وادي عبقر
وادي عبقر هووادي يقع في نجد وهووادٍ سحيق، واذا قيل فلان (عبقري) فهونسبة إلى وادي عبقر.
علاقة الوادي بالشعراء
تقول الروايات ان هذا الوادي تسكنه شعراء الجن منذ زمن طويل، وينطق ان من امسى ليلة في هذا الوادي
جائه شاعر أوشاعره من الجن تلقنه الشعر،وإن جميع شاعر من شعراء الجاهلية كان له قرين من هذا الوادي يلقنه الشعر.
مثل:-
- لافظ بن لاحظ صاحب امرؤ القيس
- هبيد بن الصلادم صاحب عبيد بن الأبرص وبشر بن أبي خازم الأسدي
- هاذر بن ماهر صاحب النابغة الذبياني
- مدرك بن واغم صاحب الكميت بن زيد.
- مسحل السكران بن جندل صاحب الأعشى
- جالد بن ظل صاحب عنترة بن شداد
- السفاح بن الرقراق صاحب الحارث بن مضاض
وهناك قائمة أخرى من الشعراء لم يتم ذكرهم. وهذه بعض القصص عن وادي عبقر التي قد تعتبر من الأساطير!
مما ينطق عن وادي عبقر
ينطق حتى أناساً خرجوا في سفر ومعهم مرشد -أي رجل صاحب دلالة في الصحراء- اسمه ابن سهم الخشب وضل الدليل الطريق فنطق لمن معه: " باللات والعُزى ومناة الثالثة الأخرى، قِفوا ! نحن على حافة وادي عبقر! " وأشار إلى بطن الوادي، نحوكثبان رمل مقمرة وناعمة، وإذا بكائن، على هيئة إنسان، يسوق ظليماً " ذكر نعام " مربوطاً من خطمه بحبلة من الكتّان. كان مُقبلاً من عمق الوادي، فاستوحشنا منه، وحتى الإبل بدأت ترغي وتتراجع بنا إلى الوراء. ومرق قريباً منا. كان أطول من الناقة، ورأينا ظهره عارياً، وفيه نمش أخضر، مثل طحالب تتشعّب على سطح ماء آسن، فارتعبنا. وقف بعيداً عنا، وتلفّت نحونا، وحدّق فينا مدة جعلت فرائصنا تنتفض.
- ثمَّ نطق للدليل : " يا ابن سهم الخشب : من أشعر العرب ،يا ترى؟ " كان الدليل خائفاً فلم يُجب.
- فأكمل : أشعرهم من نطق : وما ذرفتْ عيناكِ إلاّ لتضربي بعينيكِ في أعشارِ قلبِ مقتـلِ
فعهدنا أنّه يقصد امرؤ القيس. فنطق الدليل: " باللات والعُزّى ومناة الثالثة الأُخرى، مَنْ أنت،يا ترى؟ "، ورجع إلى الوراء حتى كاد يقع. فنطق : " أنا لافظ بن لاحظ، من كبار الجنِّ، لولاي لما نطق صاحبكم الشعر ! " ومضى، مقهقهاً. وقف مرشد القافلة مذهولاً، وحدّق فيه حتى اختفى.
- قُلنا له : "فما تقول في هذا؟"، فنطق : " هذا لافظ بن لاحظ، شيطان امرئ القيس الذي يُملي عليه الشعر،
- نطق : نطق مظعون بن مظعون الأعرابي: اني ليلة من ذلك لبفناء خيمة لي إذ ورد علي رجل من أهل الشام، فسلم ثم نطق : هل من مبيت ،يا ترى؟ فقلت : انزل بالرحب والسعة ! نطق : فنزل، فعقل بعيره ثم أتيته بعشاء فتعشينا جميعاً، ثم صف قدميه يصلي حتى مضىت هدأة من الليل، وأنا وابناي أرويهما شعر النابغة إذ انفتل من صلاته ثم أقبل بوجهه الي :فنطق: ذكرتني بهذا الشعر أمرا أحدثك به، أصابني في طريقي هذا منذ ثلاث ليال. فأمرت ابني فأنصتا ثم قلت له: قل، :فنطق: بينما أنا أسير في طريقي ببقعة من الأرض لا أنيس بها إذ حملت لي نار فدفعت إليها فاذا بخيمة واذا بفنائها شيخ كبير، ومعه صبية صغار، فسلمت ثم أنخت راحلتي آنسا به تلك الساعة.
