بليز پاسكال

عودة للموسوعة

بليز پاسكال

بليز پاسكال
بليز پاسكال
وُلـِد (1623-06-19)يونيو19, 1623
توفي أغسطس 19, 1662(1662-08-19) (عن عمر 39 عاماً)
العصر فلسفة القرن السابع عشر
المنطقة الفلسفة الغربية
المدرسة الفلسفة القارية, precursor to الوجودية
الاهتمامات الرئيسية
اللاهوت، الرياضيات
الأفكار البارزة
Pascal's Wager

بليز پاسكال (1623 ـ 1662م). فيزيائي، ورياضي وفيلسوف فرنسي، وُلد في مدينة كلير مونت ـ فيراند بفرنسا. وقد أظهر نبوغا في الرياضيات منذ حتى كان طفلاً. واشتغل في حركة دينية تسمى الجانسينية، وفي أواخر عام 1654م ولج ديرًا من أديرة هذه الجماعة في مدينة بورت ـ رويال. وقد اتهمت المنظمة اليسوعية الجانسينيين بالبدعة، وأدانت قائدهم أنطوني آرنولد. وردًا على هذا الاتهام قام باسكال فورًا بنشر 18 كتيبًا ساخرًا سميت الرسائل الريفية، وقد لاقت شعبية عظيمة في عامي 1656 و1657م.

نشأته

كان باسكال الأب قاضياً، وتنتمي أسرته إلى «نبلاء الثوب» (القضاة والموظفون الكبار) الذين كانوا يتنافسون على السلطة مع «نبلاء السيف» (القادة والفرسان) فنشأ الابن في بيئة مثقفة، وهويرى في بيته علية القوم من الفهماء والمفكرين، عاصر حكم لويس الثالث عشر ووزيره القوي ريشيليووكذلك حكم لويس الرابع عشر. كما عاصر كبار المفكرين والكتاب الفرنسيين مثل ديكارت وكورنييي وموليير ولافونتين، أنشئت آنذاك أول أكاديمية فرنسية «المجمع الأدبي الفرنسي» (1635) Accadémie Français. ظل باسكال يدافع منذ عام 1658م وحتى وفاته عن عقيدته. وقد وُجدت بعض أجزاء من عمله هذا الذي لم يكن قد اكتمل في ذلك الوقت بعد وفاته، وطبع باسم بنسيز. ويعبر هذا العمل عن إيمان باسكال بأن هناك حدودًا للحقائق التي يمكن حتى يدركها العقل، وأن الإيمان من القلب بالرسالة المسيحية هوالمرشد الرئيسي إلى الحقائق.


نبوغه في الرياضيات

وعلى الأمراض المتعددة التي استحكمت بجسمه، برع باسكال في الرياضيات ودرس وحده كتاب إقليدس. وألّف رسالة في المقاطع المخروطية بزَّ فيها سابقيه ولما يتجاوز السادسة عشرة من عمره. وقد أسس حساب النهايات وحساب التكامل، ويعد أحد مكتشفي حساب الاحتمالات. وكان للاستقراء الرياضي الذي اعتمد عليه منهجاً في البحث أثر مهم في تطور الرياضيات الحديثة. اخترع أول آلة حاسبة، وسجل اختراعه عام 1649، وهوالإنجاز الوحيد الذي قام به في مجال العلوم التطبيقية. وكانت طريقته الهندسية في الرياضيات مختلفة عن طريقة ديكارت الجبرية.

أما في مجال الطبيعيات فقد رسخ باسكال مفهوم التجربة، ومهد لظهور الوضعية Positivism. وكان يرى حتى المسائل الطبيعية لا تحل باستنباط نتائج من مبادئ عامة للفكر بل بالتجربة. ولم يعتقد، كما عمل ديكارت، بمنهج واحد يطبق على جميع الموضوعات. وما إذا بلغه خبر اكتشاف توريشللي لتجارب الأنابيب الكاشفة للضغط الجوي، حتى عكف في مدينة روان على تنويع التجربة نفسها سواء من حيث الأواني المستخدمة أومن حيث الشروط الطبيعية. فقد أجرى تلك التجارب مراراً على مستوى سطح البحر وعلى سطوح المنازل أوأبراج الكنائس أوقمم الجبال، فرأى حتى الزئبق ينخفض في الأنابيب بنسبة الارتفاع عن سطح البحر. وقد كان اكتشافه للخلاء المطلق مناقضاً لأفكار أرسطووديكارت. وتوفي باسكال قبل حتى يبلغ الأربعين من العمر.

ومع حتى باسكال كان رائداً من رواد الفكر الفهمي في القرن السابع عشر، فقد عده مؤرخوالفلسفة من مؤسسي الوجودية الحديثة. وذلك لانصباب جهده على الإنسان ككائن قلق مخلوق للموت. وقد أعيد الاعتبار إليه، بعد خروجه عن الإطار الضيق للفلسفة الممضىية، لأنه لم يرس نادىئم ممضى محدد، كما هي الحال لدى ديكارت صديقه ومعاصره، ولم يخلف إلا شذرات من أفكاره وخواطره. فهوأقرب إلى سقراط منه إلى أي فيلسوف آخر، ذلك أنه سعى دائباً إلى تطبيق الشعار القائل: «اعهد نفسك بنفسك».

أعمال باسكال

اشتهر بتجاربه على السوائل في مجال الفيزياء، وبأعماله الخاصة بنظرية الاحتمالات في الرياضيات.

المساهمات في الرياضيات

اخترع باسكال آلة حاسبة تؤدي عمليات الجمع والضرب.

An early Pascaline on display at the Musée des Arts et Métiers, Paris.

وخلال الخمسينيات من القرن السابع عشر الميلادي قدم باسكال، وعالم الرياضيات الفرنسي بيير دي فيرمات نظرية الاحتمالات، وناقشا بعض تطبيقاتها.

وابتكر المثلث الرياضي وعهد بمثلث باسكال . وهذب التكامل والتفاضل .

مثلث باسكال

صمم باسكال عام 1654م تنظيمًا ثلاثيًا من الأرقامقد يكون فيه جميع رقم مساويًا لمجموع الرقمين المجاورين له من جهة اليمين، وعلى جانبه الأيسر في الصف الذيقد يكون أعلاه مباشرة. ويمكن استعمال هذا التنظيم الذي سمِّي مثلث باسكال في حساب الاحتمالات. انظر: التباديل والتوافيق.

Pascal's triangle. Each number is the sum of the two directly above it. The triangle demonstrates many mathematical properties in addition to showing binomial coefficients.


المساهمات في الفيزياء

أدَّت أعمال باسكال المهمة في مجال ضغط السوائل إلى إيجاد المبدأ المسمى قانون باسكال، الذي ظهر خلال الخمسينيات من القرن السابع عشر الميلادي. وينص هذا المبدأ على حتى السوائل الموجودة في الأوعية تنقل ضغوطًا متساوية في كافة الجهات، كما يوضح العمليات التي تقوم بها ضاغطات الهواء، والمضخات الفراغية، والرافعات الهيدروليكية، ورافعات السيارات، والمضاغط. ساعدت تجارب باسكال على إثبات حتى للهواء وزناً، وأن ضغط الهواء يمكن حتى ينتج فراغًا، وبذلك أزال شكوك الفهماء في ذلك الوقت في إمكان وجود الفراغ.


المساهمات في النثر

استطاع باسكال حتى يسهم في إيجاد أسلوب حديث في النثر الفرنسي بمجموعته الرسائل الريفيّة.


