السيد ياسين

عودة للموسوعة

السيد ياسين

السيد ياسين
السيد يسين

السيد ياسين هومحرر وباحث إجتماع مصري ولد في 30 أكتوبر سنة 1919 في محافظة الإسكندرية. خريج كلية الحقوق جامعة الإسكندرية.

بداية فلسفية

كان كتاب الفيلسوف هوايتهيد الشهير "مغامرات فكرية" صاحب الأثر الأكبر في حياتي، وما زلت أحتفظ بنسخة من هذا الكتاب حتى الآن، كان الكتاب صعبًا، ولكنه كان ممتعًا ومفيدًا، ومثّل بالنسبة لي لحظة الاكتشاف الأولى. في هذه الفترة اكتشفت مخطة فهم النفس التكاملي التي يشرف عليها أستاذنا يوسف مراد، ودخلت مجال فهم النفس من أوسع أبوابه.

امتدت هذه الفترة من عام 1946 م إلى عام 1952 م، وفي هذه الفترة أيضًا كنت أتلمس طريقي داخل عالم الشعر، وكنت بالغ الإعجاب بالشاعر الرهيب تي إس إليوت وبدأت في هذه الأثناء أولى تجاربي في كتابة الشعر والسيرة القصيرة، وتكونت مجموعة من الأصدقاء من محبي الأدب كانوا يجتمعون في منزلي في حي راغب باشا بالإسكندرية للمناقشة والاستماع. وهنا محطة فشل لنا جميعًا نحن المجتمعين في منزلي من المبدعين الصغار، فلم يصمد أكثرنا أمام متطلبات تجربة الإبداع ولم يكمل أحدنا الطريق. لكنني لم أجد الفرصة للشعور بالفشل، إذ سرعان ما انتقلت إلى كتابة الخواطر والتأملات والموضوعات الفلسفية ثم كانت نقلة أخرى.


عضوفي الإخوان المسلمين

عام 1950 م يمثل نقطة تحول بارزة في حياتي، كان لها أثر بالغ في بناء شخصيتي وفي تكويني. ففي هذا العام استطاع أحد زملائي بالمدرسة حتى يضمني إلى الإخوان المسلمين، وسرعان ما أصبحت أخًا، وكنت نشيطًا وحيويًا وموضع انتباه من الإخوة، وقد أمل فيَّ الكثيرون الخير على هذا الطريق، وعلى ذلك فقد رشحت لأكون دارسًا في مدرسة النادىة بشعبة محرم بك في العطارين بالإسكندرية، وكان المشرف على المدرسة شيخًا أزهريًا ضريرًا يعمل مدرسًا في المعهد الديني بالإسكندرية وهوالمرحوم الشيخ مصطفى الشمارقة. كنا ندرس القرآن الكريم والحديث الشريف والفقه والسيرة في مدرسة النادىة، كما كنا ندرس المذاهب السياسية المعاصرة، وقد طالعنا في هذه الأثناء كتابات أبي الحسن الندوي وسيد قطب والشيخ الغزالي. كان الشيخ الشمارقة ذا أثر بالغ في حياتي كلها، وأذكر جيدًا أنه كان معجبًا بالدكتور طه حسين وكان يهفوإلى تقليده في الجمع بين الدراسة الأزهرية والدراسة الحديثة، فالتحق بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، واختارني الشيخ الشمارقة مع مجموعة من الأصدقاء فأصبحت قارئًا مستديمًا له. قرأت مع شيخي جميع مقرراته، ودرست معه جميع المناهج، وكانت كلية الآداب وقتها زاخرة بمجموعة رائعة من الأساتذة الموهوبين، وتخرجت في مدرسة النادىة خطيبًا إسلاميًا معتمدًا، وكنت أمارس الخطابة باقتدار في مساجد الإسكندرية حسب التكليفات التي تصدر من قبل الإخوان المسلمين وكان تقليد الإخوان تنمية القدرة على الارتجال المدروس.