- فقلت: هل من مبيت؟
- نطق: نعم في الرحب والسعة! ثم ألقى ألي طنفسة رحل، فقعدت عليها.
- ثم نطق: ممن الرجل؟
- فقلت: حميري شامي.
- نطق: نعم أهل الشرف القديم. ثم تحدثنا طويلا إلى حتى قلت: أتروي من أشعار العرب شيئا،يا ترى؟ نطق: نعم، سل عن أيها شئت! :قلت: فأنشدني للنابغة!
- نطق: أتحب حتى أنشدك من شعري أنا؟
- قلت: نعم! فاندفع ينشد لامرئ القيس والنابغة وعبيد ثم اندفع ينشد للأعشى،
- فقلت: لقد سمعت بهذا الشعر منذ زمان طويل. نطق للأعشى،يا ترى؟ قلت: نعم! نطق: فأنا صاحبه.
- قلت: فما اسمك؟
- نطق: مسحل السكران بن جندل، فعهدت أنه من الجن فبت ليلة الله بها عليم،
- ثم قلت له: من أشعر العرب؟
- نطق: اروقول لافظ بن لاحظ وهياب وهبيد وهاذر بن ماهر.
- قلت: هذه أسماء لا أعهدها.
- نطق: أجل! أما لافظ فصاحب امرئ القيس، وأما هبيد فصاحب عبيد بن الأبرص وبشر، وأما هاذر فصاحب زياد الذبياني، وهوالذي استنبغه. ثم أسفر لي الصبح، فمضيت وهجرته.
وذكر مطرف الكناني عن ابن دأب نطق : حدثني رجل من أهل زرود ثقة عن أبيه عن جده نطق : خرجت على فحل كأنه فدن يمر بي يسبق الريح حتى دفعت إلى خيمة واذا بفنائها شيخ كبير، فسلمت فلم يرد علي،
- فنطق: من أين والى أين،يا ترى؟ فاستحمقته إذ بخل برد السلام، وأسرع إلى السؤال،
- فقلت: من ههنا، وأشرت إلى خلفي، والى ههنا، وأشرت إلى أمامي.
- فنطق: أما من ههنا فنعم؛ وأما لى ههنا، فوالله ما أراك تبهج بذلك، إلا حتى يسهل عليك مدارة من ترد عليه!
- قلت: وكيف ذلك أيها الشيخ،يا ترى؟ نطق: لأن الشكل غير شكلك، والزي غير زيك، فضرب قلبي أنه من الجن،
- وقلت: أتروي من أشعار العرب شيئا؟
- نطق: نعم !
قلت: فأنشدني، (كالمستهزئ به)؛
- فأنشدني قول امرئ القيس: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
- فلما فرغ: قلت: لوأنّ امرئ القيس ينشر لردعك عن هذا الكلام!
- فنطق: ماذا تقول،يا ترى؟ قلت: هذا لامرئ القيس، نطق لست أول من كُفّر نعمة أسداها!
- قلت: ألا تستحي أيّها الشّيخ، ألمثل امرئ القيس ينطق هذا؟
- نطق: أنا والله منحته ما أعجبك منه! قلت: فما اسمك؟
- نطق: لافظ بن لاحظ فقلت: اسمان منكران. نطق: أجل !
فاستحمقت نفسي له بعدما استحمقته لها، وأنست به لطول محاورتي اياه؛ وقد عهدت أنه من الجن، فقلت له: من أشعر العرب؟
- فنطق: هاذر حيث يقول: مضى ابن حجر بالقريض وقوله ولقد أجاد فمـا يعـاب زيـاد
- قلت: من هاذر ؟
- نطق صاحب زياد الذبياني،
وهوأشعر الجن وأبخلهم بشعره، فالعجب منه كيف من الممكن أن أودع لأخي ذبيان به، ولقد فهم ابنة لي قصيدة لهثم صرخ بها: أخرجي وانشدينا..
