتال، وفهم الله فيه صدق النية وإخلاص القلب والرغبة الحقيقية في الاستشهاد في سبيل الله، فاستجاب نادىءه، فقاتل في سبيل الله، وأظهر الشجاعة والبسالة، حتى إذا سيفه كسر من كثرة قتله للمشركين، فأعطاه الرسول (عرجون نخلة (العرجون أصل الأقرع التي تجمع البلح)، فتحول هذا العرجون الضعيف في يده سيفًا صارمًا يقاتل به الأعداء، وبعد طول قتال رزقه الله الشهادة في سبيله؛ حيث هجم عليه أحد المشركين، وضربه بسيفه ضربة شديدة؛ فاضت بعدها روحه إلى بارئها، ثم قام هذا المشرك ببتر أنفه وأذنه، فسُميَّ المجدَّع في الله (أي المقطوع الأنف والأذن). ولما رآه سعد بن أبي وقاص على تلك الهيئة نطق: كانت دعوته خيرًا من دعوتي.
وكان عمره آنذاك بضعًا وأربعين سنة، ودفن—بجوار أسد الله حمزة في قبر واحد، بعد حتى صلَّى عليه رسول الله.
وقبره أيضا إلى جوارهم في جبل أحد جنب جبل الرماة.
| هذه الموضوعة تعبير عن بذرة بحاجة للنمووالتحسين؛ فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها. |