التحويل الديني

Pascal studying the cycloid, by Augustin Pajou, 1785, Louvre

جمع باسكال بين الفهم والدين، وعاش حياته باحثاً عن القداسة أكثر من بحثه عن الفلسفة. وفي غمرة الإصلاح الديني في أوربة أشرك باسكال نفسه في النزاعات الدينية القائمة، فقد انحاز لجماعة «بور رويال» على اليسوعيين. وحاول تأليف كتاب لإقناع الهراطقة بضرورة اعتناق الدين، ولكن هذا الكتاب نشر بالاعتماد على القصاصات التي لم يمهله الأجل في تطويرها لإنجاز عمله، فكان حتى نشرت بعد وفاته بعنوان «الخواطر». وقد قرأ خط الإصلاحيين الفرنسيين الذين حاولوا استلهام التيار الأوغسطيني. وكان جانسنيوس صديق سان سيران مرشد دير بور رويال قد ألّف كتاباً بعنوان «الأوغسطيني»، لتدعيم هذا الاتجاه في الزهد والحكمة. ولم يتفق هذا التيار مع الجانب العملي والاجتماعي ـ السياسي لليسوعيين.

أسهم باسكال بكتاباته ومواقفه في الدفاع عن ممضى بور رويال في السنوات 1662-1664. ورأى حتى المسيحية تفرض «أن نحيا لله وحده». وكان يرى مثل والده حتى العقيدة موضوع إيمان لا تبحث بالعقل. ولهذا السبب فقد استنكر باسكال عبث مرسوم رومة الذي أدان گاليليو. وحاول باسكال الاستغناء عن الميتافيزيقة لأن براهينها على وجود الله معقدة ولا تعطي يقيناً ثابتاً. فالله محبة وعزاء، وليس موضوعاً للمنطق والبرهان.

وكان منهج باسكال في الدين يتلخص في قوله إذا الإيمان المسيحي يرضي جميع حاجات الإنسان ولا يناقض العقل.

وإذا كانت غاية الدين هي في الأساس حيازة الفضيلة، فإن على الإنسان ألا ينسى حتى النعمة الإلهية هي التي تساعده على البحث عنها. وقد فرق باسكال بين «روح اللطف» و«الروح الهندسي». فالأول موضوع وجداني، ومبادئه لا تكاد تحصى، ولا توضع في صيغة محددة لأنه خارج عن مجال العقل. أما الروح الهندسي، فإنه يتناول المبادئ المحدودة التي يدركها جميع عقل متنبه، ويحسن استخدامها بمجرد تطبيق قواعد الاستدلال. ويبدوحتى هذا التفريق بين عالمين مختلفين هما عالم العقل وعالم الروح، قد قاد كانت فيما بعد إلى التفريق بين العقل النظري والعقل العملي.

وقد اشتهر باسكال بحجته لإثبات المعاد ووجود الآخرة، وتحدى بفكرة «الرهان» الملحدين، ورأى أنهم الخاسرون في النهاية، فبالإيمان: «إذا كسبتم كسبتم جميع شيء، وإذا خسرتم لم تخسروا شيئاً. فإن كان هناك آخرة تكسبون وتكسبون جميع شيء، وإذا لم يكن هناك آخرة فلن تخسروا شيئاً، فالأَوْلى إذن حتى يراهن المرء على ما مضمون المكسب على جميع حال». ويرى عبد الرحمن بدوي حتى هذه الحجة قد ذكرها الغزالي في كتابه «إحياء علوم الدين» وفي خط أخرى. وهوينسب الصورة الأولى لهذه الحجة إلى الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. فيقول: «نطق علي رضي الله تعالى عنه لمن كان يشاغبه ويماريه في أمر الآخرة: إذا كان الأمر على ما زعمت تخلصنا جميعاً، وإن كان الأمر كما قلتُ فقد هلكتَ ونجوت». والشائع أيضاً حتى هذه الحجة قد لخصها أبوالعلاء المعري في هذين البيتين:

نطق المنجم والطبيب كلاهما

لا تُحشر الأجساد قلت إليكما

إن صح قولكما فلست بخاسر

أوصحَّ قولي فالخسارُ عليكما

بسكال الإنسان

كان أبوه إتيبن بسكال رئيساً لمحكمة المعونين بكلير مون- فيران في وسط فرنسا الجنوبي. وماتت أمه بعد مولده بثلاث سنين، مخلفة فضلاً عنه أختاً أكبر منه تدعى جلنبيرت وأخرى أصغر تدعى جاكلين. وانتقلت الأسرة إلى باريس حين بلغ بليز الثامنة. وكان إتيين يفهم الهندسة والفيزياء، وقد أعطى له تفوقه فيهما حتى يصادق جاسندي، وميرسين، وديكارت. وكان بليز يسترق السمع لبعض لقاءاتهم، فأصبح في الفترة الأولى من حياته عاشقاً للفهم. فلما بلغ الحادية عشرة ألف رسالة قصيرة عن أصوات الأجسام المتذبذبة. وخيل للأب حتى ولع الصبي بالهندسة سيلحق الأذى بدراساته الأخرى، فحظر عليه حيناً حتى يمضي في عكوفه على الرياضيات. ولكن وقع يوماً- فيما روي- حتى إتيين وجده يخط على الحائط ببترة من الفحم البرهان على حتى زوايا المثلث الثلاث تساوي زاويتين قائمتين(21)، وبعدها جاز للغلام حتى يفهم إقليدس. وقبل حتى يبلغ السادسة عشرة خط بحثاً في القطاعات المخروطية فقد أكثره، ولكن إحدى نظرياته كانت مساهمة خالدة في ذلك الفهم، وما زالت تحمل اسمه. وحين عرضت مخطوطة البحث على ديكارت أبى حتى يصدق أنه من وضع الابن لا الأب.

في ذلك العام (1639) لعبت أخته الجميلة جاكلين دوراً مثيراً في حياة الأسرة، وكانت آنئذ في الثالثة عشرة. ذلك حتى الأب كان قد استثمر بعض المال في السندات البلدية، وخفض نسبة الفائدة التي تؤدي عن هذه السندات، فانتقده إتيين، وهدد الكردينال بالقبض عليه، فاختبأ في أوفرن. ولكن الكردينال كان يحب التمثيليات والبنات، وقامت بعض الفتيات- ومنهن جاكلين- بتمثيل مسرحية سكوديري "الحب الظالم" أمامه، فشرح تمثيلها صدره، واغتنمت هي الفرصة وتوسلت إليه حتى يصفح عن أبيها، فعمل، وعينه ناظراً ملكياً في روان عاصمة نورمنديه، وإليها انتقلت الأسرة في 1641.

وهناك أخترع بليز أول آلاته الحاسبة الكثيرة المحفوظ بعضها إلى الآن في كونسرفتوار الفنون والصنائع بباريس، وكان يومها في التاسعة عشرة. أم المبدأ الذي قامت عليه فهوسلسلة من التروس ينقسم جميع منها إلى تسعة أرقام وصفر، ويحرك جميع منها عشر دورة نظير جميع دورة كاملة للترس الذي إلى يمينه، ويظهر جميع منها رقمه الأعلى في ثقب عند القمة. ولم تكن الآلة تستطيع غير الجمع، ولا كانت عملية من الناحية التجارية، ولكنها قربت من بداية اليوم دهشة العالم. وأهدى بسكال إحدى آلاته الحاسبة إلى كرستينا ملكة السويد، مشفوعة بخطاب إطراء بليغ جداً، فدفعه إلى قصرها، ولكنه أحس بأنه أضعف من حتى يحتمل ذلك المناخ الرهيب.