وقد استطاعت مدرسة النادىة حتى تغيرني بالكامل، من صبي خجول منطويقبع بالساعات في غرفة منفردة لكي يقرأ إلى صبي يتسم بشخصية انبساطية لديه القدرة على لقاءة الجماهير في صلاة الجمعة من جميع أسبوع. أفادني هذا التدريب المبكر على الخطابة فيما بعد حين أصبحت باحثًا ألقي البحوث في المؤتمرات الفهمية أومحاضرًا في جامعة القاهرة والجامعة الأمريكية بالقاهرة.

وهنا أقول من حديث إذا هذه محطة نجاح بقدر ما هي محطة فشل، وقد نجحت في حتى أكون محاضرًا واضحًا وقادرًا ولكنني من طبيعة الحال فشلت في حتى أبقى خطيبًا وفي حتى أكمل مسيرة الجمعة من جميع أسبوع. واليوم وأنا أتذكر بدايتي في الدعوة ثم استكمال حياتي في البحث، فإنني لم أكن أتسقط أبدًا هذا التحول. كان ارتباطي بالإخوان المسلمين وصعودي على المنبر قد ملأني، واعتبرته بداية ونهاية الطريق بالنسبة لي، والعادة حتى خطباء المساجد يتطلعون إلى التجويد والامتياز وإلى الشهرة والذيوع، وهم على ذلك يرون مستقبلهم في مهنتهم أورسالتهم. بمعنى أدق الخطيب يهفوإلى حتىقد يكون شيخًا والشيخ إمامًا إلى غير ذلك، ولوأنك سألت أيًا منهم ماذا ترغب حتى تكون، سيجيبك بمثال من الماضي، حيث كان أئمة النادىة والفقه وفهماء الدين هم سادة عصرهم، أوبمثال من الحاضر من أئمة الدعوة المشاهير وذوي السطوة عند الجمهور، ولكنني إذ فشلت في حتى أكمل الرسالة أوأحافظ على المهنة فقد أبقيت اهتمامي بأئمتها وقادتها ومفكريها في جميع زمان.

ولا أعهد ماذا كنت فاعلاً فيما لولم تكن لي هذه التجربة في حياتي، فلكم كانت مؤثرة في اللغة والبيان والتعبير وفي المعارك والمجادلات وفي الحوارات والصراعات، أوهي نصف مهنتي اليوم على الأقل. الطريق إلى كلية الحقوق. أراد والدي حتى أكون طبيبًا وأردت حتى أكون محررًا. بدأت بالخطابة وانتقلت إلى الأدب ودخلت كلية الحقوق وعملت بالبحث. هذه هي مراوحات الفشل والنجاح.

كانت الثانوية العامة في حينها تتضمن نظام عقد مسابقات فهمية يتقدم لها الطلاب في تخصصات مختلفة، ومن ينجح يضاف إلى مجموعه النهائي في درجات الثانوية العامة عشرون درجة، وكانت المسابقات تعقد على مستوى الجمهورية بناء على نظام بالغ الدقة في اختيار الناجحين في ضوء اختبارات تحريرية وشفهية. كنت في مدرسة رأس التين الثانوية بالإسكندرية، وقررت حتى أدخل مسابقة اللغة العربية، وكان المقرر الذي يفترض أن أؤدي فيه اختباري التحريري كما يلي: دراسة ديوان حافظ إبراهيم ومسرحية مصرع كليوباترا لأحمد شوقي ومع المتنبي لطه حسين وتميز مستوى المسابقة بالصعوبة والقوة، وكان علينا حتى نقرأ ونحلل هذه الآثار الأدبية العميقة، وكان لهذه المسابقة نفسها أثر كبير وممتد على مساري الفكري، تحداني مدرس اللغة العربية حتى أنجح فانكببت على الدراسة استعدادًا للاختبار وقد اجتزت التحدي بنجاح.

