أحداث استاد بورسعيد، سقطت في 1 فبراير 2012، أثناء مباراة كرة قدم بين النادي الأهلي والنادي المصري في استاد بورسعيد في مدينة بورسعيد، مصر. سقط أكثر من 79 قتيل ومئات المصابين بعد اقتحاح المشجعين لأرض الملعب في أعقاب فوز النادي المصري 3-1..

المباراة

الاشتباكات

بدا أوّل إنذار لوقوع الكارثة بنزول الجماهير أرضية ملعب المباراة أثناء قيام لاعبي الأهلي بعمليات الإحماء قبل اللقاء، ثمّ اقتحم عشرات المشجعين أرضية الملعب في الفترة ما بين شوطي المباراة.

تكرّر الأمر بعدما أحرز المصري هدف التعادل ثم هدفي الفوز التاليين، حيث اقتحم أرضية الملعب الآلاف بعضهم يحمل أسلحة بيضاء وعصي من جانب فريق المصري (الفائز 3-1) بعد إعلان الحكم انتهاء المباراة، وقاموا بالاعتداء على جماهير الأهلي، ما أسقط العدد الكبير من القتلى والجرحى - بحسب شهود عيان. وعزا بعضهم الهجوم إلى لافتة حملت في مدرجات مشجعي الأهلي وعليها تعبير «بلد البالة مجبتش رجالة» والتي عدها مشجعوالمصري إهانة لمدينتهم. وذكرت مصادر عديدة غياب كلّ الإجراءات أمنية والتفتيش أثناء دخول المباراة، فضلا عن قيام قوات الأمن بفتح البوابات في اتجاه جماهير الأهلي، وعدم هجر سوى باب صغير للغاية لخروجهم، مما أدى إلى تدافع الجماهير ووفاة عدد كبير منهم.

أوضح وكيل وزارة الصحة المصرية (هشام شيحة) حتى «الإصابات كلها إصابات مباشرة في الرأس، كما حتى هناك إصابات خطيرة بآلات حادة تتراوح بين ارتجاج في المخ وجروح بترية». وأكدت مصادر طبية في المستشفيات التي نقل إليها الضحايا حتى بعضهم قتلوا بطعنات من سلاح أبيض. وأكّدت تقارير صادرة الطب الشرعي المبدئية وجود وفيات نتيجة طلقات نارية وطعنات بالأسلحة البيضاء. وسبّبت قنابل الغاز حالات اختناق إضافية من ضمن الشهداء.

وخرج الأهلي وجماهيره من بورسعيد داخل عربات مدرعة وعادوا للقاهرة بطائرات عسكرية. ودخلت وحدات من القوات المسلحة المصرية المدينة، وانتشرت على طريق الإسماعيلية - بورسعيد لمنع الاحتكاكات بين جماهير النادي الأهلي والمصري. كما أمّنت قوات الأمن قطار المشجعين العائد إلى القاهرة.