وكان العالم الشاب المتحمس الشديد الاهتمام بالتجارب التي نشرها تورتشيللي عن وزن الهواء، وطرأت على خاطر بسكال فكرة كان فيها مستقلاً عن تورشيللي، وكن من الممكن استوحاها من اقتراح لديكارت(22)، ومؤداها حتى الزئبق في أنبوبة تورشيللي يرتفع إلى مستويات مختلفة في أماكن مختلفة، حسب اختلاف الضغط الجوي. فطلب إلى زوج أخته في أوفرن حتى يحمل أنبوبة زئبق إلى قمة جبل، ويلاحظ أي فرق- على مختلف المستويات- في ازدياد الزئبق في الجزء المقفل من أنبوبة فتح طرفها الآخر لضغط الهواء. وعمل فلوران بيرييه كما طلب إليه، ففي 19 سبتمبر 1648 ارتقى مع بعض أصحابه "بوي ددوم"؛ الذي يرتفع خمسة آلاف قدم فوق مدينة كليرمون- فيران، وهناك ارتفع الزئبق إلى ثلاث وعشرين بوصة في الأنبوبة، بينما ارتفع عند سفح الجبل إلى ست وعشرين، وهللت أوربا كلها للتجربة لأنها أثبتت نهائياً مبدأ البارومتر وقيمته.

وتلقى بسكال بفضل شهرته عالماً (1648) نداء مثير من مقامر طلب إليه حتى يضع قانوناً لرياضيات الحظ أوالصدفة، فقبل التحدي، واشهجر مع فيرمان في وضع حساب الاحتمالات، الذي ينتفع به الآن كثيراً في جداول التأمين من السقم والموت. ولم تبد عليه هذه الفترة من نموه أي بادرة بأنه سينقل يوماً ما ولاءه من الفهم إلى الدين، أويفقد إيمانه في المنطق والتجريب، وواصل العمل عشر سنين في المعضلات الفهمية لا سيما الرياضية منها، وفي تاريخ متأخر (1658) عرض جائزة من مجهول في تربيع الدويري- وهوالخط المنحني الذي تحدثه نقطة دائرة تدحرج على خط مستقيم فوق سطح مستوٍ. وتقدم بالحلول واليس، وهوبجنز، ورن، وغيرهم، ونشر بسكال بعد ذلك حله، تحت اسم مستعار، وأعقب ذلك جدل سلك فيه المتنافسون، ومنهم بسكال، مسلكاً لم يتسم بالكثير من الفلسفة.

وتسلط على حياته خلال ذلك مؤثران أساسيان، السقم والجانسنية. ذلك أنه مذ كان فتى في الثامنة عشرة عانى من علة عصبية قل حتى هجرته يوماً بغير ألم. وفي 1647 أقعدته بالشلل لم يستطع بسببها المشي إلا توكأ على عكازين. وكان رأسه يصدع، وأمعاؤه تلتهب، وساقاه وقدماه دائمة البرودة والحاجة إلى الوسائط المرهقة لتنشيط دورته الدموية، وكان يلبس الجوارب الطويلة المنقوعة في البراندي التماساً لدفء قدميه.

وكان مما حمله على الانتنطق إلى باريس مع جاكلين حتى يجد علاجاً طبياً أفضل، وتحسنت صحته، ولكن جهازه العصبي كان قد لحق به أذى مستديم. فأصبح منذ ذلك الحين عرضة لأوهام ازداد عمقها على الأيام حتى أثرت في خلقه وفلسفته، فبات سريع الانفعال، فريسة لنوبات من الغضب المتكبر العاتي، وقل حتى أشرق وجهه بابتسامة(23).

وكان أبوه طيلة حياته كاثوليكياً تقياً بل صارماً وسط شواغله الفهمية، وقد فهم أبناءه حتى الإيمان الديني أثمن ما يملكون، وأنه شيء بعيد جميع البعد عن متناول أوعن حكم قوى التفكير الضعيفة التي يملكها البشر. وفي روان أصيب الأب بجرح خطير فعالجه طبيب جانسني بنجاح، ومن هذا الاتصال اتخذ إيمان الأسرة مسحة جانسنية، فلما انتقل بليزوجاكلين إلى العاصمة كثر اختلافهما إلى القداس في البور- رويال- د- باري، ورغبت جاكلين في دخول الدير راهبة، ولكن أباها لم يستطع حتى يروض نفسه على السماح لها بالخروج من حياته اليومية، ولكنه توفي عام 1651، وما لبثت جاكلين حتى ترهبت في البور- رويال- دي- شان، بعد حتى حاول أخوها عبثاً حتى يثنيها عن عزمها.

وتنازعا حيناً على تقسيم ميراثهما، فلما سوي النزاع عثر بليز نفسه رجلاً غنياً حراً- وتلك حال مجافية لحياة التقوى، فاتخذ لنفسه بيتاً فاخر الأثاث، واستكثر من الخدم، وجاب باريس في مركبة تجرها خيول أربعة أوستة(24). وأعطاه شفاءه المؤقت شعوراً خداعاً بالنشاط والخفة حرفه من التقوى إلى اللذة. وعلينا ألا ننسه على تلك السنوات القليلة التي قضاها "في العالم" (1648- 54)، يستمتع بصحبة ظرفاء باريس وألعابها وحسانها، ويطارد في برهة مثيرة بأوفرن سيدة ذات جمال وثقافة، وصفها بـ"سافوالريف(25)". وحوالي هذه الفترة خط "أحاديث في آلام الحب" ويلوح أنه فكر في الزواج- الذي سيصفه في تاريخ لاحق بأنه "أحط ظروف الحياة المباحة لمسيحي(26)". وكان بعض أصحابه فجرة جمعوا بين الحريتين، حرية الأخلاق وحرية الفكر، ولعلهم هم الذين أثاروا اهتمام بسكال بمونتيني، الذي تغلغلت الآن "منطقاته" في حياته. وأكبر الظن حتى تأثيرها الأول عطفه نحوالتشكك الديني. ووبخه جاكلين حين نمى إليها نبأ عبثه الجديد، وصلت لأجل صلاح حاله. وكان من خصائص طبيعته العاطفية حتى تستجيب لصلواتها إثر حادث سقط له. ذلك أنه بينما كان ذات يوم يركب عربته فوق البون دنوبي جسر تيللي، جمحت الخيل واندفعت فوق الحاجز إلى نهر السين. وكادت العربة حتى تتبع الخيل، ولكن العنان انبتر لحسن الحظ، وتعلقت المركبة بنصفها فوق الحافة. وخرج منها بسكال وأصحابه، ولكن الفيلسوف المرهف الحس أغمي عليه لفرط خوفه من الموت الداهم، وظل برهة غائباً عن رشده. فلما أفاق شعر بأنه رأى الله في رؤيا. وفي نشوة الخوف والندم وعهدان الجميل سجل رؤياه على رق راح يحمله منذ تلك اللحظة مخيطاً في بطانة سترته: "السنة 1654 بعد الميلاد، الاثنين 23 نوفمبر...من نحوالسادسة والنصف مساءً إلى النصف بعد منتصف الليل. حتى الإله القديم، إله إبراهيم، وإله إسحق، وإله يعقوب، لا إله الفلاسفة والفهماء. اليقين، اليقين، الوجدان، الفرج، السلام. إله يسوع المسيح...لن يجده الإنسان إلا بالطرق التي يفهمها الإنجيل. يا سموالنفس الإنسانية، أيها الأب العادل، حتى لعالم لم يعهدك قط، ولكني عهدتك. إنه الفرج، الفرح، دموع الفرح...يا إلهي، هل أنت تاركي،يا ترى؟ يسوع المسيح...لقد فصلت عنه، وهربت منه، وتخليت عنه، وصلبته. ليتني لا أفارقه أبداً، إنها المصلحة الحلوة الكاملة(27)".