وبعيدًا عن المقررات الدراسية الجامدة فتحت لي المسابقة عالم طه حسين وأتاحت لي مبكرًا فرصة تقويم شاعرية أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، ولكني على هذا الاستعداد الأدبي لم أكمل الطريق بالالتحاق بكلية الآداب في أقسام الفلسفة واللغة العربية، وقد حاول والدي دفعي إلى الدراسة الفهمية والمجال في العلوم لكي أكون طبيبًا، لكنني تعثرت في دراسة العلوم، ودخلت كلية الحقوق بالصدفة، لقد نجحت بمعجزة في الثانوية العامة، ولم أجد أمامي سوى كلية الحقوق، وهناك تأثرت كثيرًا بالدكتور حسن صادق المرصفاوي أستاذ القانون الجنائي الذي كان ثاني من أثر فيَّ بعد الشيخ الشمارقة، فقد أسس د. المرصفاوي تنطقيد البحث الفهمي في الجامعة بتأسيسه جمعية الأبحاث الجنائية التي دربت أعضاءها على كتابة البحوث الفهمية والمناظرة، وسمحت لهم من خلال الزيارات الميدانية للسجون بالتعهد مبكرًا على الفجوة بين النص القانوني والواقع، وقد قدمت بحثًا عن جرائم التزوير تم طبعه وتوزيعه على أعضاء الجمعية، وهوأول عمل بحثي مهم بالنسبة لي، وكان حافزًا لي على خوض غمار البحث الفهمي في وقت مبكر، كما وضع د. المرصفاوي تقليدًا إنسانيًا رفيعًا بأن أسس فكرة حتى الطالب يمكن حتىقد يكون صديقًا لأستاذه، وهذه مسألة صعبة، وكانت نادرة في الخمسينيات، فكان يدعوبعضنا لزيارته في منزله فنتناقش معه ومع زوجته لساعات طويلة. تخرجت في كلية الحقوق بتقدير جيد، وضاع حلم جميع الحقوقيين بدخول سلك النيابة، ولم أكن أرغب في عمل المحاماة الطويل بالعمل تحت التمرين ثم التدرج حتى افتتاح مخط خاص.

الطريق إلى البحث

في هذه الأثناء نشرت صحيفة الأهرام إعلانًا عن حاجة المعهد القومي للبحوث الجنائية (المركز القومي للبحوث حاليًا) عام 1957 م إلى باحثين مساعدين من خريجي الحقوق والآداب، تقدمت للاختبار التحريري مع 300 خريج، وكان المطلوب ثلاثة فقط، وتمت التصفية الأولى إلى 25 خريجًا، ثم تقدمنا للاختبار الشفهي فاجتزته لإجادتي اللغة الإنجليزية قراءة وكتابة على عكس الحقوقيين الذين يجيدون الفرنسية، وانضممت إلى المركز الذي أمضيت فيه 18 عامًا، وهجرته عام 1975م لكي أصبح مديرًا لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام. سافرت للدراسة في باريس لكي أعد رسالة الدكتوراه في القانون، ومضىت وذاكرتي مشحونة بمغامرات توفيق الحكيم ومحمد مندور في فرنسا، من الممكن كنت معجبًا بالحكيم الذي سافر لدراسة القانون وانصرف إلى دراسة الأدب، وذلك مندور الذي أمضىتسعة سنوات ولم يكمل رسالة الدكتوراه في القانون وإنما ساح في عالم الفكر والأدب.

درست عامًا ونصف العام القانون المدني الفرنسي ثم ضقت ذرعًا بقواعد المواريث الفرنسية المعقدة، فهجرت القانون لكي أتعمق في دراسة فهم الاجتماع، وهنا محطة فشل جديدة إذا أردنا إبقاء المفهوم، فقد هجرت القانون إلى الاجتماع، واهتممت بفهم الاجتماع الأدبي الذي كان لايزال ناشئًا وقتها عام1964 م وكذلك فهم الاجتماع السياسي، قلت لنفسي لتمضى الدكتوراه إلى الجحيم، فليس من المعقول حتى يضيع باحث مثلي ثلاث سنوات من عمره يتعقب أحكام محكمة النقض، عدت بعد ذلك إلى القاهرة في عام 1967م وهوعام الفشل في مصر: النكسة والهزيمة والمرارة، وهنا اتجهت إلى دراسة المجتمع الإسرائيلي دراسة فهمية، وانضممت إلى مركز الدراسات الفلسطينية والصهيونية بالأهرام عام 1968م، كان تأثير محمد حسنين هيكل على تكويني في هذه الفترة عميقًا، فقد كان هيكل هوالذي فتح أمامنا آفاق البحوث الاستراتيجية حين قرر تحويل المعهد إلى مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، ودفعني هذا التحول إلى التعمق في دراسة مناهج ونظريات البحوث الاستراتيجية. وإذا كانت هذه هي رحلة عمر، فشل هنا ونجاح هناك، فإنني أشعر تمامًا بالرضًا، وبأن الفشل كان تحولاً أكثر منه إخفاقًا، وأن النجاح كان حياة أكثر منه إنجازًا، وأعترف بأن نجاحي الأكبر الذي شاء الله له الغياب هوزوجتي ليلى عبد العزيز رحمها الله التي تغطي ذكراها عندي على ما كان من نقص وارتباك. وكم أتمنى حتى تمضي حياتي الآن بمثل ما كانت مزيجًا من التحول والتطور.