ردود العمل

حكومية وبرلمانية

01 فبراير

• المشير محمد حسين طنطاوي: «لن نهجر أولئك الذين كانوا وراء هذه الأعمال، إذا كان هناك أي أحد يخطط لعدم الاستقرار في مصر فلن ينجح، جميع واحد سينال جزاءه»، ووعد بمعالجة المصابين في مستشفيات القوات المسلحة، وأكد التزامه بجدول تسليم السلطة.
• أعرب رئيس مجلس الشعب (سعد الكتاتني) عقد جلسة عاجلة لمجلس الشعب يوم الخميس لمناقشة أحداث الشغب في بورسعيد.
• أعرب رئيس الوزراء المصري (كمال الجنزورى) أنه سيعقد صباح اليوم الخميس اجتماعا عاجلا للمجموعة الأمنية لمتابعة تطورات أحداث بورسعيد واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها ومنع تكرارها.
• أصدر النائب العام (عبد المجيد محمود) قراراً بفتح تحقيق فوري في الأحداث.
• اتهم النائبُ الممثل لبورسعيد (البدري فرغلي) قوات الأمن في المدينة بالضلوع في الحادث بسبب سماحهم بدخول أسلحة نارية وبيضاء إلى الملعب، بخلاف العادة. وصرّح أنّ «اللافتة المسيئة لمحافظة بورسعيد والتي وضعت في مدرجات جماهير الأهلي مدسوسة على الأهلي لمحاولة اثارة الفتن واحداث هذه الكارثة». واتّهم الشرطة بأنّها لم تتوافد إلى الاستاد رغم أنّ الإسعاف أتى فور حدوث أعمال العنف. واتهم الاتحاد المصري لكرة القدم بالتحريض.
• صرّح الإخوان المسلمون وحزب الحرية والعدالة أنّ فلول حسني مبارك وراء تدبير الحادثة، وعدتها تخريبا متعمدا للبلاد في ذكرى الثورة. ونطق عصام العريان متحدثاً باسم الجماعة أنّ «أحداث بورسعيد مدبرة ورسالة من فلول النظام البائد ... هذه المأساة سببها إهمال وغياب متعمد من الجيش والشرطة لإيصال إشارات ورسائل محددة يتحمل مسؤوليتها المسؤولون حاليا عن إدارة البلاد ... الانهيار لم يكن في منشآت رياضية، ولكن في المنظومة الأمنية، كانتقام ضدنا من الدعوة لإلغاء حالة الطوارئ وتخريب متعمد للبلد في ذكرى الثورة ... هناك من يريد عن عمد إثارة الفوضى في مصر وعرقلة أي مسار للانتنطق السلمي السلطة».
• أكّد رئيس لجنة الشباب والرياضة في البرلمان (أسامة ياسين) حتى المجلس لن يناقش أحداث المباراة فقط، «وإنما يفترض أن يناقش هذه الفوضى التي تتم صناعتها في مصر الآن لتدمير الثورة والإجهاز على مكتسباتها ... [ما حدث] أكبر مما شهدته المباراة، حيث تشهد مصر حالة منظمة منذ عدة أيام لإثارة الفوضى والبلبلة، بدأت بالسطوعلى البنوك والمستشفيات ومراكز البريد، وامتدت إلى ما وقع في بورسعيد، وهوما لم يحدث في أيام الثورة التي لم يكن فيها وجود لرجال الشرطة».

02 فبراير

• أصدر وزير الداخلية محمد إبراهيم قرارا بنقل مدير أمن محافظة بورسعيد اللواء عصام سمك إلى ديوان عام الوزارة.
• أعرب المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام في جميع المصالح والهيئات الحكومية في جميع أنحاء البلاد بدءا من الخميس 02 فبراير وحتى غروب شمس السبت 04 فبراير حدادا على الضحايا.
• أعرب السيد الدكتور كمال الجنزوري رئيس وزراء الحكومة الانتنطقية المصرية خلال الجلسة الطارئة لمجلس الشعب التي عُقدت صباح اليوم قبوله استنطقة أحمد عبد الله محافظ بورسعيد، كما تقرر إيقاف جميع من مديري الأمن والمباحث في المحافظة وكذلك إنطقة مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر وإحالتهم جميعا إلى التحقيق.
• أوفد الاتحاد الدولي لكرة القدم خطاب عزاء رسمي لاتحاد الكرة المصري شاطره فيه الأحزان على ضحايا الأحداث وأعرب خلاله تأييده التام للاتحاد المصري للعبة واستعداده لتقديم يد العون متى طلب الطرف المصري، في اللقاء طالب الاتحاد الدولي نظيره المصري بؤفع تقرير مفصّل عن الحادث وملابساته.
• قدّم الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف تعازيه لمصر حكومة وشعبا لمصابهما بعد أحداث الشغب ببورسعيد، كما أوفد الاتحاد الروسي لكرة القدم وكذلك نائب رئيس الفيفا الأسبق فياتشسلاف كولوسوف تعازيهما لأهالي الضحايا واصفين ما وقع بالكارثة التي كان يجب منعها.
• تشييع جثمان الشاب محمد الغندور مؤسس مجموعة ألتراس أهلاوي بالإسكندرية مسقط رأسه بعدما وافته المنية خلال أحداث بورسعيد، شارك في الجنازة لفيف من ممثلي الأحزاب والقوى السياسية المتنوعة، بالإضافة إلى ممثلي عدد من النقابات المهنية والعمالية، بالإضافة إلى عدد من الرياضيين وعلى رأسهم أحمد الكاس المدير الفني لفريق كرة القدم بنادي أبوقير للأسمدة.
• إيقاف ستاد بورسعيد ومنع إقامة أية مباراة محلية أودولية عليه لمدة خمس سنوات.^{[بحاجة لمصدر]}
• تقدّم أكثر من خُمس نواب مجلس الشعب بطلب اتهام لوزير الداخلية (محمد إبراهيم يوسف) بالتقصير والإهمال في أداء عمله وعدم ضبط أداء رجال الشرطة، ويضم ذلك التقصير عدم تطهير الوزارة من القيادات العليا المتواطئة وعدم وضع خطة عاجلة لإعادة هيكلة الوزارة بما يكفل حسن الأداء، استناداً إلى حالة الانفلات الأمني وتوالي الأحداث في سفك الدماء وآخرها أحداث استاد بورسعيد. وقرّر المجلس بالإجماع توجيه الاتهام لوزير الداخلية.