وعاود زياراته للبور- رويال ولجاكلين، وشرح صدرها بحالته النفسية الجديدة، حالة التواضع والتوبة. ولتستمع إلى عظات أنطوان سانجلان. وفي ديسمبر 1654 أصبح عضواً في جماعة البور- رويال(28).وفي يناير كان له هناك حديث طويل مع ساسي، الذي آلى على نفسه حتى يقنعه بسطحية الفهم وعقم الفلسفة. وآنس أرنوونيكول من العضوالجديد حماسة في الاهتداء وبراعة في التعبير الأدبي وكأنهما أداة وضعتها العناية في أيدي الجماعة للدفاع عن البور- رويال ضد أعدائه.فطلبا إليه حتى يخصص قلمه للرد على اليسوعيين الذين كانوا يحاولون تصوير الجانسنية على أنها خطيئة. واستجاب للطلب في ذكاء وقوة بلغا مبلغاً جعل جماعة اليسوعيين تشكوإلى اليوم من وخز بسكال الأليم.


الرسائل الإقليمية

الأدب الفرنسي
بالتصنيف
تاريخ الأدب الفرنسي

العصور الوسطى
القرن السادس عشر - القرن السابع عشر
القرن الثامن عشر -القرن التاسع عشر
القرن العشرون - المعاصر

كتـّاب الفرنسية

قائمة زمنية
كتـّاب حسب تصنيفهم
روائيون - كتاب مسرحيات
شعراء - كتاب منطقات
كتاب السيرة القصيرة

بوابة فرنسا
بوابة الأدب
     

في 23 و26 يناير 1656 نشر بسكال الرسالتين الأولى والثانية مما سماه "رسائل خطها لوي دمونتالت" (وهواسم مستعار) "إلى صديق في الإقليم، وإلى الآباء اليسوعيين المبجلين، عن أخلاقياتهم وسياساتهم". وكان إطارها ذكياً، فقد زعم إنها تقرير من باريس إلى صديق في الأنطقيم عن المسائل الخلقية واللاهوتية التي كانت يومئذ تثير الأوساط الفكرية والدينية في العاصمة. وقد زود آرنوونيكول بسكال بالحقائق والمراجع. أما هوفقد أبدع ذلك الأسلوب الأدبي الذي استشرف مستوى جديداً في النثر الفرنسي، فقد توافرت لبسكال حماسة المؤمن الجديد وذكاء رجل الدنيا وتهذيبه.

أما الرسائل الأولى فقد التمست التأييد العام لآراء الجانسنيين في النعمة الإلهية والخلاص، وهي الآراء التي دافع عنها آرنومن قبل، وقد قصد بها حتى تؤثر في السوربون لتعارض الاقتراح بطرد آرنو. وقد فشلت في هذا، إذ جرد آرنورسمياً من لقبه وطرد (31 يناير). وحفز الفشل بسكال وآرنوإلى الهجوم على اليسوعيين لأنهم يقوضون الفضيلة بما يعيب آباء اعترافهم من تحلل، وما يشوب فتاواهم من ثغرات. وقد نقبا في مؤلفات إيسكوبار وغيره عن اليسوعيين ونددا بمبادئ "الاحتمالية" و"التوجيه بالنية" و"التحفظ العقلي"، وحتى بتوفيق المرسلين اليسوعيين بين اللاهوت المسيحي وعبادة الصينيين لأسلافهم(29). وإن لم يتهمها اليسوعيين صراحة بتبرير الوسائط لبلوغ الغايات. وكان هذا المهدي يزداد حماسة حدثا توالت الرسائل وكشف له آرنوعن المزيد من فتاوى إيسكوبار. وبعد الرسالة العاشرة أقلع عن أكذوبة الباريسي محرر الرسائل للإقليمي، وأماط اللثام عن شخصه، ووجه الخطاب إلى اليسوعيين رأساً في بلاغة تضطرم سخطاً، وذكاء يفيض تهكماً. وكان ينفق أحياناً عشرين يوماً في تحرير رسالة واحدة، ثم يهرع بها إلى المطبعة قبل حتى يفتر اهتمام الجمهور، وقد اعتذر عن طول الرسالة السادسة عشرة بعذر فريد في بابه، إذ نطق "لم يتسع لي الوقت لإحضارها(30)". وفي الرسالة الثامنة عشر والأخيرة (24 مارس 1657) تحدى البابا نفسه. ذلك حتى البابا الإسكندر السابع أصدر (16 أكتوبر 1656) تنديداً آخر بالجانسنية، فذكر بسكال قراءه بأن حكم البابا عرضة للخطأ، كما أخطأ في حالة جاليليو(31) (وذلك شعور بسكال). وأدان البابا الرسائل (6 سبتمبر 1657) ولكن فرنسا المثقفة كلها قرأتها.

أكانت الرسائل منصفة لليسوعيين،يا ترى؟ أنقلت المختارات عن الكتاب اليسوعيين نقلاً أميناً،يا ترى؟ نطق عقلاني مثقف "سليم ولا ريب حتى بعض العبارات المعدلة حذفت أحياناً دون موجب، وأن عبارات أخرى ترجمت ترجمة خاطئة، وأن ضغط الفقرات الطويلة في جمل قصيرة يشعرك في بعض الحالات بأن هذا إجحافاً بالمؤلف" ثم يقول "ولكن هذه الحالات قليلة وغير هامة نسبياً"(32) وهناك الآن إجماع على حتى المختارات دقيقة في جوهرها(33) على أنه لابد من التسليم بأن بسكال انتزع أشد فقرات بعض المفتين إزعاجاً وشبهة من سياقها، وقاد شطراً من الجمهور إلى رأي فيه غلوكثير، مؤداه حتى هؤلاء الفقهاء اللاهوتيين يتآمرون على هدم أخلاق العالم المسيحي. وقد أطرى فولتير براعة الرسائل بوصفها أدباً، ولكنه رأى حتى "الكتاب كله مبني على أساس زائف. فقد نسب المؤلف في حذق إلى الجماعة اليسوعية كلها الآراء المتطرفة التي نطق بها بعض اليسوعيين الأسبان والفلمنك(34)"،الذين خالفهم كثير من اليسوعيين. وأسقف دالمبير لأن بسكال لم يتهكم بالجانسنيين أيضاً، لأن "تعاليم جانسن وسان سيران المروعة كانت تتيح على الأقل مجالاً للسخرية لا يقل عما أتاحته التعاليم الطيعة التي نادى بها موليا وتامبوران وفاسكويز(35)".