- فأنشأت تقول: نأت بسعاد عنك نوى شطون فبانت والفؤاد بهـا حزيـن
- نطق: لوكان رأي قوم نوح فيه كرأي هاذر ما أصابهم الغرق! فحفظت البيتين ثم نهض بي الفحل، فعدت إلى اهلي.
العلاء بن ميمون الآمدي عن أبيه نطق : خرجت أنا ورجل من قريش في ليل نطلب ناقة لي إذ أشرفنا على هوة، واذا بشيخ مستند إلى شجرة عظيمة، فلما رآنا تحشحش، وأناف الينا، ففزعنا منه، ثم دنونا منه، وقلنا: السلام عليك أيها الشيخ! نطق: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فأنسنا به، فنطق: ما خطبكما،يا ترى؟ فأبلغناه. فضحك ونطق: ما وطئ هذا الموضع أحد من ولد آدم قط، فمن أنتما؟
- قلنا: من العرب! نطق: بأبي وأمي العرب؛ فمن أيها،يا ترى؟ قلت: أما أنا فرجل من خزاعة، وأما صاحبي فمن قريش.
- نطق: بأبي قريش وأحمدها!
- ثم نطق: يا أخا خزاعة هل تدري من القائل: كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس، ولم يسمـر بمكـة سامـر بلى!
نحن كنـا أهلهـا، فأبادنـا صروف الليالي والجدود العواثـر؟
- قلت: نعم! ذلك الحرث بن مضاض الجرهمي.
- نطق: ذلك مؤديها، وأنا قائلها في الحرب التي كانت بينكم، معشر خزاعة، وبين جرهم.
يا أخا قريش ! أولد عبد المطلب بن هاشم ؟
- قلت : أين يمضى بك، رحمك الله ! فربا وعظم
- ونطق : أرى زمانا قد تقار ابانه، أفولد ابنه عبد الله ؟
- قلنا : وأين يمضى بك ،يا ترى؟ انك لتسألنا مسألة من كان في الموتى.
- نطق : فتزايد ثم نطق : فابنه محمد الهادي ؟
- قلت : هيهات ! توفي رسول الله، منذ أربعين سنة !
- نطق : فشهق حتى ظننا حتى نفسه قد خرجت، وانخفض حتى صار كالفرخ، وأنشأ
- يقول : ولرب راج حيل دون رجائه ومؤمل مضىت بـه الآمـال ثم جعل ينوح ويبكي حتى بل دمعه لحيته، فبكينا لبكائه، ثم :نطق : ويحكما ! فمن ولي الأمر بعده ؟
- قلنا : أبوبكر الصديق، وهورجل من خير أصحابه، نطق : ثم من ،يا ترى؟ قلنا : عمر بن الخطاب، نطق : أفمن قومه ؟
- قلنا : نعم.
- نطق : أما ان العرب لا تزال بخير ما عملت ذلك.
- قلنا : أيها الشيخ قد سألتنا فأبلغناك، فأبلغنا من أنت وما شأنك ؟
فنطق : أنا السفاح بن الرقراق الجني لم أزل مؤمنا بالله وبرسله مصدقا، وكنت أعهد التوراة والانجيل، وكنت أرجوحتى أرى محمدا ،فلما تفرقت الجن وأطلقت الطوالق المقيدة من وقت سليمان، ، اختبأت نفسي في هذه الجزيرة لعبادة الله وتوحيده وانتظار نبيه محمد ،وآليت على نفسي حتى لا أبرح ههنا حتى أسمع بخروجه، ولقد تقاصرت أعمار الآدميين، وانما صرت فيها منذ أربعمائة سنة، وعبد مناف إذ ذاك غلام يفعة ما ظننت أنه ولد له ولد، وذلك أنا نجد فهم الأحداث ولا يفهم الآجال الا الله والخير بيده، وأما أنتما أيها الرجلان قأمضيا وأقرئا محمدا مني السلام، فاني طامع بجوار قبره. فمضينا وعملنا ما أمرنا به.
كل ما ينطق عن وادي عبقر سليم وأنا محدثكم جالد بن ظل صاحب عنترة... وهذا جميع ما اقول
المصادر
- كتاب: جمهرة أشعار العرب لأبوزيد القرشي
مراجع
- ^ أصل التسمية في الدقيقة 35:10