السيرة الذاتية

الدرجات الفهمية

  • ليسانس الحقوق ، جامعة الإسكندرية ، عام 1957.
  • دبلوم معهد العلوم الجنائية ، كلية الحقوق ، جامعة القاهرة ، عام 1968.
  • دراسات عليا في القانون والعلوم الاجتماعية ، جامعة ريجون وجامعة باريس ، ( 1964 – 1967).

التدرج الوظيفي

  • باحث مساعد في المركز القومى للبحوث الإجتماعية والجنائية ( 1957 - 1963).
  • مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بمؤسسة الأهرام ( 1975 – 1994).
  • أستاذ غير متفرغ بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية 1994.

الهيئات التي ينتمي إليها

  • عضوالمجلس الأعلى للثقافة.
  • عضولجنة الدراسات الاجتماعية بالمجلس الأعلى للثقافة.

المؤتمرات التى شارك فيها

- الكثير من المؤتمرات المصرية والعربية والدولية كان آخرها بدعوة من المؤسسة الدولية للثقافة في واشنطن عن الثقافة في القرن الحادى والعشرين يونيو1997.

المؤلفات

  • أسس البحث الاجتماعى 1963.
  • دراسات في السلوك الإجرامى 1995.
  • الشخصية العربية بين تصور الذات ومفهوم الآخر 1973.
  • مصر بين الأزمة والنهضة 1990.
  • تحليل مفهوم الفكر القومى 1978.
  • السياسة الجنائية المعاصرة ودراسة نقدية للدفاع الاجتماعى 1973.
  • الوعيالتاريخى والثورة الكويتية: محادثة الحضارات في عالم متغير، الأهرام 1995.

الجوائز والأوسمة

  • وسام الاستحقاق الأردنى من الطبقة الأولى ، عام 1992.
  • وسام العلوم والفنون والآداب ، عام 1995.
  • جائزة أفضل كتاب في مجال الفكر عن كتاب (الوعى التاريخى والثورة الكويتية) من معرض القاهرة الدولى للكتاب 1995.
  • جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة ، عام 1996.


المصادر

  • وزارة الثقافة المصرية
  • باب الموضوع
تاريخ النشر: 2020-06-04 15:49:50
التصنيفات: Articles which use infobox templates with no data rows, Pages using Infobox writer with unknown parameters, كتاب مصريون, سياسيون مصريون, فلاسفة مصريون, مفكرون مصريون, مواليد 1919, أعلام محافظة الإسكندرية, إخوان مسلمون, كتاب صحيفة الشروق المصرية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

لسحور شهي ومغذي.. طريقة عمل القُرص الفلاحي الهشة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-05 21:27:31
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 54%

كيف يمكن تجنب الازدحام خلال أداء مناسك العمرة؟

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-05 21:27:34
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 70%

شباب البومب11 الحلقة 14.. "زيارة مفاجئة" تسبب مشكلة في منزل عامر

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-05 21:27:27
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 52%

استشاري: المشي بعد صلاة التراويح النشاط الأفضل لحرق الدهون

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-05 21:27:40
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 63%

التمر الهندي.. كنز المعادن والفيتامينات

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-05 21:27:43
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 55%

سبب غياب لاعبي الباطن المزيريب و ساليفو أمام الوحدة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-05 21:27:37
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

تعليق الدراسة الحضورية غدًا في مدارس تعليم عسير

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-05 21:27:24
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

تحميل تطبيق المنصة العربية