وكان تأثر "الرسائل" هائلاً. سليم أنها لم تخضد لتوها شوكة اليسوعيين- ومن المؤكد أنها لم تنتقص من سلطانهم على الملك- ولكنها فضحت شطط المفتين فضحا حمل الإسكندر السابع نفسه على إدانة "التحلل"، رغم مواصلة معارضة الجانسنية، وعلى الأمر بمراجعة نصوص الفتاوى (1665- 66)(36). و"الرسائل" هي التي أضفت على حدثة الإفتاء الديني "Casuistry" مدلول التشقيقات الخداعة المظهر التي تدافع عن الأفعال أوالأفكار الخاطئة. ثم إنها أضافت آية من آيات الأسلوب إلى ذخيرة الأدب الفرنسي. وكأن فولتير قد عاش قرناً قبل فولتير. فهنا ذكاء فولتير المرح، وتهكمه البتار، وفكاهته الشكاكة، وقدحه العنيف، وفي الرسائل اللاحقة ذلك الاستنكار الحار للظلم، الذي أنقذ فولتير من حتىقد يكون موسوعة سخرية وتهكم. وقد وصف فولتير نفسه الكتاب بأنه "خير ما خط وظهر في فرنسا إلى الآن"(37)، وكان رأي أنفذ النقاد قاطبة وأكثرهم رهافة وتمييزاً حتى بسكال "ابتكر النثر الرائع في فرنسا(38)" وحين سئل بوسويه أي كتاب كان يؤثر حتى يؤلف لم يؤلف كتابه نطق، إنه رسائل بسكال الإقليمية(39).

في الدفاع عن الإيمان

عاد بسكال إلى باريس في 1956 ليشرف على نشر "الرسائل"، وعاش هناك طوال السنوات الباقية من عمره. على أنه لم يهجر العالم، ففي سنة موته ذاتها شارك في تنظيم خدمة منتظمة بالمركبات في العاصمة- وهي البذرة لشبكة الأمنوبيسات الحالية. ولكن حدثين سقطا له مجدداً تقواه، وحملاه على حتى يتوج أعماله بكتاب حديث أسهم به الأدب والدين. ذلك أنه في 15 مارس 1657 حصل اليسوعيون من الملكة الأم على أمير بإغلاق مدارس الموحدين وحظر قبول المزيد من الأعضاء في البور- رويال. وأطيع الأمر في هدوء، وأوفد الأطفال- وكان من بينهم راسين- إلى بيوت الأصدقاء، وتفرق المفهمون محزونين. وبعد تسعة أيام (وهوتاريخ صدور آخر الرسائل الإقليمية) سقط ما بدا معجزة في كنيسة دير الراهبات الذي تكدر صفوه. ذلك حتى ابنة أخت بسكال البالغة من العمر تسع سنوات، واسمها مارجريت بيرييه، كانت تشكومن ناسور دمعي مؤلم يرشح صديداً كريهاً من العينين والأنف. وأهدى أهدى أحد أقرباء الأم أنجليك للبور- رويال شوكة زعم هووغيره أنها أخذت من إكليل الشوك الذي عذب به المسيح. وفي 24 مارس وضعت الراهبات الشوكة على مذبحهن في احتفال مهيب وسط ترتيل المزامير. ولثمت جميع منهن الأثر المقدس بدورها، ولما رأت إحداهن مارجريت بين العابدات أخذت الشوكة ولمست بها قرحة الفتاة. وروي حتى مارجريت أعربت ذلك المساء عن دهشتها لأن عينها لم تعد تؤلمها، وأدهش أمها ألا ترى أثر للناسور، وقرر طبيب دعي لفحص الفتاة حتى الصديد والورم قد اختفيا. وأذاع هو، لا الراهبات، نبأ هذا الذي سماه شفاء معجزاً. وسقط سبعة أطباء آخرون كانوا على سابق بناسور مارجريت بياناً قرروا حتى معجزة- في رأيهم- قد حدثت. وبحث موظفوالأسقفية الأمر، وانتهوا إلى نفس النتيجة، وأذنوا بإقامة قداس شكر لله في البو- رويال. وتقاطرت جماهير المؤمنين على الدير ليروا الشوكة ويقبلوها، وهللت باريس الكلثوليكية كلها للمعجزة، وأمرت الملكة الأم بالكف عن جميع اضطهاد للراهبات. وعاد المتوحدون إلى ليجرانج. (في عام 1728 أشار البابا بندكت الثالث عشر إلى هذا الحدث على أنه مرشد على حتى عصر المعجزات لم ينته). أما بسكال فقد خلق لنفسه شعار نبالة كان تعبير عن عين يحيط بها إكليل من الشوك، وقد خط عليه Scio Cui Credidi- "أعهد من صدقت(40)".

وعكف الآن على كتابة دفاع مشروح عن الإيمان الدينيقد يكون بمثابة وصيته الأخيرة. ولكن قصارى ما عثر في نفسه القدرة عليه، وهوحتى يدون في إنجاز خواطر منفصلة يجمع بينها في ترتيب اجتهادي ولكنه قوي. ثم عاودته أوجاعه القديمة (1658)، في شدة أعجزته إلى النهاية عن حتى يضفي على هذه المذكرات تسلسلاً متماسكاً أوشكلاً بنائياً. فلما قام صديقه الدوق دروانيه وفهماء البور- رويال بتحرير ونشر هذه المادة وسموها "خواطر المسيوبسكال عن الدين وغيره من المسائل (1670)". وقد خشوا حتى يقضي هذه "الخواطر" المبتورة التي خلفها بسكال إلى التشكك لا إلى التقوى، ومن ثم أخفوا الأجزاء المتشككة، وادخلوا تعديلاً على بعض ما بقي مخافة حتى يسيء إلى الملك أوالكنيسة لأن اضطهاد البور- رويال كان قد توقف في تلك الفترة، وكره المحررون تجدد الجدل. ولم تنشر "خواطر" بسكال Pens(es في نصها الكامل الموثوق إلا في القرن التاسع عشر.

ولوشئنا حتى نغامر بفرض ترتيب عليها لجعلنا نقطة بدايتها فلك كوبرنيق. ونحن نشعر ثانية- إذ نصغي إلى بسكال- يا للطمة الهائلة التي كان فلك كوبرنيق وجاليليويكيلها للمسيحية التقليدية:

"ليتأمل الإنسان الطبيعية كلها في جلالها الكامل السامي، ليقص عن بصره الأمور الوضيعة التي تحيط به، ولينظر إلى ذل النور المتوهج الذي وضع كأنه مصباح ابدي ينير العالم، ولتبد الأرض له مجرد نقطة داخل الدائرة الشاسعة التي يرسمها ذلك النجم، وليأخذه العجب من حتى هذا المحيط الضخم إنما هونقطة ضئيلة من زاوية النجوم التي تتحرك في قبة السماء.

فإذا توقف بصرنا عند هذا الحد، فليجاوزه الخيال...فكل هذا العالم المرئي ليس إلا عنصراً لا يدرك في صدر الطبيعة العظيم. ولا يستطيع أي تفكير حتى يمتد إلى هذا المدى...إنها كرة لانهائية مركزها في جميع مكان، ومحيطها في غير مكان(42). هذا أكثر مظهر قابل للإدراك من مظاهر قدرة الله، حتى حتى خيالنا يتوه في هذا الخاطر".

ثم يضيف بسكال في سطر شهير مطبوع بحساسيته الفلسفية، "أن الصمت الأبدي الذي يلف هذا الفضاء اللانهائي يخيفني(43)". ولكن هناك لانهائية أخرى- وتلك هي لانهائية صغر الذرة "التي لا تقبل الانشطار، وقبولها النظري للانقسام قبولاً لا حد له، فمهما كانت ضآلة الحد الأدنى الذي نختزل به أي شيء، فإننا لا نملك إلا الاعتقاد بأنه هوأيضاً له أجزاء أصغر منه. وعقلنا يتذبذب في حيرة وارتياع بين الشاسع غير المحدود، والدقيق غير المحدود.

