وليام بلاكستون
السير وليام بلاكستون Sir William Blackstone (عاش 1723 - 1780م) هوقاض إنجليزي، ومؤلف وأستاذ متخصص في القانون، حصل على تقدير لمؤلَّفه تعليقات على القوانين الإنجليزية، (1765-1769م). وقد عرض هذا الكتاب صورة كاملة للقانون الإنجليزي في عصره، وأضحى أكثر الخط تأثيرًا في تاريخ القانون الإنجليزي لعدة سنوات ومرجعًا أساسياً لتعليم القانون الإنجليزي في إنجلترا وأمريكا، وتأثر به المستعمرون الأمريكيون كثيراً عندما استخدموه مصدرًا أساسيًا للمعلومات عن القانون الإنجليزي.
سيرته
زعم فقيه ضليع حتى "نشر كتاب بلاكستون "التعليقات" يعد من بعض الوجوه أبرز وقع في تاريخ القانون"(53)وهذا رأي فيه تحيز للوطن، ولكنه يعيننا على بيان مبلغ الرهبة والإجلال اللذين كان الطلاب المتحدثون بالإنجليزية، حتى عصرنا هذا، يتناولون بهما كتاب "تعليقات على قوانين إنجلترا" الذي نشره وليم بلاكستون في أربعة مجلدات وألفي صفحة في 1765-69. وقد أثنى عليه القراء رغم حجمه هذا أوبسببه، أثراً جليلاً من آثار الفهم والحكمة، فكان جميع لورد يقتنيه في مخطته، وأحبه جورج الثالث حباً جماً بوصفه تمجيداً للملوك.
أما بلاكستون هذا فكان أبن تاجر لندني أعطى له ثراؤه حتى بفهم ابنه في أكسفورد ثم يرسله إلى "المدل تمبل" ليمارس المحاماة-وقد وردت محاضراته في أكسفورد (1753-63) تناقضات القوانين وسخافتها إلى شيء من النظام المنطقي، ثم بسطت النتيجة بوضوح وتشويق. وفي 1761 أنتخب عضواً في البرلمان، وفي 1763 عين محامياً عاماً للملكة شارلوت، وفي 1770 بدأ خدمته قاضياً في محكمة النادىوي العامة. وإذ كان مدمناً للدرس كارهاً للحركة، فقد أصابه تحلل هادئ تدريجي ولكنه سابق لأوانه، ومات في 1780 بالغاً السابعة والخمسين. وكان لرائعته الكبرى فضائل محاضراته: الترتيب المنطقي، والعرض الناصع، والأسلوب الرشيق، وقد امتدحه خصمه اللدود جريمي بنتام، لأنه الرجل الذي "فهم القضاء حتى يتحدث لغة الدارس والجنتلمان، وهذب ذلك الفهم العصبي، ونفض غبار المنصب ونسيج العناكب"(54). وقد عهد بلانكستون القانون بأنه "قاعدة للعمل يمليها كائن أعلى"(55)، وكان يدين بتصور مثالي مستقر للقانون، يراه مؤدياً في مجتمع ما الوظيفة التي تؤديها قوانين الطبيعة في العالم؛ وكان ميلاً إلى التفكير في قوانين إنجلترا على أنها تضارع قوانين الجاذبية في جلالها وخلودها.
وقد أحب إنجلترا والمسيحية على الصورة التي وجدهما عليها، وما كان ليسلم بأي عيب في واحدة منهما. وكان أكثر سنية من الأسقف واربرتن، وأكثر ملكية من جورج الثالث. "ليس ملك إنجلترا أكبر قاض للأمة فحسب، بل هوبالضبط القاضي الوحيد لها، الذي له حتى يرفض أي مشروعات قوانين، ويبرم أي معاهدات،.... ويعفوعن أي جرائم شاء، إلا إذا كان الدستور قد نص بصراحة أوبحكم النتيجة المنطقية الواضحة على استثناء أوقيد ما"(56) ووضع بلاكستون الملك فوق البرلمان وفوق القانون، فليس الملك "غير قادر على ارتكاب الخطأ فحسب، بل حتى على التفكير الخطأ"-وهي تعبير عني بها بلاكستون أنه ليس هناك قانون فوق الملك يمكن حتى يدان به الملك. ولكنه أبهج كبرياء إنجلترا بأسرها حين عهد "الحقوق المطلقة لكل إنجليزي: حق الأمن الشخصي، وحق الحرية الشخصية، وحق الملكية الشخصية"(57). وقد سر جيل بلاكستون سروراً عظيماً بتصوره القانون الإنجليزي نظاماً صالحاً على الدوام لأنه في النهاية مبني على الكتاب المقدس بوصفه حدثة الله، ولكن هذا التصور ثبط تطوير القضاء الإنجليزي وإصلاح قانون العقوبات والسجون؛ غير حتى من مفاخره أنه امتدح جهود هوارد التي بذلها لتحسين الأحوال في السجون البريطانية(58).
لم يكن مزاج بلاكستون يتناسب والاشتغال بالقانون، واستجابة لرغبة أصدقائه ألقى محاضرات عديدة عن القانون الإنجليزي بجامعة أكسفورد. وكان هذا أمرًا جديداً. ولم يكن القانون الإنجليزي في ذلك الوقت موضوعًا مناسبًا للتدريس. وبدلاً عن ذلك كان يُدرِّس في جامعة أكسفورد القانون المدني الروماني، وقانون القارة الأوروبية. وكانت محاضراته ناجحة إلى الحد الذي جعل تشارلز ڤاينر (1678 - 1756م) ـ مؤلف الوجيز في القانون الإنجليزي ـ يوقف كرسيًا للدراسات المجالية الفهمية في هذا الموضوع.
أصبح بلاكستون أول أستاذ متخصص في القانون الإنجليزي عام 1758.
عمل بلاكستون أيضًا عضوًا في البرلمان. وأصبح عام 1770م قاضيًا في محكمة القضاء العمومي. ثم عمل في محكمة الملك بنش، لكنه سرعان ماعاد إلى محكمة القضاء العمومي. ثم نادى بإصلاح السجون وقد حدثت تشريعات كبيرة في هذا الخصوص.
ولد بلاكستون في لندن. ودرس في مدرسة شارترهاوس وجامعة أكسفورد. وكان يريد حتى يصبح مهندسًا معماريًا، وناقد دراما، وشاعرًا، لكن اتضح له أنه لن يتمكن من الحصول على نقود كافية في هذه المهن فبدأ يدْرس القانون.
المصادر
انظر أيضاً
وصلات خارجية
- , from the Avalon Project at Yale Law School
- A Biography of William Blackstone (1723 - 1780)
- Royal Berkshire History: Sir William Blackstone
مناصب أكاديمية | ||
---|---|---|
سبقه لا أحد |
أستاذ ڤاينري للقانون الإنگليزي 1758—1766 |
تبعه السير روبرت تشمبرز |