غير رسمية

• دعت جهات عديدة إلى إنطقة وزير الداخلية ومحافظ بورسعيد ومدير أمن المدينة فوراً، ولم يُنطق أحد في ليلة الأحداث.
• وصف مفتي مصر (الشيخ/ علي جمعة) ما وقع بأنه «مجزرة».
• قرر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم (سمير زاهر) إيقاف الدوري المحلي المصري لأجل غير مسمى وإجراء التحقيق فيما تم وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق من اتحاد الكرة.
• جمّد مجلس إدارة النادي الأهلي المصري في اجتماع الطارئ نشاطات النادي الرياضية وأعرب الحداد على ضحايا الأحداث.
• وصف محمد أبوتريكة أحداث الملعب بأنها «حرب وليست كرة القدم»، مضيفا أنه لقن بنفسه الشهادة لأحد جماهير فريقه.
• أوفدت أطراف عديدة تعازيها منها جوزيف بلاتر رئيس فيفا، ونادي ليفربول الإنجليزي وناديي الترجي والإفريقي التونسيين، كما أعربت الأندية السابقة تنكيس أعلامها لمدة ثلاثة أيام حدادا على أرواح المتوفين.
• اتفق حسن شحاتة مدرب نادي الزمالك ومحمود جابر مدرب نادي الإسماعيلي على عدم إستئناف الشوط الثاني من المباراة التي جمعت الفريقين بعد قيام الأحداث، في الوقت الذي كانت تشير النتيجة بين الفريقين للتعادل 2-2.
• أعرب الاتحاد الأفريقي لكرة القدم الوقوف دقيقة حدادا على أرواح ضحايا أحداث بورسعيد في جميع مباراة من مباريات دور الثمانية بكأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا بالجابون وغينيا الإستوائية.
• أكدت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أنّ الحادثة هي جريمة مكتملة الأركان استهدفت في المقام الأول النادي الأهلي وجماهير ألتراس أهلاوي، لمعاقبته على مواقفه الثورة المصرية، ووقوفه مع الثوار في مسقطة الجمل. ووصفت ما وقع بأنّه مأساة مروعة أودت بحياة شباب مصر، وما زاد الأمور تعقيداً عدم تدخل قوات الأمن لحماية الجماهير من الجانبين منعا لسفك دماء المصريين، وخاصة في ظل تصاعد التوتر على مدار اليومين السابقين بين جانبي المباراة على الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى حدوث مشاحنات في مباريات سابقة (مباراة الأهلي-المحلة حيث عاد مشجعوالأهلي بالمدرعات). وطالبت المنظمة بتحميل محافظ بورسعيد مسئوليته السياسية، وإنطقة مدير أمن بورسعيد وعدم الاكتفاء بنقله إلى ديوان الوزارة كنوع من تهدئة للرأي العام، وإنطقة اتحاد الكرة باعتباره من رموز النظام السابق. كما اعتبرت ما وقع مؤامرةً على استقرار البلاد، وطالبت بالتحقيق مع «كافة قيادات وزارة الداخلية وعلى كافة المستويات» وإقصاء أى قيادة تثبت تورطها أوعدم أداء واجبها، حيث أرجعت سبب الأحداث إلى التقصير في الاستعداد للمباراة من جانب الشرطة.

المصادر