"إن من يتأمل نفسه على هذا النحوتخيفه نفسه، وإذا استوعب أنه معلق...بين هاويتين اللانهائية والعدم، ارتعد فرقاً...وبات أميل إلى تأمل هذه العجائب في صمت منه إلى ارتيادها بغرور. فما الإنسان في الطبيعة، بعد جميع شيء...،يا ترى؟ إنه العدم إذا قيس بغير المحدود، وهوجميع شيء إذا قيس بالعدم، إنه وسط العدم والكل. وهوبعيد جميع البعد عن إدراك الطرفين، فنهاية الأمور وبدايتها أوأصلها، يلقهما سر لا سبيل إلى استكناهه، وهوعاجز على السوء عند رؤية العدم الذي أخذ منه، واللانهائي الذي يغمره(44).

فالفهم إذن ما إلا انادىء غبي. فهومبني على العقل، المبني على الحواس، التي تخدعنا بعشرات الطرق. وهومحدود بالحدود الضيقة التي تعمل حواسنا داخلها، وبقصر عمر الجسد قصراً قابلاً للفساد. وإذا هجر العقل لذاته لم يستطع حتى يفهم- أويعطي أساساً مكيناً للفضيلة، أوالأسرة، أوالدولة، فكيف بإدراك الطبيعة العالم ونظامه الحقيقيين، فضلاً عن فهمه لله. والعهد، لا بل الخيال والأسطورة، حكمة اكثر مما في العقل و"أحكم العقول يتخذ تلك المبادئ، التي أدخلها خيال الإنسان بتعجل في جميع مكان، مبادئ له(46)" وهناك نوعان من الحكمة: حكمة الجماهير البسيطة "الجاهلة"، التي تعيش بحكمة التنطقيد الموروثة والخيال (أي الطقوس والأساطير)، وحكمة الحكيم الذي نفذ إلى صميم الفهم والفلسفة ليدرك جهله(47). إذن "لاشيء أروح للعقل من حتى بنبذ العقل" و"الاستخفاف بالفلسفة ملاك الفيلسوف الأصيل(48)".

ومن ثم رأى بسكال أنه ليس من الحكمة إقامة الدين على العقل، كما حاول حتى بعض الجانسنيين، حتى يعملوا. بالعقل لا يستطيع حتى يثبت وجود الله، ولا الخلود، لأن الأدلة في الحالين شديدة التناقض. كذلك لا يصلح الكتاب المقدس أساساً نهائياً الإيمان، لأنه حافل بالفقرات الملتبسة أوالغامضة، وربما كان للنبوءات التي يفسرها الأتقياء على أنها تشير إلى المسيح دلالة مختلفة(49). أضف إلى ذلك حتى الله في الكتاب المقدس يتحدث بالأرقام، التي يضللنا مدلولها الحرفي، والتي لا يدرك معناها الحقيقي إلا من وهبوا النعمة الإلهية. "أننا لن نفهم شيئاً من أعمال الله ما لم نؤمن بهذا المبدأ، وهوأنه تعالى يشاء حتى يعمي البعض وينير بصائر البعض(50). (وهنا يظهر حتى بسكال يقبل حرفياً سيرة يهوه وهويقسي قلب فرعون).

ولواعتمدنا على العقل لوجدنا غير المفهوم أينما تلفتنا. فمنذا الذي يستطيع حتى يفهم، في الإنسان، ذلك الاتحاد والتفاعل بين جسد واضح المادية وذهن واضح اللامادية،يا ترى؟ "فليس هناك شيء أشد استحالة على التصور من حتى تعي المادة نفسها(51)". إنهم الفلاسفة الذين ملكوا أهواءهم- "وأي مادة تستطيع حتى تعمل هذا(52)؟". وطبيعة الإنسان، التي يمتزج فيها الملاك بالوحش امتزاجاً شديداً(53)، تكرر التناقض بين العقل والجسد، وتذكرنا بالكمير الذي زعمت الأساطير اليونانية أنه عنزة لها رأس أسد وذيل ثعبان. "يا لهذا الإنسان من كمير! ياله من بدعة، ووحش، وفوضى، وتناقض، ومعجزة! هذا الحكم في جميع الأمور، ونموذج الغباء في الأرض؛ مستودع الحق، وبالوعة الظلال والشك؛ مفخرة الكون ونفايته. فمنذا الذي يحل لنا هذا اللغز المعقد(54)؟".

إن الإنسان- من الناحية الخلقية- لغز غامض. فكل ضروب اللؤم تبدومستترة فيه. "ما الإنسان إلا مخلوق خداع المظهر، كذوب، منافق، مع نفسه ومع غيره(55)". "كل الناس بطبيعتهم يكره بعضهم بعضاً، ولن تجد أربعة أصدقاء في العالم(56)". "ما أفرغ قلب الإنسان وما أحفله بالقذر"(57) ثم يا لغروره الذي لا قرار له ولا شبع، "ما كنا لنركب البحر أبداً لولا حلمنا بأننا يفترض أن نوري قصتنا...أننا نفقد الحياة مغتبطين شريطة حتى يتحدث الناس بما عملنا...وكل الناس، حتى الفلاسفة، يتمنون حتىقد يكون لهم معجبون(58)". ومع ذلك فإن من جوانب عظمة الإنسان أنه من شره، وكرهه، وغروره، أنشأ دستوراً من القوانين والأخلاق ليسيطر على شره، واشتق من شهوته مثلاً أعلى في الحب(59).

وشقاء الإنسان لغز آخر. فلم شقي الكون هذا الشقاء الطويل لينجب نوعاً من الخليقة شديد الهشاشة في سعادته، كثير التعرض للألم في جميع عصب، وللحزن في جميع حب، وللموت في جميع حياة،يا ترى؟ ومع ذلك فإن "جلال الإنسان عظيم في معهدته أنه شقي(60)". "ما الإنسان إلا قصبة، وهي أوهى ما في الطبيعة، ولكنه قصبة مفكرة.

والكون كله لا حاجة به لأن يتسلح لكي يسحقه، فنفخة بخار، أوقطرة ماء، تكفي لقتله- ولكنه، بعد حتى يسحقه الكون، لا يزال أنبل من هذا الذي يقتله، لأنه لا يعهد أنه مفارق الحياة، أما الكون فلا يعهد شيئاً عن فوزه على الإنسان(61)".

وليس من هذه الألغاز لغز يجد في العقل جواباً له. ولوركنا إلى العقل وحده لحكمنا على أنفسنا بـ"ببروية" تتشكك في جميع شيء إلا الألم والموت، والفلسفة لا تستطيع على أحسن الفروض إلا حتى تكون تبريراً عقلانياً للهزيمة. ولكننا لا نستطيع حتى نؤمن بأن قدر الإنسان هوكما يراه العقل- حتى يكافح، ويتعذب، ويموت، بعد حتى ينجب آخرين ليكافحوا، ويتعذبوا، ويموتوا، جيلاً بعد جيل، في افتقار للهدف، وغباوة، وحقارة هائلة. فنحن في قرارة نفوسنا نشعر بأن هذا لا يمكن حتىقد يكون سليماً، وبأنه تجديف ما بعده تجديف حتى نظن حتى الحياة والكون بلا معنى. فالله ومعنى الحياة يجب حتى يشعر بهما القلب لا العقل."فإن للقلب مبرراته التي لا يعهدها العقل(62)."، وأخيراً نعمل حتى أصغينا إلى قلوبنا، وإن "وضعنا إيماننا في الوجدان(63)". ذلك حتى جميع إيمان، حتى بالأمور العملية، إنما هوضرب من الإرادة، وتوجيه للانتباه والرغبة (إرادة الإيمان). والتجربة الصوفية أعمق من شهادة الحواس أوحجج العقل.

أي جواب إذن عند الوجدان يجيب به عن الغاز الحياة والفكر،يا ترى؟ الجواب هوالدين. فالدين وحده يستطيع حتى يرد للحياة معناها، وللإنسان نبله، وبدونه نتخبط أعمق حتى من تخبطنا الأول في إحباط عقلي وعقم مميت. فالدين يعطينا كتاباً مقدساً، والكتاب ينبئنا بسقوط الإنسان من النعمة، وهوالخطيئة الأصلية هي دون غيرها التي تستطيع حتى تفسر ذلك الجمع الغريب في الطبيعة بين الكره والحب، وبين الشر الوحشي واشتياقنا للخلاص ولله. فإذا سمحنا لأنفسنا بأن نؤمن (مهما بدت سخافة هذا الإيمان للفلاسفة) بأن الإنسان بدأ بالنعمة الإلهية، وأنه فقدها بالخطيئة، وأنه لا خلاص له إلا بالنعمة الإلهية عن طريق المسيح المصلوب، وجدنا بعد هذا سلاماً عقلياً لا يوهب الفلاسفة أبداً. والذي لا يستطيع الإيمان ملعون، لأنه يعلن بكفره حتى الله لم يشأ حتى يمنحه النعمة.

والإيمان رهان حكيم. وهب حتى الإيمان لا يمكن إثباته، فأي ضمير إذا قامرت على حقيقته ثم اتضح بطلانه،يا ترى؟ "لزام عليك حتى تراهن، ولا يناسبك في هذا خيار...فلتوازن بين المكسب والخسارة في الرهان على وجود الله...أنك إذا كسبت جميع شيء، وإن خسرت لم تخسر شيئاً. فراهن إذن دون تردد على إنه تعالى موجود(64)". فإذا وجدت أول الأمر حتى الإيمان قاسي عليك فاتبع عادات وطقوس الكنيسة كأنك تؤمن حقاً. "تبرك بالماء المقدس، وأطلب تلاوة القداديس، وهلم جرا، وهذا كفيل بأن يجعلك تؤمن بطريقة بسيطة طبيعية، وبأن يهدئك"- سيهدئ من عقلك المغتر بقدرته النقادة(65). واعترف وتناول القربان، وستجد في هذا راحة قوية(66).

ونحن نظلم هذا الدفاع التاريخي إذا هجرناه يختتم على هذه النغمة غير البطولية. فلنا حتى نثق بأن بسكال حين آمن لم يؤمن كأنه مقامر بل كنفس حيرتها ودوختها الحياة، وكإنسان استوعب في تواضع حتى عقله الذي أذهل ذكاؤه الصديق والعدو، ليس كفواً للكون، ووجد في الإيمان السبيل الوحيد ليضفي على ألمه المعنى والمغفرة. ويقول سانت- بيف "إن بسكال رجل مريض، وعلينا حتى نذكر هذا على الدوام ونحن نقرؤه(67)" ولكن بسكال لوووجه بهذا الرأي لأجاب: ألسنا كلنا سقمى،يا ترى؟ فليرفض الإيمان جميع من اكتملت له السعادة. ليرفضه جميع من لم يقنع بمعنى الحياة أكثر من أنها مسار عاجز من ميلاد قذر إلى موت أليم.

"تصور نفراً من الناس يرسفون في الأغلال وقد حكم عليهم جميعاً بالموت، وفي جميع يوم يشنق بعضهم على مرأى من الباقين، والباقون يتبينون حالهم طالما زملائهم، ويتبادلون نظرات الحسرة واليأس، وينتظر جميع منهم دوره. هذه صورة لحالة الإنسان(68)". فكيف السبيل إلى التعويض عن هذه المذبحة البشعة التي نسميها التاريخ إلا بالإيمان بأن الله سيصحح الأخطاء كلها في النهاية، سواء استند هذا الإيمان إلى مرشد أولم يستند؟. وقد تحمس بسكال في محاجته لأنه لم يفق قط إفاقة حقيقية من الشكوك التي أوحى بها إليه موتتيني، وملحدو"السنوات التي قضاها في العالم"، وحياد الطبيعة القاسي بين "الشر" و"الخير". "ذلك ما أراه وما يقض مضجعي. فأينما تلفت لم أجد غير الغموض والإبهام. ولا تقدم لي الطبيعة إلا ما يحتمل الشك والقلق. فلوأنني لم أر علامات على وجود إله لثبت علي الإنكار. ولورأيت آثار الخالق في جميع مكان لسكنت إلى الإيمان في هدوء وسلام. ولكني في حالة يرثى لها أنني أرى أكثر كثيراً مما يبرر إنكار وجوده تعالى، وأقل كثيراً مما يطمئنني على وجوده. ولقد طالما تمنيت حتى تعلن الطبيعة عن وجود دون لبس أوغموض ما دام هذا الإله حافظها(69)".

وحالة القلق العميق هذه، والقدرة المعطلة على رؤية الجانبين، هي التي تجعل بسكال يستهوي المؤمنين والشكاكين على السواء. فلقد شعر هذا الرجل بغيظ الملحد من الشر، وبثقة المؤمن في فوز الخير، ولقد عبر من تدويمات موتتيني وشارون الذهنية إلى التواضع المغتبط الذي أحس به القديسان فرانسيس الأسيسي وتوماس أكمبيس. وهذه الصرخة المنبعثة من أعماق الشك، وهذه الصياغة لإيمان ضد الموت، هما اللذان يجعلان "خواطر" بسكال أبلغ الخط قاطبة في النثر الفرنسي. لقد أصبحت الفلسفة أدباً للمرة الثالثة في القرن السابع عشر، لا في هجريز بيكون الهادئ، ولا في ألفة ديكارت السارة، بل في القوة العاطفية لشاعر يحس بالفلسفة، ويخط لقلبه بدمه. في قمة العصر الكلاسيكي علا هذا النداء الرومانسي، وبلغ من القوة ما أعطى له حتى يعمر بعد بوالووفولتير، وأن يسمعه عبر قرن من الزمان روسووشاتوبريان. فهنا، في صبيحة عصر العقل، وفي عقود هوبز وسبينوزا ذاتها، عثر العقل منازلاً له في رجل محتضر.

روت مدام بيرييه، شقيقة بسكال، أنه كان في سنيه الأخيرة يعاني من "علل مستديمة متفاقمة(70)" وانتهى به الأمر إلى الرأي بأن "السقم هوالحالة الطبيعية للمسيحيين(71)". وكان أحياناً يرحب بآلامه لأنها تصرفه عن المغريات. نطق "إن ساعة من الألم تفهم أفضل من جميع الفلاسفة مجتمعين(72)". وقد هجر جميع اللذات، وعكف على ممارسة النسك، وجلد نفسه بحزام ثبتت فيه مسامير من حديد(73). ووبخ مدام بيرييه لأنها تسمح لأبنائها بعناقها. وعارض في زواج ابنتها قائلاً: "إن حالة الزوجية ليست خيراً من الوثنية في نظر الله(74)". ولم يسمح لإنسان في حضرته حتى يتحدث عن جمال المرأة.

وفي عام 1662، آوى أسرة فقيرة في بيته صدقة من صدقاته الكثيرة. فلما أصيب أحد الأطفال بالجدري انتقل بسكال إلى بيت شقيقته بدلاً من حتى يطلب إلى الأسرة حتى تغادر بيته. ولم يمضِ وقت طويل حتى لزم فراشه وقد حطمته الآلام المعوية. وخط وصيته، فهجر نصف ثروته تقريباً للفقراء، واعترف لكاهن، وتناول القربان الأخير، ثم لفظ أنفاسه إثر تقلصات عنيفة، في 19 أغسطس 1662 وهولا يجاوز الأربعين. ولما شرحت جثته عثر حتى معدته وكبده مريضتان، وأن في أمعائه قرحاً(75). ونطق الأطباء حتى مخه "ضخم الحجم جداً، وأن مادته جامدة مكثفة" ولكن خطاً واحداً فقط من خطوط الاتصال بين عظام الجمجمة هوالذي كان مقفلاً قفلاً سليماً، ولعل هذا هوالسر في نوبات الصداع الرهيبة التي ابتلي بها.

ووجد على لحاء المخ منخفضان "كبيران كأنهما صنعا بأصابع وضعت في الشمع"(76) وقد دفن في كنيسة أبرشيه سانت اتيين- دومون.

أعماله الأخيرة ووفاته

Pascal's epitaph in Saint-Étienne-du-Mont, where he was buried

الأعمال

  • Essai pour les coniques (1639)
  • Experiences nouvelles touchant le vide (1647)
  • Traité du triangle arithmétique (1653)
  • Lettres provinciales (1656–57)
  • De l'Esprit géométrique (1657 or 1658)
  • Écrit sur la signature du formulaire (1661)
  • Pensées (incomplete at death)

انظر أيضا

  • Pascal's Wager
  • مثلث پاسكال
  • Pascal's theorem
  • پاسكال (لغة برمجة)
  • پاسكال (وحدة)
  • حاسبة پاسكال
  • قانون پاسكال

وصلات خارجية

اقرأ اقتباسات ذات علاقة ببليز پاسكال، في فهم الاقتباس.
اقرأ نصاً ذا علاقة في

بليز پاسكال


  • JANSENISM RESOURCES: features various primary texts and discussions relating to the theology and history of Pascal and Jansenism
  • O'Connor, John J.; Robertson, Edmund F., "بليز پاسكال", MacTutor History of Mathematics archive 
  • Pascal's Memorial in orig. French/Latin and modern English, trans. Elizabeth T. Knuth.
  • Etext of Pascal's Pensées (English, in various formats)
  • Etext of Pascal's Lettres Provinciales (English)
  • Etext of a number of Pascal's minor works (English translation) including, among others, De l'Esprit géométrique and De l'Art de persuader.
  • "Pascal's Legacy", an article by John Ross on the influence of Pascal's probability theory.
  • Biography, Bibliography. (in French)
  • The Blaise Pascal School of Computing Sciences at Euclid University
  • أعمال من Blaise Pascal في مشروع گوتنبرگ
  • Blaise Pascal's works: text, concordances and frequency lists
  •  [[wikisource:Catholic Encyclopedia (1913)/Blaise Pascal "Blaise Pascal]"] Check value (help). Catholic Encyclopedia. New York: Robert Appleton Company. 1913.
  • Blaise Pascal College No.70: A Rosicrucian (SRIA) college named after Pascal.

المصادر

  • پاسكال، بليز، الموسوعة العربية
  • Broome, JH. Pascal. ISBN 0-7131-5021-1
  • Davidson, Hugh M. Blaise Pascal. Boston: Twayne Publishers, 1983.
  • Farrell, John. "Pascal and Power". Chapter seven of Paranoia and Modernity: Cervantes to Rousseau (Cornell UP, 2006).
  • Goldmann, Lucien, The hidden God; a study of tragic vision in the Pensees of Pascal and the tragedies of Racine (original ed. 1955, Trans. Philip Thody. London: Routledge, 1964)
  • Miel, Jan. Pascal and Theology. Baltimore: John Hopkins University Press, 1969.
  • Muir, Jane. Of Men and Numbers. New York: Dover Publications, Inc, 1996. ISBN 0-486-28973-7
  • Encyclopedia of Philosophy, 1967 edition, s.v. "Pascal, Blaise."
  • Pascal, Blaise. Oeuvres complètes. Paris: Seuil, 1960.
  • Pascal, Blaise. Oeuvres complètes. Jean Mesnard, ed. أربعة vols have appeared. Paris: Desclée-Brouwer, 1964-

ملاحظات



تاريخ النشر: 2020-06-04 15:50:54
التصنيفات: صفحات تستخدم وسوم HTML غير صالحة, Articles with hCards, Missing redirects, Pages with URL errors, مواليد 1623, وفيات 1662, بليز پاسكال, رياضياتيو القرن 17, Probability theorists, كاثوليك فرنسيون, رياضياتيون فرنسيون, فلاسفة فرنسيون, فيزيائيون فرنسيون, French spiritual writers, French theologians, كتاب فرنسيون من القرن 17, رواد الحاسوب, Jansenists, Christian apologetics, فلاسفة مسيحيون, People from Auvergne, Hypochondriacs, فلاسفة كاثوليك, علماء ديناميكا الموائع

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

خبير مغربي يُقدّر الكلفة الاقتصادية لزلزال الحوز بأرقام ضخمة

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-23 00:23:43
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 74%

إصابة 28 فلسطينيا شرقي غزة إثر اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-23 00:23:51
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 51%

رئيس الفاف الجديد وليد صادي يصرح: المنتخب خط أحمر وسألتقي بلماضي قريبا

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-23 00:25:11
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

جدل بسبب إمكانية استخدام مخلفات الزلزال لإعمار المناطق المتضررة

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-23 00:23:51
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 70%

مديرية التعليم تكشف حقيقة مقتل أستاذ بإقليم شفشاون

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-23 00:23:47
مستوى الصحة: 66% الأهمية: 78%

شكري: مساع حثيثة لإعادة القضية الفلسطينية إلى الساحة الدولية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-23 00:23:35
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 69%

شكري: وضع الاقتصاد العالمي يشكل ضغطا على دول عديدة خاصة النا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-23 00:23:26
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 63%

158 شبه طبي جديد عبر 16 مؤسسة صحية: الوقوف على نقائص بمستشفى أمراض القلب

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-23 00:25:48
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 66%

شكري: مصر تتواصل مع الأطراف لحل الأزمة الأوكرانية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-23 00:23:43
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 63%

وفاة الرئيس الإيطالي السابق جورجو نابوليتانو - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-09-23 00:25:50
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 52%

أيفون 15 يضم إعداد شحن محسن جديد.. هكذا تستفيد منه

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-23 00:22:53
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 49%

بعد تعرضه لاعتداء من الشرطة التونسية..وفاة عماد مشجع فريق الجيش الملكي

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-23 00:23:58
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 74%

شكري: مصر حققت نموا خلال سنوات كوفيد-19 كانت تحسد عليها

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-23 00:23:07
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 66%

وفاة الرئيس الإيطالى السابق جورجو نابوليتانو عن عمر ناهز 98 عاما

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-23 00:22:57
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 39%

شكري: دعوة السيسي لإصلاح مؤسسات التمويل الدولية نالت تقدير ا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-23 00:23:19
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 69%

صابيري يفتتح عداده التهديفي بالدوري السعودي(فيديو)

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-23 00:23:53
مستوى الصحة: 64% الأهمية: 81%

تحت إشراف وزير المجاهدين: ربط 298 عائلة بالغاز وتدشين هياكل تربوية بتبسة

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-23 00:25:45
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 60%

المخرجة إيمان عيادي للنصر

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-09-23 00:25:20
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 70%

نصر الدون راقٍ وعالٍ - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-09-23 00:25:53
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 53%

مستشار وزير الزراعة: موقع مصر الجغرافى يحميها من أى عنف مناخى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-09-23 00:22:54
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 35%

تحميل تطبيق المنصة العربية